شمس اليوم العاشر 💥

2.2K 67 0
                                    


▪بخطوات ثابتة قويه دخل جلال الحسينى برفقه نغم إلى تلك المصحه التى كانت تمكث بها ابنته وفلذه كبده دخل المصحه يشعر بطعنات قويه تخترق جدار قلبه يتألم بشده حين يتذكر أن ابنته القريبة إلى قلبه جلست وحيده تتألم بتلك المصحه لمده 7 شهور وهو لا يعلم عنها شيء....شعرت به نغم وبتغير ملامحه تمسك يده بقوه {أهدا يا خالى أرجوك أن شاء الله شمس هتظهر قريب }...اومأ برأسه يربت على رأس بنت أخته وزوجه ابنه الحنونه {يارب يابنتى يارب}...وقف أمام مكتب الاستقبال يسأل الموظف {من فضلك يابنى عايز اشوف دكتور أدهم العزيزى }
ابتسم موظف الاستقبال لذلك الرجل ذات الهيبة {انا اسف يا فندم دكتور ادهم مش موجود هو خرج بس لو حضرتك عايزه ضرورى ممكن تقابل المساعده بتاعته }....اومأ جلال برأسه {ياريت يابنى ممكن اقابلها}....دخلت آمال إلى غرفه استقبال الزوار بعد أن ابلاغها موظف الاستقبال بوجود بعض الزوار...نظرت آمال لجلال الجالس بشموخ وبجانبه تلك السيده الجميله التى تشبه شمس إلى حد ما تلقى عليهم التحيه {السلام عليكم انا آمال مساعده الدكتور أدهم }...وقف جلال أمامها بملامح جاده يبادلها التحيه قائلا بصوت صارم  {انا جلال الحسينى والد شمس وديه نغم مرات أخوها }....تلبكت آمال بشده تنظر إلى ذلك الرجل المهيب بشعره الرمادى المختلط وقامته الطويله رجل صاحب رهبه وشخصية...ترددت آمال قليلا وهى تهمهم  {أهلا وسهلا يا بيه شرفتنا فى أى خدمه ممكن أقوم بيها }....زفر جلال أنفاسه بقوه يخرج من جيب سترته شيك محرر بمبلغ كبير من المال يضعه أمام آمال يسالها {بنتى فين؟؟فين شمس الشيك ده هيكون ليكى لو قولتلى فين بنتى عملتو فيها ايه }....بلعت آمال ريقها باضطراب قائله بتلعثم  {انا معرفش عن شمس حاجه صدقينى يا بيه والله معرفش هى فين ولا ازاى خرجت من المصحه } كادت نغم أن تنفجر فى وجهها وتصرخ عليها ولكن جلال سارع للقول بهدوء  {طيب انتى تعرفى بنتى قوليلى الصراحه شمس فعلا كانت مريضه فعلا كانت مجنونه }....أصفر وجه آمال بشده مجيبه بتعلثم وغصه سدت حلقها  {اسمعنى يا بيه انا ست صحبت عيال وعملت اللى اطلب منى عشان عيالى يأكلو ويعيشو انا كنت بنفذ الأوامر اللى بتتطلب منى بس أقسم بالله مكنتش اعرف ان اخوات شمس....أقصد ولاد حضرتك عايزين كده}...شعر جلال بخنجر مسموم يخترق جدار قلبه وهو يسمع الحقيقه من آمال أما نغم فقد شحب وجهها وامتلأت عينيها بالدموع حزنا على ما تعرضت له شمس من قسوة وقهر...حاول جلال أن يتماسك قائلا بهدوء  {دكتور أدهم كان هو السبب أقصد كان بينفذ كلام اولادى }.....اومأت آمال رأسها إيجابا تبكى بندم {انا اسفه يا بيه والله مكنتش اعرف كان دكتور أدهم مفهمنى أنها قتلت وعايزين يشككوا فى عقلها عشان المحكمة تحكم لها بالبراءة بس} هتفت نغم بعصبيه  {وانتى غبيه حتى لو قتلت أو مجرمه ازاى ضميرك يسمح يخص فى بنت صغيره كده أو يسمح يحصل كده فى أى حد تانى للأسف انتى ودكتور أدهم وصاحب المصحه ده مفيش عندكم ضمير وكلكم هترحو فى داهيه }....نظرت لها آمال بتوتر  {وأخواتها يا هانم هما كمان السبب فى اللى حصلها...بس والله دكتور سيف ودكتور يوسف ولا يعرفوا حاجة دكتور سيف ساب المصحه لدكتور أدهم والدكتور يوسف لسه جاى من بره }....رمقها جلال بنظرات غامضه يسالها عن يوسف  {دكتور يوسف شاف شمس يعرف حالتها }...اومأت آمال برأسها  {ايوه دكتور يوسف عارف كل حاجه واتخانق فى مره مع أخو شمس هشام بيه }....سالها جلال باهتمام أكثر  {هو موجود ممكن اقابله يابنتى}....ابتسمت آمال لجلال تهز راسها {ايوه طبعا موجود وياريت حضرتك تشوفه وان شاء الله تلاقى شمس وتتطمن عليها اتفضلو معايا لمكتب دكتور يوسف زمانه رجع من المرور ع المرضى }....وقبل أن يخرج جلال برفقه نغم وآمال أخرج من جيب سترته الآخر مبلغ كبير من المال وهمس لامال {خدى يابنتى المبلغ ده }...تراجعت آمال للخلف والدموع تجرى من عينيها  {لا شكرا يا بيه انا مستحقيش المبلغ ده اللى تستحق بجد الست سعاد هى كانت بتحب شمس وبتساعدها كتير }ابتسم جلال بوجهها البشوش يضع المبلغ على طاوله المكتب  {خدى يابنتى ده منى ليكى ده لولادك والست سعاد ديه ليها مكافاه كبيره عندى هى فين }....جففت آمال دموعها تدعى لجلال براحه البال والاطمئنان على شمس  {الست سعاده مساعدة دكتور يوسف وهى معاه دلوقتى اتفضل معايا يا بيه }............
▪بعد أن استقبل يوسف جلال بمكتبه وهو متفاجئ من وجوده يقف أمامه بكامل صحته وهيبته وتعرف جلال على دكتور يوسف سيف الدين الوسيم الهادى صاحب الشخصيه الرزينه وتعرف يوسف أيضا على نغم التى سمع اسمها يتردد على لسان شمس كثيرا بالخير والتى تشبه شمس بشكل كبير ولكن فى نظره شمس هى الأجمل والارق دائما....ارتشف جلال قهوته ببطء وهو ينظر ليوسف بتامل ويشعر بشيء غريب فى يوسف....يشعر بأنه يعرف الكثير عن شمس بل يكاد يجزم ان يوسف هو السبب فى هروب شمس من المصحه أو بمعنى أوضح هو السبب فى إنقاذ ابنته فالحاج جلال الحسينى صاحب نظره خاصة ويستطيع أن يقيم الشخص الذى أمامه.....ابتسم يوسف بعذوبه وهو يناظر ذلك الرجل الجاد الملامح يجاوبه على سؤاله قبل أن يسأل جلال {اطمن يا حاج جلال شمس فى امان }....شهقت نغم بفرحه تقفز من على مقعدها {بجد يا دكتور انت تعرف شمس فين هى كويسه بخير طمنا أرجوك }...اومأ يوسف برأسه لنغم يجاوبها برقى {ايوه يامدام شمس بخير وانا اعرف كل حاجه عنها}...ليقطع جلال حديث يوسف مع نغم يرسم على شفتيه ابتسامه هادئه مطمئنة {كنت عارف }...التفت اليه يوسف بدهشه يجلى صوته {اسف ياحاج مش فاهم حضرتك كنت عارف ايه}....ربت جلال على يد يوسف الموضوعه فوق طاوله مكتبه بحنان {من أول ما شوفتك وشوفت فى عيونك نظرة حنان وأمان نظرة راجل يعتمد عليه حسيت من ابتسامتك بالثقة والاطمئنان وعرفت أن بنتى بخير تحت رعايتك }...لم يستطع يوسف إخفاء شعوره بالاعجاب لذلك الرجل صاحب الهيبة والشخصية القويه والحضور..ليربت بيده الأخرى فوق يد جلال {شمس فى عيونى ومرضيتش اشوفها بتتعذب خصوصا بعد ماعرفت تفاصيل قضيتها واللى خالى اشترك فيها }...تفاجى جلال قائلا { أدهم العزيزى هو.. }...اومأ يوسف برأسه {ايوه خالى وللأسف والدى دكتور سيف الدين امنه ع المصحه ولكن خالى خالف ضميره المهنى وانا اكتشفت ده من أول ماوصلت وشدتنى جدا حاله شمس واهتميت بيها من أول يوم شوفتها فيه}...هكذا أكمل يوسف حديثه بسلاسه لينظر له جلال بمكر رجل عجوز تعلم الكثير من الحياه لينتبه يوسف لحديثه يسعل {أقصد انى اهتميت بحاله شمس و....}...هز جلال راسه {فاهم يا دكتور اللى عايز تقوله يعنى انت اللى هربت بنتى من هنا هى بخير }....ابتسمت نغم تمسك بيد جلال بقوه {انا عايزه اشوفها أرجوك يا دكتور}....تبادل يوسف النظرات مع جلال يسحب نفسا عميقا {اكيد لازم تشوفها بس الأفضل يكون بكرا أخدكم لمكانها وكمان عشان اقدر أتكلم مع الحاج جلال فى موضوع مهم خاص مش هينفع هنا }.....لمعت عيون جلال بفرحه وهو يستشفى من حديث يوسف ما يفكر به ويدور بخلده.....تمتم بالموافقه وهو يقف يمد يده ليوسف بثقة وعيون تشع بالموافقه على طلب يوسف الذى يعرفه قبل أن يتكلم معه يوسف بخصوصه {بكرا أن شاء الله هجيلك وتاخدنى لعندها}....صافح يوسف جلال بود وتقدير بعد أن كتب له عنوان كريم قائلا بصوت الرجولى الفخم {أن شاء الله بكرا فى انتظار حضرتك يا حاج }....وقبل أن يخرج جلال من مكتب يوسف نظر إلى صوره الفتاه الجميله التى تزين ضحكتها إطار الصوره يسأله بحنان ابوى  {بنتك }....اومأ يوسف برأسه يبتسم  {ملك بنتى }....
رفع جلال حاجبه بمداعبه  {جميله جدا ربنا يحفظهالك تعرف تشبه شمس كتير وهى صغيره اكيد شبه مامتها برغم انك شاب وسيم }....ضحك يوسف بخفه قبل {ايوه فعلا تشبه مامتها الله يرحمها كتير }...شهقت نغم باسى {ياقلبى ربنا يحفظها وان شاء الله تكون أنت عوض ليها عن مامتها}....رمق يوسف جلال المبتسم يتمتم {أن شاء الله }....ليشدد جلال فى كلماته الأخيرة قبل أن يرحل  {أن شاء الله ملك ربنا يعوضها بأم تكون جميله ورقيقه زيها عن اذنك يا دكتور معادنا بكرا أن شاء الله }....خرج جلال من مكتب يوسف بملامح وجه مختلفه عن الملامح التى دخل بها المصحه لترفع نغم عينيها بنظره متفحصه {خالى انا فرحانه جدا أن شمس بخير ودكتور يوسف شكله ابن حلال بس ايه الموضوع المهم اللى عايزك فيه ده وليه }....ضمها جلال لصدره يقبل رأسها بحنان  {انا عارف ايه هو الموضوع يا نغم اطمنى }...رفعت نغم رأسها لجلال تسأله  {عرفت ازاى يا حاج جلجل يا جامد}....أجاب جلال بصوت رجل عاشق { من نظراته يوسف بيحب شمس وعايز يتجوزها }....شهقت نغم بفرحه تضع يدها فوق فمها {معقول يا خالى تفتكر }...فتح جلال باب سيارته لنغم يبتسم {أصبرى يابنت اختى وهتشوفى وياخبر النهارده بفلوس}...أكملت نغم المثل ببتسامه  {بكره يبقى بلاش بس المهم يا خالو محدش يعرف حاجه دلوقتى } ترددت قليلا قبل أن تقول بحزن {حتى طارق أرجوك يا خالى سامحو انت عارف هشام وشروق وفهد لعبو برأسه }...ملس جلال على وجه يستغفر الله ليتمتم بضيق  {عارف يانغم عارف كويس أن طارق متأثر بقتل أمه مش عشان الفلوس زى هشام وشروق بس لازم ولادى يتربوا كفايه اللى عملوه فى اختهم }...
▪بعد رجوع سيف ومراد فى أول طائرة قادمه إلى مصر....
بعد أن سمع مراد صرخات أمه على مريم واتصال سيف بابنته وسماع صوتها المنهار عبر الهاتف قرر النزول لمصر ووضع بعض النقاط المهمه مع فريده....وبعد مناقشه طويله مع فريده ومريم ومواقفه سيف على قرار ابنته طلب من فريده الحديث بمفردهم حتى لا يجرحها أمام أولاده......جلست فريده كعادتها بطريقه متسلطه مستفزة تضع ساق فوق ساق بتنورتها القصيره التى تكشف عن جزء كبير من فخديها تنظر إلى سيف بعلو وافتخار.....عبس سيف بتعجب قبل أن يتنهد بقوه يهز رأسه {مفيش فايده فيكى ابدا يا هانم مش هتتغيرى شايفه كل الناس غلط وانتى الوحيده اللى صح،،،ده استقبال تستقبله ست لجوزها الغايب عنها اكتر من 6 شهور ايه البرود والعجرفه اللى انتي فيها دي يا فريده أنسى بقا موضوع البشوات ده وعيشي  على أرض  الواقع }....رفعت رأسها تنظر لسيف من أسفل إلى أعلى بانزعاج  {خلصت يا دكتور يا عظيم خطبتك عن زمن البشوات وعن طريقتى الجافة وانى لازم اتغير}....صرخت بقوه تنتفض من مكانها  {لا لاااااا يا سيف انا صح ومش هتغير ابدا هفضل زى مانا فريده هانم العزيزى بنت الحسب والنسب ومش هغير تفكيرى انا كده هفضل اشوف الناس مقامات وبنتى لازم تتجوز واحد ابن حسب ونسب وهو نادر وبس }.....وقف سيف أمامها عابثا يجعد جبينه بشده  {انتى ايه مش فاهم هضيعى ولادك منك واحد واحد يوسف اللى طفش من اسلوبك ومراد كمان لولا أن مريم بنت كانت هى كمان هربت منك وانا انا اللى مش لاقى راحتى معاكى خلتينى أكره البيت والدنيا وامشى بعيد عشان ترتاحى }....ضمت ذراعيها لصدرها تنظر له بنظرات حارقة  {انا اللى طفشتك والا انت اللى عايز مجدك وشهرتك على حسابى انا ربيت ولادى وانت كنت بتسافر كل يوم والتانى لبلد شكل }...
كز سيف على أسنانه كاد أن يطحنهم ببعضهم من كثره الغل والقهر {لو كنتى نسيتى أفكرك يا فريده انا عايش معاكى زى الإنسان الآلى مفيش روح فى علاقتنا أبدا واجب الهانم بتقضيه لجوزها ساعه ماتكون عايزه هى ويريت بحس معاكى بالراحة أو اللذه ده غير تسلطك وأسلوبك وفرض رايك انا عشان طيب استغليتى انتى النقطه ديه،،،،كام مره طلبت منك تيجى معايا وتسافرى كل مره ترفضى لا الجمعيه لا مجلس العايله لا برنامج فى التليفزيون لا انتخابات عمرك ما قولتى ولادى }....قالت ساخره  {انت عايز تدمرلى كيانى عشان تنجح كنت عايزنى ابقى الست امينه}.....
صرخ عليها بغضب لأول مره يصرخ سيف بتلك الطريقة  {كنت عايزك زوجه تقف جنب جوزها كنت عايز أم تحضن ولادها يا هانم يابنت الأصول ولادك بيحبوا الداده اكتر منك وداد هى اللى ربيتهم وسهرت بيهم وانتى ولا هنا دمرتى حياتنا بأنانيتك وتسلطك وبردوا عايزه تدمرى مريم بس لا مش هسمحلك}.....
اجابت بحنق  {اه عايزها تروح تتجوز زى دكتور يوسف من واحد لا من حسب ولا نسب واحد ابن....}
وقبل أن تكمل حديثها كات يوسف يقف بباب الغرفه يرمقها بغضب وهو يضع يده بجيوب سرواله {ماله يوسف المثال السىء دايما عند فريده هانم دايما كلامك ل مريم ومراد بضرب مثل عن يوسف اللى اتجوز واحده من حوارى الشانزليه صح}....هتفت فريده بغضب مشتعل أشعل الحديث أكثر وأكثر  {ايوه انا بقول كده عن الست اللى روحت اتجوزتها بعد ما شربت ولا نمت معاها.....ايوه هفضل اقول كده عشان خرجت عن طوعى وروحت وروحت اتجوزت أو يمكن صاحبت واحده بنت ليل ساقطه وخلفت منها بنتك اللى مش واثقه أنها ممكن تكون بنتك اصلا }....صرخ سيف عليها وهو يرفع يده بالهواء وقبل أن تهوى على وجنتها بصفعه قويه امسك يوسف بيد والده ينظر له {انا اسف يا بابا أنى مسكت ايدك بالشكل ده بس اعذرنى دي امى يا بابا  }...أنزل سيف يده يضم يوسف لصدره الذى تجمدت الدماء بعروقه يمشط شعره باصابعه المرتجفه
وفريده تقف مثل ماهى لم تتحرك لها شعره قويه متسلطه متكبره....اغمض يوسف عينيه بقوه كبيره يتكلم من بين اسنانه  {اطمنى يا فريده هانم ملك بنتى ومن صلبى وكلارا كانت ممرضة فى نفس المستشفى اللى اشتغلت بيها واتجوزتها بشهود فى فرنسا وانا عايز اقولك على حاجه مهمه انا قريب جدا هتجوز واحده انا اخترتها بكامل ارادتى وحبتها }....التفتت إليه فريد تزمجر  {مين الهانم ياترى ممرضة ولا واحده وقعت عليها من الشارع }.....صفق سيف بقوه يجذبها من ذراعيها  {انتى مفيش فايده فيكى انتى غبيه أنانية }..
أخذ يوسف نفس عميق قبل أن يوجه كلامه لابوه {بعد اذنك يا بابا انا هاخد ملك وهعيش فى شقتى اللى فى المعادى }....تحركت فريده للإمام دون اى رده فعل أو تمسك بابنها بكرها....ليهز سيف رأسه بالرفض  {لا يا يوسف مش هتخرج من بيت أبوك ابدا وحفيدتى هتعقد هنا فى بيت جدها وأملاك جدها وزى ما كتبت لمريم مزرعه المنصورية باسمها هكتب كمان لملك مزرعه الخيل بالفيلا بالأرض اللى حواليها كلها ديه حفيدتى. .....التفت إليه فريده بغضب  {انت بتتحدانى يا سيف }...اومأ برأسه وهو يبتسم  {ايوه بتحداكى واه مريم مش هتتجوز ابن اخوكى وهتتجوز اللى تختاره حتى لو ابن غفير مش وزير ايه رايك انا وانتى والزمن طويل يا هانم }.....خرج سيف برفقه يوسف لتصرخ فريده بغيظ تلقى بكل شيء أمامها لتتحدث بالهاتف للشخص قائلا  {نفذ اللى اتفقنا عليه }
▪نظر سيف ليوسف بمكر يسأله  {انت بجد ناوي تتجوز يا يوسف }....حرك يوسف رأسه موافقا  {ايوه يا دكتور وده الموضوع اللى كنت عايز أكلم حضرتك فيه وكمان بخصوص المصحه }..نظر سيف اليه باستغراب......
{وايه علاقه المصحه بجوازك هى دكتوره }....هز يوسف رأسه نافيا  {لا كانت مريضه }....تجمدت الابتسامه على ثغر سيف يستوعب ما قاله ابنه  {ايه مريضه ازاى يا يوسف مش فاهم }..... استند بظهره للخلف يمط شفتيه  {هتعرف كل حاجه يا بابا من فضلك اسمعنى كويس وقبل كل حاجه اوعدينى بأنك هتحافظ على هدؤئك زى ما اتعودت عليك دايما}زفر سيف أنفاسه بتوتر {خير يا يوسف طمنى }.....ليدور حديث طويل بين الأب وابنه يحكى يوسف عن كل شىء اكتشفه فى المصحه و المخالفه للقانون الذى يستخدمها أدهم فى سياسه المصحه وما حدث مع شمس بالتفاصيل ومؤامره أدهم ضد شمس واتهامها بالجنون....تجمد سيف مكانه بعد ما سمعه من يوسف عن تلك المصائب التى تحدث فى غيابه زم سيف شفتيه بغضب  {ازاى ازاى يحصل كده من أدهم وانا اللى وثقت فيه ثقه كامله يلعب بأرواح الناس وعقولهم وكمان موضوع الادويه ده مش ممكن اللى بيحصل ده }....ربت يوسف على يد والده يبتسم له يطمانه  {متقلقش كل حاجه هتتحل قريب }...رفع سيف حاجبه بستغراب  {طيب وخالك ده كده ممكن يدخل السجن وأمك طبعا لو عرفت حاجه زى كده ممكن تقتلنا }....عقد حاجبيه بشده قائلا بغضب  {وانت يا دكتور ترضى أن ناس تموت بسبب ادويه محرمه دوليا زيها زى الأسلحة اللى بتقتل الأطفال حتى لو كان خالى انا حلفت يمين ولازم أحافظ عليه وبالنسبه لموضوع شمس دى قضيه هيتحكم فيها واخواتها شركاء مع دكتور ادهم فى اللى حصل انا كل اللى يهمنى دلوقتى اعرف مقر  الشركه وأقدر احصل على عينات من الادويه ديه }....ابتسم سيف بفخر لابنه البكرى المميز فى أخلاقه وسلوكه ووسامته ايضا....ليغمز سيف بعينيه {طيب هتعرفنى امتى على شمس }....استغرب يوسف واحتقن وجه بالدماء خجلا  {وانت عرفت منين يأدكتور أن اسمها شمس اكيد مريم}....ضحك سيف عاليا وهو يشعل سيجارة الفخم  {يووووسف زى مانت لسه بتخجل وبتحمر حاجه بسيطه انت قولت اسمها 100 مره وغير كده عيونك اللى بتلمع لما تيجى سيرتها}...لوى شفتيه ببتسامه خجولة يبتعد بوجه عن أبيه....ليهتف سيف بمرح {تعالى هنا وكمان مريم عارفه اوعى تقولى مراد كمان }.....هز يوسف رأسه  {لا مراد ميعرفش والا زمانك كنت عارف بس انا متأكد انه هيعرف من مريم ومن الانسه ملك }............
▪شهق مراد بقوه وهو يحتضن ملك بقوه  {ايه جوو بيحب مش ممكن لا لا مش مصدق }.....ابتسمت مريم بفرحه تفتح أمام مراد علبه كبيره بيضاء مزينه بشريط من الستان الأحمر  {اتفضل ياسيدى وخلانى كمان اخترلها فستان على ذوقى للخطوبه بعد ماوفقت على طلبه }....هرولت الصغير تقف فوق فراش مريم تعترض بحنق  {لا مريومه انا حبيت ده}....مسكتها مريم من وجنتها الممتلئة تقبلهم بنهم  {سورى سورى ايوه يا مراد ملوكه هى اللى اختارت فستان شموسه }
ضحك مراد بخفه يركض على ملك ويحملها فوق اكتافه  {اوووه ملوكه بيقت تقيله جدا }....صفقت الصغيره بفرحه تحرك جسدها فوق أكتاف مراد وكانها ترقص....أكمل مراد حديثه مع مريم  {طيب مش انتى بتقولى أنها كانت عندها حاله عصبيه }....هزت مريم رأسها باسى  {ايوه أخواتها وخالك كانوا عايزين يجننوها عشان ميراث وكلام كده بس يوسف اكتشف كل حاجه}....فكر مراد قليلا وهو مازال يحمل الصغيره فوق اكتافه  {مش ممكن يا مريم يكون اللى يوسف بيعمله يكون مجرد شفقة مش اكتر }....تنهدت مريم تبتسم  {شفقة ايه انت يابنى مشوفتش اخوك وهو بيبصلها ولا وهو سارح فيها هتعرف ساعتها انه حب وحب جدا كمان حتى كريم اخد باله}...نطقت مريم اسم كريم دون وعى منها لينظر لها مراد بعينه الرماديه بتلك النظره الماكره  {كريم مين }....ارتبكت مريم تحاول البحث عن أشياء وهميه حتى تشتت إنتباه مراد...ليكرر مراد سؤاله مره اخرى وهو ينزل ملك من فوق اكتافه...همهمت مريم  {كريم عزمى صاحب يوسف ما شمس فى بيته }.....هز مراد رأسه يبتسم {اممممم كيمو ده حبييى}.....رن هاتف مراد لترد ملك التى تاففت كثيرا ل رنين الهاتف الذى أضاع لعبتها باربى لترد بحنق طفله {انت مين }...استغربت لجين ونظرت لشاشه الهاتف تتأكد من الرقم...لتجيب بصوت رقيق  {انا لجين ممكن أكلم مراد }...قهقت الصغيره تداعب لجين {انتى عايزس مارو انا ملوكه }....هتفت لجين بمرح طفولى {هاى ملوكه انا كمان أسمى لوجى انتى شكلك جميله وانا حبيتك }...تهلل وجه الصغيره بمدح لجين وانفرجت شفتيها بابتسامه عريضه تكشف عن أسنانها الصغيره  {وانت كمان باربى زى مريومه وشموسه }...اندهشت لجين حين نطقت الصغيره باسم شموسه وقبل أن تسالها أخذ مراد هاتفه من ملك يداعب شعرها الناعم بأنامله {انتى كمان بتردى على تليفونى من ورايا وكمان بتلعبى بيه فين ايبادك }....قفزت ملك من فوق المعقد تركض وهى تهتف  {فى الثحن }
ضحكت برقه وهى تستمع لصوت مراد المرح وهو يداعب ملك....خرج لحديقة القصر يضع يده فى جيبه
قائلا بصوت هادى  {وحشتينى جدا }....همست برقتها المعهودة تعض على شفتيها  {وانت كمان }...ضحك بخفه {متاكد انك دلوقتى اكيد بتعضى شفايفك ومحمره}...ابتسمت باتساع تسأله  {مين ملوكه }...رد بعفوية ومرح {عرفتى كمان اسم الدلع انسه ملوكه تبقى بنت اخويا يوسف }...ابتسمت برقه {يظهر انها جميله وبتاخد على الناس بسرعه تعرف شبهتنى باربى }...رفع مراد حاجبيه يلوى شفتيه  {طيب مانتى فعلا باربى واجمل منها كمان }....نطقت اسمه بدلال  {مراااد }....تمتم بحب {عيون مراد وقلبه كمان مش هترضى عنى وتقوليلى أى كلمه حلوه }....حبست انفاسها تشعر بسعاده تمتلكها وهى تسمع صوته الأجش يشدو بحبها اغمضت عيناها قليلا قبل أن تهمس {انا هرجع من تونس على مصر فاكر صديقتى اللى حكتلك عنها واحنا فى دبى }...هز مراد رأسه قليلا يتذكر حديثهم  {ايوه فاكر اللى كنتى بدورى عليها }..ابتسمت بفرحه  {النهارده جالى خبر عنها وهنزل مصر عشان أزورها واشوفها }...هتفت بسعاده وهى تقفز وكانه يراها امامه {انا سعيده جدا جدا يا مراد انت متعرفش شمس بالنسبالى ايه شمس اختى وصحبتى وكل حاجه حلوه ليا }.....تمتم مراد بهدو {شمس }...ردت لجين {ايوه اسمها شمس  }....ضحك مراد يعبث بشعره  {اه اختلطت عليا الأمور أصل يوسف اخويا هيتجوز واحده اسمها شمس }....ليقول بنبره ماكره  {عقبالنا }..
تالالات عينيها الصافيه بلمعه ولكن قلبها يأبى الاعتراف بمشاعره وتشعر دائما بشبح الماضى يطردها لتغير مجرى الحديث متهربه منه {هشوفك قريب إن شاء الله ونهله هتكون معايا }...غامت رمادية عينه بالقهر وهو يشعر بأنها دائما تتعمد الهروب منه ليرد بصوت جاد {اوك ادينى خبر اول ما توصلى بسلامه }...شعرت بتغير نبرة صوته وانزعاجه أخذت نفسا عميقا تبلع غصه تحكمت فى حلقها  {هستناك تكلمنى }...تنحنح يجلى صوته الذى أوشك على الغضب  {مش عارف هقدر اكلمك امتى انا هبدا أحضر نفسى للخروج مع بابا ويوسف يظهر يوسف هيطلب أيد عروسته النهارده }...همست بصوت حزين  {مبروك }.........
▪دخلت بهو الفندق ترتدى معطف اسود من الفرو  يغطى ساقيها  وتتمايل  على دقات حذائها العالى وهو يدوى على الأرض الصلبة تقترب من مكتب استعلامات
تتحدث بلكنه انجليزيه مميزه{ ممكن اقابل دكتور أكرم فهمى }...ابتسمت لها فتاه الاستقبال ترحب بها ترد عليها  {دكتور أكرم فهمى فى قاعه الحفلات}شكرتها ببتسامه رقيقه تتوجه إلى قاعه الاحتفالات دخلت القاعه تبحث عنه بلهفه وشوق فهى سافرت تلحق به إلى جنيف لتكون بجانبه وتحتفل معه بنجاحه وتفوقه العلمى يكفى بعدها عنه فهو زوجها إلذى اكتشفت فى فتره بعده عنها &أنها تحبه وتعشقه&...دارت عينيها تبحث عنه بين الطاولات تتخيل رده فعله حين يراها
لتلمحه من بعيد يتقدم برفقه فتاة إلى ساحة الرقص وعلى ثغرة ترتسم ابتسامه مهلكه متانق ببدله سوداء وقميص ابيض وربطه عنق منقرشه بلونين الأسود والفضى ارتعد جسدها ذعرا حين رأته يراقص الفتاه وهى تتحدث بجانب اذنه وهو يبتسم بهدوء اغار قلبها واشتعلت بها نيران الغيره تعقد ذراعيها أمام صدرها ودموع القهر تغلف عينيها يبدو أن تلك الفتاه الجميله تتودد وتقترب من زوجها وهو سعيد بذلك التودد عضت شفتيها بغيظ تجلس على طاوله مقابل ساحه الرقص بعد أن خلعت معطفها الفرو لتكشف عن فستانها الذهبى اللامع الذى يظهر جمال بشرتها الحنطيه ورشاقة جسدها....التفت الفتاه بجسدها ليصبح وجه أكرم مقابل طاوله زوجته همس للفتاة بشيء فضحكت بشده ليرفع رأسه فجاه وتقع عينه عليها تجلس أمامه والدموع تترقرق بعينيها الواسعه...ارتجف جسده قليلا ليهمس بصوت متردد {ناريمان }.........
▪ارسل يوسف فى طلبها مع منى استغربت كثيرا انه لم يأتى اليها بنفسه ويعانقها كما يفعل دائما هل هو غاضب منها لانها رفضت بالاول فكره الخطوبه... تنهدت بحزن تقضم اظافرها كطفله صغيره هى رفضت خوفا من الشفقة عليها فيلتزم معها بشيء مغصوب عليه ولكن بعد حديث مريم الذى يتردد على مسامعها وتتذكره {شموسه حبييتى ليه مش موافقه على الارتباط بيوسف ممكن تقوليلى سبب مقنع}...نظرت لمريم متمتمه {انا خايفه يكون شفقة منه أو لحظه شهامه يندم عليها يا مريم يوسف ساعدنى كتير وعرض نفسه للخطر والمسئوليه ومش عايزه أكون عبئ عليه اكتر من كده }
جلست مريم بجانبها تملس على شعرها برقه والابتسامة لا تفارق شفتيها  {لا يا شمس مش زى ما انتى مفكرة يوسف عارف كويس هو بيطلب ايه ده جواز ليه متقوليش إعجاب أو حب}...رددت شمس الكلمه بتردد {حب}..تنحنحت مريم قليلا قائله {أقصد إعجاب بيكى انتى بنت جميله جدا ورقيقة ومن عايله واى شاب يتمنى يرتبط بيكى يوسف عايز يحميكى ويحافظ عليكى عايز يكون معاكى بطريقه شرعية عايز تكونى شريكته وأم بنته وغير كده هو شايف وعارف قد اية ملك بتحبك ومتعلقه بيكى صدقينى يا شمس هى مش شفقة أو شهامه زى مانتى متوقعة هو اختار حياته معاكى }....اومأت رأسها بالموافقه بعد أن استطاعت مريم أن تقنعها بطريقتها الحنونه...افاقت من شرودها على صوت منى  {يلا انسه شمس دكتور يوسف فى انتظارك }وقفت أمام المرآه تلقى نظره اخيره على نفسها قبل أن تنزل إليه......
▪جلس جلال متوتر يفرك يده بشده وبجانبه نغم المتلهفه للقاء شمس و على الاريكه الأخرى يجلس يوسف بجانب كريم يهز ساقيه بتوتر ملحوظ همس كريم بمرح {أهدا يا جو هتتجوزك متقلقش }..مط يوسف شفتيه بسخريه  {ظررريف}.....حين فتحت شمس باب الغرفه تشنج جسد جلال وشهق بدموع يمنع نفسه من البكاء والنحيب كالنساء وهو يرى ابنته الجميله تقف أمامه كما هى جميله بل ازدات جمالا ورقه....تسمرت مكانها تنظر لوالدها وكانه توقف الزمن من حولها وهى ترى أبوها واقف أمامها ينظر إليها بلهفه وشوق فتح جلال ذراعيه لابنته وهو يبكى وشمس تهرول إلى حضنه تتعلق بعنقه وتبكى بصوت يمزق القلوب تدفن وجهها فى صدره تتشبت بملابسه كطفله صغيرة ضائعة من أبوها وعثر عليها....قبلها جلال بشغف يقبل كل انش من وجهها الحبيب وهى تقبله بالمثل تهمهم بصوت ضعيف  {بابا حبيبى بابا وحشتنى وحشتنى بابا انت هنا جنبى انا مش مصدقه أحضنى اكتر يا بابا }...قبل جلال رأسها يرفع وجهها الحبيب لوجه  {انا هنا يا قلب ابوكى هنا معاكى ومش هسيبك ابدا ابدا تضيعى منى تانى يا قلبى }...بكت نغم بشده وتأثر كريم لهذا المشهد العاطفى الذى يراه فقط فى الافلام....أما يوسف فقد خرج من الغرفه يستنشق الهواء بعمق يشعر بشعور متناقض فرح وحزن...فرح انه أستطع أن يجمع شمس بوالدها وحزن أن يفقدها وتبتعد عنه......بعد ذلك اللقاء المشوق المؤثر وفرحه شمس بلقاء والدها ونغم استقرت شمس فى أحضان والدها تتمسك به وهو متعلق بها بشده يقبلها ويعانقها ونغم سعيده بشمس ابنه خالها وصديقتها.....دخل يوسف إلى الغرفه برفقه كريم بعد أن ترك مساحه لشمس تتحدث فيها مع والدها...وقف جلال أمام يوسف يشكره بشده ثم عناقه يربت على ظهره  {انا مش عارف ارد جميلك ازاى يا دكتور انت حافظت على بنتى واهتميت بيها مش عارف اعمل معاك ايه }...ابتسم بوقار يناظرها وهى سعيده والابتسامة تزين وجهها الناعم وشفتيها الرقيقه...{انا معملتش حاجه يا حاج شمس غاليه عندى ولو فعلا عايز تكافئنى على اللى عملته }...أخذ نفس عميق قبل أن يطلب من جلال بكل ثقه وفخامه {اتمنى انك تكافئنى بشمس انا بطلب أيدها منك دلوقتى }.....وقف جلال أمامه يبتسم بشموخ وثقة فهو كما توقع تماما
م يوسف يحب ابنته...ألقى جلال نظره بطرف عينيه إلى شمس ليجدها تغرق فى خجلها ووجنتها كادت أن تنفجر من التورد ليضع يده على كتفه يوسف يضمه لصدره {انا عن نفسى معنديش مانع ابدا بس لازم اسمع رأى العروسه ايه قولتى ايه يا عروسه }...رفعت عينيها المتالقه بلون العسل الصافى تفرك يدها بتوتر تؤمى رأسها بالموافقه....ليهتف جلال بصوته الاجش  {يبقى على بركه الله ومبارك علينا دكتور يوسف نسيبى الجديد }....لم يشعر يوسف بنفسه إلا وهو يعانق جلال وبشده قائلا بفرحه  {بابا على وصول جاى يطلب منك أيد شمس }....وهنا أطلقت نغم صوت الفرحه والمباركة  {الزغروته}...............
▪عناقت أخوها بشده تتعلق فى رقبته تقبله من وجنته
تبارك له ولشمس بعد ان ارتدى كل منهم محبس الآخر فى يده راقبها من بعيد تضحك بمرح وسعاده وهى متالقه ساحره فى فستانها الوردى البسيط الذى يبرز جمال جسدها الملفوف ولونه الوردى الهادى يعكس لونه على تورد بشرتها وشعرها الكستنائى اللامع تنسدل خصلاته على وجهها كالحرير ذاب فى ملامحها وجمالها المشع بهاله من النور تزين محياها....سارت بهدوء إلى الشرفة تسند جسدها على جدار الشرفة تتأمل سكون الليل مع رائحه الياسمين المنبعثه من حديقة الفيلا.....وفجأه شعرت بانفاس ساخنه تداعب بشرتها لتلتفت تشهق بفزع....لتتفاجى به يقف خلفها بطوله الفارع وجسده الرياضى ووجه المضىء ببتسامه جذابه....اغمضت عينيها الفيروزيه للحظات تضع يدها فوق صدرها  {خوفتنى كريم }...لمعت زيتونه عينيه ببريق يخطف الأنفاس يهمس ببحه مميزه فى صوته  {اسف مريم مكنش قصدى }....ارتسم تغرها المنمنم بابتسامه رقيقه تبعد عينيها عن زيتونة عينيه اللامعه  {لا طبعا براحتك ده بيتك }صمتت قليلا قائله بتردد  {عن اذنك }....وقبل أن تبعد عنه خطوه واحده امسك كفها المثلج بين كفه الدافى ليصل إلى جسدها حراره جسده المشتعل ارتعش جسدها بقوه ترفع عينيها لوجهه الجاد الملامح ليقول بصوته الحنون  { انا فسخت خطوبتى من يارا}....اقترب منها قليلا وكفه مازال يعانق كفها برقت عينيها بوميض لامع يبعث القشعريره ساد الصمت يخيم على المكان قبل أن يكمل ما بدأه  {مش عايزه تعرفى انا فسخت خطوبتى ليه }....اخفضت جفنيها تشعر بوجهها يحترق من شده تخضبه لتهمس متردده  {ليه سبتها }....انحنى عليها يطبع قبله جريئة على وجنتها قبل أن يهمس  {عشانك انتى }.......
▪داعبت شفتيها ابتسامه رقيقه وهى تحرك الخاتم الرقيق التصميم الذى وضعه يوسف فى اصبعها فى حفل صغير ضم عائله يوسف دون أمه فريده هانم وبعد أن اكتملت فرحتها برؤية والدها الغالى وهو بخير أصبحت كالفراشه الملونه ترفرف فوق الأزهار فى سعاده....تنهدت بعمق تبتسم وهى تضم جسدها الصغير وترتمى بجسدها فوق الفراش تتذكر حنانه وهو يضمها لصدره بقوه يقبل جبهتها قائلا بصوته الاجش {مبروك شمسى }....عضت شفتها بخجل ووجنتيها تتوهج بحمره قانيه تسبل اهدابها فى حياء
ضحك بخفه تخطف العقول ليهمهم وهو يقترب منها{ اعشق خجلك شمسى بيزيدك جمال ورقه }شعرت بالسخونه تتدفق فى أوردتها وهى تسمع كلماته الساحره همس قائلا  {أرفعى عيونك }...رفعت عينيها وكانها مسيره تبحر فى عمق عينيه البنيه بلون الشوكولاته الذائبه تتلبك شفتيها باغواء اقترب منها اكثر لا يفصل بينهم إلا انفاسهم الحاره يسالها بنبرته الرجوليه البحه  {سعيده }....اومأت رأسها إيجابا قبل أن تدفع جسدها الناعم لصدره تحواط جسده بذراعيها وهى تهمس بنعومه  { سعيده وفرحانه جدا بعد ما فقدت الأمل انى اشوف بابا وأبقى جنبه وانى ارجع لحياتى الطبيعية جيت انت فى يوم وليله غيرت حياتى واخدت بيدى....شكرا يوسف انك جنبى }اسبل اهدابه يستنشق شذى عطرها يطبع قبله هادئه فوق راسها {انا كل اللى يهمنى انك تكونى سعيده ومبسوطه اشوفك بتضحكى من قلبك اشوف السعاده والأمل جوه عيونك الجميله...شمس }....همهمت بصوت هادى  {نعم }....تنهد بقوه يقبض على راحه يده متردد بشده فهو طوال حياته لم ينطق بتلك الكلمه حتى إلى زوجته وأم ابنته والتى كانت تعلم جيدا بانه لم يحبها كما هى تحبه بلا تعشقه....ابتعدت عنه قليلا تنظر اليه بتلك النظرات التى تفقده صوابه تجعل منه عاشق ولهان متيم بحبها حتى النخاع.....انتفض قلبه مرسلا ذبذبات متوتره جعلت جسده ينتفض بقوه وهو يغوص فى بحور عسلها الصافى ليهمس أخيرا بنفس متقطع  {بحبك}....انحبست انفاسها فى صدرها تبتعد عنه منتفضه والدموع تتلألأ بعينيها...يحتلها شعور غريب لا تعرفه من قبل..حدق بها طويلا يقول بملامح ارتسمى عليها الأسى  {انا اسف شمس لو اتسرعت فى كلامى بس فعلا ده إحساسى اتجاهك ومن اول يوم شوفتك فيه وانا عرفت انى أخيرا قبلت الحب اللى استنيته طول عمرى}...تسمرت فى مكانها تبحلق بوجه دون أن تتحرك وكانها أصبحت صناما لا يتحرك فقط صدرها يعلو ويهبط بشده يدل على أنها مازالت على قيد الحياة ...امسك كفها الناعم بين يده يقبل راحته بشغف قبل أن يزفر انفاسه بقوه  {مش هستنى منك كلمه أحبك دلوقتى عشان عارف كويس أن مشاعرك متلخبطه ومش مستقره بس يمكن مع مرور الأيام اسمعها منك وصدقينى حتى لو استنيت الكلمه ديه منك العمر كله هفضل زى منا بحبك }....اخفضت رأسها لأسفل ترتجف تكور قبضت يدها على فستانها الحريرى حتى اقترب منها وقبل وجنتها الناعمه بشفتيه المكتنزه قائلا  {تصبحى على خير شمسى أحلام سعيده }...

يتبع

شــــــــــــمس لا تغــــــــــــيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن