اتبعت التعليمات كما قال الكتاب ..
الساعة الآن قاربت على الثانية عشر مُنتصف الليل.. المنزل في هدوء تام، غرفتها مُنظمة رتيبة تعمها السكينة، الضوء باهت ضعيف وهُناك موسيقى خافتة تأتي من بعيد وتزحف نحو الأرجاء القاتمة لتزيدها هدوءًا أو لربما قتامة ..
بينما هي كانت تتوسط فِراشها وبيدها ذلك الكتاب، تُطالعه على ضوء هاتفها الصغير، فرت ورقاته على عجل؛ فلم يكن لديها ذلك الصبر اللازم لقراءة مُقدمته أو صفحاته الأولى الشبه مُهترأة، بل قفزت سريعًا إلى تلك الصفحة التى تحمل أسم (التخاطر) ..ومن جديد شعرت بالكلمات تأسرها .. تجذبها إليها رغمًا عنها ..
فبعد عدة أسطر كانت ترتص الخطوات بطريقة سلسة جذابة تدعو أي مُتصفح لقراءتها مُغرية إياه بحجم خطها الكبير نوعًا ما والمريح للأعين، فلا يمتلك القارئ إلا أن يلتهمه بعدستيه في بضع ثوان ...لكن بالنسبة إليها فكان أول مااستحوذ على انتباهها هو تلك السطور في أول الصفحة ..
حيثُ كُتبت بالخط اليدوي الغير مُنتظم، بأحرف مُتفرقة وبلا نِقاط، وكأنها رسالة مُوجهة إلى أشخاص بعينهم، أو كأنها تعويذة من تعويذات المشعوذين والسحرة..
فكانت تلك الكلمات، التي لن ينجح في فهمها إلا القليل بعد أن يقوم بتجميع حروفها سويًا ..(( تُرى ماتعريفك للشيء الحقيقي ؟ هل هذه الصفحات بين يديك حقيقة أم هي درب من دروب مخيلتك ؟
بماذا يُخبرك حدسك؟ أي الأسرار تقبع خلف جدار إدراك حواسك ؟
قبل كل شيء عليك أن تعلم أن هذا العالم ماهو إلا واحدًا ضمن عوالم لاحصر لها .. عوالم لانهاية لها .. بعضها خيرة معطاءة، وأُخرى يملأها الحقد والجوع
فهُناك أماكن مُظلمة تقبع بها قوة أقدم من الزمن ذاته، متعطشة للأفتراس ...
منتظرة من يطرق بابها ويُخرجها من ظُلماتها ...
لذا عليك التفكير مُطولًا قبل أن تقوم بتنفيذ تلك الخطوات بالأسفل ...
فما أنت مُقدم عليه .. لارجعة منه ))وهكذا انتهت الكلمات الأولى قبل أن تبدأ الخطوات ..
شعرت غرام بالتردد قليلًا بعد ماقرأته، رغم شعورها بأنها مُجرد كلمات مُبهمة لربما وضعها الكاتب لإشعال روح الإثارة لدى القارئ ليس أكثر ..
لكنه حدثُها ينصحها بالترو والتريث قبل البدأ ..أغمضت الفتاة عينيها قليلًا قبل أن تتخذ قرارها المصيري .. مُفكرة في أسوء العواقب ..
ما السوء الذي يمكن أن يمسها من جراء تجربتها تلك ؟
فكرت قليلًا ولم تجد أي ضرر، لذا فتحت عينيها وقامت باستكمال القراءة لتُطبَع بل تُحفَر الخطوات داخل ذهنها قبل أن تقوم بتطبيقها كما ذُكرت ...هاهي الغرفة شبه مظلمة، خاصة بعدما أغلقت ضوء هاتفها، أخذت وضعية القرفصاء عقب أن ارتدت ملابس مُريحة، لحُسن حظها قد وجدت بعضًا من البخور كانت تحتفظ به والدتها بالمطبخ فأحضرته وقامت بإشعال القليل لتنبعث تلك الرائحة منه وتملأ الغرفة ..
الموسيقى الخافتة جعلت أُذنيها أكثر حساسية، رائحة البخور هدأت نفسها فاستنشقتها بعمق، أطبقت جفنيها بسلاسة ونعومة وبدأ الظلام يُسيطر شيئًا فشيئًا ..
أنت تقرأ
الإكسير الزائف
Romanceزوجة تتعرض للخيانة من قٍبل زوجها وصديقتها المٌقربة، لتكتشف في النهاية أنها قد تنبأت بذلك حتى قبل أن تتزوج زوجها .. تُرى هل هي المُذنبة فيما فعلته ! أم إنه الإكسير الزائف ؟