البارت الثامن والعشرون

606 20 1
                                    

البارت الثامن والعشرون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

لحظات وكان عصام قد حضر إليها يدق الباب لتفتح له سمر تتفاجأ به في ذلك الوقت لتسأله عن الأمر ببرود تام ليخبرها أن حور تشعر بآلام المخاض فعليهم نقلها إلي المستشفى في الحال
تتطلع له سمر بدهشة لتلوي شفتيها علي حالته تلك ولهفته عليها لتسب وتلعن بها بداخلها
تطرق سمر باب حور لتدلف عقبها إليها لتجدها لا تستطيع الحركة من شدة الألم تصدر صرخات مكتومه والأرض من حولها تملؤها المياة المدممة لتشهق سمر عقب رؤيتها لذلك المشهد ليتقدم عقبها عصام وعندما شاهدها هكذا ركض نحوها لينحني سريعا ثم يحملها غير عابئ بملابسها المبتلة تلك
يركض نحو الخارج ليصدم بعادل ليدعوه أن يتبعه سريعا حتي بستطيعوا اللحاق بها قبل تدهور حالتها
يهبط عصام سريعا الدرج ليضعها بالسيارة بالمقعد الخلفي ليأخذ مكانه خلف المقود منتظرا لحضور عادل الذي يبدو عليه أنه سقيم للغاية يجاهد نفسه حتي وصل إلؤ السيارة وهو يدعو الله أن ينجي إبنته ودموعه لا تتوقف عن السقوط لا تستطيع تفسير تلك الدموع علي إبنته أم علي تلك الآلام التي يعانيها هو أم نتيجة شعوره بالضعف والوهن مع تقدم السن
تصل السيارة  إلي المستشفى ليترجل منها عصام سريعا ليحمل حور وقد بدأت تلك الآلام تصل معها للذروة ليركض بها إلي الداخل صارخا طلبا لنجدتها ليلتف حوله الطاقم الطبي ليضعوها علي ذلك التروللي ليأمر الطبيب دخولها مباشرة إلي غرفة العمليات
يمر الوقت بطيئا ليستمعوا إلي صرخات حور وتوسلاتها بأن تنتهي تلك الآلام ليستمعوا عقبها لصوت بكاء الطفل وما هي إلا لحظات تخرج به الممرضة عليهم بطفل جميل تتبسم تلقائيا عند النظر إليه يحمل بين ملامحه التي لم تتحدد براءة وصفاء مازال نقيا لم تقسي ملامحه الفتن صفحة بيضاء كما قدمنا جميعا إلي تلك الحياة لتتشكل صفحاته وتنسج كلماته بها
يحمل عصامالطفل مبتسما مقبلا جبينه ثم يعطيه إلي عادل الذي يبكى من شدة تأثره لذلك الطفل اليتيم
يسأل عصام بلهفة عن حور لتخبره الممرضه أنها دقائق وستخرج بحالة جيدة
تتناول الممرضة الطفل من يد جده بعد أن قام بالآذان له
بعد قليل تدلف سمر إلي المستشفي بصحبه مصطفي المتأفف فهو لم يكن يرغب في المجئ
تتجول سمر بعينها في المستشفي فهي إحدى المستشفيات الخاصة الراقية لتلوي شفتيها يمينا ويسارا تتحسر علي حالها فهى قد ولدت إبنها في إحدى المستشفيات الحكومية
تتطلع بإنبهار إلي المستشفي وهي تهمهم بكلمات تندب بها حظها حتي وصلت إلي عصام وعادل لتسألهم بلهفة عن حور
أجابها عادل بأنها قد أنجبت صبي وفي إنتظار خروجها.
يرد عليه مصطفى بإستنكار أنه لم يكن داعي لتلك الميتشفي باهظة الثمن من أين له بتلك الأموال
بالفعل ذلك ما كان يفكر به عادل كيف له المقدرة علي السداد ولكن قبل أن يتلفظ بكلمة كان رد عصام الذي جاء بحزم
- دا إبن حسن... وده خير أبوه
تلك الكلمات ألجمت الجميع ليلتزموا الصمت
بعد لحظات خرجت حور علي تروللي المستفي لتلك الغرفة العادية
كان عادل يحتضنها بعينيه يتمني أن يزرعها الآن بين أحضانه ليشعر بالضعف أمام ذلك الوهن الواضح عليها لتلاحظ سمر تلك النظرات لتسب وتلعن بها بداخلها
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند شادى
في الفترة الماضية لم يتحدث شادى في أمر الإنجاب حتي إعتقدت سلمي أنه قد نسي الأمر ورضي بالأمر الواقع
يعود شادى من عمله ليأمر الطباخ بإعداد الطعام فلديه موعد هام
تنهض سلمى التي كانت تضع طلاء أظافرها تسأله عن ذلك الموعد ليخبرها أنه موعد عمل
يخبرهم الطباخ بأنه أعد المائدة
يقف شادى أمام تلك المائدة يتطلع إلي الطعام بغضب فتلك الأصناف لا يحبها وتلك ليست المرة الأولى التي يخبرها بذلك ليثور عليها تاركا إياها بعد ثورة الغضب تلك متوجها إلي الغرفة لتبديل ثيابه بشعر بالغضب الشديد فهو يشعر معها أن الزواج تلبية إحتياجاتها من طرفه وإشباع رغباته من طرفها ليشعر أن هناك حلقة في تلك العلاقة مفقودة
وبينما هو شارد يشعر بها تحتضنه من معتزرة ليصدر شهيقا فتقوم سلمى بلفه إليها لتقبله عدة قبلات بإغراء حتي وصلت إلي شفتيه
يريد شادى إبعادها عنه فقد فقد ذلك الشغف ولكنه يخشى فعل ذلك خوفا علي مشاعرها
يبادلها شادى القبله ليهمس بجوار أذنيها أنه لن يستطيع الآن فلديه موعد هام
يبدل ملابسه ويغادر تحت نظرات سلمى الواثقة من أنه سيعود سريعا فهو لن يستطيع الحياة بدونها كما تعتقد
فهي تشببه بأنه كالخاتم في إصبعها
أما عن شادى فقد غادر متوجهها إلي والدته ليتناول معها الطعام
بعد مدة وصل شادى لمنزل والدته التي أشرق وجهها بقدومه ليجد لليان بصحبتها كالعادة لم يتغير شئ
تعتزر لليان لتغادر لتقابل ذلك بقسم من شادى إن غادرت سيغادر هو الآخر
لا يعلم لماذا فعل ذلك فقد كان متسرعا أم إنه أمر داخلي لم يستطيع رفضه
بينما لليان كست وجهها حمرة الخجل لتتوجه لتتوجه عقبها سريعا إلي المطبخ لتحضير الطعام بالحقيقة كانت تهرب من نظرات عينيه التي تفصح عن أشياء لم يتفوه هو بها
بينما هي تعد الطعام يصرخ قلبها فرحا بذلك ليصفعه العقل علي ذلك فليس من حقه ذلك التفكير فلقد تزوج شادى ولكن القلب يبكي فهو ما زال يحبه لينهره العقل علي تلك السذاجة فيجب عليه أن يدرك تلك الحقيقة ويعدم ذلك الحب
تنتهي لليان من تحضير المائدة ليلتفت الجميع حولها
يستنشق شادى رائحة الطعام بإستمتاع ليشيد به فتخبره والدته أن ذلك الطعام قد أعدته إبنتها لليان اليوم
تناول شادى طعامه في صمت حتي إنتهي الجميع من تناول طعامهم للتفاجأ لليان بشادى يحمل معها الأطباق للداخل ليقف بجوارها بالمطبخ ليهمس بجوار أذنها
- تتجوزيني يا لى لى
أصابتها تلك الكلمة بالإرتباك لتتطلع له في ذهول تحاول إقناع نفسها أن تلك الكلمة من نسيج خيالها.
يبتسم شادى ليطلب منها التفكير جيدا وهو في إنتظار ردها
إذن ما سمعته كان صحيحا يا الله ولكن كيف له أن يعرض علي الزواج وهو متزوج
تنفي لليان الفكرة لا لن توافق لتخرج بعد قليل لتجد والدته تودعه علي الباب بإبتسامة واسعة داعية الله أن يتم ذلك الأمر لتعلم أنه أخبر والدته تشعر بذلك الخفقان تلذي يتراقص به قلبها لينهره العقل علي ذلك بينما القلب رافضا لسماعه سعيد فهي إلا الآن مازالت تشعر بسخونه أنفاسه بجوار أذنها
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند أحمد
يفتح أحمد باب شقته ليدلف للداخل وتتبعه سما التي بدأت بطنها بالبروز قليلا
يتناول أحمد كفها بين يديه ليجلسها علي أقرب مقعد كعادته اليومية التي إستسلمت هي بها بل أدمنت إهتمامه بها لاحمد الله دائما علي وجوده بحياتها
وكعادته يحضر ذلك الكوب من العصير لتتناوله منه سما ولكنها تلك المرة تقبض علي يده لترفع كفه تقبله بحركة فجائية منها
يتفاجأ أحمد بحركتها تلك التي تحرك بداخله الكثير من المشاعر ولكنه يظل متماسكا كعادته في الشهور السابقة خوفا من أن تتأذي سما... ليقوم بإحتضان وجهها بين كفيه ليدور حوار بين الأعين يختمه أحمد بقبلة علي جبينها ثم يتركها هروبا قبل تهوره
تشعر به سما وبما يعانيه لتقرر ألا تتركه هكذا فهي علي علم أنها لن تتأذي... لتقرر أن يكون اليوم رد لجزء من عشقه
               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفي
تعد حور نفسها للعودة للمنزل لتستمع إلي تلك الطرقات علي الباب ليكون صاحب تلك الطرقات هو عصام الذي لم يفارق المستشفي سوى لنصف ساعة فقط ليبدل ملابسه
يلفي عليها عصام التحية ليسألها عن حالها وعيناه مسلطه عليها قلبه غاضب فيبدو عليها أنها كانت تبكي وهو يعلم جيدا السبب فمازالت تبكي فراقه بالرغم إهتمامه هو بها وما قدمه لها... سيظل دائما حائلا بيننا
أتظن أنها تنساه في لحظات فما تلك السرعة لديك في نسيان البشر ولماذا أنت لم تنساها بالرغم من كونها زوجة أخيك
يقترب منها عصام ليطلب منها إن كانت تحتاج إلي يوم آخر يمكنها المكوث في المستشفي
تنفي حور حاجتها إلي ذلك فهي بصحة جيدة تريد فقك العودة إلي المنزل والراحة به
يسألها عصام عن سبب ذلك الحزن الذي علي وجهها
تحبس حور الدموع كما حبست كلمات أرادت البوح بها لتخبره بصوت خافت أنه فقط إرهاق بعد الولادة فقط تصمت قليلا ثم تتطلع له فيدوب هو بعينيها آه يا حور كم أشتاق لغرزك بين أحضاني
تشكره حور علي ما فعله معها
لم يمهلها عصام لإستكمال حديثها بل أشار بيده بأن تصمت ليقترب من إبن أخيه يبتسم له معاتبا له علي إختياره لذلك الموعد
يقوم عصام بحمل الحقيبة لتتبعه حور وهي تحمل وليدها
             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند شادى
يعود شادى من العمل شاردا في كلمات والدته التي تعتقد بموافقة لليان ليبتسم بسعادة لا يعلم مصدرها ولكنه يتذكر سلمى كيف له أن يخبرها بذلك
يقوم شادى بدعوة سلمي لتناول الطعام بالخارج لتطيعه فورا وبلحظات قامت سلمي بتبديل ملابسها والخروج مع شادى الذي يهئ نفسه لمصراحتها بالرغبة في الزواج مرة أخرى ليخطط طيلة الطريق لذلك الأمر

          «يتبع» 

أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن