يقودنا اتباع المجهول إلى قدرنا، الذي بدوره جعلنا نتبع المجهول.
تختلف وجهات النظر حول حقيقة أن الإنسان مخيّر أم مسيّر، مسيّر تجاه قدر محتوم، رغم جميع الخيارات المتاحة، أم مخيّر لاختيار طرق ستقوده نتائجها لقدره المحتوم، مجموعة من الأفكار التي لانهاية لها، تجعلنا ندور بدائرة مغلقة، مفادها أن ماقدّر لنا سيكون لنا تحت أي ظرف من الظروف.
ربما هذا ما دفع تاي للقيام بهذه الرحلة، قدره أن يقوم برحلة لم تكن في باله، ستغير حياته بطريقة ما، للأسوأ أم للأفضل، هذا متروك للأيام، لكنها ستغير حياته حتما.
رغم أنهم أمضوا أسبوعا في محاولة إخراجه من الحالة التي تسيطر عليه، لكن جهودهم بائت بفشل ذريع، فهذه الأفكار كانت تسيطر عليه كليا.
لم يتركوا مكان جميل في أوسلو إلا وصحبوه إليه، المطاعم والمقاهي، المنتزهات والمتاحف، دار الأوبرا وحصن أكراشوس، إلا أنه لازال كئيبا وتائها.
_أولاڤ: أحضرت لك القهوة المثلجة التي تحب.
_تاي: شكرا لك، أين هي توڤا، ألن تحضر اليوم.
_أولاڤ: سنلتقي بها في المنزل، لن نخرج اليوم، سنمضي الوقت في مشاهدة الأفلام واللعب، ما رأيك.
_تاي: لامشكلة لدي.
حضّرت توڤا مجموعة من الأفلام الكوميدية والعاطفية، أشياء لطيفة وتجلب الراحة، إلا أن ماجذب انتباهه، فلم يدعى "THE ICE"، يتحدث عن الصقيع والجليد، بأجواء قطبية باردة.
في منتصف الفيلم، أوقف جهاز التشغيل، ليتسائل.
_تاي: أين يمكنني أن أجد مكانا كهذا، إلى أين يجب أن أذهب.
_توڤا: هل تريد الذهاب لمكان متجمد.
_تاي: أجل، أحتاج الذهاب لمكان كهذا.
_توڤا: سمعت من أحد أصدقائي أن رحلة ستقام إلى لونغييرباين، عاصمة أرخبيل سفالبارد، يمكنك القول أنها آخر بقعة يابسة في هذه الجهة من الكرة الأرضية.
_تاي: هذا ممتاز، هل يمكننا الذهاب.
_توڤا: أجل بالطبع، أنا موافقة.
_تاي: ماذا عنك أولاڤ؟.
_أولاڤ: إن كان هذا سيسعدك فلامانع لدي.
_توڤا: استعدوا جيدا، لأن موعد انطلاق الرحلة بعد ثلاثة أيام من اليوم، لكن ضعوا في حسبانكم أن المكان متجمد.
كان توجههم إلى مدينة لونغييرباين صباحا، وتاي على أمل أن يجد الراحة بهذه الرحلة، فقد اتعبه التفكير، وانتظاره لشيء لايعلم ماهو.
بثت أجواء المدينة شعورا من الراحة والانتماء بداخله، لايوصف، أحس كل من توڤا وأولاڤ بالتغير الذي طرأ عليه فور وصولهم.
أنت تقرأ
لحن شوق لا يقتله الفراق
Spiritualنعيش حياتنا يوما بعد يوم وعاما بعد عام، دون أن نرى خيط أمل يقودنا للراحة، يعاني كل منا في سبيل مختلف، وكل سبيل يؤدي لسبيل آخر يستهلك منه ما اختزن من طاقة، حتى يستنفذ نفسه في المحاولات. يخضع لاختبار وراء اختبار دون رحمة من الحياة، وكأنها تظنك تحولت ل...