شمس اليوم السادس 💥

2.2K 70 1
                                    


*وقف امام المرآه بطوله الفارع ووسامته المدمره يرتدى قميص ازرق على سروال من الجينز الفاتح الذى يرسم عضلات ساقيه المشدوده ومشط شعره بجاذبيه بعد ان وضع عطره المميز حمل ملك بين يديه بهدوء وطرق على غرفه مريم الجالسه فوق فراشها شارده الذهن,,,,اطل يوسف برأسه (مريومه ممكن ادخل ),,,,وقفت مريم بخفه (طبعا يا يوسف اتفضل ),,,,وضع ملك على فراشها وهى نائمه كالملائكه (مريومه من فضلك خلى بالك من ملك فى غيابى انا خارج اقابل اصحابى شويه ),,,قبلتها مريم على وجنتها المشتعله بالاحمرار والسخونه (متقلقش حبيبى فى عيونى وبليزز يوسف ماتزعلش من اللى حصل انت عارف ماما كويس ),,,,هز رأسه يبتسم بمراره (المشكله انى عارفها يا مريم المهم نتكلم بعدين عشان اتأخرت على كريم واك)....وقبل ان يكمل كلامه نطقت مريم بإهتمام (كررريم ),,,,هز يوسف رأسه بعدم فهم (ايوه كريم صاحبى وكمان اكرم ),,,شردت مريم قليلا ليصفق يوسف امام وجهها (مريم ايه مالك يابنتى ),,,,(لاه لاه مفيش حاجه يلا روحى وملوكه هتنام جنبى النهارده ) قبلها يوسف من جبينها بحب (حبيبتى يا مريومه... يالا سلام ),,,,,,,,,,,,
وقف فهد يرتدى ملابسه امام عيون رانيا الهائمه (انت هتمشى دلوقتى يا حياتى ),,,اقترب منها فهد يقبل شفتيها بعمق (انا اتأخرت عن الاجتماع وانتى شايفه بنفسك شروق اتصلت بيا كتير ),,,,ابعدت وجهها عنه بغضب (شروق شروق هو ده وقته، فهد خليك معايا شويه يا حبيبي ),,,,عانقته من رقبته تجذبه الى جسدها العارى (فهد احنا مش بنتقابل كتير زى زمان خلينا مع بعض شويه ),,,فك ذراعيها من حول رقبته ليقف امامها (رانيا اعقلى شويه مش عايزين حد ياخد باله يا روحى خلينا ناخد بالنا شويه وانتى كمان يلا قومى البسى هدومك وانزلى بعدى ),,,,اومات برأسها ايجابا لتقول بهدوء (فهد انت مش ملاحظ انك بعيد عن فارس حاول تتقرب منه شويه ),,,هز رأسه برفض (مفيش فايده فى دماغك يارانيا انا قريب من فارس وبحبه ماتنسيش انه... )وقبل ان يكمل انتفضت من مكانها (اسمع يا فهد قريب لازم نخلص من الموضوع ده ونبقى مع بعض عشان انا تعبت من الوضع ده ),,,,ضمها لصدره يربت على ظهرها (هانت حبيبتى بس نخلص من موضوع شمس ويتحكم فى القضيه وساعتها كل حاجه ملك شروق هتكون ملكى ونقدر انا و انتى نبقى مع بعض ومعانا فارس ونسافر اى بلد بعيد عنهم اطمنى بس عشان خاطرى بلاش جنان ),,,,,شددت يدها حول خصره تنظر فى عيونه بتحذير (اوعى تفكر تخونى او تضحك على عقلى يا فهد والا ساعتها جنانى هيظهر بجد انت عارفنى كويس ),,,,,تشبث بها اكثر يقبل عنقها (اطمنى يا حياتى انا كلى ملكك ).......
بعد سلامات حاره وعناق بين يوسف وصديق عمره اكرم وحضور كريم وخفه ظله قضى يوسف سهرته مع اصدقاء عمره ولكن عقله وتفكير كان متعلق بشمس وماذا يحدث معها الى ان قطع شروده اكرم وهو يسأل يوسف بنوع من الخجل (يوسف عايزه اعرف حاجه وارجوك جاوبنى بصراحه ),,,,نظر يوسف لكريم ثم وجه نظره مره اخرى لاكرم المتوتر وابتسم (انسى يا اكرم انسى، الكلام ده من زمان، ناريمان اختارتك انت وانت حبيتها وانا زى ما انت شايف الحمد لله عشت حياتى واتجوزت وربنا رزقنى بملك حياتى، يعني ماوقفتش على علاقه مراهقه كانت فاشله من البدايه ),,,......
ضحك كريم بسخريه على اكرم (انا قولتلك ايه ياابنى انسى الكلام الفارغ ده وبعدين بصراحه من اللى سمعته من يوسف ولما قابلت مراتك مره اقولك الحق انا وانت وقعنا و محدش سما علينا، مراتك دي وخطبيتى محدش يقدر يستحملهم ),,,,,ضحك اكرم ويوسف ليقول اكرم بحزن (على الاقل انت لسه خاطب على البر انا اعمل ايه مع مدام ناريمان اللى عايزه تتطلق ومش طايقه تكمل معايا برغم انى بجد بحبها ),,,,,,ربت يوسف على اكتافه (ماتقلقش انا هتكلم معاها لان ناريمان هتخسرك بجد لو فضلت علي عنادها انت انسان طيب وناجح يا اكرم و تستاهل كل خير..... صحيح قولى ايه علاقتك بخالى ونادر ),,,,انكمشت ملامح اكرم بغضب واضح (الدكتور ادهم شايفنى دايما الانسان اللى مايستحقش بنت الحسب والنسب وطبعا فريده هانم ),,,هز يوسف راسه بإستهجان ثم اكمل اكرم بمراره (والمدام شاده ظهرها بخالك وكل ماتتكلم تقولى انا حفيده العزيزى باشا )...رد كريم بسخريته المعتاده (يااااه ديه عايشه الدور هو لسه فى بشوات اسف يا جو ),,,,لوح يوسف بيده (اسف على ايه يابنى للاسف ماما وخالى وباقى العيله كلها عايشين الدور ده ),,,,تنهد اكرم (اما نادر ده مش بيفكر غير فى نفسه وبس انسان مريض بالفلوس والجاه والسلطه مش عارف بجد مريم هتتجوزه ازاى هو شىء وهى شىء تانى مريم انسانه مهذبه ورقيقه ),,,,انتبه كريم لاسم مريم ثم اعتدل فى جلسته يسال اكرم بترقب (مين مريم ),,,,,رد يوسف بعفوية (اختى يا كريم,,,,مخطوبه لنادر ده وقريبا هيتجوزوا),,,,,ارتسمت ملامح القلق على وجه كريم وهو يتذكر تلك الجميله صاحبة العيون الفيروزيه ثم همس فى نفسه ( يظهر كل مريم مهذبين وحلوين ),,,,,انتبه يوسف لكريم ليساله (مالك يا كريم سرحت فى ايه),,,,تنحنح كريم (لا لا معاكم مروحتش فى حته),,,,ليقطع حديثه رنين هاتفه ليزفر انفاسه بضيق (يوووو ابتد وجع الدماغ بقاا، عن اذنكم هرد على خطبيتى المصونه ),,,,,ارتشف يوسف من فنجان قوته وهو يناظر اكرم وساله بحذر ( خلال الفترة اللى قضيتها فى الفيلا معرفتش حاجه عن خالى اونادر ),,,,استغرب اكرم سؤال يوسف ليرد عليه بسؤال اكثر منه جواب (انت تقصد ايه انت شاكك فى حاجه؟ ),,,,هز يوسف رأسه نفيا (لا لا ابدا بسأل بس ),,,,ابتسم اكرم لصديقه الذى يحفظه عن ظهر قلب ورفع حاجبه بمكر (انا بقا شاكك يا يوسف وعلى حد علمى دكتور ادهم ونادر شركاء فى شركه ادويه ),,,,انتفض يوسف واقترب من اكرم (عرفت ازاى ),,,,ضحك اكرم (انت ناسى انى دكتور وليا اصدقاء كتير دكاتره والكلام كتير يا يوسف اسمحلى اقولك دكتور ادهم العزيزى وابنه فى كلام عليهم كتير).....اقترب منهم كريم بوجه متهجم غاضب (يلعن الخطوبه ع الجواز فى يوم واحد ),,,, ليسأله اكرم (فى ايه مالك ده انا قولت انك بتحب فيها )....اغمض كريم عيونه وهو يلهث بإنفعال واضح و هو يجيب (ديه انسانه مستفزه جدا بتحاسبنى انى سهران وقال ايه ليه مش بسهر معها كده,,,اسهر معاها للساعه واحده فى الديسكوهات ).....نظر يوسف لساعته (يااااه الساعه واحده انا اتأخرت جدا انا هقوم بقا ),,,,,قال كريم بحده (وانا فكرتك اقعد يا ابنى انت خايف تتأخر على مين ده انت فى نعمه ),,,,,غمز له يوسف وهو يقف (على ملوكه وديه بقا حبيبتى ماينفعش اتاخر عليها ابدا يلا سلام يا صايع منك له اشوفكم كمان كام يوم أن شاء الله ),,,, ثم نظر لاكرم (وانت اكرم لازم نتكلم مع بعض فى موضوع خالى ونادر ),,,,,
