صوت صُرَاخ سديم بعد أن ارتَطَم جسدها بالأرض جعل جميع حواس إليانا تستيقظ لتُهروِل إليها قائلة بتوجُّس:
- ما الذي حدث؟ كيف لم تنتبهي أثناء سيركِ؟
تَسرَّب الشُحوب إلى ملامح وجه سديم وهي ترى ما حدث معها يتكرر أكثر، فأجابت وهي تُحاول رَسم الابتسامة على ملامحها:
- أنا بخير إليانا.
- كيف أنتِ بخير؟ ألا يؤلمكِ شيء؟
- أنا بخير شردت قليلًا ولم أنتبه فقط.
- فلتتوخَّي الحذر يا أمي.
فتركتها والدتها وهي تهزَّ رأسها بالموافقة بينما ذهبت إليانا إلى الخارج لترى لمى تجلس بمفردها فجلست أمامها دون أن تنطق بشيء.
فهمست لمى إليها:
- أنتِ مَنْ علمتِ أن صفوان مُتزوج من حور إذًا.
- هل أَخبركِ أَوْس؟
- أَخبر الجميع في ذلك اليوم.
- أَظن أنكِ لا تشعرين بشيء تجاهه.
- لا، كل ما حدث كان سَذَاجة مني لا أكثر.
- كل شيء انتهى على نحو جيد إذًا.
- أجل.
ثم ران عليهما الصمت قبل أن تندفع لمى بسؤالها:
- وأنتِ؟ كيف تسير أموركِ مع أَوْس؟
شردت بعينيها قبل أن تقول بَاسِمة:
- لا أعلم ولكن كل شيء على ما يُرام.
فأردفت لمى بعفوية زائدة:
- لا تعلمين كم انتظرت لأرى مَنْ ستكون زوجة أخي.
تَسلل اللون الوردي إلى وجنتيها وهي تقول بصَدْمة:
- ماذا؟
تنهدت لمى وهي تقول بابتسامة جانبية:
- إذًا أنتم ما زلتم في تلك المرحلة.
- أية مرحلة؟
- أنتم في مرحلة النكران أو أنتِ خاصةً في تلك المرحلة.
- أنا لا أفهم شيء.
- أعلم أنكِ يا إليانا تعرضتِ إلى أشياء كثيرة سيئة في حياتكِ جعلت ثقتكِ في الجميع معدومة ولكنني مَنْ أُخبرك بهذا، لقد قضيت عمري بأكمله مع أخي وحقًا هو رجل لا مثيل له، لا أُخبركِ بهذا لأنه أخي فحسب بل لأنني كنت أتمنى دائمًا أن الرجل الذي سأقع في حُبه يكون شبيهًا له في كل شيء.
- فوقعتِ في حُب غيث الذي يُشبه أَوْس إلى حد كبير.
- ليس هذا ما أُريد التحدث به الآن، ما أُريد إخبارك إياه أن أَوْس لن يؤذيكِ أبدًا، سيُحافظ عليكِ كما سيُحافظ على قلبك، سيُحبك كل يوم مرة أخرى، ستكونين كل شيء في حياته ولن يتمنى شيء سواكِ.. تلك النظرة التي أراها في عينيه ليست مَألُوفة وتحمل الكثير من الحُب.
أنت تقرأ
•〈 المَمْلكَة العَتِيقة 〉•
Fantasyنحن لا نعرف الإجابات قبل الأسئلة، نحن لا نعرف النتائج قبل الأفعال، أو ربما نعرف ولكن لم نعتقد أن النتيجة ستكون سيئة إلى هذا الحد، فماذا يفعل المرء عندما تتمحور حياته لألغاز حلها في مُنحدر أخر من العالم؟ في مكان مجهول لا يعلم أحد بماهيته. - جميع الحق...