لحن شوق لا يقتله الفراق

لأنك أثمن ما أملك، كنت قرباني

في اللغة الهندية لكلمة صديق معنى عميق جدا، فالصديق عندهم، هو من يحمل آلامك على ظهره.

بعضنا يمضى حياته في البحث عن شخص كهذا دون أن يعير أي اهتمام للحب، فالصديق هو الشخص الأهم، ذاك الذي إن لم يستطع حمل الهم عنك، سيحمله معك، إلا أن إيجاد الصديق في هذا العصر أصعب ليس من إيجاد حبيب مناسب فقط، بل حتى من إيجاد شخص فقدته لسنين، وتقطعت بكما السبل وطرق الاتصال، حتى لم يعد هناك معنى للصداقة، وباتت عبارة عن علاقات اجتماعية، يلجأ إليها الجميع لأنها جزء من الحياة الطبيعية للفرد، وبها يخفف المرء من ضغط المحيط عليه لوحدته.

لمع بارق أمل بعين تاي للتواصل مع أليزه، ورأى أن مخاطرته على الأرجح ستكون السبيل للقاء، قرر أن يحول حياته للعبة، يقامر بها مقابل هذا اللقاء.

ذاك الشخص العاقل الهادئ، البعيد كل البعد عن الصخب والجنون، تحوّل تحوّلا جذريا، أصابه مس من الجنون جعل من حوله يرون مايفعله، سببه اكتئاب يدفعه للانتحار.

_أولاڤ: عندما قررت مساعدتك فيما تفعل لتراها، لم أكن أعتقد أنك ستصل لهذا الحد، ماتفعله لا يقبل، هل يستحق الأمر أن تودي بحياتك للتهلكة لأجله.
هذا تصريح خطير بالانتحار، بدأت الصحافة تنتبه للأمر، حاولت جاهدا إخفائه، إلا أن الشائعات بدأت بالانتشار، وهذا سيؤثر على صورتك، أيستحق أن تدمر حياتك هكذا.

_تاي: أقدر لك صنيعك حقا، لكن أولاڤ أرجوك حاول تفهمي، الأمر خارج عن إرادتي، لا أستطيع التوقف، يجب أن أعلم إلى أين سيصل هذا، لقد تعبت، تعبت جدا، أريد أن أستريح، لم أعد أستطيع تحمل ما أمر به، إنه يفوق طاقتي، هذا أكثر مما أقوى على الاحتمال.
أعلم أن هذه معركتي ويجب عليّ خوضها، لكنني تعبت.

_أولاڤ: ما الذي تتوقع مني فعله الآن، لا أستطيع الوقوف مكتوف الأيدي وأنا أراك تركض نحو الهاوية، هذا حال لا يمكن السكوت عنه، حتى أن والدك بدأ يشك بالأمر، لقد أمر بتعيين حرس لحمايتك ومراقبتك، لكنني أقنعته أن لاشيء يدعو للقلق بصعوبة.
إن سارت أمورك كما تهوى العام الماضي، لا يعني أن الأمر سيدوم، هذه مدة كافية لتكتشف فيها أن ماتقوم به خاطئ، لكنك لازلت مستمر، هذه آخر مرة أقول لك فيها أن زيارة طبيب نفسي بات أمر ملحا لا نقاش فيه.

_تاي: لاتفعل شيئا، توقف عن فعل أي شيء، لا أريدك حتى أن تحاول، ما الذي سأستفيده من محاولاتك وأنت لا تستطيع فهمي، اذهب لزوجتك فهي بحاجتك أكثر مني، واشغل نفسك عني بعملك، لا أريد منك فعل شيء لأجلي، لست بحاجتك مادمت كغيرك، لاتستطيع فهمي.

_أولاڤ: زوجتي التي تتحدث عنها تواصل تهديدي بمقاضاتي بتهمة التحريض على الانتحار إن واصلت مساعدتك ولم أوقفك.
والأمر ليس أنني لا أفهمك، أنا أفهمك جيدا وأفهم ماتمر به، لكنني لا أستطيع تركك تواصل فعل هذا، أنا أقول هذا لأنني أهتم لأمرك، لأنك صديقي المقرب، ليس لعدم فهمي لما تعيشه.