في تلك المرة هي من أرسلت له أولًا راغبة في شُكره على ماتورط به لأجلها، فلم تتردد كثيرًا في إتخاذ ذلك القرار، بل ماإن وطأت قدمها أرض منزلها حتى أسرعت إلى غرفتها لتقوم بفتح حاسوبها لإرسال رسالة إلى حسابه الشخصي محتواها :
_ شكرًا يازياد على اللي عملته عشاني النهاردة مش عارفة لو مكنتش موجود في اللحظة دي كان إيه ممكن يحصلي ..ماإن أرسلت كلماتها؛ وفي نفس الدقيقة تفاجئت بنغمة هاتفها تتصاعد ليظهر اسمه على شاشتها فأجابت على الفور دون تفكير وأتاها صوته الدافئ يقول :
_ ماهو مش هينفع تشكريني كده بالكتابة .. ولا انتي إيه رأيك ؟
ابتسمت غرام برقة وأجابته بهمس :
_ شكرًا تاني يازياد ..
ثم أضافت :
_ طمني عليك أنت كويس ؟
أجابها على الفور :
_ المهم إنتي ..
صمتت لبضع ثوان قبل أن تقول ممتنة :
_ لو مكنتش موجود النهاردة مكنتش هبقى كويسة دلوقتي وياعالم كان إيه ممكن يحصلي ...
قاطع كلماتها الأخيرة قائلًا :
_ ششششش متقوليش كده .. أنا هفضل طول عمري موجود وجمبك ...للمرة الأولى لم تعلم غرام بما تُجيبه على كلماته تلك والتي تحمل معنيين كعادتها، لذا لم تستطع سوى التساؤل راغبة في تغيير مجري الحديث :
_ بس مقولتليش إيه اللي جابك الكلية عندي !
تفاجئت غرام من حديثه المباشر عندما قال :
_ جيت عشانك .. عشان وحشتيني ومش عارف أوصلك .. عشان كنت هتجنن عليكي وانتي مش عطياني أي فرصة عشان أقرب ...ألجمتها حروفه، فهي ولأول مرة تستمع إليه يبُث أشواقه إليها بتلك الطريقة، دائمًا ماكانت اللهفة والأشواق تطل من عينيها هي، أفعالها كانت شبه مفضوحه عندما تُريد رؤيته، لكنه وبعكسها كان شديد التأنِ والحذر في حديثه إليها وكأنه يخاف أن يذل لسانه بكلمات تُدينه لايستطيع التراجع عنها، لذا ودون تفكير وجدت غرام لسانها يتسائل :
_ زياد انت إيه اللي غيرك كده ؟كان يعلم جيدًا المقصود بسؤالها فهو بالفعل في حال لايستطع هو تفسيره، لكنه أجابها بمكر كعادته مُتصنعًا عدم الفهم :
_ كده إزاي ؟
لم تشأ غرام الخوض في تلك اللعبة من جديد، فلقد ملت حقًا من ذلك الكر والفر الغير مُبرر، لذا قالت بكل وضوح :
_ خلينا نتكلم بصراحة من غير لف ودوران، طول عمري أنا اللي بجر ناعم معاك وكنت صريحة جدًا في حقيقة مشاعري من البداية ومخبتش أي حاجة عليك، وأظن أنت قريت مذكراتي وعرفت كل حاجة عني ...تنهدت لثوان ثُم أضافت :
_ في نفس الوقت أنت كنت عكسي في كل حاجة، مش صريح ومش دوغري في مشاعرك ليا، شوية عاوزني جمبك وشوية مش عاوز تجرحني عشان أنا بنت خالتك وفي النهاية ألاقيك ارتبطت بحد تاني، وتمام أنا كل ده تقبلته ومعنديش مشكلة إنك تكون بتحب شخص تاني وتختاره ...
_ إنما دلوقتي أقدر أفهم أنت عاوز مني إيه بالظبط؟ ومتقوليش بنت خالتي وبتطمن عليها والأسطوانة دي !وقبل أن يٌجيب زياد على حديثها أردفت هي مُضيفة وكأنها تُحدث نفسها :
_ عارفة إن أنا اللي لجأتلك وطلبت منك المساعدة، بس كلامك وطريقتك الفترة اللي فاتت خلتني أحس بحاجة تانية خالص، وكأنك ... وكأنك مرة واحدة قررت إنك تحبني !
أنت تقرأ
الإكسير الزائف
Romansaزوجة تتعرض للخيانة من قٍبل زوجها وصديقتها المٌقربة، لتكتشف في النهاية أنها قد تنبأت بذلك حتى قبل أن تتزوج زوجها .. تُرى هل هي المُذنبة فيما فعلته ! أم إنه الإكسير الزائف ؟