شمس اليوم التاسع عشر 💥

2.2K 66 0
                                    


أغلق طارق هاتفه وهو يقترب من جلال {ديه شمس يا بابا بتسال عن حضرتك قولتلها انك مشغوله شويه علشان فى شويه مشاكل فى المجموعه بس يوسف عرف انا قولتله وقالى انه جي حالا}ربت جلال فوق ظهر طارق بقلق{كويس انك قولت كده يابنى انا مش عايزها تتأثر بحاجه وتعيش سعيده كفايه قلقها كل ما يقرب موضوع القضيه والحكم وبحمد ربنا انه كرمها بيوسف}هز طارق رأسه وملامح الندم على وجهه{انا اسفه يابابا ع إللى حصل واسف انى اتصرعت فى حكمى على اختى بس الظروف}ضمه جلال لصدره والألم يعتصره{ربنا يستر ونطمن على اخوك} ساد الجو مشحون بالتوتر والقلق وجلال يقف يستغفر الله ويدعو بقلب آب مفتور على بكريه وبجانبه طارق هو الأخر يمشى ذهابا وإيابا فى قسم الشرطه القريب من الحادث صاح جلال بقله صبر{هو بيحصل ايه جوه حد يفهمني ابني عمل ايه استغفر الله العظيم وأتوب اليه...استغفر الله العظيم وأتوب اليه الرحمه من عندك يارب }وقف طارق بجانب والده يحاول أن يهدأ من قلقه ومن أي انفعال يمكن أن يؤثر على صحته بشكل سلبي{أهدا يا بابا أرجوك دلوقتي يخرج أستاذ رأفت ونعرف منه كل حاجه بس حضرتك اهدا }نظر جلال لطارق بعينان تغرقها الدموع{ليه يا طارق سبته يمشي ليه يابنى انت عارف انه مش هيسكت وهيروح يدور ع الفاجره ديه منها لله حسبي الله ونعم الوكيل فيها زى ما دمرت ابني}انتبه طارق لباب مكتب ظابط المباحث يفتح ويخرج منه هشام مكبل بسوار من الحديد وقميصه الأبيض ملطخ بالدماء ووجهه يبدو عليه الشقاء والقهر وكان عمره الرابع والتلاثون قد تضاعف ركض جلال بهزيمة وقبله طارق إلى أخوه وهو يقل بذهول وقلق{هشام ايه اللى حصل انت عملت ايه}اقترب جلال من ابنه فلذه كبده يضمه لصدره وهو يبكى فكل ما يحتاجه هشام الآن هو ضمه صدر حنونه ومؤساه...ولأول مره بحياته يشعر أنه مكبل الايدى لايستطيع ضم والده والبكاء علي صدره الندم ثم الندم اعتلى ملامح وجه فأين كان هذا الاحتياج عندما كان حر طاليق يفعل ما يحلو له لماذا أساء الي هذا الصدر وتعبه وابكاه على ابنته...ابنته أو اأخته تلك الكلمه التي رفض أن يرددها طول 21 عام وهو عمر شمس التى كان يرفض وجودها بينهم ودائما يتبراء منها أمام الجميع وقد أتي وقت الانتقام الإلهي وتحققت عداله السماء علي الأرض
**{بسم الله الرحمن الرحيم...ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يوخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار...صدقا الله العظيم }**
وها قد أتي هذا اليوم وصوره شقيقته تتجسد امامه بكل ماعانت من الم وظلم...انتبه من شروده على والده وهو يحاوط وجه ويقل ببكاء رجل انهزم قلبه{ليه ياهشام ليه تضيع نفسك يابنى ليه تعمل كده }...قاطع حديثه الظباط المكلف بحراسة هشام{لو سمحت يا حاج كفايه كده عشان رئيس المباحث ميعملش مشكله معايا}....ربت جلال على كتف ذلك الشاب الصغير {معلش يا ابنى كلمه واحده بس اسمعها منه}زفر الظباط الشاب انفاسه يقل{طيب بسرعه ارجوك }لقد ظهر لهذا الظباط الشاب مكانة جلال وهشام من علو وهيبه غير الصرح الكبير من عده محامين اكبرهم المحامى المشهور رأفت السعيد...حدق هشام بوالده وطارق وهو يردد بتعب{اقسم بالله يا بابا مقتلتهاش كان نفسي اقتلها بايدي واغسل عاري بس المجرم سبقنى انا دخلت لقيتها مدبوحه يابابا صدقنى انا بريء}حاله من الذهول والصدمه انتابت جلال ليشعر بان ساقيه لا تحمله ليفقد التوازن ويسنده طارق الذي تظهر على ملامحه التأثر والغضب والحزن...مشي هشام برفقة الظباط إلى مصيره وهو الحبس الانفرادي إلى أن يتم التحقيق وجمع المعلومات مع العرض غدا علي النيابه العامه...خرج رأفت السعيد مع اربعه من تلاميذه من مكتب ظابط المباحث وقد ظهرت على ملامحه الياس اقترب منه طارق يسأله بلهفه{طمني يا أونكل رأفت خير}حاول جلال الوقوف ولكن المحامي رأفت اقترب منه يقل بهدوء{ارتاح يا جلال وبلاش تتعب نفسك أن شاء الله نقدر نحل الموضوع}هتف جلال بذعر{طمني يا رأفت ابني هيحصله ايه ابني مظلوم مظلوم }هز رأفت رأسه بقلة حيله يقل بلغه القانون{الموضوع صعب جدا جدا يا جلال للأسف فى شهود على هشام منهم حارس العماره واللى ضربه هشام وهو بيحاول يمنعه يطلع الشقه مع بعض الجيران اللى سمعوا أصوات صريخ قبلها ده غير شركه خدمات التاكسي اللى هشام عرف منها العنوان الكل شاف هشام وهو ماسك أداه الجريمه السكينة وهى فى رقبتها}...هتف طارق بحنق بس ده مش ممكن هشام لا يمكن يعمل كده أبدا اخذ جلال يردد الاستغفاروالدعاء وقلبه يئن وجع مما سمعه ولكن خطر بباله شيء مهم ليقل بقلق وهو يستعيد قوته واقفا{فارس فين فارس هو بخير ابن ابني فين حصله ايه}هز المحامي رأسه باسف{للأسف الشاهد الوحيد هو فارس لكن الولد جاله صدمه عصبيه ونقلوه ع المستشفى تحت حراسه مشددة وغايب عن الوعى يظهر أن الولد شاف اللى حصل كله ومستحملش}جعد جلال جبينه يفرك رأسه بألم واضح ثم استجمع قوته وتفكيره يقل {اسمع يا رأفت اللى هقوله كويس لو فى إثبات أنها جريمه شرف ايه ممكن يحصل}هتف رأفت بسرعه وباتقان {اكيد حكم مخفف طبعا لأن القانون ينص على كده لو تعدى بالضرب يبقي براءة ولكن فى حاله القتل اكيد حكم مخفف ع الأقل خمس سنين سجن بس المشكله ان هشام متكلمش ولا كلمه كل اللى قاله انا بريء}اغمض جلال عيناه ليكمل طارق بنبره امل{لو الدليل موجود تحليلات هشام اللى عملها واللى بتثبت قدرته على عدم الانجاب ده غير شهاده الاطباء}هتف رأفت بنفس نبرة الأمل والحماس{تبقى اتحلت طبعا وممكن من خلال النقض يكون أن شاء الله فارس اتعالج ويقدر يشهد بكل اللي شافه}...فتح جلال عينه على وسعهم ثم هتف هو الآخر{لا يا طارق لا يابنى انت ناسي فارس مينفعش الولد يعرف حاجه كده أن هشام مش ابوه}رد طارق بحنق  {ازاى يا حاج يعنى تبقى الادله فى أيدينا ونسيب اخويا يدخل السجن}وافق المحامى على رأيى طارق يحاول أن يقنع جلال بهذا الأمر{طارق عنده حق يا جلال بيه لازم نثبت بالاوراق وشهادة الأطباء أن هشام بيعانى من عدم الانجاب}هتف جلال بغضب {لا يا رأفت مش على حساب الطفل ده مش كفايه شاف أمه وهى بتدبح قصاده يبقى كمان يعرف أنه ابن حر.....}قطع الكلمه بياس يستغفر{استغفر الله العظيم الولد كده ممكن تدمر نفسيته انا عارف انى باجى على ابنى بس ده ذنبه اللى لازم يكفر عنه هشام كان قاسى على ابوه واخته وعلى نفسه قبلينا وده عقاب المولى عز وجل وانا واثق انه هيخرج منها على أيد فارس} ردد طارق بصوت متوسل{يابابا ممكن بعد كده نقدر نعالج فارس بس هشام بشكل ده هيضيع}ربت رأفت على أكتاف جلال{فكر يا جلال كده الموقف هيكون صعب جداا}اتى يوسف مهرول إلى القسم ليلمح من بعيد جلال وطارق برافقة المحامى اقترب يوسف من جلال يعانقه بموازاة  {أن شاء الله خير يا عمى قدر الله وماشاء فعل} بادله جلال العناق يقل بصوت محبط{الحمد لله رب العالمين على كل حال يابنى المهم شمس عرفت حاجه}هز يوسف رأسه باسئ{لا اطمن يا عمى شمس متعرفش أى حاجه}ثم توجه إلى طارق يوازره هو الآخر{طارق اطمن هشام هيكون بخير }عرف جلال يوسف إلى محاميه{رأفت اعرفك بدكتور يوسف سيف الدين جوز بنتى شمس}ألقى رأفت التحيه على يوسف بكل احترام يقل{طبعا يا حاج جلال الدكتور يوسف غنى عن التعريف}........
بعد أن وضع ملك على سريرها الذي كان ينام عليه هو بدلا منها وكان يعانى فيه بالوحدة بسبب بعده عن شمسه وايضا نظرا لطوله الشاهق فكانت تلك ايضا معاناته الاخري عليه دثرها بالغطاء جيدا وقبل جبهتها وإنار ضوء خافت وخرج من الغرفه يشعر بالسعاده أنها المره الأولى التى سينفرد فيه بشمسه...دخل غرفتهم ليجدها تجلس على المقعد امام المرآه تمشط شعرها المنساب حتى خصرها تنظر له بتوتر من خلال المرأه وقف خلفها ينظر لها بنظرات مليئه بالشغف والإعجاب تسارعت انفاسها وكانها تعدو هاربه من خطر داهم وهو يقترب منها والابتسامه لا تفارق شفتيه اخذ الفرشاه من يدها يقل بصوت اجش{ممكن انول الشرف ده وسرحلك شعرك} انتابتها حاله من الخجل الشديد فهى تشعر ان هذا الامر البسيط يحتوى على حميمية كبيره اعترضت بخجل{متتعبش نفسك } نظر إلى صورتها فى المرأه يقل بحنين{مفيش تعب انا متعود على كده}حاولت التغلب على خجلها وهى تشعر بالفرشاة تتحرك علي شعرها بنسياب لتساله بخجل مصحوب بالغيره {انت كنت متعود على كده مع مامة ملك}ضحك بصوت مرتفع يقول بصراحه {انا عمرى ما عملت كده مع كلارا ابدا انا منكرش أن كلارا كانت زوجة عظيمه بس مش عارف هتصدقينى لو قولتلك انا وكلارا كانت بالنسبالى صديق قبل ماتكون زوجه}ضمت حاجبيها تسأله بتوجس{كنت بتحبها}ابتسم وهو مازال يمشط شعرها بستمتاع{كان حب عشره وحياه حتى علاقتنا الحميمية كانت عمليه مفهاش أى نوع من الحب كلارا كانت مساعده ليا فى التمريض اتعرفت عليها اهتمت بيا جمعتنا صداقه قويه وكانت مستعده أن الصداقه تتطور ولكن انا رفضت من غير جواز ولقيت نفسي بجوزها وبعدها بكام شهر حملت بملك وازداد الرابط الأسري بينا وبعد ولاده ملك روحى وقلبى بدأ ظهور المرض واتوفيت بعدها على طول لكن قلبى معرفش معنى الحب الحقيقى}اقترب من اذنها يهمس بخفوت  {غير مع شمسى وبس زى مايكون كان القلب حالف مايدق غير ليها هى وبس} لتقل له وهى تعض شفتها بغيره واضحه كعين الشمس تهمس بصوت يكاد يكون مسموع{طيب وناريمان}وضع الفرشاه بهدوء ثم جذبها برفق يجلس بها على حافة فراشهم ينظر فى عينيها البندقيه الرائعه{ناريمان مكنش ليها أى دور فى حياتى يا شمسى غير أنها بنت خالى حاولت ماما تقربها مني كتير وطبعا كانت ديما تملي دماغها باوهام اني ممكن أحبها وارتبط بيها بس ناريمان كانت بالنسبالى زى مريم حاولت اني اشوفها حبيبة أو زوجه واتقرب منها بس معرفتش ابدا انا محبتش يا شمس غيرك انتى مشوفتيش ولا حسيت ولا عشقت غير شمس الحسينى البنت الجميله الرقيقه إلا اول ما لمحتها عرفت أنها نصيبى وقدرى}ترقرقت دموع الفرحه بعينيها تنظر له بحب....ليكمل حديثه وهو يحاوط وجهها{ناريمان اتجوزت أعز صديق ليا هو أكرم وبسبب ماما دمرت حياتها بايدها واليومين اللى فاتوا دول هى حولت الانتحار بعد ما أكرم طلقها للأسف}شهقت شمس بحزن{طلقها}هز رأسه بأسف{ايوه طلقها وميعرفش أنها حامل منه علشان كده يا شمسى انا لازم أقف جنبها لحد ما أكرم يرجع ويردها لعصمته من جديد برغم إللي خالى عمله معاكى وأنه حاول ياذى بابا كتير بس ناريمان محتاجه أخ ليها يقف جنبها وللأسف أخوها حيوان ميعرفش غير الفلوس والمصلحة وبس عرفتى ليه انا لازم اكون جنبها حبييتى}هزت رأسها بطاعه ترد بهمس{عرفت انا كنت بس...}رفع ذقنها يقبلها برقه يتنهد{انتى ايه يا شمسى اتكلمى}أدارت وجهها الذي يشع احمرار{ولا حاجه يا يوسف}رفع حاجبيه يسالها بمكر {انتي بتغيري عليا يا شموستي}هزت رأسها موافقه ضحك وهو يكاد ينقد عليها بقبلات عشقه{مش عيب أن الزوجه تعترف لحبيها وجوزها بغيرتها وبعدين انا كمان بغير عليكى من أى حد}جعد جبهته ينظر إلى بيجامتها ثم أشار برأسه الى رسمه تويتى{انا حتى بغير عليكى من تويتى ده ازاى يبقى واقف كده وبيضحك على املاكى}أطلقت ضحكه صاخبة أصبت صميم قلبه من عذوبتها ترد عليه بصوت طفولي{بس ديه رسمه يا يوسف}قال بحنق{ولا حتى لو رسمه هو ازاى يقف فى المكان ده كده وكمان بيضحك حاسس انه بيغظنى وبعدين تعالى قوليلى هنا انتى لبسه بيجامه ملك ليه}شهقت بقوه تقف أمامه بكامل انوثتها وجمالها الهادئ  {ايه بيجامه ملك ايه ديه بيجامتى انا وبعدين تويتى انا بحبه واشتريت انا وملوكه زى بعض لانها هى كمان بتحبه جدا }ارتعشت شفتيها وهو يميل عليها باهداب مسبله يحرك يده ببطء فوق تضاريسها المتفجرة يدفن وجهه برقبتها يقبلها بنهم عليه ليهمس امام اذنها{انا مبحبش حد يقرب من ممتلكاتى الخاصه حتى لو تويتى المبسوط ده وبيضحك}ذابت بين ذراعيه التى تتحرك اسفل ملابسها برقه يلمس بشرتها الناعمه بأنامله ابتعدت عنه ببطء شديد...ابتسم له ليقترب منها مرة اخري امتدت يده إلى كتفها تتحرك بلمسات ناعمه على عنقها ومنها حتى نحرها المكشوف امامه وتزينه تلك الفراشة الماسية ليتوقف وهو يرمقها بنظرات مشبعه باغواء وهى ترتجف بين يده حرك حاجبيه قائلا بمرح {طيب انا راضى انه يبقى فى المكان ده عند ملك نقول ملوكه لسه صغيره بس عندك انتى ازاى ده بيقتحم ممتلكاتى الخاصه }..ابتسمت من بين خجلها الواضح تسأله بصدق وهي تتمتم {يييوسف انتى بتكلم جد لا مش ممكن }تحرك من أمامها إلى غرفه الملابس يفتح الخزانة الخاصه بها ثم اخرج رداء ناعم من الحرير بلون الزمردى طويل يلمس كعبيها ومن أعلى مفتوح بستار يكشف الصدر والظهر ثم مد يده لها بحب{انا اخترتلك ده على ذوقى ممكن تلبسيه}ضمت حاجبيها والخوف من القادم يحتل فؤادها ويرعش اوصالها خوفا{يوسف انااااا انا}هز رأسه متفاهم يردف بحنان وهو يضم وجهها الصغير بين كفيه يهمس امام شفتيها بصوته الاجش{عارف انك مش مستعده وانا مش مستعجل بس بحب اشوفك بالحاجة اللى بحبها ولا ايه رايك}حدقت بعيونه البنيه المشعة بالحب قبل أن تردف بنفس النعومه {اللي تشوفه انا موافقه عليه}غمز بعينيه الشقية وهو يسبل اهدابه مره اخرى{طيب انا شايف انى محتاج ادوق العسل حالا}لم ينتظر موافقتها مرر انامله بين خصلاتها الناعمه يقبل شفتيها المنفرجه بقبلات حاره مجنونه جعلتها تصدر أنين عميقا جعلها تتجواب معه مستسلمه لذلك الغزو من شفاهه..........
خرجت من غرفتها بعد ارتدائها ثوبها الناعم ترفع شعرها بطريقه عشوائية تتدلى منه خصلاته البندقيه الناعمه التى تتماشى مع لون عينيها الرائعه لتجد أمامها كاسين من مشروبها المفضل [الشكولا المثلجه] وقطع من الكيك بشكولا تعلقت نظراته المشتعله بها بنظره مغويه امسك يدها برقه يضمها لصدره وهى تسمع صوته الأجش يداعب اذنها بحميميه يهمس {مكنتش اعرف ان ذوقى حلو كده}عانقت خصره بخجل قائلة{عجبك عليا}جلس على الاريكه المخمليه البيضاء يضمها لصدره أكثر{طبعا عجبني بس انا أقصد ذوقى فى اختيار شمسى}كلماته اعتصرت فؤادها وزادت من نبضات قلبها لتدفن رأسها فى صدره خجلا تهمس بصوتها العذب{يوسف}غمغم بسعاده{عيون  يوسف وقلبه}رفعت وجهها تقل بتعلثم {انا اسفه}وقبل أن يتكلم وضعت اناملها الصغيره فوق شفتيه ليقبلهم  {ممكن تسمعنى}نظر لها باهتمام ليومئ برأسه لتهمس
{أنا عارفه انى مقصرة فى وجباتى كزوجه ولكن صدقنى غصب عنى انا خايفه أكون فى حلم جميل واصحى منه على واقع بشع تكون نهايته سجن أو مصحه للأمراض النفسيه خايفه من اللى جي ياخدنى منك ومن ملك ولاقى نفسي لوحدى بتعاقب على تهمه انا معملتهاش}ضمها لصدره بشده يقول بنبره يتخللها الحزن{شمس ليه بتقولى كده تفائلوا بالخير تجدؤه حبيبتي خليكى واثقه دايما فى ربنا واتاكدى انه مش هيتخلى عنك ابدا وانا واثق أن شاء الله  كل حاجه هتعدى بسلام وهترجعى لبيتك مع جوزك و بنتك}رددت فى خشوع{أن شاء الله بس عايزاك توعدنى}قال بضيق يسيطر على نبرته{بايه يا شمسي}قربت شفتيها من ذقنه تطبع قبله رقيقه جعلته يذوب عشقا {لو حصل وربنا مرضيش انى ارجع معاك انك تكمل حياتك وتنسان.....}تلك المره هو من وضع انامله فوق شفتيها يهز رأسه نافيا{اشششششش مش عايز اسمع أى كلام تانى ومقدرش اوعدك بحاجه غير انك هتكونى سعيده معايا أن شاء الله دايما وهتكونى أم لملك واخوتها}تنهدت بعمق تتشبيث بملابسه أكثر والدموع تلمع بمقلتها العسليه{ خايفه يا يوسف كلها كام يوم ويتحدد مصيرى كله}قبل قمه رأسها بحنان متدفق ثم ابتسم فى وجهها يقل بلوعه تعتصر قلبه{أن شاء الله خير ومصيرك محديش يعلمه غير ربنا وانا واثق فيه}قطع حديثهم رنين هاتفه ليبتعد قليلا يمسك هاتفه ليعود لمرحه وخفة ظله وهو يقل لها مبتسم{والله انا اللى خايف على مصيرى من أكرم }فتح الهاتف يهتف{انتم حد مسلطكم عليا ولا ايه} ضحكت شمس وهى تقف لمي تغادر وتتركه يتحدث مع صديقه على انفراد ولكنه تمسك بيدها كطفل صغير يؤمى برأسه أن تجلس بجانبه.....ضحك أكرم يقول {الف مبروك يا عريس بقا كده تعملها وانا مسافر طيب كنت استنى لما ارجع علشان أحضر فرحك}رد يوسف متذمر{ااااه استنى كنت اكيد هتجوز بعدها بسنه لا يا دكتور انا كنت مستعجل مش زيك مصدقت أخلص وأطلق}زفر أكرم انفاسه بشده{ناريمان اللى اختارت فرقنا بايدها يا يوسف وانا حققت رغبتها هى كانت عايزه ننفصل واصرت وانا نفذت}قال يوسف بنبره غاضبه{أكرم انت لازم تنزل مصر أن شاء الله قريب جدا}سيطر القلق على أكرم وتجعدت ملامحه يسأل يوسف متواجس
{خير يا يوسف فى ايه ناريمان بخير}رد يوسف بهدوء
{ناريمان انتحرت يا أكرم وانقذنها فى آخر وقت}هتف أكرم بهستيريا وملامحه تتلوى بألم{انت بتقول ايه يا يوسف ناريمان انتحرت طيب طمنى عليها يا يوسف هى بخير ارجوك يا يوسف طمنى}سيطر البكاء على صوته ليسمع يوسف شهقه فلتت منه...ليقل يوسف سريعا{اطمن يا أكرم هى بقت بخير بس نفسيا ناريمان محتاجالك جدا لازم تبقى جنبها الكل بيضغظ عليها وخصوصا نادر بمساعدة فريده هانم امى}شردت شمس تحدث نفسها {يظهر فريده هانم ديه كارثه ربنا يستر منها}فقد نادر السيطره على نفسه يقل وهو يعزم الأمر فى قراره{انا هنزل مصر على أول طيارة}.....
مسح مراد وجهه بكفيه فى تعب فهو مجهد ومشتت  ومستنفذ عاطفيا وبدنيا فمنذ أسبوع كامل وهو يعانى من لجين عدم الاهتمام والبرود وتصلب المشاعر استمع الى حديثها يحاول مجاراتها للنهايه بقدر المستطاع ولكنه أوشك بالفعل على الانفجار غضبا وغيظا خاصه ولجين تستمر في اتخاذ القرارات دون الرجوع إليه وبعد أن أنهت حديثها عن فراقهم نظر لها بهدوء مستفز يقل{يعنى انت عايزه ننهي كل حاجه بينا كده من غير  أي أسباب }هزت رأسها بالموافقه دون أن ترفع عينيها فى عينيه خوفا أن تضعف امامه...أجاب بنفس الهدوء المستفز{اوك انا معنديش مانع بس الأول عايز اعرف فجأه كده من غير سبب اخدتي قرار دي ولا فى أسباب انا مش عارفها}هزت رأسها برفض بينما يؤيدها قلبها الأحمق فى الرجوع عن قرارها تهمس{مفيش أى أسباب تانيه غير أننا مش هينفع نستمر}ابتسم بسخريه يقل{مش هينفع نستمر سبب مقنع وطبعا المفروض أن أقدم الطاعة العمياء واوافق على قراراتك بس أحب اقولك انا مش مقتنع وبقول أن فى سبب}نظرة له بحنق تسأله{تقصد ايه أن فى سبب }اقترب منها يقل بغضب{يمكن فى حد تانى احسن منى قدر يفوز بقلبك ويحقق اللى انا مقدرتش اعمله }هتفت تقل بنفس الغضب{مراد من فضلك لاحظ أن تلميحك جارح}وهنا لم يستطع الصمود فى الامبالاه التي اصبحت عليها ليصرخ عليها بغضب جعل من حولهم يلتفون إليهم ليطرق بيدة فوق الطاوله بعصبيه لم تتوقعها لجين {تلميحى جارح ولكن اللعب بمشاعرى وقلبى مش جارح مراد النهارده نرتبط حاضر مراد النهارده ننفصل عن بعض حاضر الهانم تقرر وقت ماهى تحب ومراد عليه الواجب والطاعة}وقفت امامه غاضبه تحاول أن تخرج من المكان ولكنه جذبها بقوه لتجلس امامه ليصرخ صرخه افزعتها {انا لسه مخلصتيش كلامى ولا الهانم خايفه على برستيجها قدام الناس}هجمت الدموع مقلتيها تحاول أن تتمسك وهى تشعر بانها جرحته بعمق فمراد الهادى المرح انقلب إلى رجل مجروح يحاول أن ينقذ كرامته{اسمعينى كويس لو انتى رفضانى ورفضه حبى وقلبى صدقينى يا لجين انا كمان رفضك ومن اللحظه ديه انتى بره حساباتى وحياتى للأبد انا متعوديش أجرى ورا واحده بترفض وجودى فى حياتها}مسحت دموعها تقل بسخريه{طبعا مش متعود على كده علشان انت دايما اللى بترفض وتسيب علشان انت الراجل والست بالنسبالك لعبه تتسلى بيها وقت ماتحب وبعد دورها ماينتهى تسبها علشان تدور على وحده تانيه تشبع نقصك}لم يشعر بنفسه إلا ويده تتهاوى على وجنتها بصفعه قويه لم تتوقعها ليقف هو تلك المره يقل بمراره استحكمت حلقه{انا مش عايز اشوف وشك تانى وانا اسف لنفسى ولقلبى انى دخلتك حياتى وحبيتك }خرج كالعاصفه من المكان لا يرى غير تعبير وجهها البرئ بسخريه وكلامها الجارح يتردد على مسامعه....غادرت هى الاخرى تبكى بشده وهى تعلم علم اليقين بأنها جرحت كرامته ودهست كبريائه ولكن عقدتها بأنه سيخونها وسينتهى بها الأمر على يده جثه هامده كانت كاللعنه تستحوذ على تفكيرها وقلبها أمسكت بهاتفها تتصل بمن تفهمها وتقدر معاناتها لتهتف وسط شقاتها{شمس انا ومراد انفصلنا}
حدقت به تقل بسخريه{انت عايز منها ايه واحده رفضاك ومش عايزه تستمر معاك واختارت واحد تانى غيرك وانت بردو مصمم على اللى في دماغك أنساها بقا وكفايه عذاب}صرخ بأعلى صوته وعيناه تلتهب بشر{انا مش عايز غير ان إكسر نفسها واخلى حبيب قلبها يعرف أنها مجرد واحده واطيه وحقيره وبعدين مريم ديه بتاعتى انا وليا انا وبس فاهمه...انتى عليكى تنفذى اللى طلبته منك وبس واكيد حقك محفوظ}ظهرت الشياطين على وجهها تمسكه من جاكيته بقوه{انا مش لعبه فى ايدك يا نادر انت ايه مش بتحس ولا بتفكر غير فى مريم وبس وانا ماليش مكان فى قلبك فى حياتك ابدا عشر سنين وانا معاك راضية وساكته وبنفذ كل طلباتك من غير اعتراض عارفه كل حاجه ومستحمله وساكته بس انت بتستغلينى وبتستغل نقطه ضعفى فى حبك}توهجت عيناه بالشر ليضغط على عنقها بشده حتى كادت أن تختنق بين يديه وهو يحاصرها بغضب ويده تضغط أكثر على عنقها رفست بكامل قوتها ولكن جسده الضخم كان الاقوى يهمس امام وجهها المحقن بالدماء{أياكى تجيبي السيره ديه تانى أو تفكرى مع نفسك فيها ساعتها هقتلك بايدى فاهمه يا رشا ولا مش فاهمه}ترك عنقها لتسعل بشده تحاول أن تسترد انفاسها الضائعه ركضت إلى النافذه تفتحها وتستنشق الهواء وهى مازالت تسعل...جلس على مكتبه بكل عنجهيه وتسلط ينظر لها وهى انفاسها الضائعه ودموعها تسيل فوق وجهها بغزاره وبعد أن شعرت بالارتياح  واستعادت توازنها عدلت ملابسها المبعثره تقل بصوت مختنق من البكاء {أمرك يا استاذ نادر مش هجيب سيره أى موضوع ممكن يجرح كرامتك ورجولتك وهنفذ كل اوامرك}ضحك بعبث يخرج من درج مكتبه علبه حمراء مستطيله يضعها أمامها{وديه اول دفعه من حسابنا اسوره الماظ}ضحك بسخريه{عارفك كويس بتموتى فى الالماظ يا رشا هانم}وضعت العلبة داخل حقيبة يدها دون أن تنظر فيها تردف بهدوء{عايزنى انفذ امتى}فكر قليلا ثم ابتسم بمكر{يوم الخميس الجى الصبح }ابتسمت هى الاخرى بمكر يتألق بعيناها {يعنى قبل الخطوبه بكام ساعه انت حقيقى جبار}ابتسم ساخرا منها {لازم يعرف حبيب القلب أنها كانت معايا قبل ما تكون معاه مشكله يا رشا زهران انك لسه متعرفيش كويس مين هو نادر العزيزى ولازم كريم عزمى يعرف هو بيلعب مع مين }اقتربت منه تضع قبله هادئه فوق شفتيه بأغواء تعلم جيدا انه لم يتأثر بها
خرجت من مكتبه لتتبدل ابتسامتها الهادئة إلى ابتسامه مليئة بالحقد والانتقام اخرجت هاتفها تتصل برقم تحفظه عن ظهر قلب...ليجيب الطرف الأخرى عليها يقل بصوته الرخيم{رشا زهران أخيرا}ابتسمت وهى تركب سيارتها منطلقه إلى مكان آخر{مستر فايز انا اسفه على اتصالى المفاجئ بس انت عارف انى بلجا دايما ليك وقت الشده}ضحك الرجل يقول{وانتى عارفه انا تحت أمرك فى أى وقت يا حلوه كفايه اخلاصك فى توصيل المعلومات انتى عينى فى مصر يا رشا}اخذت نفسا عميقا وغصه موجعه تستقر بجانبات قلبها ولكن نادر قد حسم الأمر ووضع كلمه النهايه بنفسه{عندى ليك أخبار مش سعيده بالمره مستر فايز}تهجم وجه الرجل يسالها بقلق{خبر ايه يارشا قولى بسرعه}ردت ببتسامه تشق شفتيها {نادر العزيزى الشكوك بدأت تحوم حواليه والبولبس بدأ يشم خبر وانت عارف كويس لو واحد وقع يبقى الكل هيقع يا مستر فايز}...وقف فايز سعدان بمكتبه الكائن بالندن يلف حول نفسه لقد صعق بهذا الخبر ولكن هو يدين بالفضل إلى رشا بانها أخبرته بالوقت المناسب ليستدعى أحد رجاله يأمره{نادر العزيزى اتكشف ولازم يتصفى}حاله من الذهول والصدمه انتابت رجل فايز سعدان ليهمس بفحيح الثعابين{بس نادر العزيزى من رجلتنا المهمين سيد فايز}أجاب فايز بغضب{مش مهم المهم يتصفى فى أقرب وقت قبل ما كل حاجه تنكشف وبعدين فى الأهم منه فى مصر وانت عارفه كويس اعمل اللى قولتلك عليه وبسرعه ومش عايز أى أخطاء فاهم التصفية لازم تظهر عاديه قضاء وقدر}هز الرجل رأسه يخرج من مكتب فايز ثم عاد مرة أخرى يسأله{نادر بس ولا ابوه كمان}...رفع فايز رأسه يقول باستهزاء{لا ابوه منتهى أساسا ومع خبر ابنه هيكون انتهى تماما المهم عندى هو نادر دلوقتى}اومأ الرجل رأسه بطاعة{أمرك سيد فايز}...جلس فايز على مكتبه يفتح حاسوبه الخاص ليبعث اميل خاص إلى شخص ما نصه يحتوى علية بعض الكلمات المبهمه{ استعد قريب انت هتكون القائد والمتحكم بزمام الأمور فى مصر}.....
جلس عدنان مع والد زينب السيد كامل  يناقش بعض الأمور بخصوص حفل الزواج فى انتظار نزول زينب...طلب كامل من الخادمه أن تستعجل زينب لقد مر أكثر من نصف ساعه ولم تنزل زينب ووسط حديثهم أطلقت الخادمه صرخات مدويه وهى تهتف بعلو{الحقنى يا كامل بيه الست زينب واقعه على الأرض وغرقانه فى دمها}صدمه ارتسمت على وجوه كل من عدنان ووالد زينب ليركض عدنان لغرفتها كالمجنون ووالدها خلفه...ليتفاجئوا بها ملقاه فوق الفراش وجزئها الأسفل ممتلئ بالدماء ليفهم عدنان المذعور على حبيبته أنها تعرضت لنزيف وربما فقدت جنينها.......
بالمشفى التخصصى بعد أن دخلت زينب قسم الطوارئ جلس والدها أمام الغرفه بحزن يسأل عدنان الواقف أمام الباب بقلق وخوف{نزيف ايه ده يابنى وليه يحصلها كده بنتى حصلها ايه}وقف عدنان بجانبه يحاول تهدئته من الذعر{أهدا عمى أن شاء الله خير حضرتك ارتاح وانا هتابع مع الدكتور}كان يحاول عدنان ابعاد كامل عن غرفه الطوارئ حتى لايعرف بحمل زينب ولكن خروج الطبيب الآن وركض كامل عليه أفسد كل شيء والحقيقه ستنكشف لا محاله...وقف الطبيب المختص بأمراض النساء يسال عدنان{حضرتك جوزها}نظر كامل بدهشه إلى الطبيب ثم إلى عدنان الذى يغزو وجهه الشحوب...هز عدنان رأسه{ايوه انا جوزها يا دكتور ممكن تطمنا عليها}هز الطبيب رأسه بأسف وقال بعملية مهنته{يظهر أن المدام اتعرضت لضغط شديد وارهاق جسدى ده غير أنها من الواضح بتعانى من فقر الدم علشان كده الجنين نزل وحصلها نزيف}....ترددت كلمه جنين على مسامع كامل لينظر للطبيب بدهشه و ذهول وهو يردد بهستيريا{جنين جنين...ايه انا بنتى كانت حامل اكيد انت غلطان يا دكتور بنتى انا حامل}لاحظ الطبيب ذهول عدنان وصدمه كامل لينسحب بهدوء من هذا الموقف الصعب بعد أن طمئن عدنان على حاله زينب المستقرة...دخل كامل الغرفة كالاعصار وعلى وجهه ملامح غضب وحنق من تلك النائمة فوق الفراش الأبيض ومحاليل السيريوم معلقه بيدها وعلى وجهها شحوب وارهاق وقف أمام السرير ينظر بقهر إلى ابنته التى كسرت قلبه ونفسيته...بعد أن إنهى عدنان كلامه مع الطبيب دخل إلى الغرفه يغلق الباب خلفه وعيناه لا تفارق زينب حبيبته النائمة برغم شحوبها كالملاك وبقلبه وخزات من الألم والتعب...دون أن يرفع كامل عينه عن ابنته سأل عدنان بغضب{انت كنت عارف أنها حامل علشان كده استعجلت الجواز}لم يجب عدنان ليسأله كامل تلك المره بصوت عالى حزين غاضب {رد عليا كنت عارف علشان كده قولت تستر عليها وتتجوزها علشان حامل منك}رفع عدنان ينظر للرجل بدهشه من الواضح أنه فهم أن حمل زينب سببه هو وأنه أقام معها علاقه لم يستطع الرد وفضح سرها وخطيئتها فقط اومأ رأسه بالموافقه....ليصرخ كامل بصوت آفاق زينب من نومها يقول بسخريه وهو يشد عدنان من قميصه{ليه تعمل كده انا بحبك زى ابنى ليه تغدر بيا لما انت ناوي تتجوزها ليه يابنى تستعجل وتدوس على كرامتى وشرفى انت ندل وهى حقيره}التزم عدنان بالصمت وترك هذا الرجل الطيب الحنون والذى هو يعتبره والده يفعل به مايشاء لعله يستريح...ولكن صوتها المتعب المهزوم جاء ببحه يتخللها البكاء تقل بوهن وضعف{مش عدنان يابابا سيبه}التفت الرجلان لصوتها ليهرول عليها يدفن وجهه فى شعرها الأسود اللامع  {زينب حمدلله ع السلامه انتى بخير اطمنى}دمعه حزينه تلتها الآخرى نزلت من زاويه عيناها وهى تقول{الحمد لله انه نزل وكان رحيم بيا} اقترب منها أبيها يصرخ بها وهو يقبض على شعرها ويهمس أمام وجهها بحسره{لما هو مش عدنان مين الكلب اللى فرطتى فى شرفك علشانه يا حقيره انطقى قبل ما قتلك}تدخل عدنان يحاول أن يبعده عن زينب ولكن كامل كان يشد شعرها بقوه المتها لتصرخ بأنين {صدقنى يابابا انا مفرطش فى شرفى ورحمه ماما وحياتك عندى هو ضحك عليا واستغل سذاجتى وانى بثق فيه لكن انا اقسم لك على القرآن الكريم انى عمرى ما فكرت افرط فى شرفك}كانت تتكلم بوهن وتعب والألم يفتك ببطنها}ضاقت عين والدها يتاملها بغضب
{لم هو مش عدنان يبقى مييين}كان يراقب ما يحدث بقلب مفتور يحاول أن يتدخل ولكن غضب كامل كان مسيطر وبعد شروده فى بعض الأشخاص قال بغل يصك على أسنانه{حسام العدوي هو الكلب ده مفيش غيره اتكلمى يا حقيره يا بت**** هو اللى عمل كده هو}هزت رأسها بألم ودموعها لا تتوقف عن النزول.....
قال كامل بصوت متهدج ضائع{انا اسف يابنى ظلمتك زى مابنتى ظلمتك}لم تحمله ساقيه التى اصبحت هشه ليسنده عدنان قائلا بهدوء{أهدا عمى واقعد استريح ارجوك}...احنى الرجل رأسه ينظر للأرض{استريح فين بعد مابنتى كسرتنى مفيش راحه يابنى}رفع رأسه ينظر لزينب التى تنظر للجهه الأخرى وهى لا تتوقف عن النحيب{انا بحلك من أى مسئوليه يابنى الطفل اللى كنت عايز تتجوزها علشانه راح وهى بعد ما تخرج هتروح البلد عن عمها الكبير لحد مانشوف واحد من المستأجرين يتجوزها}شهقت تنظر إلى دعمها وإلى القلب الى أحبها بشده ومن أجلها يمكن أن يفعل المستحيل تستنجد به بنظراتها المرعوبه
بادلها النظرات بحزن يعلم أنه يحبها بل يحترق شوقا من أجل هذا الحب يعلم جيدا انه لايستطيع أن يقترب منها كزوج ويمارس حياته الطبيعه معها ولكن يعلم أيضا أنه لايستطع أن يتخلى عنها أو يتركها تضيع فهى مسئوله منه وماحدث يعتبره تقصير منه شخصيا....
ابتلع عدنان ريقه براحه وهو يتنهد بداخله يقل قراره الأخير بشان تلك العلاقه المبهمه{عمي كامل انا هستمر فى جوازى من زينب وانا أولى بيها من أى حد تانى وصدقنى الموضوع مش هيفرق معايا كتير}رفع الرجل المهزوم عيناه إلى هذا الشاب اليافع الشهم والذى تجمعت فيه كل صفات الرجوله والنبل يردف بخفوت {وانت ذنبك ايه يابنى تتحمل عارى وعار بنتى انت شاب وليك الف فرصه تحب فيها وتتحب من بنت حلال زيك تقدر تحافظ على شرفها ليك وبس ذنبك ايه بس}جلس بجانب كامل يرمق زينب المنهمكه بالبكاء والنحيب يهمس بخفوت حتى لا تسمعه{ذنبى انى بحبها يا عمي بحبها جدااا }.........
دخلت مبنى النيابه العامه وهى ترتجف من الخوف ولكنها قد عزمت الأمر ولا مجال للتراجع مهما كلفها الأمر. بكامل اناقتها وجمالها الساحر وعطرها الصاخب وقفت بكل صمود وشموخ أمام باب مكتب كبير يحمل لافتة نحاسيه منقوش عليها اسم السيد كريم عزمى وكيل النيابه...تنحنحت تجلى صوتها المحشور تسأل  الحارس{ممكن اقابل السيد كريم عزمى}رد الرجل بصوت جهورى غليظ{نقول مين وايه سبب الزياره يا فندم}اخرجت من حقيبتها الجلديه الأنيقة كارت شخصي تعطيه للحارس تقل{ده كارتى الخاص وسبب الزيارة شخصية}...نظر كريم بالكارت الشخصى الذى يحمل رائحه نفاذه يردد بهدوء{رشا مهران سيده أعمال وموضوع شخصي}مط شفتيه بعدم فهم ثم قال للحارس{خليها تتفضل}..دخلت تتهدى بجسدها الرشيق وجمالها واناقتها يبرزان مفاتنها بدايه من تنورتها القصيره وبلوزتها الشيفون وشعرها الأشقر الذى ترفعه كذيل فرس وقف كريم يستقبلها باحترام{أهلا وسهلا اتفضلى ارتاحى... اامرينى}ابتسمت رشا برقه تحدث نفسها{ليها حق طبعا مريم تختارك وتفضلك على نادر العزيزى من الواضح أنك بتشع رجوله وحيويه}رفع كريم حاجبه باندهاش ينظر لتلك الشارده ثم سالها مره اخرى {حضرتك طلبتى تقبلينى خير}أخدت رشا نفسا عميق تستعيد توزانها التى فقدتها بسبب كريم وشخصيته تقول بجديه {انا مش هطول على حضرتك الأمر الشخصى اللى عايزاك فيه يتعلق بخطبيتك مريم سيف الدين وابن خالها نادر العزيزى}استقام كريم فى جلسته ينظر إلى رشا باهتمام مصحوب بقلق لتبدأ رشا بسرد كل ما تعرفه عن نادر وخطته لكريم الذى كان يستمع اليها بكل تواجس وغضب........
خرج كريم من مكتبه ينفث لهب حارق يكاد أن يدمر كل شيء وأي شيء امامه لقد تعدى نادر العزيزى كل قواعد اللعبه وبدا فى الهجوم ولن يسمح له ابدا ان يدمر مريم ركب سيارته الشخصية دون أى حراسه له واندفع بسيارته على أقصى سرعه إلى مقر شركة نادر العزيزى....كان نادر يستعد للخروج من الشركه لمتابعة بعد الأعمال والتوريدات التى ستصل اليوم إلى ميناء الاسكندريه اندهش من وصول تلكس له لمتابعة الشاحنة القادمه بنفسه والسفر الليله إلى الإسكندرية ولكن تلك الأوامر سيف على رقبته ويجب ان تنفذ ولايمكن أن يعتذر عنها...صرخت سكرتيرة نادر{يا استاذ استنى عندك انت يا استاذ}ولكنه تجاهل صرختها وركل باب المكتب بقدمه يقف أمام نادر يزفر انفاسا مشتعله من بين شفتيه المتبرمه....تاسفت السكرتيره لنادر {انا اسفه يا بشمهندس مقدرتش امنعه}أشار نادر المبتسم بسخريه إلى سكرتيرته وبتعالى يأمرها أن  تنصرف وتغلق الباب خلفها....اقترب الخصمين من بعضهم وكل منهم بقلبه حقد وغضب للاخر يكفى أن يصنع حريق هائل ولكن ما أثار دهشة نادر هو زياره كريم المفاجئه وتعمد التجاهل والا مبالاه....نظرات ناريه  مشتعله من مقلتيه الزيتونيه رمقت نادر ليبدا كريم حديثه قائلا من بين اسنانه {انت مستعجل على نهايتك يا نادر يا عزيزى وحفرت قبرك أو ممكن نقول سجنك بايدك}ضحك نادر بستفزاز ضحكه عاليه ليقول بفحيح الثعابين{وانت بتلعب بنار يا كريم يا عزمى اوعى تفتكر سلطتك وحصنتك هيخوفونى لاء انت بتحلم انا عندى حصانه أكبر منك بمراحل}ابتسم كريم تلك المره ولكن بثقه وتاكيد{ااااه عارف كويس الحصانه بتاعتك طبعا فايز سعدان بيعرف يحمى رجالته كويس بس خليك واثق انك انت وفايز سعدان قريب اوى هتكونوا قصادى بحقق معاكم وتحت أيدى كل الادله}ارتسمت ملامح القلق على نادر ولكنه تحلى بشجاعه وحاول السيطره على اضطرابه يهمس بحماقه{بس ساعتها مريم هتكون مراتى ومعايا واحتمال أم ولادى وانت بره حساباتها مريم قريب هتكون معايا وهتتفاجى صدقنى}حاله من الضحك والابتسامه المشرقه تهلل بها وجه كريم استمرت ضحكاته العاليه حتى دمعت عيناه من شده الضحك شعر نادر بالاستفزاز والغضب ليصرخ{بتضحك على ايه يا كريم باشا لسه وقت الضحك مجاش }رفع كريم وجهه يناظر نادر بنظرات قاتله وهو مازال يبتسم ثم سعل سعله خفيفه يقل بعدها {بضحك على غبائك بصراحه .....أولا يوم الخميس مريم هتكون معايا طول اليوم}غمز بعينه يهمس لنادر {احتمال تكون بيته فى حضنى انا مش حضنك انت}ثم ابتعد عن نادر المشتعل وكاد أن يهشم رأس كريم ليعض على شفتيه قائلا لنفسه {رشااااااااااا هقتلك يا فاجره}
ليكمل كريم باستفزاز أكبر وكانت تلك الحقيقه هى القنبله التى ألقاها كريم بوجه نادر المحتقن غيظا{انا مستعد اسبلك مريم لو قالت إنها عايزاك معنديش مشكله المهم عندى ساعتها بقا انت هتقدر تساعدها وانت تقريبا زيك زيها ولا ايه}نار مشتعلة هبت فى عقل وجسد نادر صرخاته هزت أركان الغرفه بل الشركه كلها وهو يغمغم{انت بتقول ايه انا سليم انا ارجل منك انت .انا محدش يقدر يكلم عليا ولا كلمه انت فاهم}هب امام كريم حتى يسدد له بعض اللكمات ولكن كريم كان الأسرع اخرج مسدسه المرخص يصوبه امام رأس نادر وهو يقرأ تقرير {نادر أدهم العزيزى فى يوم 15 نوفمبر سنه 2011 على طريق مصر الاسماعلية الصحراوى عملت حادثه ودخلت على آثارها المستشفى العسكرى وده تقرير من المستشفى انك أصبت إصابات خطيرة ومنها أصابه فى الحوض والمثانه أدت إلى ضعف عام أو بمعنى أصح ضعف جنسي افقدك القدره على ممارسه حياتك الطبيعيه كرجل بشكل عام وبالتالى انت لا تصلح لزواج كفايه ولا تحب اكمل}قالها كريم وهو يضغط على رأس نادر بمسدسه...شعر نادر بانه على وشك السقوط فى تلك اللحظه وهو يستمع إلى الحقيقه العاريه أمام كريم والتى تكشف ضعفه كرجل ولكن رشا الحقيره كشفت كل شيء برغم رضاها وتقبلها لحاله نادر لانها تعشقه ولكن حقيقه انه يعشق مريم إصابتها بالجنون...شعر كريم بضعف نادر واستسلامه وهو يقل بحاله هستيريا {مريم ليا مش هتقدر تاخدها منى ابدا انا سليم انا مش مريض انا هدمرك وهدمرها}أنزل كريم مسدسه يضعه بجرابه الجلدى المعلق بصدره ليقل لنادر بنبره تحذيريه{انا بحذرك لآخر مره ابعد عن مريم نهائى والا مش هرحمك وقريبا اوى هتكون مشرف فى السجن انت وكل اللى وراك }.......
شعر نادر انه تحطم وبدا أمره ينكشف أمام الجميع وكريم عرف كل شىء عنه وبالتأكيد مريم ويوسف والجميع سيعلم امسك برأسه الذى كاد أن ينفجر يريد الانتقام من رشا ومن كريم ومن الجميع يتخيل اذا علم  فايز سعدان بانه انكشف لن يرحمه يجب ان يفكر فى التخلص من كريم فى اقرب وقت ولكن بعد اتمام تلك الصفقة تماسك وقرر إنهاء إجراءات الميناء وبعدها سيبدأ انتقامه من رشا زهران....قاد سيارته بسرعه هائله حتى خرج إلى خارج المدينه كان يقود السياره وهو مشتت الذهن يفكر فى كريم وحديثة وبعد وقت ليس بقصير بدأ يشعر بصوت بمحرك السياره قرر أن يتوقف بجانب الطريق ليرى مايحدث بسيارته ولكن لم يعلم أنها النهايه و عندما تتوقف سيارته على سرعه  معينه ستكون نهايته المحتومه لتنفجر السياره وتدوى بصوت هائل هز الطريق  جعل السيارات  الاخري فى تغير مسارها لتتحول السياره إلى كتلة من النيران ودخلها جثه نادر أو بمعنى أوضح إشلائه...

يتبع

شــــــــــــمس لا تغــــــــــــيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن