اللقَاءُ الأوَّلُ ؛ وَ يوْمُ المِيلاَدِ .

831 34 4
                                    

— flashback —.
باَرِيِسُ  ؛ مَدِينَةُ الجَمَالِ وَ الحُبِّ اللعِينْ ؛
مَ اليَومُ ؟ ؛ يَومُ المِيلاَدِ المَجِيدِ حَيثُ الجَمِيعُ يحَظَى بِلَيلَةٍ دَافِئةٍ بَينَ احْضَانِ عاَئِلاتِهمْ وَ احِبَّتِهمْ .

رجُل مُعتَّمٌ يكَادُ لاَ يُرىَ بَينَ الضَّباَبِ السَّرْمِدِيْ يتخِذُ منْ احَدِ المَقاعِدِ مَجْلِساً لهُ ؛ يحتَضِنُ زُجاَجةَ الخَمْرِ وَ عِندَ اسفَلِ مِعطَفِهِ يلاَعبُ احدَ القِطَطِ تاَرةً وَ يرَبتُ علَيهاَ تاَرةً اُخْرَى.
"أَلَسْتَ الهِرَّ نِيكْسُ؟" ؛ سألَهُ فوْرَ مُلاحَظتِهِ للطَوْقِ الاحْمَرِ ؛ ثُمَّ اضاَفْ " آهٍ اجَلْ ؛ قطُّ ذَلِكَ الجَارِ المُغفَلِ وَ زوجَتهُ ؛ اتسَائلُ إنْ كَانَا يعتَنيِاَنِ بكَ جَيِّدًا ؟ ؛ تبدوُ فاَقِداً للوَزنِ فيْ الايَامِ الاخِيْرة ".
يُحادِثُ الهِرَّ وَ كأنَّهُ يُحادِثُ بَشرِياً ؛ وً بالفِعْلِ فهوَ لاَ يُطِيقُ بنِيْ جِنسِهِ لكنَّهُ مُحِبُّ لهَذهِ المخلوُقاتِ الناعِمَةْ.
يمُوءُ القِطُّ فيِ نوعٍ منَ الامتِعاَضْ ؛ كأنهُ يَنفيْ سُؤالَ الرجُلْ .
" شِجَاراتُ الازواَجِ لاَ تنتَهيْ ؛ اعلمُ انَّ مُرَبيتكَ عقيِمَةٌ منْ كَثْرةِ الصُراخِ ؛ لكِنْ ذَلِكَ لاَ ينفيْ واجِبهاَ فيْ اطعامِكَ وَ الاعتِنَاءِ بكَ ؛ صَحِيحٌ نِيكْس ؟ ".
حمِلَ القِطَ بينَ ذِراعيهِ يدَفئهُ ؛ نيكْسْ يُحِبُّ تواجُدَ الرجُلِ ؛ لرُبمَا لأنهُ يجِدُ الراَحةَ فيْ لَونِ ثياَبهِ ؛ اوْ فيِ حدِيثِهِ معهُ .
بعدَ دقاَئِقَ قدْ طُرِقتْ احدُ الابوَابِ ؛ وَ منهَا قدْ خَرجتْ ياَفِعةٌ تبدوُ عشْرينِيةً اوْ اقَلْ ؛ صُعقتْ لوَهلةٍ منَ الجَارِ الْذيِ يحمِلُ هِرهَاْ ؛ فهيَ لطَالمَا اكَنَّتُ لهُ الإعجَاب فيْ سرِهَا ؛ تلَعثمتْ فيْ الحَدِيثِ لِوهْلة وَ اخَذت نيكْسْ للدَاخِلْ فيمَ راحَت تشكُر الرجُلَ الذِيْ اعطِاهاَ بسمَةً دَافئِةً بدَل الحدِيث.
" اوُه .. انتَظِر سَيِّدِيْ ! ؛ سأحضِرُ لكَ بعْضَ الحَلوىْ ؛ كَشُكْرٍ لكَ وَ كَهدِيةٍ لعِيدِ المِيلاَدْ " ؛ هَرعتْ نحوَ المَطْبخِ فِيمَ الآخرُ قدْ اخفىَ بشاَشتهُ المُكَتلفَةِ ؛ مُعيدًا مَلامِحهُ الباَهتةَ و التِيْ لاَ تنُمُّ عنْ شَيءٍ ؛ بسببِ مَلامِحهِ قَدْ كَانَ تَلقىَ الكَثيرَ منَ الإعجَابِ وَ المدِيحِ ؛ وتاَرةُ اُخرىَ يُعلقُ البعْضُ انهُ اشبَهُ بشخْصٍ لاَ حَياةَ فيِهْ ؛
عاَدتْ الصَّبيةُ وَ بينَ كَفيهَا عُلبةٌ مَلْفوُفةٌ بوَرقٍ احمَرٍ ؛ تمُدهاَ ناحِيتهُ وَ تَشكُرهُ مُجَددًا .
غاَدرَ الرَجلُ يحْمِلُ هدِيتهُ وَ فيْ الزُقاَقِ راَحَ يُطَالِعُ لوَهْلةٍ يستَفسرُ عنْ صوتِ النَّحِيبْ القاَدِمِ منهُ ؛ أَ هُوَ فتىً مَجهوُلٌ ؟ ؛ امْ مُجردُ ثمِلٍ ؟ ؛ لَمْ يتمَكنْ منْ تحدِيدِ النَبْرةِ لذاَ اقتَربَ ذوُ الهيْئةِ المُظْلِمة منْ مصدَرِ الصوتِ اكْثرْ فإذاَ بهِ يجِدُ صَبيًّا ضَئيِلاً ؛ يجْلِسُ علىَ الرَّصِيفِ الباَردِ والِذْي كسَاهُ الثلْجُ كَباَقيِ الطَريِقِ ؛ الجُروحُ وَ علامَاتٌ زرقاَءُ تمْلأهُ ؛ لمْ يتعجَبِ الرجُل اَو يهرَعْ - مُعتادٌ عَلىَ التحدِيقِ بمِثلِ تلكَ العَلامَاتِ -  ؛  بلْ تَقرفصَ يُطَالعُ الآخرَ فيْ صمْتٍ ؛ ملامحِهُ آسِرَةٌ ؛ لكنّهاَ باهِتةٌ وَ حزِينَةٌ.
" لِمَ تُزعِجُ الماَرة بنَحِيبِكَ ؟ " ؛
تساَئلَ الأكْبَرُ بنَبرةٍ لمْ يبدُ علَيهاَ الانزْعاَجُ ؛ بَلِ الاستِفساَر فقَطْ ؛ راحَ ذوُ العُيونِ الباكِيَّة يمسَحُ عَلىَ جفنَيهِ بِكمِّ قمِيصِهِ المُهتَرِئْ مُجٍيباً فيِ صَوتٍ مُرتَجِفْ ؛ " أنَا.. لاَ أدْرِيْ ؛ اناَ آسفٌ لازعِاجِكَ " ؛ اجَابةٌ متوَقعةٌ ؛ فمنْ ذاَ الذِيْ يُفصِحُ عمَّا بهِ لشَخْصٍ غَرِيبٍ ؛ - الرجُل يُطَالِعُ الفتَىَ فيْ سكُونٍ ؛ يمدُّ لهُ عُلبةَ الحَلوَى - ؛ " كُنتُ سأرمِيهَا علىَ كُلِّ حَالٍ ؛ تَفضلْ ياَ صَبِيُّ.
مَدًّ الفتىَ احَدَ كَفيهِ نحوَ العُلبَة ينزعُ عنْهاَ الغِلافَ الأحمَرْ ؛ بيْنمِا يَرفعُ مَاءَ انفِهِ ؛ فتَحَ العُلبةَ فوجَدَ بِهَا انوَاَعاً منَ الحَلوىْ منزِليَّة الصُنعِ ؛ تحتوِيْ علىَ اشكَالٍ ظَرٍيفةٍ وَ اّخْرَى علىَ شكْلِ رجُلٍ ثلجِيِّ ؛ و اسفَل القطَعِ قدْ لمَحَ وَرقةً ؛ انتَشلهَا وَ نحوَ الغَرِيبِ مدَّهاَ فيِمَ يهمِسُ فيِ ذاتِ الصْوتِ المُرتِجفِ ؛ لكنَّ نحِيبهُ قدْ اختَفىَ ؛ وَ قدْ اعتَلتْ الحُمْرةَ وَجْنتيِهِ " تَفضْلْ..لاَ اعرِفُ ماَ تكُونْ لَكِنهاَ لَيسَتْ لِيْ " ؛ فرَكَ الرجُل جانِبَ عُنقَهُ لوَهلةٍ ؛ مُتجَرداً منَ الشَّالِ الصُوفيِ الذِيْ يحِيطُ نحرَهُ ؛ لافاً اياَهُ علىَ عُنقِ الصَبيِّ ؛ فيمَ راَح ينْبِسُ : " القِهاَ ؛ انهَا لاَ تَهُمنيِّ ".
امتَثل الفتَى لأمْرِ الرجُلِ فيمَ باَشرَ فيِ تناوُلِ حَلواَهُ ؛ تارةً تنهِمِرُ دُموعُهُ ؛ وتاَرَة يمْسَحُهاَ مُتظاَهِراً بالقُوةِ ؛ الاَ انهُ مُدرِكٌ لضُعفِهْ وَ قلَةِ حيلَتهِ امَامَ مُعانَاتهِ وَ مشاَكِلهِ الدَّائِمَة .

نَزْوَةُ الهَوَسْ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن