البارت الحادى والخمسون

694 19 5
                                    

البارت الحادى والخمسون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تمر الأيام القادمة علي حور لا تعلم مصيرها فهي تكاد لا تري يوسف فيخرج منذ الصباح ولا يعود إلا في ساعة متأخرة ولكن تلك الفترة يتخللها رسائل منه كتحية الصباح ورسالة للإطمئنان علي الأطفال في منتصف اليوم ورسالة تحمل تحية المساء لترد عليها حور برسمية حتي تلقت مكالمة هاتفية من أخيها تحمل تفسير ذلك فيوسف يعد شقة أخرى لهم ليخبرها أنها ستنتقل للعيش معه في نهاية الأسبوع وعندما رفضت قوبلت رفضها بالنهر كيف لها أن ترفض الحياة مع زوجها
دوامة من الأفكار لا تستطيع الخروج منها لتستسلم بالنهاية فالجميع يلومها علي رفضها حتي صديقتها إذن عليه التحمل مما سيتذوقه منها
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند سلمى
لقد إستطاعت سلمى الحصول علي العنوان الحالي ليوسف لتقرر أن تذهب إليه وتترجاه أن يسامحها لن تتركه حتي يعود إليها عاشق من جديد لتضرب بكلمات والدتها عرض الحائط حول ذلك العريس المتقدم لها والذي يملك عمارة كبيرة وشركة لتكون له هي الزوجة الثانية لتقرر تلك المرة ألا تطيع والدتها فلقد تعلمت الدرس جيدا لتعلم أن المال لا يصنع السعادة
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
تشعر بالغيرة تنهش قلبها لذا لن تصمت كثيرا لتذهب مرة أخرى إلي أخيها تعلم ما الذي فعله معها في أمر التنازل حتي تفيق لأمر أخيها وتتخلص منه هو الآخر
تتوجه إلي منزل مصطفى لتفتح لها عبير وفور رؤية عبير لها تتطلع لها بإشمئزاز فمنذ الوهلة الأولى وهى تشعر تجاهها بالنفور
بعد قليل يخرج عليها مصطفى ليقف أمامها بملل يتطلع لها ليربع ساعديه أمام صدره
تشعر إيناس بالرهبة قليلا لكنها تستجمع شجاعتها لتقف أمامه بتحدى تسأله عن تنازل أخته عن نصيبها
لتجد ردا باردا منه يخبرها برفض أخته تشيط غضبا من رده البارد وتلك الثقة التي يتحدث بها لتقف أمامه ثواني ثم تذكره بتحدى بأمر تلك الصور
عقب كلمتها تلك يطلق مصطفى ضحكة متهكمة ليجلس علي مقعد ليضع ساق فوق الأخرى ليخبرها أن تلك الصور خاصة بها وبزوجها فأين المشكلة
زوجها.... تصيبها الكلمة بصدمة لتجلس وهي تتطلع أمامها بشرود ليجيب عقلها لقد تزوجت حور من أجل إفساد خطتها لا لن تتركها تفوز عليها لتقف مرة أخرى وبريق الثعلب يضئ بعينيها لتخبر مصطفى بأن الأطفال الآن من حقهم
تلقي بتلك القنبلة ثم تتركه وقد إعتدل في جلسته فلم يخطر بباله ذلك الأمر  ليسب تلك الحرباء عابدة المادة
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند حور
تقف حور في شرفتها تقرأ بإحدى كتبها الدراسية  وبجوارها الأطفال يلهون ولكن بالها منشغلا في ذلك المختفي منذ عدة أيام وكيف مصيرها معه تطلق تنهيده علي حالها تلك فجزء من قلبها ينبض بشعور القلق عليه فلقد إشتاقت إلي تلك النظرة التي يخصها بها ومداعباته ومشاغبته لها تنفي تلك الأفكار سريعا من رأسها ولكن تلك الحالة لم تستمر طويلا لتستمع إلي صوته يلقي بالتحية عليها
تظل حور مكانها تظن أنه يخيل إليها من أثر التفكير لتستدير ببطء لتجده في شرفته يتطلع لها بإبتسامة مشرقة
لا تدرى حور بنفسها لتبتسم بإشراقة دون إرادة منها فتلك المفاجأة كانت كفيلة أن تسبب في خفقان قلبها بعنف لتفيق علي صوت أطفالها يهللون لرؤيته ويركضون للداخل حيث يتوجهوا إلي شقته
لحظات ويقف بجوارها بالشرفة وهو يحمل زين علي كتفه وبجواره حمزة
يداعب الأطفال قليلا لترى حور سعادتهم بحضوره وإندماجهم معه لتشرد في علاقتهم تلك متناسية مصيرها
تخرج حور من شرودها علي حديثه الموجه إليها ليطلب منها تبديل ملابسها وملابس الأطفال لإصطحابهم في نزهة وقبل أن تهم بالرفض ترى تهليل أطفالها بفرحة طفولية لتتطلع إليه ليرفع له كتفيه ببراءة
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند محمد
يعود محمد إلي المنزل قبل موعده ووجهه لا ينم علي خير ليتذكر تلك المكالمة الهاتفية التي تلقاها من مصطفى منذ قليل يقص عليه ما حدث من أخته بداية من أمر تلك الصور حتي تهديدها برفع قضية لضم الطفلين
يغلق معه محمد ليعده ألا تفارق الأطفال حضن والدتهم وليترك له الأمر
يدلف محمد ليصفد الباب خلفه لتنتفض عليه والدته التي تتطلع له بدهشة وهو متوجه إلي موضع إيناس التي تشعر بخطب ما خلف ملامحه تلك الغاضبة
يقف محمد أمامها ولو كانت النظرات تقتل لقتلتها في موضعها ليقول بغضب
- وصلت بيكى الدرجة من الطمع والجشع إنك تساومى علي ميراث ولاد أخوكي وكمان عاوزه تحرميهم من حضن أمهم.... تمام إنتي بقي اللي هترعيهم وإنتي اللي حاولتي قتلهم مرتين
وهنا تشهق والدتها وهي تخبط علي صدرها عقب تلك الكلمات التي شعرت بمدى الخطر الذي يهدد أحفادها
بينما تقف إيناس بوقاحة تنفي تلك الكلمات لتفتح هاتفها سريعا علي تلك الصور التي إلتقطتها لحور وقامت بتظبيطها لتضع الهاتف في وجه محمد حتي يشاهد تلك الصور لتخبره أن تلك هي حور التي يدافع عنها بين أحضان شخص آخر.
يعلم محمد جيدا أن الصور تم تظبيطها مسبقا ولكنه لن يجادل في ذلك ولم يهتم للنظر في تلك الصور ليسمع شهقات والدته علي تلك الصور والتي تستنكر فعلة حور وهنا كان يجب عليه الرد ليوجه كلماته إلي والدته
- العيب يا أمي مش علي حور حتي لو عملت كده العيب علي اللي صورت واحدة وجوزها في الوضع ده.. دى يعني لو كانت الصور صحيحة يعني
وهنا يلتجم لسان والدته لتردد الكلمات الخاصة بزواج حور نعم تزوجت فما كانوا ينتظرون بعد طردها لها وتخلليهم عن أطفالها بالتأكيد لجأت لشخص آخر يتحمل معها تلك المسؤولية التي كانت مسؤليتهم هم بالفعل
ذلك ما كان يدور في خاطر زينب التي تخبر محمد من بين شرودها أن حور لم تخطئ في زيجتها تلك فذلك من حقها ولن تمانع هي في أخذ حقها وحق أطفالها في أى وقت كفاها غضب أولادها عليها الذي يؤرق ليلها
تلك الكلمات أشعلت في قلب إيناس الغيرة من حور تلك التي لا تتمكن من الخلاص منها تتركهم إيناس وتغادر لتضع المزيد من خططها التي لا تنتهي وهي تضرب بقدميها الأرض تاركه محمد مع والدتها التي تفضفض معه عن ضيقتها وتبكى وهو يواسيها لتطلب منه أن ترى زين وحمزة ليعدها محمد بذلك
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند يوسف
يصطحب يوسف كل من حور والأطفال إلي نزهة في إحدى ملاهي الأطفال يعقبها تناولهم لطعام العشاء في أحد المطاعم التي تطل علي النيل ليكون حديثه في معظم الأحيان مع الأطفال ليعفى حور من حرجها وتلعثماتها تلك كلما وجه إليها الحديث ولكنه لا يستطيع أن يتوقف عن مشاغبتها التي أصبح يستمتع بها
تتلقي حور مكالمة هاتفية من محمد الذي يطمئن عليها وعلي الأطفال
تأخذ حور جانبا حتي إنتهت من محادثتها مع محمد ليختلس يوسف إليها النظرات ما بين الحين والآخر ونار الغيرة تنهش في قلبه وخاصة عندما يري إبتسامتها تلك معه فهو يعلم جيدا هوية المتصل
يتنهد يوسف بعمق ليشرد في كلمات فرح حول زوج حور الأول حسن وكيف كان يعشقها ليشعر بالغيرة تذداد في قلبه ليستغفر ربه في النهاية فذلك ماضي وإنتهي ليبدأ وضع حجر الأساس لبناء حاضر مشرق ولكن الأمر يحتاج منه بعض الصبر والحكمة
يتطلع إلي موضع قلبه الذي إختار عشقها من بين الآلاف التي رآها لا يستطيع أن يلومه علي ذلك فليس بيده شئ ولكنه يدعوه للصبر حتي ينال ثقتها
تنتهي النزهة ليصطحبهم يوسف في طريق العودة ليختلس في طريق العودة النظرات إلي حور ففي قلبه العديد من الكلمات لا يعلم كيف يبدؤها
يصعد الدرج خلفها حاملا لزين ليعطيه لها علي باب الشقة ليخبرها أن تحضر حالها في الغد للإنتقال في شقتهم الجديدة لبدء حياتهم
تقف حور مكانها لا تستطيع الحديث فلقد فاجأها بكلماته وقبل أن تبدى إعتراضها أو طلبها للتأجيل يلقي عليها تحية المساء ويتركها سريعا مغلقا الباب
وقبل أن يخلد لنومة يرسل إليها مضمونها
« متتأخريش بكرة عشان نبدأ حياتنا يا فرحة عمرى» 
لقد تسببت تلك الرسالة في خفقان قلبها بشدة لتتطلع إلي موضع قلبها تحذره من التمادى في ذلك الشعور
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند إيناس
تفكر إيناس كيف لها الإستيلاء علي تلك المشغولات الذهبية الخاصة بحور فلقد سمعت والدتها من قبل تخبر محمد أنه بشقتها ولكنها لم تذكر شقة حسن أم عصام
تحاول في ذلك الظلام الحالك أن تقوم بسرقة أحد المفاتيح لتصعد عقبها الدرج لتقوم بفتح شقة حسن لتفشل فتقوم بفتح شقة عصام لتنجح تلك المرة
تدلف إيناس للداخل لتقوم بالبحث ليأتي النتيجة بالفشل لتعلم أنه بالشقة الأخرى لتقوم بالخروج للشرفة فتلاحظ أن شرفة السقة الأخرى غير محكمة الغلق لتجد أن ذلك في صالحها لتقوم بالإنتقال إلي شقة حسن عبر السور ثواني وتكون في شرفة الشقة الخاصة بحسن لتدلف للداخل لتجد في خزانة الملابس ذلك الصندوق المحتوى علي المشغولات الذهبية التي تبرق في عينها لتأخذه بين أحضانها وتدور بلهفة
تحاول الخروج من الباب ولكنه مغلق بالمفتاح لتقرر العودة عن طريق الشرفة لتنتقل من خلال السور ولكنها تلك المرة تسقط طريحة الأرض وبجوارها الصندوق الذي فتح وخرجت منها المشغولات الذهبية لتختلط دمائها ببريق الذهب اللامع بجوارها
        «يتبع» 

أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن