في بعض الثقافات يوجد مايدعى بخيط القدر، يؤمنون فيه أن خيطا أحمر يربط المرء بجزءه الآخر، حيث أنه مهما أبعدتهم المسافات وفرقهم الزمن، سيلتقي أحدهما الآخر حتما، ولن يفرق بينهما مادام أحدهما لم يقرر الفراق، بقطع خيطه، ولا يقطع الخيط سوى إن قرر أحد الطرفين أن يكون أنانيا ويغادر الحياة، دون التفكير بطرفه الآخر.
مرت هذه الكلمات أمامه وهو يتصفح مواقع التواصل الإجتماعي، ليمر الوقت سريعا قبل جلسة العلاج التالية، لكن وقعها لم يكن خفيفا عليه، عاد له الصداع ثانية وشعر بالدوار، فأستلقى على سريره سريعا حتى يزول الدوار.
ترأت له أليزه مستلقية فوق الجليد، تنظر نحو السماء، فقد سلبها المشهد عقلها._أليزه: أتعلم تاي، أظنني دب قطبي.
_تاي: ماذا؟!، لم تظنين هذا، قال ضاحكا.
_أليزه: أعتقد أنني دب قطبي متحول، هذا هو التفسير الوحيد للراحة التي تنبعث داخلي حين أكون وسط الجليد.
_تاي: ليز، لا أعتقد أنك دب قطبي حقا، لكنني أعتقد أنك فتاة مجنونة لاغير.
_أليزه: قل ما تشاء، لن أرد عليك هذا المرة، فمزاجي عال جدا، لن أعكره بجدالك المستفز.
_تاي: حسنا حسنا، أعتذر، لم أكن أعلم أنك منسجمة مع الأجواء لهذه الدرجة، لا أعلم ما الذي يعجبك بالشتاء والجليد، وكيف تحبين هذا البرد، لكنني سأحترم هذا.
_أليزه: لن ترى الشفق القطبي سوى في الأماكن الباردة المثلجة، هذا سببا وجيها ألا تعتقد، إن رؤيته تذكرني بالألحان، أشعر وكأنني عندما أراه، أرى الألحان تسير أمامي.
_تاي: إنك تتأثرين بأمور غريبة، لأنك عميقة التفكير، وتدققين كثيرا في التفاصيل، حتى أصغرها، ولأنني عكسك، ربما لا أركز بهذه الأمور، وحتى من الممكن أن أنساها.
_ أليزه: أحقا ماتقول، هل من الممكن أن تنساني يوما.
_تاي: ما الذي تقولينه الآن، ماهذا الكلام.
_أليزه: أجبني على سؤالي.
_تاي: كيف لي أن أنساك يوما وأنت الشخص الذي اختاره قلبي، كنت أود تأجيل هذا حتى نعود، وأقدمك لوالدي بشكل لائق، لكنني مضطر لهذا الآن.
أخرج خاتما من جيب سترته وألبسها إياه.
كنت قد كرست حياتي لحلمي وهواياتي، ولم يشغلني يوما أمر آخر، لكن خيوط قدري ساقتني نحوك، لتكوني قدري، وإن كانت خيوط الخرافة معقودة باليد، فخيوطك معقودة بقلبي.
هل تقبلين بي زوجا، لا أعدك حقا أنني لن أنساك، فقد أخبرتك أنني سأساق لقدري مرغما دون أن ادري، لكنني أعدك وإن جهلتك العيون يوما، فذكراك بالقلب لن تنسى.اعتدل بجلسته مذهولا، يا إلهي ما الذي يحدث، ما الذي رأيته توا، هذا لا يشبه ماكنت آراه سابقا، يبدو الأمر حقيقيا فعلا هذه المرة، تبدو كذكريات لا أذكر حدوثها.
أنت تقرأ
لحن شوق لا يقتله الفراق
Spirituellesنعيش حياتنا يوما بعد يوم وعاما بعد عام، دون أن نرى خيط أمل يقودنا للراحة، يعاني كل منا في سبيل مختلف، وكل سبيل يؤدي لسبيل آخر يستهلك منه ما اختزن من طاقة، حتى يستنفذ نفسه في المحاولات. يخضع لاختبار وراء اختبار دون رحمة من الحياة، وكأنها تظنك تحولت ل...