14_وأخيرًا وجَدتُك

919 308 110
                                    

أفقْتُ بَعدها ووجدتْ نَفسِي فِي ذات المشْفى الملْعون

زَفرَت غضبًا صارخًا : " اااه "

أَمسَكت الوسادة اَلتِي كَانَت تَحْت رَأسِي وأخذتْ أَضرَب بِهَا على اَلسرِير وأصيح : " أَيهَا اَلغَبِي ، أَيهَا الأحْمق ، اَلحقِير ، القااااااتل "

كان أَخِي مَوجُودًا إِلى جِواري لِذَا كان هذَا الأمْر مُفْزِعا لَه فأوقفني وأمْسك الوسادة مَعِي مُتعجِّبًا : " مَا بِك أَخِي ؟ مالامر ؟ ! "

نَظرت إِلَيه بِانْزعاج وَصحَّت :" ذَلِك الآخر ... ".

ثُمَّ قَاطَع كَلامِي أمْرًا مَا تذكَّرَتْه فقلتْ لَه بِهدوء مضيقًا عَينِي : " كُرُوف ؟ "

- " مَاذَا ؟ " ( ولَا زال مُتعجِّبًا ) .

رَجعت إِلى غَضبِي ورميْتُ الوسادة بعيدًا ناهضًا مِن على اَلسرِير مُرْدِفا : " تَأخُذني لِعرَّافٍ يَا كُرُوف ؟ " .

أَخْذ يَتَراجَع بِخطواته إِلى الورَاء مُتظاهرًا الابْتسام رَغْم الخوْف الواضح على وَجهِه : " كُنتُ أَظُن أَنَّه سيساعدك فِي مِحنَتك هَذِه " .

اِبْتسَمتْ ساخرًا ولَا زِلْتُ أَتقَدم نَحوُه : " لََا بل إِنَّني اِقْتنَعتْ وسايرتك أيْضًا " .

رَفْع كتفيْه وَهُو يَسخَر مِنِّي : " أَنْت قُلّتهَا اِقْتنَعت " .

- " مَاذَا ؟ " ( صارخًا )

أردْتُ أن اِضْربْه لَكنَّه فتح باب اَلغُرفة وَهرَب مُنِي مُسْرِعا جريْتَ وَرائِه مُحاوِلا الإمْساك بِه كيْ أَفرَغ جام غَضبِي عليْه

تَعجَّب جميع مَن فِي المشْفى وكأنِّي بِهم يقولون كَيْف لِهَذا اَلذِي كان غائبًا عن الوعْي يَركُض وَرَاء من كان جالسًا إِلى جِواره طَوَال هَذِه اَلمُدة .

تَبعتُه حَتَّى خرج مِن المشْفى وخارتْ قُوَاي بَعْد ذَلِك وسقطتْ بِركْبَتي على الأرْض جارًا أنْفاسي بِصعوبة

رَآنِي هُو على هَذِه اَلْحال فَرجَع إِلي وَهُو يَلهَث قائلا : "اانْتَ أَحمَق ، لَقد اِسْتيْقظت لِلتَّوِّ وترْكض وَرائِي؟ " .

نَظرَت إِلَيه بِنظْرة تُثير الشَّفَقة مُتظاهرًا أَننِي أَبكِي : "أُريد حلًّا الآن ، أَرجُؤوك ، لَقد مللْتُ مِن وَضعِي جدًا، أُريد اَلْعَودة لِحياتي " .

دنَا مُنِي بِبطْء مُرْدِفا : " سَنجِد حلًّا لََا تَخِف " .

صَرخَت بِوجْهه : " مِن دُون عَرَّاف " .

فزع هُو مِن صَرخَتِي اِبتسَم قائلا : " مِن دُون عَرَّاف" .

سَحبَنِي مِن يَدِي وانهْضني مِن على الأرْض وجعلَني اِتَّكأ عليْه عَائدِين لِلْمنْزل

أموت مجددا (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن