البارت السادس عشر

783 22 1
                                    

البارت السادس عشر
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

يازهرة تفوح رائحتها في أعماق قلبي وتزيد في نفسي بهجة وسعادة
يستيقظ حسن ليحمد الله علي تلك القابعة بين أحضانه ليتطلع إليها بعشق جارف لا يعلم كيف له أن يداويه ليشعر أن دقات قلبه أصبحت متعلقة بتلك التي ملكت فؤاده ليقسم أنه أصبح مجنون حور
تستيقظ حور علي قبلات رقيقة متفرقة علي وجهها لتفتح خضرواتها تتطلع إلي حسن بسعادة لتحتضنه بقوة لتتلاقي دقات قلوبهم في لقاء يحمل الكثير من الأشواق ليبتسم حسن ليبتعد عنها قبل أن يأخذه الشوق للدخول إلي جنتها ليبعد تلك الخصلات المنتشرة علي وجهها ليردف
- صباح الخير يا كسلانه العصر قرب يأذن
تتمطع حور في الفراش بدلال لتردف بصوت تغلبه حشرجة النوم
- إنت السبب يا سونه مسهرني لحد سبعة الصبح
يبتسم حسن تلقائيا بالفعل لم يتركها حتي السابعة صباحا فهو يخشي فراقها لا يعلم كيف إمتلكته تلك الصغيره ليصبح قلبه بكر لتقتحم هي عزريته وتمتلكه
يضمها حسن بتملك ليحملها بين ذراعيه متوجها بها إلي الحمام وشفتيه تعرف طريقها إلي عسل شفتيها ينهل منهم حتي تتفاجأ حور بإنهمار المياة علي رأسها لتصرخ متوعده لحسن الذي خدعها
يضحك حسن حتي تدمع عيناه علي ثورتها تلك ليرسل لها قبلة في الهواء ويتركها لحمامها ويخرج يستمتع بذكريات ليلة أخرى بين أحضانه
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يصل العشق إلي ذروته قد يؤذى الحبيبان
عقب كلمات سما التي واجهته بها شعر أحمد بالضياع بالرغم من تكرار ذلك المشهد كل أسبوعين منذ ما حدث لها ولكنه لم يستطيع التوصل إلي حل غير ذلك البعد فمع ذلك البعد هلاك روحه فكيف للمرء يحيا بدون روحه
وقف أحمد قبالتها وقد فاض به الكيل ليتطلع لها وقد تحولت ملامحه من شدة الغضب وإحمرت عيناه لتشعر عقبها سما بالرعب من هيأته ليردف أحمد
- كفاية بقي ليه مصممة تقتليني بسكينة بارده إسمها البعد، ليه مصممة تعذبيني لو فاكرة إن بكده هكرهك فأنسي يا سما وياريت نمشي بقي عشان معادنا قرب
يضغط علي تلك الكلمة الأخيرة حتي تعلم أن الأمر خاص بكليهما لتسير بجواره صامته شاردة لتستقل بجواره السيارة دون حديث سوى بعض الدموع التي أبت تحررها
             ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يجلس يوسف نصف جلسة علي الفراش الخاص بالمستشفى يتطلع إلي عائلته فكيف كان سيفقدهم من أجل من باعته ليشعر أنه كان غبي في قراراته تلك ولكن تلك الأزمة قد تعلم منها الكثير ليضع تلك الأمور كقوانين لتلك الحياة القادمة
تحتضنه ندى بحب فقد شعرت بالموت حقا عند معرفتها بما حدث لتبدأ العائلة بالثرثرة من حوله في محاولات عدة منهم لرسم تلك الإبتسامة علي وجهه لتستطيع ندى فعل ذلك أخيرا
وفي منتصف الحديث تخبره ندى عن أمر أحمد صديقهم السابق ليشعر بالسعادة عقب علمه بعلاقته بسما فهو يلتمس بها أنها بالفعل نعم الزوجة فهو مدين لها حتي الآن بما حدث له
بعد قليل تدلف زوجة مروان التي يظهر عليها الإرهاق فهي أواخر شهرها التاسع فتلومها صفاء علي تعبها وهي يبدو الإرهاق عليها إلي أكبر حد لتبتسم مريم فالجميع يعلم حبها لتلك العائلة وعلاقتها الطيبة بهم لتجلس بالقرب من يوسف لتبدأ ثرثرتها المرحة معه حتي يشعر بالألم من فرط الضحكات ولكنها ضحكات مرتسمة بينما يظل القلب نازفا للجراح
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تصل سما بصحبة أحمد إلي المستشفي وقلبها تتعالي دقات قلبها ويكف عقلها عن التفكير فأحمد يحتضن كفها بيده لتشعر أنه يحتضنها كاملة لتشعر بمدى حاجتها إليه فهي أضعف مما يكون في دوامة ذلك المرض تستقوى به لكنها تخشي عليه أن يضيع العمر بجوارها دون فائدة لا ليس العمر وإنما هي سنوات حسب إعتقادها يتم قضائها بجانب ما يسمي بأشلاء أنثي
يجلسا في الإستراحة في إنتظار دورهم في صمت لتستند سما برأسها علي كتف أحمد بطريقة تلقائية ليحتضنها أحمد بزراعه فهو يشعر بمعاناتها الداخلية وتصارع أفكارها التي تعانيه ولكنه يمهلها الفترة الكافية حتي تتعافي ولكنه لن يتعافي إلا بها
بعد قليل تأتي الممرضة معلنة عن دور سما لينهض أحمد ليأخذ بيد سما ضاغطا عليها مطمئنا لها ليمسح تلك الدمعة برقة بالغة ليدخل عقب الممرضة لتستريح سما علي الفراش لتبدأ الممرضه بغرز تلك الحقنة في يدها ليحتضنها أحمد كعادته حتي إنتهت الممرضة التي تتطلع إليهم بدهشة علي حالتهم تلك داعية الله أن يشفي تلك الصغيرة التي مازالت في مقتبل عمرها وذلك الذي يبدو عليه أنه يتجرع عشقها
تخرج الممرضة بعد تعديل تلك النقاط الخاصة بالمحلول
تغمض سما عيونها لترى تلك الأحلام والآمال التي بنتها منذ فترة وجيزة لتشعر أن تلك الأحلام تتطاير من حولها دون إرادة منها لتشعر بيد أحمد تحتضن كفها يقبلها برقة ليخبرها أنه بجوارها لن يتركها سوى لحظة موته
يا الله ما هذا الوفاء يا حبيب القلب ولكن كل ذلك ما هو إلا شفقة منه وسوف يعاني الندم عقب ذلك ولن يحتمل قلبي أن أرى في عينه نظرة من الندم لذلك يجب الإبتعاد وحفظ ماء الوجه بالرغم من ذلك الشعور بالموت بالإبتعاد عنه ولكن يجب إتخاذ ذلك القرار
هكذا تؤلمنا بعض القرارات لكن لابد من إتخاذها
فمنذ فترة إكتشفت سما إصابتها بسرطان الثدى لتخضع عقبها لجراحة إستئصال للثدى وعقبها تتلقي تلك الجرعات من العلاج الكيماوى ليتساقط شعرها وتتغير معالم جسدها فتختفي كما تعتقد هي أنوثتها لتطلب من أحمد تركها والزواج بأنثي بالرغم من ذلك لم يتركها أحمد لحظة لم يستمع إلي حديثها عن البعد فهو لم يحب جسد إنه عشق روحها
يشعر أحمد بألمها أثر تلك الجرعة التي تتلقاها ليتألم هو لألمها
ليتني أستطيع أن أتلقي تلك الآلام بدلا عنكي يا حبيبتي ولكنني سأظل بجوارك للأبد لن أستطيع البعد
أثناء شروده تغفو سما قليلا ليتراجع الحجاب عن رأسها قليلا ليرى شعرها الذي فقدته ليشعر بذلك السائل الذي يسيل علي خده وهى دموعه تسيل من أجلها فهو يعلم جيدا كم كانت تحب شعرها الأسود الكثيف لقد فقدته ولكن ذلك لن يغير من نظرته إليها ستظل حبيبته الجميلة التي لن يعشق سواها
             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تخرج حور من الحمام ليبدو عليها الغضب مما فعله معها حسن لتقرر ألا تتحدث معه قط لمدة أسبوع ثم تشعر أنها لن تستطيع إذن يوم واحد فقط حتي يعتزر لها
تجلس حور أمام المآة تمشط شعرها حتي إلتمعت خصلاته وإنساب مثل الحرير خلفها
يجلس حسن علي الفراش يتطلع لها بخبث تلتقي الأعين كل فترة في المرآه ليبتسم حسنا تلقائيا علي غضبها الطفولي ذلك مقررا أن يجاريها حتي يظهر لها مفاجأته
يقترب منها حسن ليردف بجدية
- غيرى بسرعة يا حور عشان ننزل نتغدى تحت في المطعم أنا جعان
تشعر حور بالغيظ يتملك منها لترفض بشدة لتنهض تدب بقدميها في الأرض مثل الأطفال
يحتضنها حسن من الخلف مقبلا عنقها المرمرى بقبلات خفيفة يستنشق رائحتها التي أصبحت إدمان له ليعيد كلماته برقة تلك المرة ليديرها إليه طابقا علي شفتيها بنهم ويديه تجوب منحنيات جسدها ليضمها إليه بتملك شديد حتي سمع موافقتها
يخرجها حسن من بين أحضانه ليتطلع لها قليلا فهو الآن يريد دسها بين أحضانه ولكنه الآن بصدد ترتيب مفاجأة لها
ترتدى حور فستان باللون البني الفاتح ينسدل علي جسدها بحرية لترتدى عليه بعض قطع الإكسسوار التي تظهر جمال الفستان ولكن أجمل ما كان فيه هو حور هي التي تعطيه جمالا وأناقه
ترتدى حذاء أنيق ذو كعب متوسط لتضع بعض الكحل في عينها وأحمر شفاة باللون الوردى لتخبر حسن أنها أصبحت مستعدة ليسير بجوارها صامتا دون أي حديث لتشعر حور بالدهشة من صمته دون عادته نهائيا ذلك الصمت المطبق
تستقل بجواره المصعد لتختلس إليه النظرات من بين حين وآخر لترى جموده ذلك لتشعر بالخوف ولكن لا يجتمع الخوف مع حسن إذن إنها تشعر بالدهشة من موقفه
يصل كل منهما إلي المطعم لترى حور ذلك الظلام الذي يعم المكان
تتفاجأ حور بحسن يحملها ليلف بها وتلك القصاصات الملونه تهبط عليهم علي أصوات تلك الأغنية الرومانسية
عقبها ينزلها حسن أمام تلك الطاولة التي عليها تورته كبيرة مكتوب عليها إسم حور
لتستمع إلي أغنية عيد الميلاد لتشهق حور لتحتضن حسن فاليوم هو عيد ميلادها إنها لم تتذكره بعد
تطفئ نور الشموع ليصفق الحضور بينما يحتضنها حسن بحب وتملك ليأخذها إلي ليجلسا علي تلك الطاولة لتتطلع له حور بعشق لتردف بحب
- أول مرة حد يفتكر عيد ميلادى ويحتفل بيه كمان ربنا يخلليك ليا وميحرمنيش منك أبدا
تقع تلك الكلمات علي مسامعه كنسمات ربيعية تداعب مشاعره ليشعر بتدفق من المشاعر وكأن حبها تحول إلي فيضان لا يستطيع السيطرة عليه فلم يستطيع في محراب عشقها سوى الصمت فقط لتعجز كلمات العالم التعبير عما يشعر به الآن ليكتفي بإحتضانها وتنفسها فكيف لن المقدرة في البعد عنها لا يحاول التفكير في أي شئ يعكر صفو تلك المشاعر الفياضة ليحيا معها اللحظات وهو عاشق متيم بعشها لتتحول كلماته إلي نظرات تروي ما عجز هو عن التعبير عنه لينسيا الزمان والمكان
يتطلع الجميع لهم بسعادة علي قصة الحب تلك داعيين الله بإكتمالها
                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقف سمر بالشرفة تتابع حركة الشارع الرتيبة وهى تأكل تلك العلكة حتي ترى ذلك الشاب الذي يدور حول المنزل متطلع إلي الشرفة التي تقف بها لتدقق النظر به لتجده باسم زوج هيام والدة مصطفى لتعلم أنه جاء من أجلها لتبتسم علي ذلك العاشق المتيم بها فدائما ما يصف زوجته أنها كالمومياء لا يشعر نحوها بأي عاطفة بينما تشده سمر بكل ما فيها من أنوثة وجاذبية
ترى باسم يلوح لها أن تهبط إليه لتتطلع له بدهشه علي طلبه وتعترض وهى تنظر نحو غرفة حماها
ولكنه يلح بطلبه عليها بالهبوط لتطيعه بالنهاية
تهبط سمر الدرج سريعا وهي تتلفت حولها خوفا من أن يراها أحد وكيف لا تخاف وهي تركض لإرتكاب المعاصي
تصل إليه سمر تقف أمامه برعب من أن يراها أحد الجيران لتسأله عن سبب حضوره ليجرها باسم خلفه حتي يصل بها إلي خلف المبني ليعتصرها بين أحضانه ويده تجوب جسدها بحرية وجوع ذئب جائع حصل علي فريسة سهلة المنال
بينما هم علي تلك الحالة من اللاشعور بالوجود سوى رغباتهم الدنيئة يتطلع عادل من نافذته ليرى ذلك المنظر ولكنه لم يستطيع تحديد ملامح تلك السيدة ليشفق عليها من ذلك الضياع التي هي به كما يشفق علي أهل تلك الفتاه مما أصابها وهو لا يدرى أنها زوجة إبنه هي تلك التي تقف بذلك المنظر المشين
يغلق عادل شرفته ليدلف للداخل مستغفرا ربه علي ما رآه
في نفس التوقيت تستمع سمر إلي صوت إغلاق النافذة لتتطلع لأعلي لتقوم بإبعاد باسم عنها راضة نحو المنزل لتستمع إلي باسم يقول
- هستناكي بكرة ضرورى وحشتيني يا بت
تومئ له بالموافقة ثم تختفي داخل المبني

                   «يتبع»





أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن