في أحلامي تعيش

99 33 7
                                    

"أين يهرب قلبي من قلبي؟ أين يمكنني أن أفر هربا من نفسي؟".

تلك الكلمات لسانت اوغستين مثلت مايمر به تاي، فخلال الأسبوع الذي مضى وهو في أوسلو، أخذ يفكر، ما الذي أفعله هنا، لما قبلت الحضور إلى هنا، إنني أفر هربا من نفسي الضائعة مؤخرا، فما الذي دفعني للخروج من عزلتي بدل البحث عني.

أشعر وكان قطعة من روحي ضائعة، وعليّ البحث عنها، شيء مني تاه عني، وعليّ أن أجده، لكنني لا أعلم عمّ أبحث بالتحديد، وهذا الشعور هو ما قادني إلى هنا، لم أشعر أنني سأجد نفسي هنا.

أخرجه رنين الهاتف من بحر أفكاره...

_أولاڤ: تاي، أصدقني القول، ما الذي جلبك إلى هنا، لم قبلت دعوة الشركة إن كنت ستمكث في الفندق، إن حفلك نهاية العام، ومع هذا قبلت الحضور بوقت مبكر للقيام بجولة، هل أخبرك أحد ما أن الجولة ستقام في الفندق داخل جناحك، ألم نتفق على جعلها استراحة ممتعة لكلينا، أين المتعة وأنت في سريرك.
_تاي: أعتذر، كان لدي الكثير من الأمور التي تشغل تفكيري مؤخرا، لذا قررت الهرب منها، لكن على مايبدو أنها تلاحقني.
_أولاڤ: بالطبع ستلاحقك إن استمريت بالجلوس هكذا، دون أن تشغل نفسك عنها.
_تاي: ربما، معك حق.
_اولاڤ: بالطبع أنا على حق، والآن استعد لأنني سآتي وآخذك معي، هيا بسرعة فقد بت قريبا منك.

كان برفقة أولاڤ فتاة ما، تفحصها بنظراته مستغربا وجودها، ثم نظر نحو أولاڤ ينتظر تفسيرا.

_أولاڤ: دعني أقدمها لك، هذه توڤا باوس، محامية مختصة بقضايا المرأة، كما وأنها خاطبتي، وسنتزوج عمّا قريب.
_تاي: مرحبا توڤا، سررت بمعرفتك، أنا تاي، تاي سميث.
_توڤا: أنت غني عن التعريف، فأنا كأولاڤ، لدي اهتمام بعالم الموسيقى الكلاسيكية، لذا اعرفك جيدا.
_أولاڤ: والآن، دعونا نذهب للقيام بجولة لطيفة في مدينة أوسلو.

ذهبوا لتناول الطعام في مطعم يدعى "Mat&Mer"...

_توڤا: أتعلم، هذا المطعم له ذكرى خاصة، إنه مميز بالنسبة لنا، وأولاڤ لا يحضر أحد إلى هنا، لابد أنك مميز جدا بما أنه أحضرك.
_تاي: أعتقد أنه مميز بالنسبة لي أيضا، منذ اللحظة الأولى، راودني شعور بأنه سيكون صديقا رائعا، إن استطعت كسب صداقته.
_أولاڤ: ما الذي تحدثتما عنه في غيابي، أمل أنني لم أكن فحو الحديث.
_توڤا: كنت أخبره عن أهمية المكان، ما رأيك أن نأخذ تاي إلى حديقة غوستاڤ ڤيغلاند، أعتقد أنها ستعجب فنانا مثله، إنها حديقة مليئة بالمنحوتات، ما رأيك.
_تاي: لا مشكلة لدي، لنذهب.

بعد أن تجولوا بين المنحوتات، اختاروا بقعة بعيدة عن الأنظار، وجلسوا فيها يشربون الشوكولاتة الساخنة، بينما تاي اختار لنفسه القهوة المثلجة.

وفي حين أنهما كانا يتجمدان من البرد، كان مستمتعا ببرودة الجو، رغم ارتدائه ملابس خفيفة.

لحن شوق لا يقتله الفراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن