الفصل الأول

2.2K 127 30
                                    

فى بدايه تلك الروايه أرجو منكم الدعاء لأبى (حسن عبد المنعم اسماعيل) أن يغفر له الله ويتغمده بواسع رحمته هو وسائر موتى المسلمين .. اللهم آمين .. 

                               ***********
نعم ..
كغيري من آلاف الفتيات وقعت أسيرة لروايات العشق، أحببت ذلك الشعور الذي تفنن الروائيون في وصفه فتمنيت بشدة لو أني أستطع تذوق حلاوته أو حتى الإكتواء بناره ...
أردت الحصول على حُب هادىء نقي كالنهر الصافي المُمتد بلا نهاية؛ يمد الكائنات على ضفتيه بالحياة بلا مُقابل ..
وكذلك كان هو في مخيلتي، إكسير الحياة الذي سيزيديني قوة وشبابًا وجمالًا وصحة، فقبل أن أتذوقه كنت أشعر بالضعف والخيبة طوال الوقت، مُجرد فتاة منطوية لاشغف لها في الحياة، كُنتُ أعتقد أنه هو وحده من سينتشلني من قاعي ويعلو بي جاذبًا إياي نحو السطح، نحو النور، نحو الحرية، نحو الحياة ...
لذا لم أُفضل الانتظار كثيرًا، لقد كُنت أبحث عنه لاهثة كالظمآنة التي ترنو إلى شربة ماء .. فقط شربة ماء ..
وأنا لم أُرد سوى شخص.. فقط شخص أبني عليه شغفي وأُغدقه بحناني ورومانسيتي حتى لو بداخل مخيلتي أنا فقط ..

وبالطبع بنيت الكثير من قصص الحب بداخلى تجاه أشخاص رُبما لم ألفت انظارهم يومًا، أو لرُبما لم يعلموا بوجودي من الأساس، لكن من يهتم ! فبالنسبة لي كان يكفي إعجابي أنا بهم، لذا فسرت الكثير من أفعالهم على أنها إعجاب خفيّ بي، وما كان يزيدني ذلك سوى التعلق أكثر وأكثر ..
لكن مالم أفهمه حقًا هو الطريقة التي أستطعت بها تناسيهم ومحوهم من وجداني بمنتهى السهولة دون الشعور بالألم أو تأنيب الضمير، بل وأنشغل بآخرين يظهرون بدلًا منهم داخل حياتي، وكالعادة أقوم ببناء قصص حب وهمية يتدرج فيها خيالي لمواقف لم ولن تحدث قط مع أولئك الوافدين الجُدد ..

قد تظنون بي الخَبَل لوهلة، لكني كنت أعلم جيدًا بداخلي أن هذا من محض خيالي ليس أكثر، ولكن بذرة الأمل لم تمنعني من افتراض تبادل المشاعر بيننا، فأقوم بتفسير كل موقف وكل كلمة من منظوري الخاص بما يُرضي إحتياجي، فأتخيله وقد ابتسم لي أو نظر لي بطريقة مُتعمدة ..
أفترض غيرته إذا قمت بتوجيه الحديث لغيره، أو أشعر برغبته في إثارة غيرتي عندما تلتف الفتيات حوله، فأتصنع عدم الاكتراث وكأن ذلك لايعني لي شيئًا، وغيرها من المواقف العديدة التي تُشعرني بالرضا والسعادة ..

على أية حال ..
فلنتجاوز تلك العلاقات الوهمية وننتقل إلى علاقة مُكتملة الأطراف .. إلى حد ما ...
الحُب الأول .. إبن خالتي .. زياد ..

كانت التجمعات العائلية الأسبوعية هي السبيل الوحيد لرؤيته في بيت جدتي، لم يكن هناك فتاة غيري؛ فالبقية جميعهم فتيان ذكور يكبروني ببضع سنوات ..
تلخصت العلاقة بيني وبين زياد في جملتي (ناقر ونقير) و(كأنهم مولودين فوق روس بعض) كما كانت تُردد خالتي دومًا، وربُما تكون تلك الكلمات هي السبب الرئيسي في لفت انتباهي إليه وزيادة تعلقي به متوهمه أنه يُبادلني نفس التعلق ....
لكن وأثناء انشغالي بمشاحناتي الدائمة معه لم أفوت تلك النظرات الهادئة الثابتة التي كان يرمقني بها إبن خالتي الكُبري "إسلام" والذي كان يكبرني بست سنوات كاملة، الحقيقة أني لم أكترث لها نهائيًا خاصة بعد تأكدي لملاحظته إعجابي بزياد ...

الإكسير الزائفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن