الفصل الأول • مَعمي بشأنك .

2.5K 199 58
                                    

-
















• البَتلة البيضاء •

أنا زهرةٌ الإصفرار بدأ يُعانق بتلاتها الذابلة ، زهرة تعيسة و وحيدة ، و الشخص الوحيد الذي يرعاني لم يَعُد يحضر لأجلي ، أنا زهرة لم تُعامل كبقية الأزهار .

أُدرك مدى جمالي و حُسني ، الجميع يرى ذلك بي ، سوى الشخص الوحيد الذي أريده أن يراني ، هو لا يراني...

جيمين لم يَرى جمالي ، لم يلمح كيف أنجذب إليه كَقُطبٍ سالب تتجمع جُزيئاته أمام إيجابيته .

لِما لا يعود إلي عندما أدفعه عني ؟ ألا يُفترض به الإنجذاب إلي أكثر كُلما دفعته ؟ أ ليس لهذا نحن مُختلفان ؟ .

مَعرفتي بِجيمين تجاوزت الإثنى عشر عاماً ، و لا زال لم يَعي أفعالي بِالطريقة التي أرجوها .

هو لا يفهم أنني حين أدفعه عني يعني أريده أقرب لي ، أريده أن يعود إلي أقوى و يتمسك بي .

حين أرفض حضنه يعني احتضني أقوى .

جيمين حتى اليوم لم يستوعب أنني أُظهر عكس شعوري رُغماً عني ، هو يمتثل إلى شعوري الذي أُظهره و لا يلتمس مغزاه .

هو ببساطةٍ لا يعود إلي ، لا يتمسك بي ، و لا يحبني .

جيمين لا يحبني كما أنا أريد بالتحديد ، لا أعرف نوع حبه لي ، لكنه لا يعجبني .

-

" أنت تسرح بأفكارك كثيرًا ، كالعادة "

سُحِب من باطن رأسه بسبب تلك الجُملة و رويدًا بدأ يسترجع الضوضاء من حوله بعد إفاقته .

" كنت اسألك لو ستمانع قدومي إلى بيتك اليوم ؟ سأدرسك كما وعدتك "

" تدرسني ؟ في ماذا ؟ "

رأسه فارغ تماماً في الوقت الراهن لذا إتسم وجهه بالضياع و التشتت أثناء تلفته حوله .

يدا جيمين الدافئتان أعادتا وجهه إليه عبر إمساك خدوده و لف وجهه نحوه يأخذ كل إنتباهه و يفرك خدوده بإبهاميه .

" وعدتك أن أُدرسك مواد إمتحانك التي تجد صعوبةً فيها لذا سآتيك اليوم و نبدأ الدراسة ، فهمت ؟ "

تورد وجه البَتلة من الهمس القريب لِيومئ موافقاً بِحياءٍ شديد و السبب قربه .

رفع بؤبؤه المُتسع إتجاه وجه جيمين قبل إخفاضه و قضم شفته السُفلى ما إن حرر بارك خدوده و ترك الأحمر يتضاعف في وجهه .

الزهري الشاحب كان أحب الألوان بالنسبة إلى قلب جيمين تحديدًا لو كان مُتعلقاً بوجه البتلة .

سيتأمله خالياً بخوف من نتائج مشاعره لو أبداها ، يُمكنه أن يرى بوضوح كيف يتبعثر بتلته في حضوره ، لكنه لن يجرؤ على الإقدام بخطوةٍ واحدة ما لم يُبدي جونغ كوك ذلك بوضوح له .

يَرتعد لِفكرة أن يخسر جونغ كوك يوماً لأنه أساء فهم المشاعر التي يُبديها له .

أكبر مخاوف جيمين تمثلت في إكمال أيامه دون جونغ كوك ، و البَتلة لم يَرى ذلك فيه ، لم يستشعر خوف جيمين أو حرصه عليه عن قرب .

جونغ كوك كان غارقاً بما فيه الكفاية داخل مشاعره السوداوية ، مغمورًا لدرجةٍ تمنعه عن رؤية جيمين و مشاعره المُتوجهة إليه .

في النهاية البَتلة كان معمياً عن مشاعر الشخص الذي ينتظر منه رؤيته .















-

مساء الخير ☕☁

رأيكم ؟

و بس كونوا بخير

مع خالص حبي 💕

Bloomed for you ∆ KOOMI +18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن