شمسُ حَارِقة تَضْرب رأسها، عدد ليس بكبيرٍ من فتيان وفتيات الأُمراء يتدرَّبون على استخدام قواهم، بينما يقف بجانب عزف متيَّم، أنه ابن غيث ولمى على كل حالٍ، أنها تكْبرهُ بعدة أشهر، وهذا ما يجعلها تَسخَّر منه كثيرًا بهدف المَرَح، ولكن ذلك المتيَّم هو الوحيد في ذلك المكان الذي تقبّل بوجوده، فالجميع هُنا بلا أي مبالغة لا يُطاق!
نظرت عزف إليه بِحنق قائلة له:
- لقد أصابني الإعياء، أُريد الرحيل.
رفع كتفيه بلا مبالاة مُتحدثًا:
- هذا ما يجب علينا فعلهُ يا عزف.
انتقلت نظراتها إلى تلك الفتاة في الخلف، فضحكت بمراوغة وهي تقول:
- تلك الفتاة تنظر إليك، وخاصةً تنظر إلى تلك الخصلة البنفسيجية التي تُزين شعرك من الخلف.
التفت متيَّم ليجد فتاة تُطالعه بالفعل، لم تبعد نظراتها عنه بل وضعت عينيها في عينيه دون خجل، فهمست عزف بنبرة لعوب:
- أنتَ أمانة لديَّ، فكما تعلم إنك صغير مقارنةً بي، وعليَّ حمايتكَ من تلك العينان الزائِغة، فنحن لا نريد أن تجلِب لنا أميرة مُرهَفة الحسّ إلى القصر.
احتدت نظراته لها قائلًا بغضبٍ:
- لا تهزأي بي، حقًا أنا أكره فعلتكِ هذه.
لانت ملامحها للحظةٍ قائلة:
- حسنًا حسنًا أنا أعتذر، فقط كُنت أريد مُشاكسة تلك الفتاة، فأنا أشعر بالملل الشديد.
فنطق بتَبرُّم:
- عزف مُفتعلة المَشاكِل.
ابتعدت من أمامه لتقف أمام تلك الفتاة تسألها بابتسامة رائقة:
- مَنْ أنتِ أيتها الجميلة؟
نطقت الفتاة بابتسامة تهكمّية:
- إنني أميرة.
طالعتها عزف من رأسها إلى أخمص قدميها قائلة بنبرة ساكنة:
- جيد جدًا، وكأنكِ تقولين شيء جديد، جميع مَنْ هنا هكذا، فهذه ليست الإجابة.
نطق متيَّم بضيق من أفعالها:
- كفى!
حدجته بنظرة حاسِمة قائلة:
- لم أفعل شيء بعد يا متيَّم، لماذا تُفسد عليَّ كل شيء؟
وجهت نظراتها نحو الفتاة ولكنها فِي الحال ابتلعت كلماتها، رأت وجه ذلك المُدثر مجددًا، يا إلهي ماذا يفعل هُنا؟ فوصل إلى مسامعها صوته الهادئ:
- كان حُكمًا غبيًا يا شجن، أنا أعتذر عن جعلكِ تتورطين مع هذا البَلاء.
رَفع متيَّم حاجبيه بانزعاج قائلًا بنبرة مُتماسكة:
أنت تقرأ
•〈 المَمْلكَة العَتِيقة 〉•
Fantasíaنحن لا نعرف الإجابات قبل الأسئلة، نحن لا نعرف النتائج قبل الأفعال، أو ربما نعرف ولكن لم نعتقد أن النتيجة ستكون سيئة إلى هذا الحد، فماذا يفعل المرء عندما تتمحور حياته لألغاز حلها في مُنحدر أخر من العالم؟ في مكان مجهول لا يعلم أحد بماهيته. - جميع الحق...