فى المصحه بعد ان تناولت شمس اقراص الدواء الخاطئه واصيبت بنوبه من التشنج والهيجان العصبى، ضعف جسدها من حاله التشنج والصراخ فوقعت على بلاط الغرفه لاتشعر بشئ جسدها ينتفض و هي تأن بصوت خافت، لتخرج امال من غرفتها بوجه حاقد مبتسم بغل (اروح ارتاح انا وأبقى ارجعلك الصبح ),,,,,,قاد يوسف سيارته فى طريقه الى المنزل بعقل مشتت وقلب ينبض بالخوف والقلق على شمس يتذكرها دائما، ملامحها الرقيقه ووجهها الطفولى لا يفارق خياله عينيها بلون العسل تقتحم مخيلته وعقله....خطرت بباله فكره فجأه ليتوقف بسيارته قليلا ثم غير مسار سيارته الى طريق المصحه..........
دخل من البوابه الخلفيه للمصحه دون ان يشعر به احد من الامن بعد ان صف سيارته خارج البوابه ليدخل بهدوء من الباب الخلفى المطل على غرفه الصدمات الكهربائية حتى يراقب آمال ويتفقد حاله شمس ,,,,سار بخطوات هادئه دون ان يصدر صوت بالممر ولحسن الحظ غرفه الصدمات لا يفصلها عن غرفه شمس إلا ممر صغير دخل الغرفه بهدوء ليتفاجئ بها نائمه بجسدها الضعيف على الارض كان جسدها بارد كقطعه الثلج يتلون بالازرق ووجهها شاحب يفقد رونقه وجماله .... شهق وهو يقترب منها يركع بجانبها يتفقد نبضها الضعيف ضرب على وجهها برفق (شمس شمس } كز على أسنانه بغل ينظر حوله ثم حملها بين يده يضعها فوق الفراش وهو يشعر بغصه تحتل كيانه وقلبه ضرب على الحائط بغضب بجسد متشنج (امال الحقيره حسابك معايا),,,,رفع رأسها بين يده يمرر اصابعه فوق وجناتها البارده وعينيه تمشط كل انش من وجهها بقلق واضح همس بنفس حار (شمس فوقى يا شمس) ناظرها بحزن ثم همس بنبره اصرار ( هتبقى كويسة دا وعد مني),,,,
مازالت لا تشعر بشى فاقده الوعى بين يده وضع رأسها برفق فوق الوساده وهو يملس على شعرها الناعم بحنان,,,,,خرج من الغرفه يلهث من الغضب و عيناه تتقدان شررا تفقد غرفه الممرضات وغرفة الادويه يبحث عن امال ليتفاجئ بها نائمه فوق الاريكه بمكتب ادهم لاتشعر بشىء اقترب بانفعال ليصرخ بها,,,,ولكن شىء بداخله جعله يتوقف فجأه ويفكر قبض على راحه يده بقوة مانع نفسه من تهور ود لو انه يوقظ هذه الحقيره من نومها ويصفعها ولكنه تماسك وافكار كثيره تغزو رأسه نظر لها بإشمئزاز يتوعد لها بحساب عسير ....فتح باب المكتب بهدوء ليلمح بعض الممرضات فى الممر اغلق باب المكتب مره اخرى ووقف خلفه حتى لايراه احد منهم خرج بهدوء من غرفه المكتب ينظر حوله ثم دخل غرفه شمس النائمه لا تشعر بشىء وحملها بين يده يهمس امام وجهها (لازم اعمل كده صدقينى ده فى مصلحتك ),,,,,,حملها بين يده وخرج بها من نفس المكان الذى دخل منه يلتفت حوله بحذر حتى خرج من باب المصحه الخلفى فتح باب سيارته الخلفى ووضعها بهدوء وهو مازال يلتفت حوله أخذ نفس عميق وركب سيارته دون أن يراه أحد من العاملين بالمصحه وكأن القدر والظروف تحالفت معه فى فكرته لينقذ هذه البائسه من بين انياب الحاقدين عليها ,,,,,,,,,,
نظر يوسف لشمس النائمه على المقعد الخلفى فى سيارته يفكر إلى آين سياخذها يجب أن يكون مكان آمن لا يستطيع أحد الوصول آليه.....وفجاه اتجه تفكيره إلى شخص واحد وهو كريم هو من يستطيع مساعدته فى هذا الموقف الصعب .....وقف كريم بالنافذه يدخن سيجارته وينفس دخانها الأبيض فى الآفاق البعيده ووجه مريم امام عينيه لا يفارقه ..عينيها الفيروزيه الواسعه سحرته وجعلت منه أسير وعبدا لها فكر بعمق هل يتصل بها ويستمع لصوتها الشجى ثم يغلق الهاتف كالمراهقين ارتسمت على شفتيه ابتسامه سيصبح فى سن الثلاثين و ها هو يفكر كمراهق يتصل بالفتيات ويغلق الهاتف ضحك على نفسه وتفكيره، دار بالغرفه يفكر بها لقد سيطرت على مخيلته وعقله سأل نفسه بإستغراب {يا ترى هو ده الحب من أول نظره؟ انت اتجننت رسمى يا كيمو} ليقطع تفكيره رنين هاتفه زمجر بغضب {مش وقتك خالص يا يارا اوووف }....حمل هاتفه ليتفاجئ بيوسف هو من يتصل...........
لم ينم كان يدور ويلف حول نفسه بغضب وعيون مشتعله ويده تتحسس خده .....استيقظ عدنان من نومه يفرك عيونه ليجد مراد ثائرا فقال متأففا {يووه فى ايه يا مراد نام بقا الصبح عندنا بروفه اطفي النور عايز انام بقاا) لكن مراد لم يجبه و هو يدور في دوامه عاصفه غضبه فاستطرد ( مالك يا مراد ما خلاث أنساها يا ابني ديه بنت عاديهمش مستاهله كل دا }....رمق مراد عدنان بحده و قال من بين اسنانه {أنساها... والله ما هسيبها ديه بقت تحدى ولازم اكسبه ولازم اردلها القلم قلمين }....وقف عدنان مستغرب من حده مراد وعصبيته {ايه يا مراد هتضرب بنت وبعدين البنت من الواضح انها جد جدا ومش بتاعة علاقات عابرة }.....زفر انفاسه بحنق {عدنان نام وبلاش فلسفه وبعدين انا كمان جد مين قالك انى كنت عايز اتسلى}....نهض عدنان من فراشه ثم تناول من الثلاجة الصغيره التي بالغرفه زجاجة عصير وفتحها يشرب منها وهو يناظر مراد بسخريه {أفهم من كده انك حبيتها فى يوم وليله }...رجفه غريبه انتابته جعلته يسرح وهو يفكر، انه لا يعلم ماهو سر هذا الإنجذاب اليها؟ حب؟!!! لا اكيد ليس حبا {حب ايه يابنى انا مش بتاع حب ولا نيله بس مفيش بنت اتحدتنى وعملت فيا كده غير المغروره ديه ومتقوليش بنت بلدى وكلام الوطنية دا عشان زينب بنت بلدى انا كمان ومش هسمح انك تتسلى بيها }....وقف عدنان يناظر مراد بحده وغضب {اسمع يا مراد انت عارف كويس انى بحب زينب وبتمناها، و عمري ما فكرت اتسلى بيها )ادار عدنان وجهه للجهة الأخرى غاضبا من كلمات مراد الجارحه......فربت مراد بحنان اخوى على كتف صديقه {ايه يا ابنى ما تقفشش، انا بهزر انا عارف كويس انت بتحبها ازاى بس ايه الفايده يا عدنان انت عارف هى بتحب واحد تانى }....رد عدنان بحده {بس هو سافل واطى مش بيحبها وانت عارف ومتاكد....لازم تعرف منك يا مراد أرجوك مش هتحمل آخسرها انا بحبها بجد بحبها جدا}....خرج عدنان من الغرفه وترك مراد يفكر بعمق، عدنان يعرف جيدا ان زينب تحب شخصا آخر بل تعشقه ولكنه دائما متمسك بامل أنها ستكون ملكه وله بالنهاية....فماذا عنه ماذا يريد من تلك الحسناء المغروره التى خطفت عقله.....تنهد مراد يبتسم وهو يقرر بأنه لن يستسلم ابدا وسيحقق انتقامه منها بطريقته................
نزل كريم من منزله مسرعا يغلق ازار قميصه وهو على عجله من أمره واتجه ناحيه سياره يوسف السوداء المصفوفه فى الجهه الأخرى لمنزله فتح يوسف زجاج سيارته ليدخل كريم برأسه داخل السيارة { فى ايه يا يوسف قلقتنى يا اخي}وقبل أن يكمل باقى كلماته نظر للمقعد الخلفى للسياره يفتح فمه ببلاهه لينظر ليوسف متفاجئ {مين ديه يا يوسف }...زفر يوسف أنفاسه يعبث بشعره المشعت {اركب الأول يا سيادة وكيل النيابة وبلاش تحقيق فى الشارع وانت هتعرف كل حاجه }......دخل كريم السياره ومازال ينظر لشمس النائمه تتململ وشعرها الناعم الطويل يغطى وجهها {ايه الحكايه يا يوسف ومين البنت ديه وبعدين انت مش قولت هتروح البيت وقومت انا مش فاهم }....{كريم هتعرف كل حاجه بس الأول قولى الفيلا بتاعتك اللى فى التجمع جاهزه }...اومأ كريم برأسه {ايوه جاهزه ومفروشه كمان }....ابتسم يوسف يتنفس بعمق {طيب تمام تعالى سوق انت عشان مش هقدر أسوق لحد التجمع وفى السكه هقولك كل حاجه }....
أثناء قياده كريم لسيارة يوسف قص عليه كريم كل مايعرفه عن شمس ومشكلتها واتفاق خاله القذر مع اخوات شمس للقضاء عليها.....انصدم كريم مما سمعه من يوسف عن شمس وتأثر بشده على تلك المسكينه وصلت السياره أمام باب الفيلا لينزل منها يوسف مسرعا يحملها بين ذراعيه كطفله صغيره وأمامه كريم
صعد بها يوسف الدرج ووضعها برفق فوق الفراش....راقب كريم يوسف بقلق قائلا {يوسف انت كده هتورط نفسك انت دكتور وعارف هى تحت ولايه أخوها لانها فى نظر القانون فاقده الاهليه يعنى ممكن لو حد عرف مكانها يتهموك بخطفها }....هز يوسف رأسه بايماء وهو يجلس بجانبها بتفقد نبضها {عارف يا كريم بس مفيش حل قدامى غير كده دكتور أدهم مسيطر عليها وانا مش فى أيدى دليل هو ده الحل اللى وصلتله) لينظر لها بإرتياح....(الحمد لله نبضها انتظم شويه}.....ناظر كريم يوسف بطرف عينه {انت بتعمل كل ده ليه يا يوسف تعرض نفسك ومستقبلك للخطر ليه}.....ارتجف يوسف ووقف أمام كريم {ضميرى المهنى اليمين اللى حلفته الانسانيه كريم ديه بنت محطمه مفيش حد بيساعدها الكل تخلى عنها }....لمعت عيون كريم يناظر توتر يوسف الواضح من سؤاله ليقترب منه {وليه متقولش القلب هو السبب }ازاح يوسف يد كريم يمط شفتيه { قلب ايه بس انا بساعدها بس}....هز كريم رأسه يبتسم بمكر }امممم ممكن }.....هنا تململت شمس ع الفراش تفتح عيونها وترمش بأهدابها الطويله والصور مشوشه أمامها حتى توضحت الصوره أمام عيونها لتجلس بخوف جسدها يرتجف بشده تكور جسدها حول نفسها خائفه مرتجفه....نظر لها كريم بقلق أما يوسف اقترب منها يضم كفها الصغير بين يده {شمس شششش متخافيش انتى بأمان انتى هنا معايا }.....لم تهتم بكلمات يوسف كل نظراتها موجه ناحيه كريم تهمهم بكلمات غير واضحه ودموعها تنساب على وجناتها {اااانا انااااا }....استمع له يوسف قائلا {انتى ايه متخافيش انتى بخير انا هنا }...صرخت برعب ترتجف وتلقى بجسدها الهزيل بين ذراعيه تضمه بشده وتدفن وجهها الصغير بين حنايا رقبته تتشبث بملابسه كطفله صغير تحتمى بوالدها....تخبط قلبه بين ضلوعه وهو يضمها لصدره أكثر يربت على ظهرها بحنان يشم عبق جسدها وملمسه الناعم رقيقه وجميله ناعمه احتلته وسكنت بقلبه وعقله ظلت تعانقه دموعها تجرى فى منحنيات رقبته تتسلل لجسده وقلبه...راقب كريم الأمر بعيون متسعه أيقن بان شمس تخاف منه وتعتبره عدو يريد الاقتراب منها خرج من الغرفه بهدوء.....دون أن يشعر به يوسف....يده تحركت بخفه فوق خصلات شعرها الناعم بشكل هادئ يبعث الهدوء والأمان رفعت عينيها العسليه البريئه تنظر لعينيه الهادئة {ي يو سف }برغم من نطقها لاسمه بتردد وخوف إلا أنه استمتع بجمال اسمه من بين شفتيها الناعمه الكرزيه أحاط وجهها بين يده {ايوه شمس انا يوسف وده كريم متخافيش منه}نظر ناحيه كريم ليتفاجئ انه ليس موجود خرج من الغرفه دون ان بشعر وضع راسها فوق الوساده ويدها تعانق يده يراقب عيونها {شمس انتى بأمان هنا مش هسمح لاى حد يقرب منك هحميكى وهتكملى علاجك بامان انتى هنا معايا فى أمان انا جنبك شمس مش هسيبك ابدا ابدا }....همست بضعف {انا خايفه }.....اقترب منها وهى مازالت ممسكه يده بقوه تستمد منه القوه والأمان {انا جنبك ماتخافيش ابدا هحميكى من أى حد بس ارجوكى ساعدينى }.....هزت رأسها والدموع تتدفق من عينيها كشلال ماء { مااما دريه.....بابا }.....سالها يوسف بتراقب {مامتك اسمها دريه }هزت رأسها بالنفى.....سالها مره اخرى بهدوء اكثر {اسم مامتك ايه }....اغمضت عينيها بشده وهى تقبض على يده بقوه حتى شعر باظافرها تنبش جلده لتجلس فجاه تصرخ {فههههد لا لا أبعد عنى انتتتت زيه}...حضنت جسدها بيدها تبعد عن يوسف بعيون خائفه وقف يوسف يخرج من حقبيته بعض الحبوب {أهدى أهدى انا بعيد بس خدى الادويه ديه عشان تكونى بخير وترجعى لباباكى ومامتك}....صرخت به بقوه {ماتتتت ماتتتتتتت }.....وضع الحبوب بفمها المغلق بقوه حبوب مهدئه تساعدها ع الاسترخاء والهدوء وحبوب أخرى لتنشيط الذاكرة لتتذكر ويعرف منها كل شىء }استسلمت للنوم مره اخرى بعد أن فطرت قلبه ببكائها..........
نام يوسف فوق الاريكه اقترب منه كريم ببطء يهمس {يوسف...جو يلا اصحى }....استيقظ يوسف متفاجئ يردد {شمس }....مسد رقبته يناظر كريم الواقف امامه يحمل فنجان قهوه وبعض الشطائر {شمس بخير ولسه نايمه يلا قوم افطر}....فرك يوسف عينيه {هى الساعه كام يظهر انى نمت كتير }.....هز كريم رأسه نفيا {لا ولا نمت كتير ولا حاجه انت ناسى أننا وصلنا هنا الفجر بس الساعة 6ونص واكيد انت لازم تروح المصحه }....ارتشف يوسف من فنجان القهوة وهو يقف أمام كريم {فعلا لازم اروح المصحه بدرى عشان اعرف هيحصل ايه كويس انك صحتنى كيمو مش عارف اقولك ايه تعبتك معايا وانت كمان لازم تروح شغلك }....رفع كريم حاجبيه بإبتسامه {النهارده السبت والنيابة اجازه وبعدين خد بالك انا لو روحت النيابه مش فى صالحك ابدا}التفت له يوسف {ازاى يعنى مش فى صالحى }.....ضحك كريم بقوه {عشان هعملك استدعاء يادكتور واحقق معاك فى خطف شمس }....ضحك يوسف قائلا {مش عارف من غيرك كنت عملت ايه بجد انا هطلع اطمن على شمس }....اومأ كريم برأسه {اطمن لسه نايمه انا اطمنت عليها شوف انت هتعمل ايه }.....شرد يوسف قليلا يضرب جبهته بخفه{اوووه ملك نسيتها لو صحيت ومالقتنيش هتعيط لازم أكلم مريم }....ارتبكت ملامح كريم ينظر ليوسف وهو يحمل هاتفه {صباح الخير مريم اسف حبيبتى قلقتك }......جلست مريم فوق الفراش تفرك عينيها{صباح النور يوسف انت فين قلقت عليك انت بايت بره }....رد يوسف {ايوه يا مريم فى ظروف خلتنى ابات بره البيت طمنينى على ملك }
نظرت مريم لملك النائمه بجانبها تملس على شعرها بحنان {اطمن حبيبى فى سابع نومه متقلقش }زفر يوسف أنفاسه بإرتياح {الحمد لله مريم ممكن اطلب منك طلب انا محتاج بدله و وكمان فستان من عندك و.....}....تفاجئت مريم من طلب يوسف تهمس {فستان لمين يا جو انت بخير }.....خجل يوسف من تفكير مريم ليقول بصوت خجول {اطمنى يا مريم انا بخير انا بس محتاجك معايا و هتفهمى كل حاجه اما تيجى }....بدت لمحه من الارتباك على وجه كريم وهو يسمع حديث يوسف جعلته يفكر بمريم خاصته....ادركت مريم انه امر جدي فردت بحزم {اوك يوسف فهمتك هكون عندك بسرعه متقلقش }.........
