عظيم الابتلاء

22 6 8
                                    

"إن كنت تستطيع طمأنة قلبي المرتجف دائما، فهو لك"، هذا ما تقوله "روضة الجيزاوي"، وأنا أقول إن استطعت استعادة روحي الضائعة، فهي لك، إن استطعت إحياء قلبي الميت، فهو لك.

لكن السؤال هنا، هل ستستطيعين، أو هذا ما ظننت أنني سأتساءل عنه حالما أراك، لأنني حتى اللحظة لم أرك وأنا أعلم أنك أمامي بروحك التي أهوى، وشمس ابتسامتك المشرقة التي احب.

وأعترف أنني أبله، لأنني لم أحسب حسابا لهذا الأمر، كدت أفسد كل ما خططت له، أرادت عيناي المتلهفة شوقا لرؤيتك أن تفضحني بابتسامتها اللامعة ببلاهة، أراد ثغري الغبي أن يصل الخطوط بين الأذنين المفترقتين ليجمعهما معا وأخيرا بابتسامة حمقاء، والأهم أكثرهم سخافة، ذاك القلب السخيف الذي حاول كل جهده الهرب من قفصه، والتحرر للعودة إليك، إلى وطنه وحيث ينتمي.

فالانتماء ليس حكرا على الأرض وحدها، نحن ننتمي للأشخاص أيضا.

الحمدلله أنني لم أفقد السيطرة على نفسي فور رؤيتها، تعبيرا عن سعادتي المفرطة كونها أمامي دون أن تختفي.

تغيرت كثيرا، لم تعد ذاك الشخص الواثق بنفسه، تنكس رأسها أرضا بضعف وانكسار، فتت يديها من فرط التوتر والقلق، مزقت ما تبقى من قلبي لأشلاء بحالها هذا.

من الجيد أنني قررت إحضار نوستالجيا معي لمساعدتي على كسر حاجز الصمت، فور أن رأتها ركضت إليها بعد أن أفلتت يدي وارتمت إليها.

_نوستالجيا: ليز، اشتقت إليك كيف حالك، ما الذي تقرأينه هذه الفترة.

ابتسمت لها ابتسامتها المشرقة المعهودة، فشعرت أن الكون توقف من حولي ولم يبقى في الوجود سواي وابتسامتها التي تضيء عالمي.

أنا وهي وأوراق الخريف المتساقطة ونسمة حملت أمواج الحنين المتدفقة لقلبي، إن أطلت البقاء في محيط دائرة مركزها هي، سأرمي بسنين عذابي رمادا متناثرا، وأمسح الصفار الذي لوث صفحتها وإن لم تعد سوداء نظيفة، سامنحها صفحة أخرى، سوداء قاتمة لا تشوبها شائبة.

_أليزه: حنيني إلى الماضي، وأنا اشتقت إليك كثيرا، حتى أنني أحضرت لك هدية صغيرة آمل أن تنال إعجابك، كما أنني لازلت أقرأ كتاب مكتبة منتصف الليل، لم أشاء الانتهاء منه سريعا، لأنه أثر فيّا فقررت أن أركز عليه أكثر.

_نوستالجيا: پوليانا، صاحب الظل الطويل، عدوي اللدود والخيميائي، ليز اختياراتك رائعة بحق، شكرا لك.

_أليزه: لا داعي لشكري، يعجبني الأطفال الذين يميلون إلى الثقافة والأدب، لذا أحب دعمهم.

كما وأن هناك أيضا مفكرة صغيرة، ستسعد كثيرا إن بدأت تدوين أفكارك ويومياتك فوق صفحاتها.

أخذت الصغيرة هديتها وتمركزت بعيدا عنهم لتعطيهم مجالا للحديث، ولتعطي نفسها مجالا للاستمتاع بكتاب.

لحن شوق لا يقتله الفراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن