البارت الثامن عشر
أسوار العشق
بقلمى فاتن على🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
عند سما
عقب تفوه سما بتلك الكلمات يخرج أحمد هائما علي وجهه ليري العالم كله باللون الأسود يسير بالشارع كالتائه لا يعلم له هوية ليشعر بإنعدام توازنه فكيف لها أن ترى ما يكنه من عشق لها أنه شفقة ولما يشفق عليها وهي نبض الفؤاد فلتشفق هي عليه من الفراق الذي تحكم به عليه لمجرد بعض المخاوف من صنع خيالها ليس لها أساس من الصحة
يحتاج إلي الفضفضه إلي أحد الأشخاص لا يستطيع الحديث مع أحد من العائلة ليتذكر صديقه يوسف فدائما ما كان يشعر بالراحة في الحديث معه ليخرج هاتفه يقوم بالإتصال علي يوسف الذي وصل للتو إلي منزله
يتطلع يوسف إلي هاتفه بدهشة علي ذلك الرقم ليحاول أن يتجاهله لكن الهاتف يصدر رنينه مرة أخرى ليلتقطه بيأس ويقوم بالرد ليأتيه ذلك الصوت المشتاق ممتزج إشتياقه ببعض من اليأس
يشعر كل من يوسف وأحمد بالسعادة بذلك اللقاء، عقب كل تلك السنوات ليتفقا علي زيارة أحمد بعد ساعة إليه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند سما
لقد كانت آلامها النفسية أضعاف تلك الآلام الجسدية التي تشعر بها لتمدد علي الفراش تتطلع إلي الأعلي بشرود تتساقط دموعها دون شعور منها فكيف يصفها أنها أنانية فكيف لها الوصف بذلك أيصفها بالأنانية لأنها لا تريد سجنه بين قضبان مرضها وتسجن روحهابين زوايا شفقته
لا تشعر بتلك الدموع التي تسكبها والدتها وأخواتها علي تلك الحالة التي هي عليها حتي إنها لا تشعر بإعيائها فروحها تعاندها تأبي الفراق وقلبها ينبض من أجله فوداع لحياة لا يملؤها صوته وتطلق سراح روحها للمكوث بين أحضان روحه
تسلسلم بالنهاية لتغمض عيونها لتدخل في نوم أشبه إليه بالغيبوبه تهرب من واقع لا تعلم تحديد زواياه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند يوسف
بعد مدة من الوقت يصل أحمد إلي تلك الشقة التي يقطن بها يوسف لترحب به العائلة ترحيبا شديدا ليدلف عقبها لصديقه يوسف ولكنه يرى إنسان آخر ليس ذلك هو يوسف الشاب الرياضي الملئ بالحيوية والشباب يغلب علي شخصيته المرح
فإنه يرى أمامه الآن شاب بائس ذو بسمة ضعيفة مرتسمة علي الشفاه ليس لها مساس بالقلب ليصيبه الدهشة ما السبب الذي أدى به إلي تلك المرحلة
يرحب به يوسف ليجلس بجواره أحمد لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله الآن يخرج ما بداخله من أحزان أم يستمع إلي أحزان صديقه
يعم الصمت علي المكان لبعض الوقت ليكن كل منهم ذلك الحزن الدفين في قلبه ولا يعلم السبيل للخروج منه
يتطلع أحمد له ليسأله بألم
- مالك يا يوسف إيه اللي قلب حالك كده يا صاحبي
يتنهد يوسف بعمق ليستند برأسه علي السرير ليقول بحزن وعيون ملتمعة بالدموع
- الدنيا بقت وحشة أوى يا صاحبي... اللي كنا مستعدين نقدملهم نور عنينا سابونا في أول الرحلة مع أول أزمة قابلتنا
يربت أحمد علي كتفه فهو يشعر بإنكساره ذلك ليقول
- ده درس يا صاحبي وأنت قوى وشجاع.... بس إحكيلي إيه اللي حصل معاك وصلك لكده
بدأ يوسف أن يقص عليه ما حدث معه ليصف ذلك الشعور بالألم الذي كان يشعر به نعم إنه كان بحاجة تلك الفضفضة وكأن الله أرسل إليه أحمد لتلك المهمة... بالرغم من شعوره بمعاناة أحمد ولكنه كان في حاجة إلي إزاحة ذلك الحمل عن صدره لينتهي ليتفاجأ بنفسه ينتحب عند ذكره ما حدث معه ليحتضنه أحمد وتسيل دموعه هو الآخر علي صديقه وتلك الصدمة التي تلقاها ممن إختارها قلبه ومن جهة أخرى علي حبيبته التي تبتعد عنه لتأخذ روحه معها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حسن
تنتهي جلسة العشاق علي الشاطئ بالرغم من ذلك التفكير الذي يشغل بالها من تلك الكلمات الأخيرة التي تفوه بها ولكنها تترك ذلك الأمر جانبا فلا تريد تفسد حياتها لتحمد الله أنه رزقها بذلك الزوج الذي لم تحلم به قط
يجلس حسن علي إحدي المقاعد ليهتف بإسمها لتخرج عليه حور في منامتها تلك باللون اللون الأسود لتظهر جمال بشرتها المرمرية لتخطف أنفاسه ولكن يجب عليه اتماسك فهو قرر الحديث في أمر هام قبل العودة باكر ليشدها من يدها يجلسها علي ساقيه ثم يزيح تلك الخصل من شعرها الذهبي خلف أذنها وينظف حلقه عدة مرات ليخبرها أنه يريدها في أمر هام لتتطلع إليه حور بإهتمام لينظف حلقه مرة أخرى ثم يقول
- بصي يا حور طبعا إنتي متعرفيش عيلتي كويس عشان كده لازم نتفق علي شوية حاجات عشان نرتاح
تتطلع له حور بوجه شاحب علي حديثه الذي أدخل في قلبها الرعب بعض الشئ ولكنه يربت علي ظهرها ثم يطبع قبلة علي جبينها ثم يقول
- بإختصار يا حور عيلتي شايفني البنك المتنقل بتاعهم وخايفين تاخدى حقهم... طبعا ما عدا محمد أخويا
أنا بقولك الكلام ده عشان تبقي عارفة تفسير اللي هيعملوه معاكي لأنهم مش هيسكتوا..... وطبعا أمي هيكون لها أكبر دور في ده
تشعر حور أنها قادمة علي معركة لا تستطيع الصمود فيها لتسمع إلي حسن يستأنف حديثه قائلا
- أنا مش بقولك كده علشان أخوفك... بقولك عشان تقدرى تتعاملي معاهم وتعرفي السبب ورا تصرفاتهم معاكي
كانت كلماته كفيلة لتغيير ملامح وجهها لتصبح شاحبة تعصف بداخل رأسها العديد من الأفكار والمخاوف لتفيق علي قبلة مطبوعة علي وجنتها من حسن فلقد شعر بخوفها وإرتباكها ليحاول أن يطمئنها ليقول بصوت هادئ
- حورى أنا مش بخوفك كل الموضوع بديكى فكرة وبعدين أنا معاكي وفي ظهرك..... عمرى ما هسمح لحد يأذيكى إنتي بنتي وحبيبتي وأختي ومراتي
وما إن إنتهي من كلماته حتي إندست بين أحضانه في عناق دام لفترة تريد أن تستمد أمانها منه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند يوسف
يعم الصمت قليلا بين كل من أحمد و يوسف حتي إستطاع يوسف العودة إلي حالته الطبيعية والتعافي قليلا من حالة الحزن تلك المسيطرة عليه ليتطلع إلي أحمد قليلا ليلاحظ كتلة الحزن تلك التي تبدو في عيونه الذابلة وأنفاسه المختنقة ليسأله في قلق عن سبب تلك الحالة وما إن سمع أحمد سؤاله حتي إنفجرت عيونه بالدموع ليبكى كطفل بالرابعة فقد والدته ليقص له أمر سما ليشعر يوسف بالتأثر من أجل صديقه ذلك ويشعر بذلك العبء الذي يحمله في قلبه ليبكى يوسف هو الآخر وكلما حاول أن يخفف عنه بالكلمات تخونه دموعه تبا لتلك القلوب التي تقودنا خلفها دون إرادة منا لينقلب حالنا معها بلحظة
يدعوه يوسف للصبر ويجب عليه أن يكون بجوارها داعما لها فما تفعله ماهو إلا رد فعل لحبها
يصمت أحمد فلم يمتلك الآن طاقة للحديث هو علي دراية بكل تلك الكلمات ولكنه لا يريد أن يخسر الوقت في إقناعها لن يسمح بخسارتها في كل حال من الأحوال
يأخذ نفس عميق يحاول به الخروج من تلك الحالة السيئة حتي يستطيع العودة إلي حالته الطبيعية ليعتزر من يوسف
لم يرد يوسف عليه بل إحتضنه بشدة واعدا إياه أن يقوم بمساعدته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم جديد يولد مع أحداثه التي تتشابه أو تختلف
يعد حسن الحقائب ويغلقها جيدا ليتوجه عقبها إلي تلك الغافية يجلس بجوارها علي الفراش يتأملها بوجهها الملائكي ليشرد باله معها ياليتني حبيبتي أستطيع فتح صدرى ووضعك به ثم أغلقه لتكوني جزءا مني فالآن أستطيع أن أقسم أنك الحب الأول والأخير فلقد كتب إسمك في شريانى، ليتساءل ما الذي فعلته به تلك الحورية الصغيرة فهي منعدمة الخبرة في الحياة نعم هو إكتشف ذلك بنفسه ليعلمها هو فنون الحياة، والعشق
تصبح تلميذته التي يزرع بها ما يريد من مبادئ، ليجني هو السعادة فهو يتحول معها حسن ذلك العاشق الذي لا يستطيع أحد أن يصدق بوجوده
كفي بك هكذا تأملا لينحني علي شفتيها يقبلهم برقة وسرعان ما ينجرف ليعمق من قبلته لتفيق حور لتستجيب لقبلته مما يشعره بالجنون نعم إنه جنون من نوع خاص فليرحل كل شئ في سبيل تلك اللحظات بين أحضان حوريته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند أحمد
يستيقظ أحمد يشعر بتلك الآلام تضرب جميع أنحاء جسده بينما روحه ممزقه لأشلاء لا يستطيع تجميعها أو بالمعني الصحيح ليس لديه طاقة لجمع تلك الأشلاء فلقد أصبح متعب ومجهد بما يكفي ليس من تلك العلاقة فهو علي أتم الإستعداد أن يحتملها طيلة حياته فلا يريد من ذلك العالم إلا هي فكيف لها بإتهامه أنه مشفق عليها
لتشفق عليه هي وترحمه من عنادها لا لن يقف مكتوف الأيدى ليري إنهيارها فلقد أخبره الطبيب في الزيارة الأخيرة أن نتائج التحاليل الخاصة بها تسوء وذلك إنعكاسا لحالتها النفسية
مهلا يا معشوقة القلب لما تتلذذى بعذابى هكذا إرفقي بقلب متيم بعشقك
يتخللي أحمد عن فراشة وعزلته سيجاهد ويحارب حتي يفوز بها لن يسمح لها بالبعد يبدل ملابسه في عجلة ليغادر متوجها إلي منزلها ولكنه عند الوصول يشاهدها تخرج من تلك البناية التي تقطن بها وعلامات الإعياء تأخذ مداها في ملامحها البريئة وقبل أن يلحق بها يراها تستقل سيارة الأجرة وتغادر ليسير خلفها بسيارته وأمله اللحاق بها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حسن
بعد مدة تنتهي حور من تبديل ملابسها لتقف أمام المرآه تصفف شعرها لتلتقي عينها بعين حسن الذي يتابع حركاتها بنظرات عاشقة لترسل له إبتسامة لم يستطيع حسن مقاومتها ليقترب منها ينهل من عطر عنقها المرمرى ليلفحه بأنفاسه الحارة بينما تطلق حور ضحكاتها علي ذلك العاشق المجنون فتلك المرة الثالثة التي ترتدى ثيابها لينزعها بنوبات جنونه تلك العاشقة
تحاول حور إبعاده بيديها تلك الصغيرة وقد تعالت ضحكاتها لتركض من أمامه سريعا وهو يركض خلفها لتخبره أن لديهم سفر طويل فلا يجب أن يضيعا الوقت هكذا
يتطلع لها حسن بقلة حيلة ليشير لها بمعني تقدمى لتخرج من باب الغرفة وهو خلفها يتطلع لها في قلبه مخاوف من عودته ياليتهم يظللوا في ذلك البعد طيلة عمرهم لينعموا بتلك السعادة، ولكن ما باليد حيلة يجب عليهم العودة ويجب عليه أن يكون حكيما حتي تسير الأمور كما يجب
يستقل حست السيارة وبجواره حور ليتولي القيادة بينما تستند حور برأسها علي كتفه ليقبل هو أعلي رأسها يستنشق رائحة شعرها الياسمينية ليهمس لها بكلمات الحب والغرام ليخبرها أنها أصبحت حياته كاملة لن يستطيع أن يبتعد عنها للحظة
كانت تلك الكلمات تطرب أذنها لتشعر بتدفق من المشاعر يجتاحها ولكنها عاجزة عن التعبير لتترجم تلك المشاعر في التشديد من إحتضانه ليستأنف حسن رحلة العودة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