•〈 المَمْلكَة العَتِيقة 〉•

"مُنْقِذتنا المَعهودة."

جلست إليانا أمام قبر مارِيا، لا تعلم ما الذي حدث، كيف توالت الأحداث بهذا الشكل؟ وكأنها غائبة عن الوعي، لا يستوعب عقلها شيء ولا تستطيع التفكير، لا يُمكنها أن تمر بهذا مجددًا، لا يُمكنها أن تشعر بذلك الضَيَاع مرة أخرى.

أنه اليوم الثالث والأخير على عزاء جدتها وهي للآن صامتة، تلقت كل شيء بالصمت، حين وجدتها بهذا الشكل ذهبت إلى الشرطة وفي النهاية أخبروها أنه ربما حيوان من الغابة.

ولكنها ليست الحقيقة، لقد عاشوا كل تلك الفترة في القرية دون أن يحدث شيء لهم، دون أن يُبصروا حيوان في الغابة حتى.

كل شيء حدث مِنْ بداية رؤيتها لتلك الهالة، لا تعلم ماذا فعل لجدتها أو ماذا حدث عندما نطقت تلك الكلمة التي لا تعرف معناها للآن، تشعر بأنها سَاهِية عن كل شيء.

لقد أخبرتها مارِيا أنها ستتأخر فكيف عادت في وقت مُبكر؟ لماذا عادت في اللحظة التي نطقت بها بتلك الكلمة وحدث لها كل هذا؟

عادت إلى المنزل بروح خالية، بقلب مُتألم ومِنْ فرط ألمه لم يجد طريقة للتعبير، البكاء لم يعد كافيًا، الصراخ لن يُداوي ما حدث لها.

جلست أمام المرآة تنظر إلى ملامحها التي فقدت رونقها، عيناها أصبحت خَاوِية من كل شيء، أغلقتهما عندما مر هواء لطيف داعب بشرتها من النافذة.

رأت مملكة غريبة، تحتوي على قصر كبير يضم حوله أشجار متساقطة الأوراق، رأت صورة لشخص ما، تلك الصورة مألوفة لها، لقد رأتها في الكتاب!

هناك صوت يهمس لها بصوت أرعبها:

- اذهبي إلى الغابة، أنتِ في خطر.

تلك الجملة ترددت كثيرًا وما زالت صورة هذا الشخص أمام عيناها.

فتحت عيناها بملامح هَلِعة وهي تنظر حولها، ما الذي يحدث معها؟ تريد أن تفهم كل هذا ولكنها عاجزة، كل ما تعرفه أن كل ما تراه حقيقي.

هل تذهب إلى الغابة أم تنتظر؟ هل هي في أمان الآن أم هي الضحية التالية؟

لم يعد لديها شيء لتخسره، لقد خسرت كل شيء في حياتها، لم يعد هناك شخص واحد في حياتها يهتم لأمرها لذلك هي لن تخسر شيء إن ذهبت إلى هناك، ألم تكن تحمل فضول كبير تجاه تلك الغابة؟ إذًا تلك فرصة لا تُعوض.

ارتدت ملابس واسعة باللون الأسود، رفعت شعرها للأعلى حتى لا يُزعجها أثناء تنقلها، أخذت حقيبة صغيرة معها تحتوي على بعض المال والطعام والخاتم الخاص بجدتها كما حملت في يدها عصا حديدية كبيرة.

خرجت من المنزل وهي تُلقي نظرة عليه، تتأمله من الخارج وتُخزن تفاصيله بداخلها، اتجهت ناحية الغابة وهي ترى الأحجار السوداء التي رأتها في الكتاب، هي تعلم جيدًا أنها ليست مجرد صدفة.

كانت الأحجار تُحيط أطراف الغابة، حاولت أن تصعد فوق تلك الأحجار دون أن تؤذي نفسها وبالفعل نجحت في ذلك، فلاحظت أن تلك الأحجار مصقولة.