البارت التاسع عشر

723 23 1
                                    

البارت التاسع عشر
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تدلف سما إلي ذلك الكازينو لتتوجه إلي تلك الطاولة التي يجلس عليها يوسف
ينهض يوسف واقفا عقب رؤيته لها ليبتسم مرحبا بها ثم يشكرها علي تلبية دعوته لها
تجلس سما علي المقعد وقد بدا على وجهها علامات الدهشة والتعجب لطلب يوسف ذلك لرؤيتها
تململ سما في جلستها يغلب عليها إرتباكها بينما يتطلع يوسف إلي أصابع يده لا يعلم كيف له بداية الحديث
ليقرر بالنهاية قطع الصمت لينقي حلقه ثم يتطلع إلي سما الشاحب واجهها وشاردة البصر وكأنها بعالم آخر غير عالمنا ذلك فيشفق عليها كم تعاني من الآلام ألم نفسي وألم عضوى بالرغم من ذلك فهي تعطي الأمل لمن حولها يا ليت جميع البشر مثلك يا ملاك نادر وجوده
يتحدث يوسف وقد غلب علي نبرته الألم والحزن وقد إختلطت معه العديد من المشاعر ليمتزج الآن عنده التجربتان فيشعر بتلك الدوامة تعتصره من الألم ولكنه الآن يجب عليه تناسي جرحه الذي لن يستطيع مداويته ويحاول إنقاذ جرح صديقه وتلك البريئة التي أمامه
يخبرها يوسف أن سبب إستدعاؤه لها هو تلك الحالة التي عليها صديقه أحمد من الألم نتيجة رفضها لحبه يصمت قليلا يحاول أن يكون هادئا قدر الإمكان ثم يعاود الحديث بهدوء ليخبرها أن أحمد يحبها بحق ليرجوها ألا تضيع ذلك الحب في دوامة العناد تحت مسمى الشفقة.
كانت كلماته وكأنها صفعات علي وجه سها تفيقها من تلك الحالة التي تعيش بها نعم هي تعترف أنها بحاجة إليه فهو أمانها وسندها ليحاول العقل التدخل في ذلك الوقت ليذكرها أنها ستحرمه من بعض حقوقه التي ربما يمل مع الزمن منها ليرد القلب مندفعا ليصمم علي إخماد ذلك العقل الذي تسبب في إرهاقه ليخبره إنه يكفيه تلك المده بجواره
لم تستطيع سما كبت دموعها عقب كلمات يوسف لتتحول إلي نحيب وهي تردد من بين شهقاتها أنها تعشق أحمد ولا تستطيع البعد عنه ولكنها تخشي أن يمل منها مع مرور الزمن وبينما هي تتحدث تستمع إلي ذلك الصوت من خلفها يخبرها أنه يتنفسها فكيف له الحياة بدونها
يهب يوسف واقفا من هول تلك المفاجأة بينما سما تستدير ببطء لتقابل أحمد الذي إمتلأ وجهه بالدموع وتلقائيا ترتمي بين أحضانه ليشدد هو من إحتضانها
يظلا هكذا مدة ليست بقصيرة ليفيق الإثنان علي تصفيق من حولهم ليتلفت الإثنان فلا يجدا يوسف ليشاهداه خارج من باب الكازينو وهكذا عاد العشاق ليأخذها أحمد بين أحضانه ويخرج بها يخشي أن تفارق حضنه مرة أخرى وتضيع منه ليقبل أعلي رأسها ليخبرها أن حفل زفافهم بعد أسبوع
أسبوع وجلساتها وعلاجها وترتيباتها وغيره لم يعطيها فرصة للرد قد إنتهي الحديث بالنسبة إليه
تصمت سما تستمتع بتلك اللحظات الجميلة لتملأ رئتيها من رائحته التي تعشقها
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حسن

يصل كل من حسن وحور إلي المنزل بعد تلك الرحلة الشاقة التي إستغرقت ساعات طويلة في الطريق يشتاقان إلي راحة وإستغراق في النوم
يهبط حسن من السيارة لتلاحظ حور ملامحه المتجهمة لتفتش في نفسها عن ما فعلته ليكون ذلك ردة فعله فلا تجد فلم تفارق أحضانه طيلة الطريق سوى عند وصولهم وهو الآخر لم يكف عن تقبيل أعلي رأسها وإغداق أذنيها بعبارات الغرام الجميلة
تهبط حور من السيارة تتطلع إليه في دهشة لتسير خلفه تشاهد ترحيب والداته الشديد به بينما تتجاهلها تماما وكأنها لم تكن لها وجود
لتقف تشاهد ترحيبات العائلة به وتجاهلها ما عدا محمد الذي رحب بها ترحيبا شديدا ليصفها بأنها مثل الشمس التي أنارت بشعاعها عائلتهم
نهره عصام عقب كلماته تلك ولكن محمد لا يعير له إهتمام ليميل علي حور يخبرها بهمس أن عصام يعيش في جلباب ذلك الشيخ الواعظ
لا تستطيع فهم المعني وراء تلك الكلمات لتفلت منها ضحكة يلتفت علي إثرها حسن يرمقها بنظرة تحذير
لتصمت عقبها وهي تهز بأكتافها وبعيونها نظرات مشاغبة
يعتزر منهم حسن بعد قليل لحاجته للراحة عقب تلك الرحلة الطويلة بالرغم من إلحاح والدته علي تناول الطعام معهم لكن حسن يرفض متحججا أنهم بحاجة إلي أخذ قسط من الراحة
يصعد كل من حسن وحور إلي شقتهم وبمجرد غلق الباب يستدير حسن محتضنا حور مغرقا وجهها بتلك القبلات لتشعر حور بذلك التضاد ما بين حالته منذ قليل والآن لتبتعد عنه متجهمة
يقف حسن مكانه مندهشا من تصرفات صغيرة قلبه لماذا كل ذلك الغضب لن يستطيع أن يراها هكذا يركض خلفها ليقف مكانه علي باب الغرفة ليراها جالسة علي الفراش وجهها يملؤه علامات الغضب تهز قدميها بشدة ليقترب منها بهدوء يجلس بجوارها يسألها عن سبب غضبها ذلك لتجيبه بإندفاع أن سببه تلك الحاله التي كان عليها بالأسفل متجهما وكأنه غاضب من تلك الزيجة
يطلق حسن ضحكاته الرجولية عقب سماع كلماته التي كانت تلقيها بطريقة طفولية لتغضب حور عقب إطلاق تلك الضحكات وتنهض واقفه تدب بقدميها في الأرض بغضب مثل الأطفال لا تعلم ماذا تفعل بينما ينهض حسن يحتضنها ليخبرها أنه فعل ذلك من أجلها حتي لا تبدأ والدته معها المعركة مبكرا
لا تستطيع حور إستيعاب تلك الكلمات لتفيق علي قبلاته المتفرقة علي عنقها المرمرى التي تذيبها في يديه ولكنها لن تستسلم لتركض من أمامه ليركض هو خلفها في الغرفة حتي إستطاع الإمساك بها وألقي بها علي الفراش ليأخذ شفتيها في رحله طويلة يتذوقها علي مهل
بينما هي كذلك تشعر بوجود صوت بتلك الشرفة ولكنها تخشي أن تخبر حسن ليتهمها بإفتعال الحوارات حتي تهرب منه لتعود بإندماجها بكل جزء من جسدها معه
( وإحنا نقفل الباب ونخرج ونسيبهم) 
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند وليد

أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن