الإكسير الزائف

الفصل الثامن

كعادتها لم تجد ملجأ تلوذ إليه أثناء تخبطها ذلك سوى صديقتها الأقرب .. ليلى ..
هي لاتستطيع تحديد ماتُريده أو بمعنى أصح مايُريده قلبها ..
هل لازال زياد يُسيطر على جُزءًا منه أم أن جلال قد احتله بأكمله !
هل تعلقها بزياد مجرد تعلق وهمي بإعتباره الحُب الأول في حياتها أم أنها بالفعل تنتظر أي إشارة منه للرجوع وكأنه لم يؤذها من قبل قط ..

حدثت غرام ليلى بجميع مابداخلها وكأنها تُحدث نفسها، فمن يفهمها سواها وكأنها تقطن بداخلها، فقبل أن تنطق تعلم تلك الأخيرة ما يُراود صديقتها، وهذا ماحدث عندما تسائلت ليلى بشك حتى قبل أن تروِ لها غرام شيئًا :
_ إنتي كلمتي زياد قريب ؟
فأجابت هي على الفور ودون تفكير :
_ آه ماأنا كنت عاوزاكي في كده ..
زفرت ليلى بحنق وقالت بقلب متوجس :
_ خير ياغرام عملتي إيه تاني ؟
إلا أن غرام سارعت بالقول وكأنها تنفي تهمة ما عن نفسها :
_ لا لا معملتش حاجة .. هو كان كلام عادي .. بس أنا ...
شعرت غرام بالتردد لبضع لحظات وكأنها تخاف من البوح بما داخلها، لكنها في النهاية قالت بإنهزام :
_ أنا مش قادرة أطلعه من دماغي ياليلى بجد تعبت .. أنا ...

انتظرت المُستمعة كي تُكمل المُتحدثة كلماتها إلا أن غرام توقفت عند ذلك الحد، لذا تسائلت هي بفضول :
_ طب وجلال ؟

صمتت غرام لبضع لحظات وكأنها تفكر ثُم قالت :
_ أنا بحب جلال هو إنسان كويس وغير زياد خالص بس أنا مش عارفة أنسى زياد ...أعمل إيه دي حاجة غصب عني ..
أجابتها ليلى بعقلانية :
_ إنتي مفكرتيش قبل كده لو كنتي لسه مستمرة مع زياد كان ممكن إيه اللي يحصل ؟
تسائلت غرام بغير فهم :
_ هيحصل إيه يعني ؟ كان ممكن نتخطب مثلا و ..
إلا أن ليلى قاطعتها مُوضحة :
_ لا أقصد علاقتكوا كانت هتبقى عاملة أزاي ؟ كانت هتبقى مستقرة زي علاقتك بجلال ولا كنتي هتفضلي شاكة فيه وبتراقبيه وعلى طول حاسه إنه هيسيبك ويرجع لريم ؟

صمتت غرام لبضع لحظات قبل أن تُجيب بتردد :
_ أيوة فعلًا مكنتش هعرف أثق فيه تاني وخصوصًا إنها معاه في الكلية وبيشوفها كل يوم، ويمكن كنت هطلب منك تراقبيهم ..
خرجت ضحكة ماكرة من فم ليلى قبل أن تقول :
_ ومين قالك إني مش بشوفه .. كل يوم تقريبًا ..
ظهرت علامات الصدمة على وجه غرام والتي شهقت قائلة :
_ وانتي إزاي متقوليش على حاجة زي كده ..
أجابتها ليلى بغير مُبالاة :
_ مكنتش أعرف إنك لسه بتفكري فيه ..
قالت غرام مؤنبة :
_ وحتى لو مش بفكر فيه .. بردو كان لازم تقوليلي ..
ثُم أضافت بفضول واضح :
_ وياترى بقى بتشوفيه بيعمل إيه ومع مين ؟ الست ريم طبعًا ...
صمتت ليلى لبضع لحظات قبل أن تُجيب :
_ مممممم يعني .. مش ريم بس .. كان في بنت كده جديدة بدأت تظهر معاه ...

لأول وهلة لم تستطع غرام تصديق كلمات صديقتها فتسائلت بذهول :
_ يعني إيه هم سابوا بعض ؟
أجابت ليلى مُسرعة :
_ لا لا معتقدش.. يمكن العلاقة بينهم متوترة بس هم لسه مع بعض ..
ثُم أضافت بسخرية :
_ وحتى لو سابوا بعض ده إيه الموف أون السريع اللي بيعمله ده ... لا لا إنتي إحمدي ربنا إنك سبتيه بدري بدري ده بتاع بنات مكنش هينفع معاكي ...