_ بتضربني في ظهري ياأحمد ؟
خرجت تلك الكلمات الغاضبة من فم زياد بعدما أغلق باب غرفته التي يقطنها بصُحبه أخيه، بينما أحمد كان يجلس أعلى فراشه بلامُبالاة يعبث بهاتفه عندما تفاجئ بوجه أخيه الثائر وكلماته المنفعلة الموجهه إليه ..
كان يبدو على ملامحه عدم الفهم لذا تساءل بهدوء :
_ في إيه ؟
اقترب منه زياد بسخط ومد ذراعه إليه فبدا وكأنه على وشك أن يُمسكه من تلابيبه إلا إنه تراجع في اللحظة الأخيرة وقال بغضب مكتوم :
_ بتتصل بغرام من ورايا ليه ؟كان يبدو على أحمد التفاجؤ لبضع لحظات لكنه لم يُفضل الإنكار، لذا قال باستخفاف مُحاولًا استفزاز أخيه :
_ وأنت إيه اللي يخصك في حاجة زي دي ؟ هو أنا المفروض أخد إذنك لما أعوز أكلم بنت خالتي ؟
حاول زياد قدر الإمكان التحكم في إنفعاله فابتسم بسخرية وعقد ساعديه أمام صدره قائلًا بتحد :
_ ده لما تكون راجل وتكلمها من رقمك اللي هي تعرفه، مش تتصل بيها وش الفجر من رقمك الجديد مستخبي وراه زي ال ..وكأن كلماته أصابت الأول في مقتل، فهب من أعلى فراشه دون مُقدمات وارتكز على ركبتيه ليُصبح في مستوى أخيه ثُم قال صائحًا :
_ لا أنا راجل غصب عنك وعنها، أنت بقى اللي لو كنت راجل كنت خفت على بنت خالتك ومعملتش معاها علاقة في السر زيها زي أي واحدة من اللي تعرفهم ...اتسعت عيني زياد بتفاجؤ من هول ماتفوه به أخيه، فقال مُستنكرًا :
_ انت إيه اللي بتقوله ده .. أنا مفيش حاجة بيني وبينها ..
ابتسم احمد بسخرية وعاد إلى جلسته الأولى قائلًا :
_ والله !! أمال محموق عليها ليه كده ؟ وداخل تتخانق معايا وضربتني في ظهري وخونتني وكلام كبير .. كلامك ده معناه إيه ؟صمت زياد لبضع لحظات ثُم قال بتلعثم وكأن الآية أنقلبت وأصبح هو المُتهم الذي عليه الدفاع عن نفسه :
_ غرام .. زي أختي .. احنا متربين مع بعض وكمان .. مينفعش حركات العيال اللي بتعملها دي ..
تعالت ضحكات أحمد الساخرة وقال غامزًا :
_ واللي شوفته بعيني يوم ماكانت عندنا وأمك مش موجودة .. ده بردو شغل أخوات ...في تلك اللحظة لم يستطع زياد كبت غضبه لأكثر من ذلك وقال بصوت عال مُحذرًا :
_ أخرس .. وعلى الله تجيب سيرتها على لسانك تاني .. غرام مش زي الحثالة اللي أنت بتكلمهم ..
هز أحمد كتفيه بلامُبالاه مُجيبًا :
_ فعلًا الحُثالة اللي بكلمهم موصلوش لمستوى الشقق لسه ...
عقب كلماته تلك، أحس احمد بلكمة قوية تضرب فكه، وقبل أن يفيق منها كان زياد ينقض عليه بجسده مُحاولًا تسديد المزيد من اللكمات وهو يقول :
_ مكنتش أعرف إنك زبالة للدرجادي ...بالطبع لم يستلق أحمد ساكنًا بل أحتد الموقف بين الاخوين وشرعا في شجار عنيف تخلله الكثير من الصياح، مما جذب انتباه الأُم التي كانت تجلس بالخارج، فأسرعت إليهما لتُفاجؤ بهما في ذلك الوضع المُخزِ، فلم يكن منها سوى أن صاحت فيهما فتوقف الثنائي على الفور ...
قالت بحدة :
_ إيه اللي أنتوا وصلتولوا ده ؟ ده انتوا غلبتوا ولاد الشوارع ...
كان أحمد هو أول من تحرك من مكانه وقال بصوت ثائر :
_ اسألي ابنك اللي بيتخانق معايا عشان واحدة ...
أتسعت عيني الأم بغير تصديق، بينما زياد زفر بحنق وهو يعتدل في جلسته ويرمق أخيه بنظرة متوعدة، قبل أن تقول هي موجهة كلماتها إليه :
_ صحيح الكلام ده ؟ بتضرب اخوك عشان واحدة ؟ هي وصلت لكدة ...
وقبل أن يُفسر زياد الوضع، ارتفع صوت الأُم قائلة بتهديد :
_ ماهو الحق مش عليكوا .. الحق عليا إني كنت فاكراكوا رجالة وسامحالكوا إن يبقى ليكوا زميلات ويتصلوا بيكوا في البيت، كنت فاكراكوا متربين وعمركوا ماهتعملوا حاجة غلط .. إنما الواضح غير كده .. ثقتي ليكوا مكنتش في محلها ...
أنت تقرأ
الإكسير الزائف
Romanceزوجة تتعرض للخيانة من قٍبل زوجها وصديقتها المٌقربة، لتكتشف في النهاية أنها قد تنبأت بذلك حتى قبل أن تتزوج زوجها .. تُرى هل هي المُذنبة فيما فعلته ! أم إنه الإكسير الزائف ؟