الفصل العاشر

53 5 0
                                    

عنوان الفصل: «صدمات متتالية».

عندما يقترب مالك الكتاب من البشريّ سيرجع كل شيء إلى مراده الطبيعي.

صلوا على الحبيب المصطفى ﷺ ♥️
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في غرفةٍ واسعة، مزينة بأرائك بنية اللون تلتف حول حوائط مدهونة بلون كريمي، تزينها آيات قرآنية معلقة بدقة على الجدران، وبعض الديكورات الأنيقة التي تضفي على المكان رونقًا وجمالًا خاصًا.

لكن ما هذا؟ أصوات بكاء متداخلة تمزق سكون المكان، شهقاتٍ مؤلمة، وأنينٍ محزن، وصراخٍ مفجع، على الأريكة الواقعة أسفل النافذة، تجلس ثلاث فتيات ورضيع.

الصراخ يأتي من الرضيع الذي تضمه والدته إلى صدرها بحنان، تحاول تهدئته بلمساتها الدافئة، بينما تُمسك بيد الفتاة التي بجانبها في محاولة لتهدئتها هي الأخرى.

تلك الفتاة، التي تغرق في دموعها وتتعالى شهقاتها تدريجيًا، تبدو على وشك الانهيار، تجلس بجانبها فتاة أخرى في العشرينات، تمسد على كتفها برفق قائلة:

- خلاص يا قلبي، بالله عليكي، انتي كدة نفسك هيتقطع.

لكن لم تهدأ، بل كانت تزداد في البكاء أكثر، ووجهها الخمري بدأ يتحول إلى الأحمر؛ من أنفاسها التي تنقطع شيئًا فشيئًا، أسندت رأسها على ظهر الأريكة بتعب، ووجه باهت، وشيئًا فشيئًا أصبحت لا ترى إلا السواد، وأنفاسها تنقطع أكثر، حتى فقدت وعيها، ولم تكن تلك الفتاة إلا سجود.

والتي لديها مشكلات عدة في التنفس، تعيقها عن ارتداء النقاب، رغم أنها تحبه للغاية!

وصديقتها تلك كانت بُروج، والفتاة الأخرى التي في منتصف عقدها الرابع، سلسبيل أخت بُروج الكبيرة وزوجة بدر -أخ سجود- كادت بُروج تقوم؛ لتأتي بجهاز تنفسها، وعطر لتيقظها، لكن تفاجئت بـبدر يدخل من باب الشقة، ملقيًا السلام، فهمَّت برفع نقابها سريعًا قبل دخوله.

أغلق بدر باب الشقة ووضع حذاءه في الخزانة، ثم عبر الممر الصغير نحو الصالون، مستغربًا وقلقًا؛ لأن بُروج تقف بشكل مريب، حاجبةً رؤيته عن سجود تمامًا بردائها.

قامت زوجته تحاول حجب ارتباكها بابتسامة قائلةً:

- عامل اي يا حبيبي؟

عانقها مقبلًا جبهتها وجبهة الرضيع قائلًا:

- هارون عامل اي؟

- الحمد لله كويس عاوزة أقولك حاجة و....

قاطعها صراخ سجدة الواقفة على باب الغرفة قائلة:

من هذا الكتاب؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن