لم تستطع السيطرة على مزاجها لأكثر من ذلك، ودون أن تشعر وجدت حالها تقوم بإختيار أسمه من قائمة الأسماء داخل هاتفها ومن ثَم ضغطت على زر الإتصال ...
مرت الثوان الأولى كالدقائق بالنسبة إليها وبداخلها تمنت بألا يُجيب، كانت تقضم أظافرها بتوتر وهي تستمع إلى الرنين الذي طال وهو لم يُجب بعد .. لذا قررت إنهاء الإتصال بعدما أعتراها الندم والخجل على فعلتها ذلك ..
ولكن قبل أن يمتد إصبعها إلى زر الإنهاء؛ جاءها صوته الهادئ يملأ أُذنيها قائلًا بعذوبة :
_ أزيك ياريم ..
أغلقت ريم مُكبر الصوت بسرعة واكتفت بوضع الهاتف على إحدى أُذنيها قائلة بتلعثم :
_ خالد .. عامل إيه ..
أجابها بنفس نبرته الهادئة :
_ في أحسن حال ..
صمتت هي لبضع ثوان قبل أن تقول بنبرة حاولت إخراجها مرحة :
_ أكيد في أحسن حال ياعريس .. أنا بس كنت عاوزة أباركلك ..
لم يُجبها هو بل استدركت هي على الفور وكأنها تُنفي عن نفسها تهمة :
_ أنا عرفت بالصدفة من صفاء ..
علق هو قائلًا :
_ الله يبارك فيكي .. عقبالِك ..
أجابته بثقة يغلب عليها نبرة التحدِ :
_ قريب إن شاء الله...
تردد خالد قليلًا قبل أن يُخرج ذلك التساؤل بداخله قائلًا :
_ الشاب اللي شوفتك معاه ؟
أجابته ريم دون وعي :
_ آه زياد ..شعر خالد بتلك الرغبة المُلحة بداخله للتساؤل عما إذا كان ذلك الشاب هو من تخلت عنه لأجله سابقًا، لذا قال بتردد :
_ هو ده اللي .....
لكنها قاطعته على الفور ولم تنتظر سماع ماتبق من سؤاله، بل قالت باستخفاف :
_ هيفرق معاك في إيه .. انت مش خطبت خلاص .. وأكيد بتحب خطيبتك .. ولا ... !
قاطعها دون تفكير مُوضحًا :
_ رغد دي أحلى حاجة حصلتلي في حياتي ..
لم تتوقع ريم تلك الكلمات التى تفوه بها فاكتفت بقولها :
_ آه .. طبعًا أكيد مش هتخطب واحدة مش بتحبها ..
أجابها على الفور مؤكدًا كلماتها :
_ أكيد وخصوصًا إنها فعلًا إنسانة تتحب .. كل حاجة فيها مميزة ...صمتت ريم لبضع ثوان قبل أن تُجيبه بنبرة خالية من أي مشاعر :
_ طيب ياخالد ربنا يوفقكوا وهستنى عزومتي على الفرح المرة الجاية ...
أجابها هو :
_ أكيد .. وأكيد الدعوة هتبقى ليكي إنتي وخطيبك ...
صمت قليلًا قبل أن يُتابع :
_ بإعتبار ماسيكون يعني ...انتهت المكالمة بين الطرفين، ولم تشعر ريم سوى بدمعاتها تتجمع بداخل مقلتيها وكأنها طُعنِت في كرامتها للتو، أما هو فقد تبدل حاله من الفرح لتلقي إتصالها إلى الندم والحسرة على حاله هو الآخر ...
***************
كان يوسف يجلس بداخل شرفة منزله أعلى ذلك المقعد المُتأرجح المُفضل له، مُغمضًا عينيه باسترخاء تام بينما نسمات الهواء الباردة تُداعب وجهه الوسيم مُتخللة أنفه برائحة ورود النرجس المُتشبعة بها ..
في ذلك الوقت .. بل وطوال الوقت كان ذهنه مُنشغل بها هي فقط .. فتاته التي حالفه الحظ للقائها أخيرًا والتواصل معها ..
أحلام ...
هي فعلًا كالحُلم بالنسبة إليه، فقد كان بدأ بالتشكك في صحة تواجدها من الأساس وظن أنها مُجرد سراب لاوجود له في عالمنا ..
ولكنها بالفعل حقيقة وكُل تفصيلة بها واقع لايقبل الشك ، وهاهو رقم هاتفها يُضيف الحياة إلى هاتفه الشبه مُهمل ...
لقد انتظر لعدة أيام بعد حفل خِطبة صديقه وحاول جاهدًا ألا يُهاتفها خلال تلك الفترة حتى يتأكد من صدق مشاعره، لكنه لايستطع التحمل لأكثر من ذلك، خاصة مع حلول الليل وسيطرة الظلام، فلا شيء يُداعب عقله سوى وجهها الحزين الذي لم يُفارق مخيلته مُنذ عدة أيام ..
![](https://img.wattpad.com/cover/244731490-288-k83117.jpg)
أنت تقرأ
الإكسير الزائف
Romanceزوجة تتعرض للخيانة من قٍبل زوجها وصديقتها المٌقربة، لتكتشف في النهاية أنها قد تنبأت بذلك حتى قبل أن تتزوج زوجها .. تُرى هل هي المُذنبة فيما فعلته ! أم إنه الإكسير الزائف ؟