- أين مكانك السِري هذا؟
نطق مُدثر بضجرٍ من طول الطريق وصمتها المُزعج، بينما كان بإمكانهما استخدام قواهِما في الوصول سريعًا، ولكنه يتعامل مع رأسٍ صلبة لا تفهم بِالحديث، فسمع صوتها تقول:
- أتمنى ألا تُصبح مثلهم، وتُخبرني بِنبرة صارِمة "هذا خطرُ عليكِ" فقد سئمتُ من هذه الجملة.
فنطق بهدوءٍ:
- أنا لا أخشى عليكِ، ولا أخشى على نفسي أيضًا، لذلك لا تقلقي.
فسألت:
- لماذا لا تخشى على نفسكَ؟
ابتلع مُدثر كلماته عندما رأى البوَّابة الحدِيدية سوداء اللون، ولكن النيران حولها كانت أكثر اشتعالًا، فنطقت عزف باضطراب:
- النيران قد توهجت أكثر يا مُدثر!
فسأل بثباتٍ والفضول يُسيطر عليه بالكامل:
- ما هذا المكان يا عزف؟
رفعت كتفيها بعدم معرفة قائلة:
- هل لديك طريقة يُمكننا بها تجاوز تلك البوَّابة والدخول؟
- لا أعلم، ربما.
- إذًا؟
نظر إليها مجددًا بعد صمت طال لحظات وقال:
- ألا تستطيعين الطيران؟
تبدَّلت ملامحها قائلة بانفعال:
- كيف لم أُفكر بهذا؟ أنا أستطيع بالفعل، ولكن ماذا عنكَ؟
- يُمكنني التخفي، حينها سأُصبح شفافًا ويُمكنني العبور.
وبالفعل حاولت عزف الطيران فنجحت، البوَّابة كانت عاليةً بشكل كبير ولكنها استطاعت التحليق إلى الأعلى وتجاوزتها بسلامٍ، بينما استغرق مُدثر نصف ثانية ليدخل إلى الداخل بِسهولةً.
سماء سوداء حالِكة يُفيض منها الدمار، أرض لا ملامح لها أو هيئة، دماء جافة مُتناثرة في الأنحاء، صَقِيع شديد أصاب المكان مما جعل عزف ترتجف بقوةٍ، لا يوجد أي شخص يُذكر، بجانب اختفاء الحيوانات والنباتات، لا يوجد هُنا ما يُسمى بِ"الحياة"، فنطق مُدثر بدهشةٍ:
- ما هذا بحق السماء؟
فقالت بعدم تصديق:
- أتمنى أن تُصبح مثلهم، وتُخبرني الآن بِنبرة صارِمة، أن هذا حقًا خطر علينا.
أجفلت عزف عندما ظهرت امرأة عجوز من العدم، تعابير الغضب رُسِمت على وجهها الغَرِيب، فقالت بصوتٍ أجش:
- ما عملكم هُنا؟
صمت عمّ بينهم للحظاتٍ طويلة، فصاحت العجوز في تخبّط:
- أنتم تلعبون مع النار، كيف تقتحمون أرضي؟
حسنًا كانت عزف على وشك الإجابة وإنقاذ الموقف، فهي مَنْ تسببت في كل هذا، ولكن يد مُدثر التي قبضت على يدها بقوةٍ وقسوة أخرجتها من عالمها، ثم في لحظةٍ آخرى وجدت نفسها في الغابة والألم يغزو جسدها، فسحبت يدها بعدم فهم من ما حدث، فهمس مُدثر بهدوءٍ:
أنت تقرأ
•〈 المَمْلكَة العَتِيقة 〉•
Fantasyنحن لا نعرف الإجابات قبل الأسئلة، نحن لا نعرف النتائج قبل الأفعال، أو ربما نعرف ولكن لم نعتقد أن النتيجة ستكون سيئة إلى هذا الحد، فماذا يفعل المرء عندما تتمحور حياته لألغاز حلها في مُنحدر أخر من العالم؟ في مكان مجهول لا يعلم أحد بماهيته. - جميع الحق...