الفصل السادس

934 112 21
                                    

متنسوش الفوت ❤ وكومنت برأيكوا في الفصل

_ انتي كويسة ؟
ذلك أول ماتفوه به إسلام فور هروب ذلك الوغد، قالها وهو يُربت عليها مُطمأننًا بينما هي كانت تقف في حالة من الذهول غير قادرة على الاستيعاب ..
في تلك اللحظة اقترب زياد بملامح غاضبة سُرعان ماتبخرت عندما علم بهوية الأول والذي لم يكن سوى إسلام إبنة خالته ...
ساد الصمت بين ثلاثتهم لبضع لحظات قبل أن يقطعه إسلام قائلًا :
_ أزيك يازياد ...
أبعد زياد نظراته عن غرام بصعوبة وهو يُجيبه بذهول :
_ إيه الصدفة دي .. بتعمل إيه هنا؟
أجابه الأول دون كلفة :
_ كنت بخلص شوية ورق ناقصني عشان الشغل ..
هز زياد رأسه ببلاهة بينما عينيه كانتا لازالتا مُرتكزتين على غرام ذات الوجه الشاحب، وحينها التفت إسلام إليها من جديد قائلًا بلُطف :
_ انتي كويسة ! تحبي أوصلك البيت !
هزت رأسها رافضة قلل أن تقول بصوت خافت :
_ لا أنا بقيت كويسة ..

ثُم أضافت قبل مُغادرتها :
_ شكرًا ياإسلام مش عارفة لولا وجودك كان ممكن يحصلي إيه ..
قالت جملتها تلك ورمقت زياد بنظرة مزدرية قبل أن تُغادر على الفور دون أن تتفوه بأي كلمة أُخرى ..

بعد مغادرتها ببضع دقائق أوقفها صوتًا مألوفًا يُناديها من ورائها، فالتفتت بحُزن عندما عرفت هوية صاحبته على الفور والتي قالت بحماس :
_ إيه اللي حصل ده .. ومين هرقل اللي كان واقف معاكي ..انتي تعرفيه !
هزت غرام رأسها قائلة :
_ ابن خالتي ..
تسائلت الأولى بإعجاب :
_ أخو زياد !
تغير وجه غرام ماإن سمعت اسم ذلك الأخير وقالت بصوت يُقطر انكسارًا :
_ لا ياليلى .. ابن خالتي التانية ...
ليلى بانبهار :
_ ومخبياه فين طول الفترة دي ..انتي لازم تعرفيني عليه ...
تأملت غرام حماس صديقتها بحسرة دون أن تنطق، مما دفع ليلى للتساؤل بقلق :
_ مالك في إيه ؟

في تلك اللحظة لم تستطع غرام كبت أوجاعها وأنينها لأكثر من ذلك وانفجرت باكية داخل أحضان صديقتها كعادتها قبل أن تروي لها كُل أحداث ذلك اليوم المشؤوم مُنذُ بدايته ..

                       ***********
امضى زياد القليل من الوقت برفقة إبن خالته قبل أن يعتذر منه مُغادرًا لقاعة محاضراته، لكن من خلفه وعلى بُعد عدة أمتار كانت تقف ريم في إنتظاره، لاحظها إسلام ورأى زياد وهو يتجه إليها، فلم يهتم كثيرًا للأمر وذهب هو الآخر في طريقه لإتمام ماجاء لأجله ..

حاولت ريم قدر الإمكان رسم الابتسامة أعلى وجهها وهي تستقبله قائلة برقة :
_ قلقتني عليك .. كنت فين كل ده .. المحاضرة خلصت من بدري ..
أجابها بلُطف دون أن ينظر إليها :
_ كان في حاجات كده لازم أخلصها ..
رمقته بنظرة طويلة قبل أن تقول بمكر :
_ آه بنت خالتك !
ثم أضافت بتهكم خفي :
_ هي أهم من المحاضرات ...
صمتت لثوان قبل أن تُكمل بصوت خافت :
_ و.. مني ..

التفت برأسه إليها ليرى علامات الكِدر تملأ ملامحها هي الأُخرى فتأفف بصوت مسموع وكأنه سأم من كونه سبب الحزن لجميع من حوله، تأففه ذلك جعلها تشعر بالذعر داخلها ظانة أنها قد أغضبته، لذا فضلت الصمت لبضع دقائق تحرك فيها الثُنائي نحو قاعه المحاضرات، وقبل أن يدلفا إليها قالت هي بدلال وكأنها تُذكره :
_  كان بينا كلام امبارح المفروض نكمله النهارده ...
هز هو رأسه قائلًا وكأنه يُطمأنها لتذكره :
_ أكيد فاكر .. تخلص المحاضرة وبعدين نتكلم ..

الإكسير الزائفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن