البارت الثالث والثلاثون

598 19 3
                                    

البارت الثالث والثلاثون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

عندما يكون الحب من طرف واحد يسمى عذاب نفسه فكيف لذلك الشخص أن يتحمل إشتياقه دون البوح به وحنينه دون تبادل تلك المشاعر ليصبح وكأنه يمسك جمرات بيده لا يستطيع تركها فتحرقه ولا تستطيع القبض عليها
هكذا كان حال فرح فقد مزقها الشوق إليه دون أن تعلم  أهو يبادلها تلك المشاعر أم لا لتتخذ ذلك القرار بأن تدفن ذلك الحب في قلبها لحين إعترافه
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عصام
يتطلع إليها عصام عقب سؤالها ليتلعثم في حروف كلماته ليخبرها بإرتباك وتردد أن أصدقائه قاموا بالإحتفال به بإحتساء بعض الخمور حتي يستطيع التغلب علي خجله
يا لكى من ساذجة أيتها الحور فلقد صدقت كلماته تلك لتطلب منه ألا يعيدها مرة أخرى من أجل صحته يبتسم عصام بإنتصار فلقد نجح في كسب الجولة الأولي فهيا إلي الجولة التي تمناها منذ ما يقرب من العام ونصف ليحملها بين يده متجها بها إلي الفراش لا يستطيع تمالك نفسه فيمتلكها
بعض قليل ينهض عصام شارد الذهن يتطلع إلي تلك الملقاه بجواره يتملكها الإرتباك والخجل وبداخله صراعات نعم إنه تملك جسدها ولكن روحها مازالت متعلقة بأخيه فلم تبادله شوقه أو تنسجم معه
يتخللي عن ذلك الفراش بل يترك الغرفة بأكملها قبل أن يهشم رأسها عقابا لها....... فليتركها الآن بالطبع مع مرور الوقت ستنسي حسن بل لابد أن تنساه وتعشقه هو فليصبر عليها قليلا لتبادله الشوق الذي يريده ولكنه لا يستطيع الصبر طويلا علي تلك اللامبالاة والتجاهل التي يراها بعينها
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في اليوم التالي
تفيق حور علي تلك الطرقات العنيفة علي باب المنزل لتتفاجأ عقب فتحها للباب بتلك التي تقف ويديها في خصرها تتطلع لحور بشماته ممتزجة بالغضب وإذ هى زينب تتهكم ببعض الكلمات علي حور تلك لتذكرها أنها ليست بعروس حتي تفيق من نومها في تلك الساعة المتأخرة
الساعة المتأخرة إن الساعة لم تتعدى الثامنة صباحا ثم ما هو وجه إهتمامها بميعاد إستيقاظها لم تستمر دهشتها كثيرا فلقد فاجأتها زينب بطلبها لها بالهبوط للأسفل لتنظيف المنزل ولديهم اليوم دعوة علي الطعام لإبنتها فيجب عليها التحضير من باكر
يا الله لم تحسب حور حساب تلك اللحظة العاصفة التي تمر بها الآن فلم تكن في الحسبان.... تنتظر العون الآن من زوجها ظنا منها أنه سيكون مثل أخيه سندا لها ولكن خابت أحلامها لتجد من يقف خلفها يأمرها بحمل حمزة والهبوط لخدمة والدته مشددا علي كلماته أن تهبط يوميا لخدمتها
تلك كانت عقوبته الأولي لها ظنا منه أن ذلك سينسيها حسن
حملت حور حمزة علي كتفها بينما تحمل علي كتفها الآخر خيبة أملها لتهبط خلف والدته تحبس دموعها بمقلتيها لتنتبه علي صوت عصام ينهيها عن الحديث مع محمد نهائيا لتشعر وكأنها في حلم بل كابوس يكاد يعصف بها
             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند أحمد
يراجع أحمد تلك الحقيبة مرة أخري ليحملها إلي السيارة ليقف بجوار تلك السيارة لبرهة شارد الذهن ثم يعود إلي سما حتي يصطحبها فاليوم هو الموعد المحدد لولادتها... كم يخشي عليها فلم يستطيع طيلة الليلة الماضية أن يغفل جفنه ولو لحظة ليحتضنها طيلة الليل داعيا الله أن ينجيها
دلف أحمد للداخل يحتضها بل يعتصرها بين أحضانه يخشي فقدها يستنشق رائحتها ليحبسها بداخله والصمت مخيم عليهم سوى من صوت أنفاسهم لتخرج سما من بين أحضانه فجأة لتمزح معه أنها ستعود إليه مرة أخرى ولن تتركه لأخرى فهو ملكها
كانت سما تود طمأنته فقد شفقت عليه من تلك الحالة التي هو عليها
يقبل رأسها ويحتضنها ليرسل لها إبتسامة رقيقة كانت أبلغ من مئات الكلمات
بعد مدة يصل أحمد إلي المستشفى مصطحبا لسما التي تبدى أنها بخير بعكس ما بداخلها من رعب ولكنها واثقة في ربها فهو يملك المقدرة كما نجاها في المرة الماضية  سيكون عونها في تلك المرة
بعد مده تقوم الممرضة بإستدعائها لغرفة العمليات لتنهض سما بإبتسامة بينما قبل دلوفها إلي غرفة العمليات لا تستطيع التمثيل لتنهمر دموعها طالبة من أحمد إحتضانها لم تنتهي كلمتها حتي إعتصرها أحمد بين أحضانه ثم تتركه وتدلف إلي الداخل لينغلق باب العمليات ويقف أحمد أمامه تائها كطفل فقد أمه داعيا الله أن ينجيها هى وطفلها
             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
كان اليوم مرهقا للغاية من تنظيف المنزل وطهو طعام لتلك المتعجرفة المسماه إيناس التي تراها في ثوب جديد لتعلم أن حديث حسن كان به صادقا عن أهله
فكانت هي الوحيدة التي تعمل بذلك المنزل حتي أنعا لا تستطيع الإهتمام بحمزة تسمع بكاؤه يقطع نياط قلبها ولا أحد يهتم به وذلك اليوم الأول لها في ذلك المنزل شتان بين دخولها تلك المرة كخادمة والمرة السابقة كملكة متوجه
وتلك التي تسمى إيناس تأمرها وكأنها خادمة عندها لينهي اليوم تشعر بتلك الآلام تدب في جسدها كأنها عادت لتمزق روحها وتدمر جسدها
ترتمى علي الفراش داعية الله أن ينهي ذلك الكابوس وبجوارها حمزة لتغط في نوم عميق بجواره لتفيق علي ذلك الذي يحملها من جوار إبنها وعندما فتحت عيناها أشار لها بالصمت خشية أن يفيق الطفل
إنه عصام قد عاد ليكمل آلامها ليدلف بها إلي غرفة النوم ليتركها على الأرض ثم يلقي بتلك المنامة في وجهها يأمرها أن ترتديها له وأن تنسي الماضي حتي لا ينسيها إسمها
تحولت حور إلي آلة فقد كفت عن التفكير حتي لا يصاب عقلها بالجنون، تقوم بتبديل ثيابها وتسليم جسدها له لكن روحها قد دمرت تماما لتلقي بها في مقبرة بجوار حسن
ينتهي عصام مما يفعله ليتطلع لها بغضب شديد يتسبب في حمرة بعينه لينهال عليها بالضربات يأمرها أن تنسي حسن فهو ماضي وتراه هو حتي لو لمرة واحدة ثم يتركها ويغادر لا يعود إلا مع بزوغ الفجر تارك حور محطمة نادمة علي قرارها بتلك الزيجة
             ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفي
تفيق سما لتتطلع إلي أحمد الذي يبدو علي عينيه أثار البكاء لتبتسم له ثم تسأله عن صحة مولودهما ليخبرها أنها بنت قطعة من القمر كوالدتها
يقبل كفها بحب ليسألها عن إسم مولودتهم فتجيب بحب إنها أمل.... فإن حياتهم عبارة عن أمل جميل وتلك الطفلة ستحييه
تقول عباراتها ثم تغط في نوم عميق بفعل تلك الأدوية ليتطلع أحمد إلي الفراغ مرددا الإسم
-أمل..... أمل أحمد
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمر الشهور التالية بثقلها علي حور لتفقد الكثير من الوزن والنضارة فيومها يبدأ من السادسة صباحا عند حماتها التي تتفنن في إذلالها بشتي الطرق أما عن إيناس فلا تبخل بجهدها في تعكير صفو حياتها وإفتعال تلك المشاجرات معها ليأتي عصام في نهاية اليوم يكمل ما تبقي من إذلال ليقوم بضربها في كثير من الأحيان
في الشهر الثالث من تلك الزيجة قررت حور الطلاق لتكتشف أمر حملها لتتطلع إلي حمزة وجنينها كيف تتصرف معهم لتصبر علي حالها تحاول تجنب غضب عصام الذي لا تعلم سببه فدائما ما ينعتها بأنها خائنة حتي إنه أحيانا يقوم بضربها لمجرد تطلعها إلي شرفة شقتها القديمة
لتكتشف أن عصام يتناول الخمور والسموم تلك مما ذاد كرهها له لكنها لم تتجرأ عن البوح بذلك.... كما أنه منعها من الحديث مع محمد أخيه أو الذهاب لزيارة أبيها
أما عن عصام فهو يتألم كثيرا فهو يضم حور كل ليلة بين أحضانه ولكنه يضم جسدها فقط أما روحها ماتزال ملكا لحسن ليشعر بالجنون من تلك الفكرة ليقوم بضربها حتي تراه هو يا له من مجنون بحبها ومجنون بأفعاله معها
لتمر الأيام حتي جاء ذلك اليوم الذي ستتبدد به الأحوال فكانت حور في شهرها السادس قد إنتهت من عملها عند حماتها لتحمل حمزة وتصعد به لشقتها فتقف برهه أمام شقة حسن لا تتحدث سوى بعينيها غافله عن ذلك الذي يراقبها... إنه عصام قد رأي ذلك الشوق بعينها لتطلق تنهيدة حارة ثم تدلف إلي شقتها
ود عصام قتلها في تلك اللحظة ولكنه فضل البعد الآن ليقوم بمهاتفة سمر تلك الساقطة التي تلبي نداء نقوده
بعد فترة تحضر سمر إلي ذلك المكان الخاص بهم... لتجده مستلقي علي ظهره ينفث سيجارته عيناه لا تنم علي خير لتضحك بدلال متسائله عن حاله لتذكره أنها أخبرته من قبل أن تلك المدعاه حور لا تناسبه فهو يحتاج إلي إمرأة ذو خبرة مثلها
ويا ليتها ما تفوهت فقد إنهال عليها ضربا ليقوم بطردها بالنهاية وخصها بأبشع الكلمات ليصفد خلفها الباب ويجلس يحتسي الخمر مع تلك السجائر المحشوة بالسموم ويبكى هجر حور له حتي شعر أنه غائب تماما عن الواقع ليقرر أن يستعطف حور لتشعر به
         ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
تجلس حور في شرفة غرفتها تدعو الله أن ينجيها من تلك الحياة التي لا تستطيع أن تستمر بها لتغفو قليلا لتري حسن يقف بعيدا عنها يمد لهو يده ولكنها لا تستطيع الإمساك بها لتهتف بإسمه
تفيق علي عصام يدلف إلي الشقة ومنها إلي غرفته ليراها في الشرفة ليشعر بنيران تشتعل بداخله لابد أنها تستعيد ذكرياتها مع حسن
عندما رأته حور شعرت بالرعب يدب في أوصادها فهو يترنح لأول مرة تراه هكذا لتبتلع ريقها بصعوبة فتسمعه يهتف بإسمها لتتوجه له برعب فيشير لها عصام أن تجلس فتطيعه دون حديث لتجلس علي طرف الفراش لتتافجأ به يجلس علي الأرض واضعا رأسه علي قدميها باكيا بصوت عالي لتشعر بالشفقة من أجله فتربت علي ظهره وتسأله في دهشه عن الأمر ليرد من بين شهقاته
- ليه يا حور مش حاسه بيا.... ليه لسه متعلقة بالماضي... أنا بحبك قبل حسن... أنا إتمنيتك من أول يوم شفتك فيه بس حسن خدك مني... ليه مش بتعملي معايا زى ما كنتي بتعملي مع حسن دا أنتي حتي عمرك ما ضحكتي في وشي ولا هزرتي معايا كنت بشوفك وإنتي في حضنه وكأنكم شئ واحد كنت بتمني أبقي لحظة مكانه
وهنا تفتح حور فاها إذن ما كانت تسمعه صحيح فهناك من كان يراقبهم بل يرى علاقتهم كامله إنه عصام.... أمر بعيد كل البعد عن مخيلتها لكنها تفيق من صدمتها تلك علي صدمة أخرى لم تستطيع الاحرك من بعدها لتسمع عصام يقول
- ليه يا حور دا أنا قتلت حسن عشان مش قادر علي بعدك عني....مع إنه مات بس لسه واقف بينا حسي بيا حرام عليكي
هحاول متأخرشي عليكوا عشان البارت اللي جاى مليان مفاجآت
           « يتبع»

أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن