البارت السابع عشر

759 22 1
                                    

البارت السابع عشر
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تطفو سما فوق سحابة زرقاء تتعالي ضحكاتها ليأتي إليها أحمد يحتضتها ليمسك بخصلات شعرها ليراها تتساقط أمامه لتحاول سما أن تدارى رأسها بأي غطاء للرأس ولكنها لم تجد لترى نظرات الإشمئزاز من أحمد وتتعالي ضحكات الميحيطين بها لتسقط أرضا عقبها وهي تنحب حبها الذي تخللي عنها
لم يكن ذلك سوى حلما أو بالمعني الأصح كابوس أصابها لا تعرف هل سببه ما يختزنه عقلها الباطن أم ذلك المحلول الذي يسير بجسدها كنيران تشتعل بداخل الأوردة
لتبكي بالفعل وتنحب ليختلط لديها الحلم بالواقع لتخشي فتح عيناها ليشعر أحمد بالقلق من أجلها ليحتضنها مرسلا إليها كلمات مطمئنة حتي تهدأ بين أحضانه وتسكن نحباتها لتفتح عيناها ببطء تخشي أن تجد نفسها في نفس ذلك الحلم لكنها تفيق علي رائحته التي ملأت رئتيها وأحضانه التي تجد بها أمانها
تهدأ سما تماما لتحاول الخروج من بين أحضانه ليسألها أحمد بقلق
- ها بقيتي كويسة
تتطلع إليه تحاول أن تستشف من بين كلماته ما يشعر به أهو بالفعل ما زال يكن الحب لها أم إنها مجرد شفقة لا أكثر لتقوم بتنظيف حلقها وهي تحاول أن تتمدد مرة أخرى علي الفراش لتردف بوهن
- الحمد لله كويسه كان بس كابوس
لتعاود إغلاق عينيها كما أغلقت جميع حواسها فهي بالفعل تريد عطلة من كل شئ
           ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنتهي جنة من ذلك التسوق الممل فلقد إقترب موعد زفافها وبالرغم من سعادتها لإجتماعها بمن يهوى قلبها ولكنها لا تحب تلك الأشياء من التسوق وغيره
تمر من أمام منزل خالتها لتقرر أن تزورها وتطمئن علي حال حور صديقتها فهي بالفعل لم تعلم عنها شيئا منذ حفل زفافها
تدلف إلي المنزل تسأل خالتها بتلقائية
-عاملة إيه يا خالتي وحور عاملة معاكوا إيه
وكأنها بتلك الكلمات أدت إلي إنفجار ذلك البللون الممتلئ لآخره لتستمع إلي كلمات خالتها المهاجم لتردف قائلة
- حور زى الفل يا أختي يا رتني ما سمعت كلامك مطلعتشي سهلة حسن خدها لوحدها وسافر من غير حتي ما يعزم علي حد فينا يروح معاه
تستنكر جنه كلمات خالتها ولكنها كانت تعلم منذ البداية أن خالتها ستكون المشقة الوحيدة في تلك الزيجة كما أنها متأكده أن تلك الكلمات لم تكن سوى كلمات إيناس لتشفق علي صديقتها من تلك الحياة لتشعر بالخوف لدى طرح فكرة أن يسافر حسن ويتركها وسطهم لن تتحمل ما سيفعلونه بها فهي لا تتقن فن المحاورات
تتطلع لها جنة بنظرات زائغة لتشعر أنها أساءت الإختيار
لتغادر وهي تدعو الله أن يقف بجانب صديقتها
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بجلس كل من حسن وحور علي صخرة العشاق يهيمان في ذلك العشق الذي يغلف قلوبهم ويودعان ذلك المكان فقد أوشكوا علي مغادرته
يتذكر حسن أمر سمر فهو لا يريد خلطة حور بها ليقرر فتح ذلك الحوار معها ولكنه لا يعلم كيف بينما ه شارد في ذلك الأمر يأتيه إتصال من أحد موظفين الشركة التي يعمل بها في الشركة
ينهض حسن ليقوم بالرد علي هاتفه ليعود بعد قليل ليري تلك النظرات التي تخصه بها حور ليبتسم ليسألها عقبها عن السر وراء تلك النظرات
تصمت حور قليلا تتضارب بداخلها الأسئلة فتلك المرة الأولى التي ترى بها الجانب الآخر من حسن فهي لم تراه قط يتعامل مع أحد غيرها لتجده صارم صلب حتي نبرات صوته متغيره لشخص لا تعلم عنه شئ لتشعر ببعض الخوف تقف حور قبالته لتردف بتردد
- لما سمعتك بتتكلم في الفون حسيت أنك واحد تاني أنا معرفهوش بالرغم من المدة اللي قضتها معاك دى لكن لقيت واحد تاني قدامي
يحتضنها حسن ليشعر بتخبطها بالفعل هو يعترف بذلك فمعها يتحول لشخص آخر قد هجره منذ فترة
يجلس بها حسن مرة أخرى علي تلك الصخرة ليردف بهدوء
- عندك حق يا حور أنا بكون مع الناس كلها واحد ومعاكي بكون واحد تاني خالص
يا الله كم تشعر هي بالخوف الآن ولكن كيف للخوف أن يجتمع مع الأمان فهو أمانها ليعم الصمت علي المكان قليلا ليباغتها حسن بسؤاله
-كنتي بتقولي يا حورى إن كان نفسك تدخلي ثانوى كان نفسك تدخلي إيه بقي
تتطلع له حور لتحمل تلك الذكريات في بالها وأحلامها التي تطايرت أمامها كالدخان في سماء الغيوم لترد عليه وهى تتطلع إلي الفراغ
- كان نفسي أدخل كلية هندسة وأبقي مهندسة ديكور بس مفيش نصيب
يشعر حسن بحزنها ليضمها إليه مقبلا رأسها ليردف بتأكيد
- ولا يهمك يا روحي دا من حظى عشان تبقي مهندسة ديكور قلبي كله ملكك بدون منافس يا حبيبتي أنا لو علي أخبيكي جوا ضلوعي وأقفل عليكي وأغطيكي برموش عنيا ومسمحشي حتي للنسمة حتي تعدى من جنبك
كان لتلك الكلمات أثرها لتطرب مسامعها من كلماته الجميلة بينما حطمت أملا آخر كان تحمله نفسها فكانت طامعة في أن يعطي لها أملا جديدا لإستكمال تعليمها لتشعر بغيرته التي تنطق بها عينيه
تصمت قليلا لتسأله بتردد وكأنها تطلب منه تجديد الأمل إليها مرة أخرى لتردف
- هو أنا ممكن يا سونة أكمل تعليمي
يا الله ما ذلك الطلب الذي تعرضه عليه إنها تعرض عليه أن يصل إلي حد الجنون كيف لها أن تتخيل أن يتركها تنزل إلي ساحات التعليم وتختلط بالآخرين ليتطلع لها البعض بنظرات الإعجاب
ليشعر بتلك الدماء تفور في يافوخة لمجرد الفكرة فقط لتتغير جميع ملامحه ويتلون وجهه بلون الغيظ حتي شعرت حور بالرعب من هيأته تلك ليقطع بالنهاية ذلك الصمت ليردف
- حور أنا بغير عليكي من هدومك اللي إنتي لابساها مش هقدر أتخيل إنك تنزلي وتختلطي بحد، وبعدين أي حاجة نفسك فيها أنا هعملهالك إحلمي يا حبيبتي وأنا علي تحقيق حلمك وإنتي جو حضنى
لا تعلم حور أتسمى ذلك عشق من نوع خاص أم أنه حب التملك ولكنها علي أي حال تعشقه فلا يجب شغل بالها بتلك الأفكار التي ستسبب لها العديد من المتاعب
لتومئ له برأسها بالموافقه لتسكن بين أحضانه بشرود ليسألها حسن عن زوجة أخيها سمر ويسأل عن طبيعة الغلاقة بينهم
تندهش حور من ذلك السؤال في البداية تشعر هي ببعض الغيرة ولكنها سرعان ما تتراجع عن تلك الفكرة لتخبره أن العلاقة بينهم سطحية للغاية أو بمعني أصح لا يوجد بينهم أي علاقة
تصمت قليلا ثم تسأله عن سبب ذلك السؤال
يشعر حسن بالتردد من إجابة ذلك السؤال ولكنه يجب عليه وضع أسس صحيحة لعلاقتهم وتلك المدعاه سمر ستكون سبب في الخلافات بينهم ليكفيه ما سيواجهه من متاعب مع عائلته فالأمر لا يحتمل المزيد من الأعباء
ينهض حسن فهو يخشي تأثير تلك الكلمات عليها ليردف بحزر
- أنا حاسس إنها مش كويسه يا حور تصرفاتها كده توحي إنها يعني
تشعر حور بصدق كلماته فهي بالفعل تشعر نحوها بالريبة ولكنها لن تحتمل تلك الفكرة فهي بالنهاية زوجة أخيها يجب عليها الدفاع عنها لتردف بخجل
- ممكن يعني هي متحررة شوية أو جريئة شويه بس ده ممكن عشان البيت اللي إتربت فيه كده
يبتسم حسن علي فطرتها تلك وبراءتها فكم هي نقية صافية من داخلها علي عكس تلك التي تبدو الجرأة في عينها ليتذكر ذلك اليوم التي عرضت نفسها صريحة عليه وهو تتطلع إليها بإحتقار وتركها
كما يتذكر نظراتها لعصام أخيه داعيا الله ألا ينجرف عصام إلي تيارها بالرغم من ذلك الورع والتقوى التي يصق الجميع بها عصام ولكنه يشعر أن ذلك كله ما إلا قناع له
تشاهد حور شروده لتفضل الصمت لتعلم أن ما يسمي بشهر العسل قد إنتهي
مهلا يا حور فأنتي من ملكتي قلبه وأصبحتي أوكسجين حياته فكيف لكى ذلك التفكير مهلا ستثبت لكي الأيام صدق حديثه وستكون جميع أيامك معه أحلام تتحقق علي أرض الواقع لتزيد قصص العشاق
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعود سما إلي منزلها بصحبة أحمد ولكنها تلك المرة تشعر بالتعب دون المرات السابقة لا تعلم ما الذي يؤلما أكثر جسدها أم روحها ولكنها مدركة جيدا أنها أصبحت مستنفذة الطاقة
تدلف من باب المنزل لتراها والدتها وأختها في تلك الحالة لتنهمر الدموع من عيونهم عليها فتلك كان زهرة في بستان عائلتهم لتتحول إلي ذلك الذبول
تعاتبها والدتها علي وحدتها تلك فهي تؤلمهم بتصرفاتها بينما يحاول أحمد تلطيف الموقف ليخبرهم أنه كان بصحبتها فكان ذلك كافيا عوضا عن الزحمة في العيادة
تربت والدتها علي ظهره لتدعو له بصلاح الحال
يخرج أخيها من غرفته ليهرول نحوها ليشعر بشرودها وشحوب وجهها
تسكن سما بين أحضانه باكية لا تعلم لماذا كل تلك. الدموع لا تعلم إلا أن بداخلها طاقة من الحزن تريد أن تخرجها
تشعر أنها إنقسمت إلي شخصين إحداهما يريد أحمد وبشدة والأخرى تريد أن تفارقه الأولي تعشقه والأخرى تكره وجوده الذي يشعرها بضعفها
تنتهي بها تلك الحالة أن تتحول أقدامها إلي هلام لا يقوى علي حملها لتخونها قدميها لولا إحتضان أخيها لجسدها لتصرخ كل من والدتها وأختها ويهتف بإسمها أحمد الذي يحملها بين يديه إلي فراشها يظل جوارها طيلة الليل يتابعها ويعطي لها الأدوية حتي تعافت قليلا وإستعادة وعيها لتتطلع بجوارها لتجده يجلس علي ذلك المقعد بجوارها وأثار تلك الدموع أسفل عيونه لتشعر أنها أصبحت مصدرا للحزن للجميع ليت تلك الحياة تنتهي سريعا ويتخلص الجميع من تلك الآلام
هكذا كان تفكيرها
ولكن هل تظني يا سيدتي أنه بنهاية حياتك سيزول الألم ستكون تلك بداية لألم جديد أقوى إنه ألم الفراق لأشخاص أنتي لهم الحياة
ينتبه أحمد لإستيقاظها ليمسح عيونه سريعا ثم يقترب منها ليسألها عن حالها لتتطلع إليه قليلا وتتساقط دموعها لتسأله
- ليه يا أحمد
يحاول أحمد التوصل إلي إجابة ذلك السؤال أوتفسيره بل يحاول إدراك أهي واعية أم إنها مازالت تحت تأثير ذلك الإعياء
تفسر سما ذلك الصمت أنه خجل من الإجابه لتردف بألم
- ليه جيت معايا ليه عاوز تشوف لحظات ضعفي ليه بتعذبني بقربك ده وشفقتك
ما ذلك الهراء الذي تصحين به لتفسري حبي وتمسكى بحبك أنه شفقة فكيف شفقة وأنتي عشقي فلن أتخيل أحد مكانك
يظل أحمد يتطلع إليها بوجه خال من التعبير بينما تتضارب في رأسه الأفكار تطاد الفتك به لتفسر ذلك هي خطأ لتردف من بين شهقاتها
- إبعد يا أحمد طلقني إنت لسه في عز شبابك من حقك تتجوز وتعيش حياتك مع الإنسانه اللي تقدر تديك السعادة أنا من هقدر أنا بإختصار أشلاء أنثي
يقف أحمد عند تلك الكلمات يشعر بإنعدام توازنه وبتلك المشاعر التي تكاد أن تنفجر من شدة إنفعاله ليتطلع لها ثم يردف بكلمة واحدة
- إنتي أنانية
ثم يتركها ويغادر ودموعه تملأ عيونه
             « يتبع» 



أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن