"مُنقذون هذا العالم."

282 33 48
                                    

جَلست إليانا فِي المكان المُخصص لاستقبال أي زائِر بفخرٍ واعتزاز، تنظر أمامها بنظرة تَليق بمكانتها ومنزلتها، هكذا بدأت خطوات حُكمها منذ عام وما زالت تسير في هذا الطريق على نَفس الوَتِيرة، يجب أن يرى أعداء تلك المملكة كم هي قوية حتى في غياب أَوْس وإلا كل شيء سيُهدَّم فوق رؤوسهم.

دَخل إليها ملك إحدى الممالك، كان يرتدي زَيّ مُختلف عن المعتاد فيبدو أنه من مملكة بعيدة عن تلك النِطاق، هو طلب مقابلتها وهي وافقت على هذا الطلب، وها هو يجلس أمامها وعلى وجهه بَسمة غريبة.

فَتحدث بإجلال:

- مرحبًا بكِ سيدة إليانا.

ابتسمت له بتكلّفٍ قائلة:

- مرحبًا بكَ يا سيد قُصي، أنرتُ مملكتنا، تفضَّل بالجلوس.

جلس قُصي وقد أدار عينيه السوداوين إليها، فسمع صوت إليانا تسأله باهتمامٍ:

- ما سبب تلك الزيارة؟

قد تبدَّلت ملامح وجهه تمامًا مما أثار دهشتها ولكنه تحدث دون تأخير قائلًا:

- اختفاء أشخاص ذو أهمية كبرى من مملكتنا فجأةً، سرقة أشياء باهظة الثمن بَغتةً، ليست أشياء باهظة الثمن فقط بل أشياء عَتيقة، كُتب، لَوْحات فنية، وغيرهم، حركة تحدث داخل مملكتنا بصمتٍ مُدهش فبِرغم الحِراسة الكاملة ولكن كل شيء يحدث دون أي أثر يُذكر.

نظرت له إليانا بصَرامة وابتسامة ساخِرة ارتسمت على محياها وهي تجيبهُ:

- ما الذي يدفعك للشك بنا سيد قُصي؟

- ما فعله الملك غيث خِلال الفترة الماضية هو ما يدفعني إلى ذلك.

فسألته إليانا بتمهل:

- مَنْ يجلس أمامك الآن؟

- ماذا تقصدين؟

- فقط أجبني.

ازدرد ريقه قائلًا:

- أنتِ، أعني السيدة إليانا.

فأجابته بحدةٍ:

- توليت هذا الحكم منذ عام، زِمام جميع الأمور تُسير تحت يدي منذ هذا الوقت، واتهامك لنا دون أي دليل يُذكر واعتمادك فقط على الماضي أمر مَعِيب، لذلك كُنت أتمنى أن تأتي بدليل أقوى من هذا بمراحل، وستأخذ هذه النصيحة مِني، لا تفعل هذا مجددًا مع أي مملكة، ستصبح مِهْزارًا للناس.

شعر قُصي بالعار الشديد، فابتلع كلماته ولم ينطق بحرف، فقط كان ينظر إلى زُمرديتها المشتعلة فأثار هذا إعجابه حقًا، تلك الإليانا جميلة بحق، ولكنه تمالك نفسه وقال بأسى:

- أنا حقًا أعتذر منكِ باسم مملكتي بأكملها، لن يتكرر هذا الخطأ مجددًا، لقد تسرعت لا أكثر لذلك فلتُعذريني أرجوكِ.

•〈 المَمْلكَة العَتِيقة 〉•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن