•〈 المَمْلكَة العَتِيقة 〉•

"أحتاجك."

طالعتها إليانا بحَيْرة، لماذا ينعتها الجميع بالمنقذة؟ هل تمتلك تلك القوة حقًا لإنقاذهم جميعًا؟ فَهمت سديم ما يدور بداخلها فقطعت عليها شرودها قائلة:

- الأمور لا تبدو كما ترينها يا صغيرتي، أنتِ لا تعرفين أي شيء يدور من حولكِ، نفذي ما أخبرتكَ إياه فحسب وسيُصبح كل شيء بخير.

- حسنًا يا أمي.

- كيف أتيتِ إلى هذا العالم؟

أشاحت إليانا بنظراتها بعيدًا وهي تشد على قبضة يدها، شعرت بيد والدتها تُربت على ظهرها قائلة بنبرة دافئة:

- يمكنكِ إخباري إليانا.

- لا أعلم كيف حدث كل هذا، لقد رأيت الظَلّ والذي عَلمت أنه أَوْس حاكم المملكة العتيقة ثم اتبعت ما أخبرني إياه وصعدت إلى الغرفة العلوية التي كانت تحتوي على كُتب، فتحت صندوق أسود كان يُوضع به كتاب غريب ثم رأيت ما به من شخصيات عرفت أنها تشمل هذا العالم، ورأيت كلمة نُقشت أسفل شخصية لم أعرفها إلى أن زارني في المملكة وعلمت بأنه جواد.

- أي كلمة؟

- الفسقة، لا أعلم ما الذي حدث عندما نطقت بتلك الكلمة، سمعتُ صوت صراخ جدتي مارِيا فهبطت إلى الأسفل لأجد رأسها في ناحية وجسدها في ناحية أخرى.

شهقت سديم بعدم تصديق، ومع التفكير في ما قالته فَهمت ما الذي حدث لها، فقالت:

- السحر أذاها، لقد فتحتِ طريق إلى جواد للدخول دون أن يمنعه الأحجار وهذا أثر على السحر الذي أقامته مارِيا وبذلك قُتلت.

- نعم لقد أخبرني جواد بهذا، ثم كيف تعلمين بذلك الأمر؟

- هناك الكثير من الأشياء التي لا تعرفينها.

- أريد أن أعلم كل شيء كما أنني أُريد أن أفهم كيف نُقشت تلك الكلمة في الكتاب، هل حقًا ما قاله جواد صحيح؟ أن هناك تعويذة أُقيمت في المملكة؟

- أخبري مَنْ سيُراسلكِ بكل تفاصيل ذلك اليوم وهو سيخبركِ بكل شيء.

- ولماذا لا تُخبريني أنتِ؟

- لا أستطيع التفوه بشيء، إن فعلتَ سيقتلوني.

- مَنْ؟

- أخبرتك بأنكِ ستعلمين، أرجوكِ توقفي عن الأسئلة.

- متى سأراكِ مجددًا؟

- رؤيتي لكِ ليست جيدة بتاتًا.

- كيف؟ هل أزعجتكِ بشيء؟

- بالطبع لا ولكنكِ.. أنه أمر لا يُمكنني شرحه لكِ ولكن كما أخبرتك ستعلمين بما يحدث قريبًا.

- حسنًا يا أمي يجب عليَّ الخروج الآن.

عانقتها إليانا بقوة قبل أن تبتعد عنها، إن جلست لدقيقة أخرى بجانبها لن تخرج وستبقى معها، وكم تكره نفسها الآن لأنها ستبتعد ولكنها مجرد فترة مؤقتة وستبقى بجانبها إلى ما تبقى من عمرها.