كنت متحمسا لأسئله : " أريد أن اتصل على أحدهم" .
الحارس وهو يرفع أحد حاجبيه مستغربا : " ألا تعلم أن هناك أوقاتا معينة للاتصال ؟ "
' مما يعني أنني قد فشلت ولن أستطيع أن أعلم إن كنت في حلم أم لا ' متمتما
بعثرت شعري وجررته بسرعة ورددت عليه متململا : " حسنا " .
ورجعت إلى مكاني .
كان الحارس يحدق بي بتعجب مبتسم باستهزاء : "من هذا الحمل الوديع ؟ "
وعاد إلى مكانه بينما أنا ما أن رحل جاء إلي أحدهم قائلا : "سيدي هل نسيت أننا نملك واحدا ؟ "
أجبته بعدم اكتراث : " ما هو ؟ "
- جهاز الهاتف .
أمسكته من كتفيه وقد كانت تعلو وجهي الفرحة العارمة وابتسامة تشق وجهي : " حقا ؟ " .
قال مستغربا : " سيدي وأنت من يملكه "
تلاشت السعادة التي في داخلي بسرعة ورفعت رأسي وصحت : " هل أمر باختبار على ما فعلته في حياتي ؟ " .
أنزلت رأسي وغطيت وجهي بكف يدي محاولا أن لا أبكي وقلت : " ما الذي فعلته بحياتي ، كي أجازى هكذا ؟ "
لكنني رغم ذلك لم أيأس أبدا فذهبت إلى سريري وأخذت ابحث عن الهاتف حتى إنني قلبته رأسا على عقب ولم أجده
عدت إليهم قائلا : " من منكم يعلم أين الهاتف ؟ "
نظر إلي الجميع متعجبا مني صرخت عليهم : " ما بكم ؟ ألا يوجد بينكم شخصا يثق به هذا الضخم أم ماذا ؟ "
فقال أحدهم مستغربا : " يبدو أنك تمر بوقت صعب جدا وإلا لا يوجد تفسير لما تفعله الآن "
ابتسمت يائسا ورميت نفسي متكئا على الحائط وقلت محدثا نفسي : " لا فائدة ترجى مني " .
دق جرس صوته عال جدا حتى إنه أفزعني
رأيتهم كيف خرجوا من السجن بعدما فتح الباب لهم كنت أراقبهم فقط وأقول إلا أين ؟ضرب الحارس الحائط وأشر لي أن اتبعهم فتنهدت وتبعتهم بعد ذلك .
كان المكان كالقلعة كبيرا بالفعل دخلنا إلى قاعة طويلة وفيها الكثير من الطاولات التي تكون مستطيلة الشكل وموزعة بالترتيب في المكان
وعن يمين ويسار كل طاولة مجموعة من الكراسي فأخذ كل واحد من السجناء قصعة الطعام كي يوضع فيها الأكل فكان كل واحد منا يقف في الطابور ليسكبوه لنا
بعد ذلك وكأنهم يعلم كل واحد منهم أين يجلس بينما أنا احترت وبقيت واقفا إلا أنني نظرت الى من كان معي قد جلسوا جميعا إلى جانب بعض فذهبت بجانبهم محاولا أن أتناول الطعام
الوجبة لا تأكل أبدا وكأنها تقدم للكلاب وليس للبشر لكنني مضطر لذلك فجميعهم يأكلون وكأنها آخر وجبة لهم .
أنت تقرأ
أموت مجددا (مكتملة)
Mistério / Suspenseجاء أحد الحرس ووضع هاتفا بيدي ووقف إلى جانبي منتظرا مني أن انتهى بسرعة كنت أرتعش وبالكاد امسك به حتى أنني لا أستطيع أن تذكر أرقام هاتف أخي لكنني مسحت عيني من الدموع وتنفست كي أهدى فالأمر مهم جدا وهو كالمصير بالنسبة لي لهذا ركزت كثيرا وكتبت رقمه ووضع...