تترسخ داخل القلب بثقة تامة، فكرة أن صاحبه شخص عادي، لاقيمة له، حتى تحين اللحظة التي يتغير فيها المصير بنظره، ويتعلق هذا القلب بأحد ما، ليرى نفسه الأثمن في الوجود، والأكثر سعادة، أو يفقد شخصا ما، ليصبح الأكثر بؤسا، والأكثر بؤسا تزهر ذوات البتلات، في تربته البائسة.
غط في نوم عميق، بسكينة الآيات التي سمع فلم يجرؤ أحد منهم على إيقاظه، بعد أن تفأجوا به ينام بهذا العمق كالأطفال، دون أن تقض مضجعه الكوابيس.
استيقظ في الليل وصدمه التوقيت الذي رآه على الساعة، فأسرع حتى لايفوته الموعد المعهود برفقة عبدالله، وفور وصوله جلس ينتظر إلى أن انتهى الحدث الجماعي الذي علم أنه صلاة الفجر.
التحق به عبدالله وبدأ يقص مابقي من الحكاية.
_عبدالله: بعد أن ألقوه في البئر، مرت قافلة بالقرب منه، وقام أحد رجالها بإلقاء دلوه في البئر ليمد القافلة بالماء، فوجد الطفل في البئر، أسعدهم الأمر لأن بيعه كعبد مقابل المال ليس سيئا، وبالفعل، فور وصولهم مصر عرضوه للبيع، وقام عزيز مصر بشراءه.كان يوسف شديد الجمال، وجماله ينمو ويزداد بنموه وازدياد عمره، وهذا ماجعل زوجة عزيز مصر تقع ضحية لجمالة، حتى وصل بها الحال لإغواءه، لكن الله عصمه عن الوقوع في الخطأ.
انتشر خبر عشق امرأة العزيز للشاب الذي تبناه زوجها، ولامها الجميع على فعلتها، لتقرر جمع النساء على مأدبة كبيرة، ووضعت أمامهم سكاكين حادة، وطلبت من يوسف الدخول.
ما إن رأينه حتى أذهلهن جماله، وغابت الألباب عن الواقع، فآذين أنفسهن دون أن يشعرن، لتأنبهم امرأة العزيز، أن هذا العشق الذي لمتنني فيه، وهددت بسجنه أمام الجميع إن لم يطاوعها، فدعا ربه، أن ربي السجن أحب إلي مما يدعونني لفعله.
دخل عليه السلام السجن عدة سنوات، وظهرت إحدى آيات نبوته في السجن، حيث أنه عُلم تفسير الأحلام.
بعد أن اكتسب ثقة جميع من برفقته ومحبتهم، لجأ إليه رجلان لتفسير أحلامهما، حيث أن أحدهما رأى أنه يعصر خمرا، والآخر رأى فوق رأسه خبزا تأكل منه الطير.
فكان تفسير حلم الأول أن يصبح عاملا في سقاية الملك، والآخر أن يعدم، وهذا ماحدث بعد مدة.
تمر السنين، ويرى الملك حلما فيه سبع بقرات سمان تأكلهن سبع عجاف، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات، أبى الكهنة تفسير الحلم، وقالوا أنها أضغاث أحلام، وماهم بتفسير الأحلام بعالمين، حينها تذكر الرجل الذي بات يعمل في سقاية الملك أمر يوسف عليه السلام، وأخبرهم بأمره وبتفسير حلمه.
أرسل بأمر من الملك إلى السجن لمقابلة يوسف عليه السلام وتفسير رؤيا الملك، أخبره أن بانتظارهم قحط وأعوام تفسد فيها المحاصيل، لذا عليهم أخذ الحيطة والحذر، واختزان القمح في الخزائن ليتم استخدامه في سنين القحط.
![](https://img.wattpad.com/cover/319088225-288-k724580.jpg)
أنت تقرأ
لحن شوق لا يقتله الفراق
Spiritualitéنعيش حياتنا يوما بعد يوم وعاما بعد عام، دون أن نرى خيط أمل يقودنا للراحة، يعاني كل منا في سبيل مختلف، وكل سبيل يؤدي لسبيل آخر يستهلك منه ما اختزن من طاقة، حتى يستنفذ نفسه في المحاولات. يخضع لاختبار وراء اختبار دون رحمة من الحياة، وكأنها تظنك تحولت ل...