الفصل السابع

966 108 14
                                    

أحمد ؟
أهذا هو الأسم الذي لفظت به الأم للتو !
فغرت غرام فاها ببلاهة غير قادرة على الاستيعاب، حتى أنها فكرت لوهلة في تصحيح الاسم لوالدتها، فمِن المستحيل أن يكون ذلك هو ماقصدته ..
إلا أن أباها هو من تولى تلك المهمة في تلك اللحظة عندما عبر عن استغرابه بصورة واضحة قائلًا وكأنه كان يعلم مابين إبنته وزياد :
_ أحمد ! هي قالتلك عاوزة تخطبها لأحمد ؟
هزت الأم رأسها نافية وقالت بعدم إكتراث واضح :
_ لا هي محددتش مين بس أكيد مش هتخطب للصغير قبل الكبير ..

عاد الأمل يدق من جديد على أبواب قلب الفتاة والتي حاولت عدم إظهار أي رد فعل يفضح مشاعرها التي جاهدت لإخفائها داخلها، إلا أن رد الأب أثار الذُعر بداخلها عندما قال مُحدثًا زوجته :
_ طب وانتي مش تسألي بنتك الأول على رأيها قبل ماترفضي وتحرجي أختك بالشكل ده ؟

هذا آخر ماكانت تنتظره الفتاة؛ أن تُسلط الأم نظراتها عليها بتلك الطريقة الثاقبة مُحاولة معرفة السبب الخفي وراء صمتها، لذا قالت بأعين مُتفحصة لم تستطع غرام الهروب منها :
_ صحيح مقولتيش رأيك يعني ...
لكن ومن جديد أنقذها الأب الذي أجاب بدلًا عنها :
_ أما انتي أمرك غريب .. وهي يعني عرفت مين العريس عشان تقول رأيها ..
رفعت الأم إحدى حاجبيها باستنكار قائلة بصيغة أقرب لإتخاذ القرار :
_ الاتنين صايعين وضايعين .. لسه مخلصوش كلية ولسه وراهم جيش .. هم دول يعرفوا يفتحوا بيت دول ..

ثُم أضافت بحزم :
_ وبعدين كله إلا جواز القرايب .. مبتشوفش اللي بيحصل بعد كده في العيال بسبب الجينات ...
تأفف الأب بنفاذ صبر مُعلقًا :
_ انتي مش رفضتي وخلصنا .. لازمتها إيه المحاضرة دي كلها ..
أجابته هي بغيظ مكتوم وكأنها تُحاول تبرير موقفها :
_ مش أنت اللي بتغلطني ..
أجابها موضحًا بهدوء :
_ أنا بتكلم على علاقتك بأختك .. مكنش يصح ترفضي كده أول ماتقولك .. على الأقل كنتي قوليلها هاخد رأي أبوها هاخد رأي البنت وجيبي الرفض من ناحيتي ..
ثم أضاف متسائلًا بعقلانية :
_ إنتي كده هتتعاملي تاني معاها بأي وش ...

صمتت الأم لبضع لحظات وكأنها لم تفكر في تلك النقطة من قبل، فتملكتها الحيرة والتي تحولت لذُعر ماإن تخيلت إحتمال خسارة شقيقتها، لكن في نفس الوقت ذلك نجحت غرام في اغتنام الفرصة وغادرت طاولة الطعام على عجل قائلة :
_ الحمد لله أنا شبعت .. هدخل أذاكر بقى ...
بالطبع ووسط تلك الموجة العارمة من التفكير لم تُلاحظ الأم ذلك الارتباك الذي سيطر على فتاتها إلا أن الأب لم يغب عنه ذلك ...

بعد أقل من بضع دقائق كانت غرام تنفرد بحالها داخل غرفتها التي أغلقتها بإحكام من ورائها قبل أن تضع راحتها أعلى قلبها الذي لم يتوقف عن الطرق بقوة داخلها مُعلنًا ذُعره، وظلت تزرع الغرفة جيئة وذهابًا عدة مرات غير قادرة على التفكير، تكاد الحيرة أن تُمزق عقلها قبل فؤادها ..
وبداخلها ذلك السؤال الذي لم يتوقف عن التردد :
_ تُرى أيهم قد تقدم لخطبتها ؟

الإكسير الزائفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن