شمس اليوم الثامن عشر 💥

2K 66 0
                                    


استقبل يوسف وشمس والده دكتور سيف بحفاوة فى منزلهم فى زياره عائليه ضمت مريم وكريم وسيف بدعوة من يوسف لتناول طعام الغداء كانت شمس سعيده وهى تعد لأول مره وجبه الغداء بمساعدة مريم التى تقف بجانب شمس تقطع بعض الخضروات لاعداد السلطه أما ملك فكانت تجلس فوق الطاوله الرخاميه تشاهدهم بمرح أطلقت شمس ضحكه مرحه وهى تلقى بعض المزحات علي مريم المتلبكه{مالك يا مريومه اهدي شويه ده جي يخطبك مش يخطفك يا بنتى }قضمت مريم قطعه من الخيار التى تقطعه بشكل منظم{انا خايفه جدا يا شمس من رد فعل ماما أصل انتي يا شمس ماتعرفيش فريده هانم ممكن تعمل ايه لما تعرف}ثم شردت مريم قليلا قبل أن تكمل بحزن{ماما رافضه كريم بشكل غير طبيعي زي ما رافضا... }لتقطع حديثها فجاه تكمل إعداد السلطة ابتسمت شمس بحزن تقول{زي ما رافضه جواز يوسف مني صح}التفتت مريم تقول بتلعثم {اسفه يا شمس انا مش قصدي اضايقك انا مش عارفه مالى النهارده }ربتت شمس على وجنتها بحنان{انا مش زعلانه يا مريم ولا مضايقة واكيد عذراها يوسف ابنها واكيد كان نفسها تفرح بيه زي أي أم }أطلقت مريم تنهيده عميقه تقول بغضب{ماما كل اللي يهمها الشكل الإجتماعي وده ابن مين وديه بنت مين مايهمهاش سعاده ولادها هتكون مع مين}القت نظره عابره على ملك المندمجه بالحديث مع دميتها الصغيره والتي أطلقت عليها اسم شموسه ثم همست لشمس بحزن{هقولك علي سر بس بيني وبينك تتخيلي أن ماما بتشكك فى ملك أنها ماتكونش بنت يوسف أو أنه يكون اتجوز كلارا من الأساس}أطلقت شمس شهقه ضعيفه تنظر لملك بعاطفه ممزوجة بخوف على تلك الصغيره الجميله{مش ممكن الكلام ده معقول تفكر كده فى ابنها وحفيدتها انا واثقه أن يوسف عمره ما يعمل كده أبدا}هزت مريم رأسها بثقه{طبعا يوسف اخويا طول عمره جادي فى علاقاته ومش بتاع الكلام ده حتى مع ناريمان كانت علاقته معاها بحدود لحد ما انفصل عنها وسافر }رفعت شمس أحد حاجبيها تقول بنبره يتخللها الغيره والحنق{ناريمان بنت خالك أدهم يوسف كان علي علاقه بيها قبل مامة ملك }احتقن وجه مريم بالدماء وشعرت أنها تسببت بمشكلة حين زلف لسانها بتلك الحكايه لتلعن غبائها علي ما تفوهت به أمام شمس التي بدأت ملامح وجهها بالنفور والغضب........
أثناء تناول الغداء والتي صنعته شمس بمهاره ليكتشف يوسف مهارتها فى صنع بعض الأصناف التي يفضلها والتي اكتشفها علي طاوله الطعام ولكنه لاحظ تغيرها وتغير ملامحها والتي تنقلب لغضب حين ينظر لها أو يحدثها والعكس تنفرج ملامحها بابتسامه بشوشه حين تتحدث مع سيف أو كريم ومريم حاول لمس يدها بخفه ولكنها صدته بعنف وسحبت يدها بعد أن رمقته ببعض النظرات الغير مفهومه وبعد الانتهاء من الغداء وقف سيف بفخر يمدح بزوجة ابنه الجميله {انا شكلى هاجي اتغدى معاكم كل يوم يا شمس من طعامه الأكل تسلم ايدك يا حبيبتي}ابتسمت برقتها المعهودة  {ميرسي يا أونكل ع المدح ده دي حاجه بسيطه جدا ياريت حضرتك تتفضل كل يوم}رمق سيف ابنه وهو يقطب حاجبيه العريضه بغيظ ليقول{لا يا حبيبة أونكل كفايه عليا يوم واحد فى الاسبوع اطلب منك صنف معين ليا}ضحك كريم بخفه يغمز لمريم التى بدأت فى مساعده شمس لفض طاوله الطعام{ولسه كمان يا عمي لما مريم تتعلم من امي وساعتها هتدوق احلي الاصناف}أطلق سيف ضحكه عاليه يقول بمرح {لاااا انا كده هبقي بكرش وهفقد وسامتي}ركضت ملك على جدها تتشبث بملابسه وهى تضحك{جدتو عايز دوته(حدوته)ملوكه حبها }حملها سيف يقبلها بنهم{عايزه حدوته البنت اللي اسمها ملوكه طيب بعد ما أتكلم مع عمو كريم هحكيلك الحدوته}تعلقت الصغيره برقبته تقبله وتعبث بخصلات شعره الفضية الناعمه وهى تضحك وفي التراس الواسع المطل علي النيل جلس سيف وكريم برفقة مريم المتلبكه وتكاد أن تنفجر وجنتيها من شده تدفق الدماء بوجهها....ليهتف سيف بإبتسامته المضيئة الساحره وعينيه الزرقاء تتالق بالسعاده{نتكلم فى المهم ونتفق علي كل حاجه لحد مايوصل مراد علشان يظهر هيتاخر}...
وقف خلفها وهى تعد القهوة يهمس بخفوت بجانب شحمة اذنها{تسلم ايدك يا روحي الأكل يجنن ماكنتش اعرف اني متجوز ست بيت شاطرة وجميله كده}التفتت له بحنق ترفع حاجبيها تقول{ممكن تروح تقعد مع بباك وكريم وتسيبني اعمل القهوه}لاحظ طريقتها الجافة فى التعامل ولكنه تغاض عنها ليقترب منها يحبسها من خصرها النحيف برشاقه وهو يهمس امام شفتيها الناعمه{هما مش فى بيتهم وبعدين انا عارف كريم هنا ليه وانا موافق طبعا هو بقا حر مع دكتور سيف مش كفايه اني استقبلتهم فى بيتي وانا لسه عريس }مطت شفتيها بحنق تقول بضيق{اه عريس يظهر انك نسيت أن العريس نزل 3 يوم جوازه يروح لبنت خاله يطمن عليها ولا أقول حبيبته القديمه }فتح عيونه البنيه المشعة بوميض السعاده وهو يري الغيره والغيظ يشع من مقلتيها الذهبيه الآن فهم سبب حاله الغضب والنفور التي تعتلى ملامحها وقف يحدق بها بعيونه العميقة وعيونها متسمره في عيونه والصمت ساد بطريقه قاتله بينهم وهي تقف تنتظر منه رد على ما تفوهت به ولكن ملك قطعت ذلك الصمت بصوتها الصغير وهى تشد ستره أبيها الغافل عنها تهتف بطفوليه{يوثف جدتو عايز انت}ابتسم لها نصف ابتسامه يقول بجديه{بعد ما ضيوفنا يمشوا لينا كلام كتير مع بعض}بدأت دموع الغيره والخوف تلمع بعينيها لتهز رأسها بالموافقه وبعد أن خرج وتركها تعانى من شعور الغيره القاتله انحنت أمام ملك تضمها لصدرها بشده تستنشق رائحتها الملائكيه لتحاوط الصغيره ذراعيها حول عنقها تمسح على شعرها كما تفعل مع دميتها شموسه تقول بصوتها الصغير{حبك ثموسه }...
▪كعادته المرحه دخل مراد وهو يهتف{اسف جداا ع التأخير يا دكتور بس الأول ادينى فرصه أسلم ع العريس والعروسه واباركلهم }نظر له سيف بحده اما يوسف فعانق أخوه بلهفه يقل{يعنى ماكلمتني من يومها انت زى ماتكون مصدقت تخلص مني يا ندل ولا سالت}غمز مراد بطرف عينيه ليوسف وهو يهتف{انا قولت اسيبك براحتك بقا يا دكتور مع شموسه }لكمة يوسف بغيظ مصتنع{مررراد}ضحك مراد بخفه يسأل عن شمس التى خرجت بدورها تحمل صنيه كبيره ممتلئة بالحلوى وخلفها مريم بصنيه آخرى بكؤس العصير تبتسم لمراد وترحب به....جلس مراد بجانب كريم يربت علي قدميه{انا شايف بعد جواز يوسف الكل اتفتحت نفسه للجواز حتي عدنان وانت وانا قريب ليهمس بخفوت ليوسف الجالس بالقرب من شمس{يوسف احنا بنحسدك شكلك عريس بجد يارب نبقى زيك}ابتسم يوسف يكز على أسنانه غيظا وهو يرمقها بطرف عينيه{يارب يا مراد تبقى زيي اتمني من قلبى والله}لتبتسم شمس بخجل وهى تعرف جيدا نية يوسف استمر الجميع فى الضحكات ليكمل كريم كلامه الذى توقف عند دخول مراد{عمي انا يشرفني طبعا ان أطلب أيد مريم من حضرتك ومن يوسف ومراد بعدك طبعا وان شاء الله أكون عند حسن ظنكم فيا}شعرت مريم بالخجل ونظرات كريم مسلطه عليها...ابتسم سيف وهو يرمق صغيرته الجميله بنظرات الفرح قائلا بدون تفكير{ده شرف لينا احنا ياكريم انك تكون نسيبنا وتبقى أبن تالت ليا انت شاب أي عيله تتمناك لبنتهم طبعا بس لازم اعرف رأي العروسه الأول}هز كريم رأسه مبتسم وهو ينظر لمريم بحب{اكيد طبعا يا عمي}شدت مريم على كف شمس بقوه وهى تغرق فى خجلها وكسوفها الذى زاد من حمرة وجنتيها...ليسألها سيف بهدوء{ايه يامريومه عايز اسمع صوتك }اومأت رأسها بالموافقه دون أن تلفظ بكلمه واحده ثم احنت رأسها لأسفل دلالة على خجلها من هذا الموقف الصعب...ليقل يوسف بسعاده{زي مابسمع فى الافلام القديمه السكوت علامه الرضا ولا ايه يا بابا}هتف مراد متعمدا آثاره غضب مريم{مش يمكن السكوت علامه الرفض لا لا الكلام ده كان زمان }رفعت مريم رأسها تنظر لمراد بحنق لتقل بتوتر{لا طبعا علامه الرضا }ليقفز مراد من مكانه يهتف{اوووه شوفتم قدرت اخرج منها الكلمه ازاى مبروك يا عريس}عانق كريم حماه المستقبلى وصديق عمره يوسف ومراد أيضا وشمس حضنت مريم بفرحه تبارك لها وعمة السعاده ع الجميع حتى أكمل كريم كلامه{أن شاء الله يا عمي انا هاجى مع الحاج والحاجة لطلب أيد مريم}ثم تنحنح قليلا ينظر لمريم التى اومات له برأسها{يريت نقرأ الفاتحة والخطوبه مع بعض وبعدها بشهر يكون الزفاف}رمقه يوسف بذهول للحظات يقل{ يظهر أنكم متفقين علي كل حاجه}أجاب كريم مبتسم{الحمد لله يا جو انا ومريم علي وفاق وتفاهم}وقف سيف يجذب مريم بين احضانه ثم قبل قمه رأسها بحنان وهو يقل ببتسامته المشرقه{على بركه الله تشرفنا انت والحاج عزمى والحاجة فى أي وقت علشان نتفق وتلبسوا الدبل والجواز بعد شهر ولاونك يا كريم هتاخد اغلى حاجه من عندى بسرعه بس انا متاكد انك هتحافظ عليها وحتحطها جوه عيونك أن شاء الله}.......
▪أعدت نهله طعام الغداء وبدأت فى تحضيره بمساعدة خادمتها...طرقت بخفه على باب غرفه لجين التى تعتقد انها مستغرقه بالنوم بعد عودتها من رحله طيران
ولكن من الطرقه الأولي قالت لجين بتعب{ادخلى يانانا}دخلت نهله الغرفه تبتسم ثم جلست على حافة الفراش تقل بحنان{الرحله كانت صعبه ولا ايه يا لوجي
حسه انك متغيرة حبيبتى}كانت نهله تعلم سر تغيرها و سر شحوب وجهها بهذا الشكل ومايشغلها بالتحديد ولكن ستترك ذلك الحديث للجين حتى لا تضغط عليها
زفرت أنفاسها بضيق ترفع رأسها لأعلى ودمعه معلقه بطرف عينيها تكاد أن تفر على وجنتها فتحرقها بنيران العذاب{انا تعبانه نانا...بجد تعبانه حاسه بخنقه والم فى قلبى كل ماشوفها مكان ماما عايشه فى الفيلا الكبيرة وسط الخدم والحشم كرهتنى فى بلدي وحياتى أما هو لسه بيدعي البراءه وأنه مكنش السبب فى موتها بطريقه ديه}لم تستطع حبس دموعها وادعاء القوه أكثر من هذا لتنزل دموعها بغزاره تشهق من بينهم بمراره{مراد يا نانا انا عارفه انه بيحبنى بس بجد مش قادره أكمل خايفه عليه اكتر ما خايفه على نفسي}رمقتها نهله بنظرة حزينه تمسح هي الآخر دموعها التي خانتها ونزلت{انسي يا لوجى انا عارفه أن الذكرى المؤلمة ديه محفورة جوه رأسك وأنك انتي اللى شوفتي وسمعتى كل حاجه بس ربنا سبحانه وتعالى خلق الإنسان وخلق معاه النسيان..انتي عشتي تقريبا معايا كل همومى والعذاب اللى شوفته مع رشيد ازاى كان بيعذبنى ويهنى ووصل مرضه انه يضربنى كمان ومع ذلك كنت مستحمله وراضيه بقسمتي ونصيبى عشت معاه أسوأ أيام حياتى حرمنى من الامومه والحياه ويشاء القدر بعد ما يموت اني أكون أنا ورثته الوحيده ويعوضنى ربنا سنين المر اللى شوفتها معاه}ربتت عليها برفق تقل بهدوء ورقه لاتليق إلا بها{مراد بيحبك بلاش تخسريه يا لوجي}....هزت رأسها بعدم اقتناع وهي تمسح دموعها بظهر يدها تقلبنبرة مليئه بالقوة وبالحسم{ فعلا يا نانا هخسره واخسر حبه واخسر قلبى بس آخسر دلوقتى ومخسرش حياتى بعدين الرجالة كلهم صنف واحد}لوت شفتيها بسخريه تكمل {بيجرو وراء غرائزها الدكتور عبد الوهاب زى رشيد عثمان واكيد مراد سيف الدين ميختلفش عنهم فى حاجه}هزت نهله رأسها بقلة حيله وهى تشعر بانها أمام حاله معقده تفنن عبد الوهاب المسيرى فى صنعها فبالتاكيد لجين تحتاج إلى طبيب نفسي حتى تانسي الماضي الأليم وتتعايش مع حاضرها...لتقف تجذبها من ذراعها بهدوء{يلا حبيبتى نتغدى ونشوف هيحصل ايه محديش عارف بكرا مخبى ايه}وقفت ترتمى بين أحضان خالتها الجميله والتي هى بمثابة اختها الكبيره وليس خالتها تحدث نفسها بعزم وقرار حاسم {جه وقت الفراق يا مراد}....
▪مسحت دموعها وهي تملس على بطنها برقه لتهمس لطفلها بخفوت وكانه يسمعها{شوفت بابا عمل فى ماما ايه سابها وبعد عنها}حضنت بطنها بذراعيها تكمل{هو اكيد أن شاء الله هيرجع علشانك اكيد هو حيحبك اكتر مني بس انا مش زعلانه ولا هغير لأنك هتكون حته منه}....دخل أدهم مندفع للغرفه وعلى وجه ملامح التعب والارهاق ضم ابنته لصدره يبكى بحرقه{كده يا ناريمان عايزه تقهرينى عليكي يابنتى ليه كده كل ده علشان حتت واحد حقير}ابتعدت عن أبيها تنظر له بعتاب{بابا أرجوك أكرم مش حقير أكرم جوزى وأبو ابنى}نظر لها أدهم بدهشه وقبل أن يتكلم كان نادر يصرخ عليها بغضب{ايه أبو ابنك انتي حامل من الواطي ده العيل ده لازم ينزل احنا مصدقنا خلصنا منه}توهجت عيناها بالنيران تحضن بطنها بخوف لتنطلق من بين اسنانها{انت مجنون ايه الكلام ده عايزينى اموت ابني انت اكيد اتجننت}ردة فريده والتى كانت تقف خلف نادر تستمع لما تقوله{اخوكى اللى اجنن ولا انتى ابنك ايه اللى انتي عايزاه منه انتي المفروض تفرحى انك خلصتى من الزباله ده ولا ايه يا ادهم}نظرت ناريمان ناحيه والدها تنتظر منه الدفاع عنها وعن حفيده ولكن أدهم كعادته احنى رأسه بضعف أمام أخته المتسلطة والتى تملك الآن خمسه وسبعون بالمائة من أسهم الشركه والتى أيضا سددت قرض البنك لأدهم بضمان الفيلا وابنه الذى يشارك عمته بكل مصائبها وتحكمها لقد أصبح ضعيف وهن بعد أن ترك المصحه ليوسف وبعد أن هدده سيف أن يترك المصحه أو يدخل السجن بعد اكتشافه لكل الجرائم...همست ناريمان بخفوت{بابا أتكلم انت كمان عايزنى اعمل اللى بيقولوا عليه اموت ابني لا طبعا أكرم جاى وهياخدنى انا مش عايزه حاجه}اغلق نادر باب الغرفه بقوه يقترب منها بغضب{والله يا ناريمان لو فضلتى على عنادك ده مانتى طيله أى حاجه وهتخرجى بهدوم المستشفى ياما تنزلي الزفت ده وتتجوزى من فايز سعدان أو تخرجى كده زى مانتى فى الشارع}ارتسمت على وجهها الذهول والغثيان مما تسمعه قالت بشمئزاز{مين فايز سعدان ده واتجوزه ليه}اقتربت منها فريد تربت على شعرها بمكر ودهاء ترمق نادر بطرف عينيها أن يتحلى بالصبر{فايز سعدان ده مليونير يا نارو شافك وعجبتيه ومن ساعتها مصمم عليكى ومستعد يدفع ملايين ويتجوزك ايه رايك بس تنزلى الشؤم اللى فى بطنك ده وساعتها هتبقى ملكه}ابعدت يد عمتها بغل تنظر لها بقله احترام {انتى بتقولى ايه عيزانى اموت ابنى علشان اتجوز واحد متخلف جاهل انا افتكرته الراجل ده شوفته فى حفله قبل كده راجل حيوان}التفتت إلى والدها الجالس لا حول له ولا قوه تقل {ايه ياكتور أدهم ايه رايك فى الصفقة ديه فيها أرباح ولا صفقه خسرانه لا لازم تقولى رأيك علشان اقدر اخد القرار واموت ابنى اللى من حبيبى واتجوز الجاهل ده ايه ساكت ليه سمعني صوتك}جذبها نادر من شعرها الأشقر بقوه لتتاؤه بالم {اااااه }كز على انسانه بغل يهمس كفحيح الافاعى {صدقينى يا ناريمان هتخسرى كتير لو رفضتى فايز سعدان ده غير انك هتبقى مشرده حقيره}نزعت خصلاتها من بين اصابعه بقوه تناظرهم معا بقرف واشمئزاز {مستعده آخسر كل حاجه بس ابنى لا حتى لو أكرم مرجعش ليا يكفينى ابنى}لوت فريده شفتيها بسخريه تقل{غبيه ومتخلفه}وقف أدهم يمسك بيدها وهو يكاد أن يقبلها {وفقى يا ناريمان علشان خاطرى فايز سعدان هيحل ازمتى انا مديون يابنتى مديون}غمغمت بحزن ودموعها تكسو عينيها{اسفه يابابا مش هقتل ابنى وانتى يا فريده هانم لو مريم أو ابن يوسف كنتى هتتطلبى كده ترضى حد يقتل ملك ويحرمك منها}هزت كتفيها بكبرياء{ياريت أتمنى ملك تختفى زى امها واجوز يوسف بنت حسب ونسب بدل المجنونة اللى اتجوزها ومريم لنادر وحفيدى هيكون عزيزي و....}بصوت واثق يملؤه الغضب والنفور{حفيدك هيكون من عايله الشهاوي يا فريده هانم مش عزيزى نهائى أما بالنسبه لملك اللى بتتمنى موتها يوم ما حيحصلها حاجه هى أو مراتي اكيد ابنك اللى عايزه تجوزيه هيكون انتهى امره للأبد}رمقته بغضب تقترب منه وهى تشد على أسنانها بغل قائله{أهلا يا عريس ونعمه الاختيار وحده من حوارى باريس ووحدة مجنونه}رمقها بسخريه يهز رأسه بعدم اهتمام {للأسف انتى امى ومش هقدر ارد عليكى رد يغضبك بس أحب اقولك المجنونة ديه بعايله العزيزى كلها اللي فرحانه بيها  }...شهقت ناريمان بخوف تستنجد به{الحقني يا يوسف عايزينى اموت ابنى}...اقترب منها يمسك يدها المرتجفة وبينه وبين نادر وفريده بركان من النيران{متقلقيش انا جنبك لحد ماجوزك يرجع محديش هيقدر يتعرضلك ابدا}ضحك نادر بستهزاء{جوزها اللى رماها هيرجعلها عقلها يا دكتور قبل فوات الأوان وانتى فكرى كويس قبل ماتندمى} خرج نادر تتقدمه فريده التى  توقفت على صوت يوسف الشغوف يهتف{دكتور سيف وافق على جواز مريم وكريم وحفله الخطوبه االاسبوع الجاى بابا كلفني ابلغك ولحسن الحظ لاقيت حضرتك هنا}نيران اشتعلت بداخلها أما نادر فقبض على راحه يده بحقد وقبل أن يتفوه بكلمه كانت فريده تمسك قبضة يده تنظر له بحذر ثم التفتت إلى يوسف ببتسامه صفراء {طبعا لازم أحضر خطوبة اختك يا يوسف واكيد مش هتكون من غير امها فى اليوم ده كفايه انت كنت من غيرى} يكاد يتحمل على ساقيه يشعر انهم لا يحملونه جسده يرتجف وراسه يرتفع بها الدماء بغليان وقف بجانب يوسف يربت على كتفه{انت يا يوسف اللى هربت شمس الحسينى}مط شفتيه يبتسم بانتصار{ايوه انا يا دكتور أدهم اللى نقلت مراتى من بين ايدك وانا اللى كشفتك بس علشان انت خالى محبتش اسجنك كفايه اشوفك مهزوم قدامى وربنا بينتقم للبنت اللى عذبتها هى وغيرها}هز أدهم رأسه بستسلام لينظر لابنته نظره أخيرة كأنه يودعها ثم رفع عينيه ليوسف يقل بوهن {خلى بالك منها لحد ما جوزها يرجع واحميها من طمع نادر وفريده}..........
▪لمعت نظراتها بتعبيرات عشق وهى تتذكر عناق مريم لكريم ونظراتها الخاصه التي تذوب عشق وهيام به لقد لمحتهم اليوم قبل أن يغادر كريم وهو يحتضن مريم بحب وهى تبادله الحضن بعشق خاص...فاين هى الاخرى من هذا العشق سالت نفسها بلوم لماذا لاتطرد خوفها وخجلها المسيطر على مشاعرها وتترك نفسها بين ذراعيه لتستمتع بحبه...مطت شفتيها بحنق وهى تتذكر مكالمته التليفونية التى تلقاها وغادر بسرعه يستأذن من والده وقد سمعته يهمس لمراد قائلا{انا لازم أنزل اروح لناريمان حالا نادر وماما هناك الممرضه بلغتنى}اصطنعت الامبالاه وابتعدت ليأتى اليها يعانقها من الخلف يطبع قبله سريعه فوق وجنتها{شمسى انا لازم أنزل حالا}سألته بتوجس تظن انه سيكذب عليها{رايح فين وسايب ضيوفك}رفع كفها يقبله يقل بمنتهى الصدق {رايح لناريمان بنت خالى المستشفى ضرورى وأول ماارجع هقولك على حاجه}لا تنكر الضيق الذى سيطر عليها وعلي ملامحها ولكن تغاضت عن حنقها بسبب صراحته....جلست فوق الاريكه تتابع ملك الغارقة وسط العابها الكثيره تنتظر عودته لترفع الصغيره رأسها تتنهد بغضب وحنق طفولى{ثموسه فين يوثف}رمقتها بحب تجلس بجانبها على الأرض{راح شغله يا ملوكه وزمانه جى}زفرت الصغيره انفاسها بحنق تترك دميتها بعيدا ثم تقترب منها تجلس فوق ساقيها{انا زحلانه من يوثف}شهقت شمس بطريقه مرحه تسالها{ليه يا ملوكه في بنوته حلوه تزعل من باباها}ثم قبلتها فوق وجنتاها الممتلئه بنهم{بابا بيحبك جدا}رفعت الصغيره كتفيها ببراءه{عسان هو راح ثغل وساب ملوكه وثموسه هنا...وثموسه تعيط}نظرت لها بذهول تفكر كيف عرفت صغيرتها الذكيه أنها كانت تبكى{انا مش بعيط يا حبيبتى}هزت ملك رأسها نافيا{لا عيطي انا عارف}
ضمتها لصدرها تمرر اصابعها بين شعرها المنسدل بنعومه...لتضع الصغيره رأسها فوق صدرها تتمسك بكنتزتها{انا كنت بعيط علشان جدو جلال وحشنى ونفسى اشوفه بس انا مش زعلانه من بابا حبيبتى}
ببراءه وذكاء سالتها ملك{انتى حبى يوثف}شعرت بخجل من سؤال الصغيره الغير مقصود لترفع وجهها وتقل بمشاعر صادقه خرجت من أعماق قلبها{بحبه جدا ..يوسف كل حياتي وحبيبى وبابا بنتى الحلوه}
نظرت اليها الصغيرة بتشتت{بنتك مين }حبست دموعها تضمها لصدرها{انتى بنتي الحلوه وانا مامتك مش كده}ضحكه صافيه ارتسمت على وجه الصغيره وهى تضمها هى الاخرى بما تستطع من قوة{انتي ماما ثموسه}هزت رأسها بحنان تهمس{ايوه قلبى انا ماما اللى بتحبك جدا}وقفت ملك تقفز بكل مرح وسعاده
{ماما حبييتي}وقفت شمس هى الاخرى تقفز مثلها بسعاده{طيب ماما هتاخد ملوكتها علشان تغير هدومها قبل يوسف ما يوصل}هزت ملك رأسها بشقاوه تركض إلى غرفتها وخلفها شمس تضحك بسعاده............
▪وهو يقود سيارته إلى منزله بعد أن ابتاع بعد الحلوى وكيك الشكولا التى تفضله شمس وملك قام بإجراء اتصال بأكرم المختفى من فتره ليجد هاتفه مغلق ليترك له رساله صوتيه{السلام عليكم..أكرم انت فين يابنى مصدقت هربت من مصر كده...أكرم انت لازم تكلمنى ضرورى اول ماتفتح تليفونك علشان فى تطورات حصلت ولازم تعرفها ونبقى نتكلم فى موضوع الطلاق ده بس كلمنى بجد الموضوع ميحتملش التأخير}ترك رسالته الصوتيه لاكرم وهو يتمنى أن تعود الأمور لمجراها وهذا الطفل المنتظر يصلح بينه وبين ناريمان...ليقوم باتصال آخر وتلك المره كان لكريم الذى هتف بصوت سعيد{انت حاسس بيا ولا ايه كنت لسه هكلمك حالا}ضحك بقوه يقل {طبعا حاسس بيك مش انت بردو هتبقى جوز اختى لازم أحس بيك خير كنت هتكلمنى ليه}قال كريم وهو يشعر أنه يحلق من السعاده{كنت عايز اقولك انى اتفقت مع دكتور سيف أن الخطوبه حتكون الخميس الجاى وحبيت تعرف}قال يوسف بفرحه{تمام جدا تخيل هو ده الموضوع اللى كنت عايزك فيه يعنى ياريت الخطوبه والجواز يتم بسرعه علشان نخلص منك بقا}أحس كريم بقلق من حديث يوسف ليقل بترقب{ليه فى حاجه حصلت ولا ايه}قال بمرح ليبعد كريم عن ذلك القلق {لا لا اطمن بس عايز اشوف مريم عروسه وانت عريس ده اللى أقصده انا عارف انك بتحبها وهى كمان علشان كده عايز الموضوع يتم بسرعه}حاول ان يغير مجرى الحديث قائلا {بقولك هو أكرم بيكلمك}رد كريم بسخريه {أكرم بيه مش عارف فين من ساعه ما سافر وهو مختفي ولا حس ولاخبر}
هز يوسف رأسه باسئ {تعرف أنه طلق ناريمان وأنها فى المستشفى بعد ما حولت الانتحار وكمان حامل بس قررت اكلمه وقوله أنها حولت الانتحار والحمل يعرفو منها}رد كريم بنبره حزينه {لا حول ولا قوة إلا بالله طلقها ليه كده هو اتجنن ده بيعشقها}رد يوسف بهدوء يقل{احيانا العشق بيكون آخره جنون وهو وده اللى حصل معاهم وأعتقد أن ديه غلطت ناريمان مشيت ورا هواجسها وضيعت أكرم منها وللأسف فاقت بعد فوات الأوان}.........
▪وقف عدنان بسيارته أمام بوابه الفيلا يلتفت إلى زينب الذي يبدو على وجهها الإرهاق يسالها بقلق {انتي بخير يا زينب ولا حاسه انك تعبانه}نظرت اليه تهمس بإمتنان{انا الحمد لله كويسه اطمن بس يمكن مرهقة شويه من النزول كل يوم}رد عليها محاولا سؤالها عن عمر الطفل داخل بطنها قال بتوتر دون أن يلتفت لها {انتي فى الشهر الكام}ردت عليه بمراره تستحكم بحلقها{فى بدايه الشهر التانى}أنها تشعر بتمزيقه الداخلى وصراعه المرير مع نفسه وتقبله الأمر المخزي بشهامه ورجوله لا تريد أن تضغط عليه وعلى مشاعره ولكن هي هشه ضعيفه مدمرة تحتاجه...تحتاج لدعمه ووقوفه بجوارها حتى تستطع المواجهه والعيش
رد عليها بقنوط يحاول ضبط نفسه يكتم انفاسه المشتعله بداخل صدره يعتصر من الألم ولكن لن يتراجع ويتركها ابدا فهو يشعر بالمسئولية تجهها{يبقى لازم نتجوز بسرعه جدا خلال الأسبوع ده}قال بتعلثم واضح{علشان نقدر نقول أن الحمل حصل على طول وولدتى فى السابع}أحمرت وجنتها تشبك اصابعها ببعضهم من الخجل والتوتر تهز رأسها بالموافقه وقبل أن تخرج من سيارته نظرت له نظره غريبه لم يفهمها هو تهمس بخفوت ورقه اذبته أمام عينيها الريم شديده السواد{مش هتنزل تتعشي معانا}ابتسم بتحفظ يسيطر على حاله{لا مره تانيه أن شاء الله وبكرة همر عليكى بدرى علشان نشترى فستان الفرح وبدلتى}...شكرته تقل بصوت الناعم {متتعبش نفسك بكرا انا هنزل مع مريم علشان هى كمان هتشترى فستان خطوبتها}هز رأسه موافقا يقل بصوته الحنون{خدى بالك من نفسك وبلاش تجهدى حالك كتير وانا هكون معاكى على اتصال} دمعه انسابت على وجنتيها بالم فأزالها هو بابهامه قا ئلا {اوعى تعيطى تانى زيزو مفيش حاجه تستاهل دموعك}ثم اقترب أكثر يضع قبل عميقه على وجنتها المببله يهمس{تصبحى على خير}.........
فتح باب الشقه يدخل وهو يحمل قالب الكيك وبعض الأكياس الآخرى بيده ليدخل إلى المطبخ يضع الأشياء فوقهم ثم توجه إلى غرفه المعيشة الكبيره ليجد شمس تحضن ملك وهم يشاهدا معا فيلم كوميدى اندهش مما رآه شمس وملك يرتدون نفس البيجامه بنفس اللون برسمه تويتى المبتسم دائما...كانت بيجامه زهريه اللون بحمالات رفيعة وشورت قصير...وما آثار دهشته اكتر أن ملك لم تتحرك بل ظلت فى مكانها تنظر له بحنق طفولى وقفت شمس تستقبله ببتسامه باهتة تقل {حمد لله ع السلامه هروح احضرلك العشاء} وقبل ان يرد كانت تغادر من امامه رفع حاجبه ينظر لها بندهاش ولكن تحول هذا الاندهاش إلى إعجاب وشوق وهو يتتطلع إلى قدها الرشيق فى هذه البيجامه الطفولية...أدار رأسه مره اخرى الى صغيرته والتى تبدو بنظراتها الحانقه حماته أو زوجه أبيه اقترب يجلس بجانبها وهو يبتسم{ملوكه مش بابا جه مجتيش ليه تسلمي عليه}هزت رأسها دون رد ليقترب منها اكثر لتبتعد هي عنه رفع حاجبيه بدهشه من ابتعادها عنه تعقد ذراعيها الصغيران أمام صدرها ومازالت تلك التكشيره تعلو وجهها الطفولي...ضحك تلك المره يقل{انتى زعلانه منى طيب ممكن اعرف انا عملت ايه ده انا جبتلك حاجات حلوه كتير جدا}مثل أى طفله صغيره اغرتها كلمه الحلوى لفك تكشيرتها مبتسمه ولكن كانها تذكرت سبب غضبها منه ليعود حنقها مره اخرى ثم انتفضت تقف أمامه{انا زحلانه منك يوثف عسان انت راح ثغل وساب ملوكه ومامتها}ابتسم بسعاده يردد {مامتها}هزت رأسها موافقه{ايوه مامتها ثموسه ديه}لتؤشر على شمس التى تكتم ضحكتها بصعوبه وهى تستمع  إلى ملك...عض على شفتيه يكتم ضحكته وهو يستمع إلى باقى كلمتها المبعثره{ومامتى عيط وزحلانه منك}رمق شمس بعينيه بقلق لتشهق معترضه{ملوكه تعالى هنا}انحنت أمامها تقل بحنان {مش ماما قالتلك أنها مكنتش بتعيط وهى مش زعلانه من بابا}ضربت قدمها بالأرض معترضه {لا زحلانه زى ملوكه من يوثف}اتجه يحملها لحضنه يمطرها بقبلاته وبعض العضات الخفيفة ببطنها ورقبتها وهى تضحك وتتلوي من دغدغات ابيها لها{بث يوثف بث}قلدها بصوتها الطفولى{لا مش بث يوثف هياكلك النهارده هم هم بدل الكيك علشان هو بيحبك جدا انتى ومامتك وميقدرش يزعلكم}من بين ضحكتها الصاخبة قالت الصغيره دون تفكير{مامتى كمان حب يوثف حياتها}شعرت شمس بارتجاف كل خلية بجسدها ودقات قلبها تدوى كطبول الحرب من اعتراف الصغيره أمام يوسف...نظر لها بمكر يبتسم ثم سأل ملك ببراءه{وانتى عرفتى منين أن مامي بتحبينى وانا حياتها}رمقت شمس صغيرتها حتى لا تتكلم ولكن لاحياة لمن تنادى استمرت الصغير فى الاعترافات الليله والتى بالتأكيد ستهلك شمس لا محاله  {مامتى قال كده هى حب يوثف بابايا وحياتها حبه}وبعد هذا الاعتراف الخطير من شمس والذى نقلته ملك بالنيابة عنها لم ترفع شمس عيناها بعينيه طول وقت العشاء وما زاد الأمر توتر هو نعاس ملك واستسلامها للنوم العميق لتفشل كل مخططات شمس فى الهروب مثل كل ليله عن طريق ملك...

شــــــــــــمس لا تغــــــــــــيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن