_ الحقيني ده طلع مُلحد ياليلى مُلحد ..
هذا ماتفوهت به غرام إلى صديقتها الوحيدة بينما سيطرت عليها حالة من الصدمة لم تستطع تخطيها، فهي لم تتخيل يومًا مُقابلتها أو مُجرد حديثها مع إحدى اولئك الغير مؤمنين بوجود الله من الأساس ..
بل إنها ولبشاعة فعلتها كانت على علاقة عاطفية به ولربما كانت ستتزوجه ذات يوم ...في البداية لم تستطع ليلى فهم المغزى من وراء كلمات صديقتها ولا من الشخص المقصود بحديثها، لذا حاولت تهدأة روع الأولى قبل كل شيء قائلة بهدوء :
_ براحة كده بس .. خدي نفسك وفهميني هو مين ؟
أجابتها غرام بهستيرية وغضب عارم :
_ اللي اسمه جلال .. اللي كان بيقولي قومي صلى وادعي ربنا وبيمثل عليا طول الوقت وقايم بدور الواعظ ..
استغرقت ليلي بضع ثوان للاستيعاب قبل أن تقول بدهشة واضحة :
_ معقول ! انتي بتقولي إيه جلال ؟أجابتها غرام بعدما نجحت في كبح جماح ثورتها لبعض الوقت وقالت كأنها تُحدث نفسها :
_ أنا بردو كنت حاسه إن في حاجة مش مظبوطة ماهو مش معقول حظي يقع مع حد كويس من جميع النواحي .. لا ومن بجاحته باعتلي المدونة بتاعته عشان أقرأ مقالاته اللي كلها كفر وإلحاد .. مش فاهمة هو عاوز إيه مني يخليني ألحد زيه ولا إيه ؟صمتت ليلى لبضع لحظات ثم قالت بصوت مرتعش :
_ غرام .. انتي هتخوفيني ليه ده كده .. كأنك بتتكلمي على رئيس عصابة مش زميلك في الجامعة ..أصدرت غرام بعض الضحكات المتقطعة المستخفة وهي تقول :
_ امال لو قريتي اللي أنا قريته واللي هو كاتبه .. ده أقل حاجه يستاهلها الرجم ..حاولت ليلى التفكير بعقلانية لبعض الوقت وقالت بتأن :
_ بصي يعني هو أكيد دي حالة كده مؤقتة وهيرجع تاني متقلقيش ...
إلا أن غرام قاطعتها بعصبية واضحة قائلة :
_ إنتي اتجننتي صح ؟ عاوزاني استناه لما يرجع ؟ إنتي مسمعتيش آخر مكالمة كان بيحاول يشككني في كل حاجة إزاي بمنتهى البجاحة ...غير إني معرفتش أرد على أسألته وكنت حاسة بالجهل والغباء ولاكأني قريت عن الدين في يوم من الأيام ...أجابتها ليلى بتفهم :
_ فعلا مش اي حد يقدر يرد ويجادل خصوصًا إنه أصلًا قاري كتير يعني هيخرجك من حتة يدخلك في حتة تانية أكبر ..
تنهدت غرام بضعف قائلة :
_ عشان كده أنا قررت أقطع علاقتي بيه نهائي ..
تسائلت ليلى بقلق :
_ بس مش هو معاكي في الجامعة ؟ يعني لازم هتشوفيه وتحتكي بيه ..
خرجت غرام عن ضعفها مُحاولة العودة من جديد إلى قوتها قائلة بتربص :
_ والله لو قربلي لأفضحه وأطلعه من الجامعة كلها بفضيحة وأخليه يتفصل ..
ثُم أضافت بعناد :
_ ولو حكمت أنا ممكن أحول لأي جامعة تانية بس أبعد عنه ..
أجابتها ليلى مُهدأة :
_ استهدى بالله كدة بس .. إن شاء الله ميحصلش حاجة بس انتي خلي بالك من نفسك كويس ...رغمًا عنها .. ظهرت شبه ارتعاشة في صوتها تُعبر عما بداخلها قائلة :
_ أنا خايفة وقلقانة أوي ياليلى ومش عارفة أقول لمين ولا أحكي لمين .. مش لاقية حد اتحامى فيه ويبقى في ظهري لو حصل حاجة ...
صمتت ليلى لبضع ثوان قبل أن تقول بتردد :
_ طب ماتقولي لزياد يمكن يعرف يتصرف معاه ..
كررت غرام ذلك الأسم من وراء صديقتها قائلة بتفكير :
_ زياد !
أجابتها ليلى مُشجعة :
_ آه انتي مش قلتي إنك حكتيله عنه ..
قالت غرام بتردد :
_ اه بس يعني .. إنتي عاوزاه يشمت فيا !
أنت تقرأ
الإكسير الزائف
Storie d'amoreزوجة تتعرض للخيانة من قٍبل زوجها وصديقتها المٌقربة، لتكتشف في النهاية أنها قد تنبأت بذلك حتى قبل أن تتزوج زوجها .. تُرى هل هي المُذنبة فيما فعلته ! أم إنه الإكسير الزائف ؟