Threads of Hate || خيوط الكراهية

Part 3 : صدفة عابرة

زهرة التوليب، الزهرة المعمرة، جمالها يزداد كلما كبرت في السن
.........................................................................
........................

" أمي لا تفعلي ذلك... أتوسل إليكِ صوفيا، أتوسل إليكِ لا تتركيني بمفردي... خذيني معكِ ارجوكِ.... أمي "

هتفت مارينا بنبرة يأس مختلطة ببكاء حاد، تستنجد والدتها الميتة على كتفها

عانقتها بالنهاية لعلها تتمكن من ايجاد دفئ جسدها الذي غادر الحياة

لكن لا فائدة

أيام الجنازة مرت بصعوبة على مارينا، كأنها ابتلعت شيء لايخرج من حنجرتها، هذا الشي بات يكبر وهو بداخلها إلا إن أكون كتلة من الدموع المتراكمة لأيام

بمساعدة بيانكا و أليكس، كانت تخرج قليلاً عن كتومة قلبها، كلاهما ساعداها ومدا لها يد العون

خصوصاً بيانكا، كانت نعمَ الصديقة و أبنة العم لها

موت صوفيا لم يمنع الأخوة الثلاثة من القتال، وكل واحد بهم نقل هذا القتال لأبنه

ولكن بعيداً عن حربهم
هناك فتاة تقف أمام صورة والدتها الشابة، بينما هي تشتم بملابسها، الدموع تملئ مقلتيها و الوجع يملئ قلبها

بعد مرور شهر

حيث تقف مارينا بـ الحديقة في المتنزه أمام أليكس وتقف بجانبه أخته بيانكا

قالت تضم يديها ناحية صدرها بنبرة مبحوحة بـ سبب بكائها الحاد :

" أليكس ارجوك، تعال اطلب يدي من أبي، أتوسل إليك "

" مارينا حلوتي، افهم حالكِ، لكن الوضع ليس مناسباً، دعي أيام تمر "

خاطبها كما يخاطب طفلة صغيرة لا تفقه شيئاً

لكن هي ردت عليه بشراسة استوطنت عينيها قبل صوتها :

" أيام! أليكس بكل يوم يمر هناك وأنا أشعر بنفسي تموت بسبب والدي و أخي، هم يريدون قتلي "

عانقتها بيانكا بخوف تردد :

" حبيبتي، لما تقولين ذلك؟ لن يحصل شراً لكِ "

ثم التفت لجهة أخيها تردف :

" أليكس عليكم الهروب والزواج، إذا بقيتم هنا حبكم سيتلاشى، و أبي لن يقبل على زواجكم أبداً "

" اوافقك جميلتي، لكن إذا فعلت ذلك... أبي سيموت بـ سكتة قلبية "

" و إذا بقيت أنا هناك أكثر، أنا من سأموت "

وللمرة الثانية بيانكا تعانق مارينا بقوة، لطالما كانت علاقتها جميلة مثل الأخوات، بعيداً عن حرب ابائهم

شجعت بيانكا أخيها على الهروب والزواج، لأن والده عنيد الرأس لن يقبل أبداً زواجهم

بالنسبة لـ مارينا كان أليكس آخر أمل، آخر خيط من الثقة تتمسك به بالحياة بعد والدتها