ذاك اليوم، أردت الموت حقا، أردت أن أشعر أخيرا بالراحة، حتى إن عنى هذا نهايتي.
صحيح أنني عشت حياة أحبني فيها جميع من أحببت، لكنه سبب إضافي، لأفنى، فمن أحب لايستحقون، ما أسببه لهم من تعاسة، لا أريد أن أكون عبئا عليهم.لم تكن هذه المرة كغيرها من المرات التي حاولت فيها عبور خطوط الخطر الحمراء، لأجلك، بدت هذه اللحظة موتا محتما، حتى تلوت فيها صلواتي وتهيأت للرحيل، لكنك جئت مجددا، وأنقذتني، لتثبتي لي أنني لم أرد الرحيل حقا، أريد أحدا لينتشلني من بؤسي.
ارتدى ذلك الشاب الثلاثيني ثيابه واستعد للخروج من مركز إعادة التأهيل، الذي دخله للعلاج والعودة إلى الحياة، بعد أن فقد رغبته بالحياة.
-ألبرت: تاي سميث، عازف التشيللو الشاب الذي لمع نجمه في سماء عالم الفن، اختفى عن الأنظار فجأة، ولا أثر له منذ فترة طويلة، هل يا ترى قرر الاعتزال بعد أن بلغ أوج شهرته.
تداولت معظم محطات التلفاز والمجلات الفنية هذا الخبر في الأيام الماضية، سيدي ما الذي تخطط لفعله بحق الله.
-تاي: سأبحث عنها، أعلم أنني سأجدها، لقد رأيتها ألبرت، أخبرتني أنها ستأتي.
-ألبرت: سيدي أرجوك، إن واصلت تتبع تلك الأحلام ستهلك.
-تاي: أخبرتك انها ليست مجرد أحلام، أليزه موجودة حقا.
-ألبرت: كيف لي أن أعلم إن كانت كذلك، وانت لاتخبرني أي شيء، كل ما أعرفه أن حياتك قلبت رأس على عقب بعد تلك الرحلة.
-تاي: بما أنك الشخص الوحيد الذي لم يتهمني بالجنون، رغم أنك لم تكن حاضرا حينها، سأخبرك.
قبل خمس سنين، عندما ذاع سيط تاي سميث في عالم الموسيقى، ومع بداية شهرتي كنت أتلقى الكثير من العروض وكنت أرد بالرفض دائما، لا أعلم لماذا، لكن أحساس بأن حياتي ستتدمر إن غادرت سويسرا كان يراودني دوما، لا أعلم ما الذي دفعني لقبول العرض الذي جاءني من النرويج، ربما أردت التخفيف من الضغط الذي أصابني بسبب تلك الجائحة الكوفيدية المشؤومة.
شتاء عام 2021
-هاري: سيدي استيقظ أرجوك ستفوتك الرحلة، إنها السابعة، لم يتبقى أمامك سوى ساعة واحدة على موعد طائرتك.
-تاي: حسنا، حسنا، استيقظت.
-هاري: سيدي، هذه عاشر مرة تخبرني فيها انك مستيقظ وتعود للنوم، أرجوك سيدي إن فاتتك الرحلة سيقوم السيد سميث بعقابي.
-تاي: هاري، أتمنى حقا ان يأتي اليوم الذي اسمع فيه حجة جديدة، لقد مللت من حجتك هذه حقا، وكأـنني سأصدق أن السيد لوي سميث سيقوى على عقاب أحد العاملين لديه، إنه يحبكم أكثر من حبه لي، وأنا ابنه الوحيد.
-هاري: مع هذا عليك الاستيقاظ.
-تاي: أصدقيني القول، أليست الساعة الثالثة صباحا، أم انها الرابعة ربما.
أنت تقرأ
لحن شوق لا يقتله الفراق
Spiritualنعيش حياتنا يوما بعد يوم وعاما بعد عام، دون أن نرى خيط أمل يقودنا للراحة، يعاني كل منا في سبيل مختلف، وكل سبيل يؤدي لسبيل آخر يستهلك منه ما اختزن من طاقة، حتى يستنفذ نفسه في المحاولات. يخضع لاختبار وراء اختبار دون رحمة من الحياة، وكأنها تظنك تحولت ل...