أشعر بأنني أستطيع أن ألمسك إن صدقتُ فقط، وأشعر بأنني أقترب من تحقيق ذلك.
تلك كانت الفكرة التي شغلت باله مذ رآها ذلك اليوم، لكنّ أحد لم يصدقه، ولم يحبط هذا عزيمته لإيجادها، شيء ما بداخله يخبره أن لها صلة بشعور النقص الذي يجتاحه منذ زمن، أنها حل لمعضلته.
بينما كان غارق في النوم إحدى الليالي، بعد أن عانى مع الأفكار والأرق ساعات طوال، أيقظه رنين الهاتف المزعج، والذي حتما لم يكن مرحّبا به في هذا الوقت، أبدا.
_أولاڤ: هل أيقظتك، أعتذر صديقي، لكنه أمر مهم، لقد استطعت تدبر أمر طلبك المجنون.
هناك مركب سيبحر غدا لمجموعة من العلماء المهتمين بأمر الأنهار الجليدية، وقد وافقوا على اصطحابنا معهم._تاي: لاعليك، حقا؟!، هذا جيد.
أقلع المركب صباحا في عرض المحيط، كانت فكرة تاي المجنونة، أن يقوم بأمر جديد، ويعزف ألحانه على متن مركب في عرض المحيط.
وهذا ماحدث فعلا، حيث كان العلماء يقضون نهارهم في بحوثهم على ظهر الجزر الجليدية الطافية، وفي المساء أمسية موسيقية رائعة على ألحان تاي، الهدف منها رؤية فتاة أحلامه، لكنّ الأمر لم يفلح.
وفي إحدى الأمسيات قبل العودة إلى اليابسة، وقف يعزف مقطوعته على رأس مقدمة السفينة، ملقيا باعتراض أولاڤ، وتحذيرات القبطان عرض الحائط، وأخذ يغرق في حالة من النشوة الموسيقية مجددا.
كانت حالة عظيمة بنظره، شعورا لذيذا مميزا، أمرا يستحق المخاطرة، حيث أنه لم يندم أبدا حتى بعد ماحدث.
ما إن بدأ العزف، حتى تناثر أمامه الثلج الأزرق، وأظلم المركب فجأة ولم يعد يرى سوى الندفات المتساقطة، وخطوط الألحان الذهبية، عندها ظهرت تلك الشابة من العدم، بِطلّتها السابقة، ووقفت تشاركه العزف بتناغم وكأنهما خلقا ليكملا بعضهما بعضا.
بعد انتهاء العزف، بادرها الكلام مسرعا...
_تاي: من أنت؟!، وما الذي تريدينه مني؟!، وما الذي قصدته بكونك رحمتي الإلهية؟.
_...: أجابته ضاحكة، على رسلك ياكل رغباتي المحققة، سأبدأ من النهاية، معنى اسمي الرحمة الإلهية، أما من أنا وما الذي أريده، فهذا أيضا متعلق بالرحمة الإلهية، فأنا الشخص الذي يكملك، أنا نصفك الثاني وقطع أحجيتك الناقصة، لهذا أنا أليزه، رحمتك الإلهية، وأنت تاي، كل رغباتي المحققة.
_تاي: أتقصدين أنك السبب في ذاك الشعور الذي يراودني منذ زمن.
_أليزه: نعم ولا، صحيح أنك تشعر به لأنني لست معك، لكني لست من جعلك تشعر به، إنها رغبة إلهية، مشيئة الله التي ستحثك للبحث عن نصفك الثاني.
_تاي: إذا كنت حقا نصفي الثاني لماذا هربت في السابق، ألا يفترض أن نبقى معا، بما أننا التقينا.

أنت تقرأ
لحن شوق لا يقتله الفراق
Spiritualنعيش حياتنا يوما بعد يوم وعاما بعد عام، دون أن نرى خيط أمل يقودنا للراحة، يعاني كل منا في سبيل مختلف، وكل سبيل يؤدي لسبيل آخر يستهلك منه ما اختزن من طاقة، حتى يستنفذ نفسه في المحاولات. يخضع لاختبار وراء اختبار دون رحمة من الحياة، وكأنها تظنك تحولت ل...