هل تعلمون كيف يقع الإنسان بالحب؟، سيعشقك أحدهم، بقدر ما ستجعله يفكر بك.
تثير فضوله بطريقة ما في اللحظة الأولى، وتختفي، أو تصمت، فلا يجد لوصالك سبيل.
لتحتل تفكيره، وكل جوارحه، عندها فقط ستعيش داخل روحه إلى الأبد،حتى إن لم يسطتع إليك سبيلا، ستحيا فيه.
فوق إحدى الهضاب التي اكتست ثوبا ياقوتيا ملكيا، تناثرت عليه الازغهار بخجل رغما عنها، لكنها لم تفسد هالة الأخضر الملكي.
جلست في البقعة التي اعتادت على وجودها تحت شجرة الصفصاف الكبيرة.من يراها يظنها تفك رموزا تعمد الكاتب بثها في نصه، لشدة تركيزها وعمق نظراتها، إلا أنها في الحقيقة لا تعلم حتى ما داخل الكتاب، فتفكيرها يحوم حول كل رغباتها، صحيح أنها رأته، وتراه دائما لتروي ضمأ قلبها، لكنه لا يراها، ولا تريده أن يراها.
حرصت على أن الطريق الذي سلكته البارحه سيمكنها من رؤيته دون أن يفعل، كما أنها متاكدة من حقيقة عدم تعرفه عليها، حتى وإن فعل، مع هذا فإن ضيق صدرها يشعرها أن أمرا سيئا على وشك الحدوث، أمرا ليس في الحسبان.
أخرجها من حلبة صراع الأفكار، صوت لطيف بث الدفء والحنين في ثنايا روحها.
_نوستالجيا: أوه، هذا رائع، أتحبين القراءة أيضا.
_أليزه: ماذا؟!.
_نوستالجيا: أعتذر إن فاجئك سؤالي.
_أليزه: لا عليك يا جميلة، ونعم أحب القراءة، إنها تجعلني أشعر بالسكينة والسلام.
_نوستالجيا: عمي يقول الشيء ذاته، حتى أنه يمتلك نسخة من هذا الكتاب في مكتبته.
_أليزه: يبدو أن لعمك ذوقا رفيعا في الكتب.
_نوستالجيا: إنه شخص رائع، سأعرفك به في المرة القادمة.
_أليزه: اتفقنا يا جميلة، لكن أخبريني أولا ما اسمك.
_نوستالجيا: أدعى نوستالجيا.
_أليزه: اسمك جميل وغريب، لم أسمع به من قبل، ما الذي يعنيه.
_نوستالجيا: إنه الحنين، عندما يشتاق المرء لمن لايمكنه الوصول إليه.
_أليزه: إنه فريد من نوعه حقا، من الذي اختار لك هذا الاسم المميز.
_نوستالجيا: اشتاق أبي للعم تاي كثيرا، فاختار لي هذا الاسم الذي يعبر عن شوقه، لذا أخذت جمالي وذكائي من عمي، والاسم من والدي.
_أليزه: أيدعى عمك الذي يحب القراءة تاي، قالتها ومعالم الصدمة تجتاح وجهها.
_نوستالجيا: نعم، إنه تاي الوسيم اللطيف.
_أليزه: ضحكت على كلامها الطفولي، أين تقيمين، وهل جئت إلى هنا بمفردك.
_نوستالجيا: أقيم في منزل العم تاي، منزل عائلة سميث، وجئت إلى هنا برفقة أمي والجدة هاري، أترغبين بالذهاب معي، أعدت جدتي طعاما لذيذا، سيعجبك.
أنت تقرأ
لحن شوق لا يقتله الفراق
Spirituellesنعيش حياتنا يوما بعد يوم وعاما بعد عام، دون أن نرى خيط أمل يقودنا للراحة، يعاني كل منا في سبيل مختلف، وكل سبيل يؤدي لسبيل آخر يستهلك منه ما اختزن من طاقة، حتى يستنفذ نفسه في المحاولات. يخضع لاختبار وراء اختبار دون رحمة من الحياة، وكأنها تظنك تحولت ل...