على طاوله الطعام جلس أدهم بمقدمة الطاوله يقرأ الجرائد اليوميه كعادته لتنضم له ناريمان بملابسها الرياضية ونادر{صباح الخير دادى }...ابتسم أدهم بوجه ابنته المدلله {صباح النور حبييتى....نادر على فين بدرى كده}....{النهارده معاد الشحنه يادكتور ولازم أكون فى الجمارك انتى ناسى }....اومأ أدهم برأسه {ايوه فعلا كنت ناسى }....ابتسم نادر يرتشف من فنجان الشاى أمام {على فكره طنط فريده كلمتنى وقالت دكتور سيف على وصول الاسبوع الجاى عشان يتم الجواز }.....لوت ناريمان شفتيها باستهجان {أخيرا مريم هانم وافقت على معاد الفرح }.....زمجر نادر ناريمان بغضب {ناريمان بلاش تبدتدي في تريقتك }.....نظر أدهم نحو ناريمان بطرف عين قائلا {ناريمان مش عايز مشاكل وخليكى فى نفسك وفى مشكلتك }....هنا حضرت الخادمه تحمل هاتف أدهم {اتفضل يا دكتور تليفونك }.....نظر أدهم للمتصل ليظهر اسم آمال{ ايوه آمال فى حاجه }.....وفجأه وقف أدهم يصرخ بغضب {بتقولى ايه هربت وانتى كنتى فين يا هانم انا هوديكى فى ستين داهيه هربت ازاى ديه.... يادى المصيبة انا جاى حالا وحسابك هيكون معايا }....وقف نادر وناريمان يناظران لأدهم الغاضب وهو يركض بسرعه...هتف نادر {خير يا بابا فى حاجه}
التفت أدهم بغضب وملامح مرتبكه {فى مصيبه مصيبه كبيره }........
هبطت فريده من على الدرج بأناقتها المعهودة تهتف {وداد واداد}.....وقفت وداد أمامها بوجه مبتسم {صباح الخير يا هانم }.....جلست فريده فى مكانها المفضل بالتراس على طاوله الإفطار التى تطل على المسبح الكبير {حضرى الفطار عشان عندى اجتماع فى الجمعيه وقولى لمريم ويوسف }.....همست وداد بتحفظ {مريم خرجت من نص ساعه معاها ملك }...استغربت فريده لتنظر فى ساعتها الذهبيه {خرجت على فين بدرى كده مع ملك، ماقلتش رايحه فين وبعدين خرجت من غير ماتقولى }....تنحنت وداد قبل أن ترد على فريده بهدوء {يظهر رايحين النادى واكيد ماحبتش تقلق حضرتك }....اومأت برأسها وهى تبدأ فى تناول إفطارها {طيب قولى ليوسف الفطار جاهز }....قالت وداد بتلعثم {ودكتور يوسف خرج هو كمان من بدرى}.....وضعت فريده فنجان النسكافيه بغضب على الطاولة تهز رأسها بغضب {خرج على فين هو كمان هو مش عايز يتكلم معايا بيعاقبنى ولا ايه؟ والله انا عايشه فى مهزله }.....هزت وداد رأسها بالنفى {لا طبعا يا هانم ماتقوليش كده بس اكيد عنده شغل مهم دكتور يوسف ربنا يحميه بيحبك ويحترمك }....وقفت فريده تحمل حقيبتها بعصبيه { يظهر انى فشلت فى تربيه ولادى انا رايحه الجمعيه لو حد سأل عنى عشان هقفل تليفونى فى الاجتماع }.....ذهبت مسرعة من أمام وداد وهى تهتف {طب كملى فطارك يا هانم }.....لوحت بيدها {مش عايزه افطر ولادى سدوا نفسى}........هزت وداد رأسها وهى تقول {لا حول ولاقوة إلا بالله }.....
ازاح ستائر الغرفه وفتح النافذه لتدخل أشعة الشمس الذهبيه غرفه شمس تنير الغرفه بأكلمها لتبدأ بفتح عيونها ببطء واشعه الشمس تداعب عيونها وتعكس اشعتها على شعرها الكستنائى ووجها الصبوح جلست ببطء تراقب يوسف الواقف امامها بإبتسامته الساحره
يقول بصوت هادئ {صباح الخير }......فتحت عينيها تتأمل المكان بدهشه قبل أن يعود إدراكها وتتذكر قليلا من ليله أمس لأول مره تشعر بالراحة والأمل وهى ترى النور والهواء النقى يخترق جسدها الضعيف....وترى وجه آخر أكثر وسامه ورقه من الوجوه التى تستيقظ عليها صباحا.....فاجأته بإبتسامتها الرقيقه تهز رأسها دون ان تتكلم.....شعر يوسف بالراحة والسعاده أنها تبتسم لقد رأى ابتسامتها الساحره المنيرة أخيرا تزين شفتيها....اقترب منها بهدوء لترجع للخلف بقلق وظلت غارقة فى صمتها حتى جلس بجانبها والابتسامة الحنونه لا تفارق شفتيه {عامله ايه النهارده انتى طبعا عارفانى}....اومأت رأسها بهدوء وعيناها تدوران فى وجهه المريح الذى يشعرها أنها فى أمان.....ابتسم أكثر قليلا بحنانه المعهود { انتي فاكرة اسمي؟ }.....هربت بعينيها من عينيه والحمره القانيه تغزو وجنتاها...تهمس {يو سف}....ربت على رأسها برفق { شمس أن شاء الله هتكونى بخير انتى مش مريضه انتى انسانه طبيعيه جدا وانا مبسوط انك قادره تتجاوبى معايا بالشكل ده }....وقف يرتجف من داخله بعد أن القى عليها كلماته....كم تمنى فى هذه اللحظه أن يضمها لصدره ويقبل رأسها...اهتزت كلماته قليلا مغمغما برفق { انا حضرتلك الفطار عشان تاخدى ادويتك ولما ارجع لينا كلام كتير مع بعض }.....اتسعت عيناها بقلق ترمقه بنظرات مترقبه و جسدها يرتعش ليجلس أمامها يلمس يدها بهدوء {شمس انا مش هغيب عليكى ومش هسيبك لوحدك فى بنت جميله زيك كده هتيجى تقعد معاكى وماتخافيش منها اول ماتتكلم معاكى هتحبيها ومتاكد هى كمان هتحبك ديه اختى مريم ماتخافيش مش هسيبك }....ليشعر باناملها تتحرك برجفه بين يده تتشبت باصابعه أكثر وعيناها مازلت تهربان من لقاء عينيه.......
دخلت مريم من باب الفيلا بسيارتها وبجانبها ملك تحمل دميتها الصغيره التى اشتراها لها يوسف قبل يومان.....لتشعر بوخزات خفيفه تتخلل قلبها وقد استشعرت بشىء ما سيحدث ولكن لا تعلم ماهو تفقدت المكان من داخل سيارتها لتلمح سياره يوسف واقفه أمامها نزلت مريم من سيارتها مرتبكه ونزلت ملك أيضا التى هتفت تصفق {دادى كار }....ضحكت مريم تقبل ملك {امورتى الذكيه تعرف الكار بتاعت دادى }.....حملت حقيبه صغيره واتجهت إلى باب الفيلا ودقات قلبها تتعالى أكثر وضعت يدها على حلقه الباب تطرقه بهدوء.....فى الداخل انتبه كريم لطرقات الباب لينشف يده من سائل الأطباق وهو يرتدى مريله مطبخ صفراء برسمات توم وجيري ليتجه ناحيه الباب يفتحه وهو أيضا لايختلف عن مريم لقد تعالت دقات قلبه وشعور بالارتباك يحتله فتح الباب بهدوء يبتسم لتتعلق عينيه بعيناها فى عاطفة هادره....ارتعشت حدقتاها متفاجئه لتسقط الحقيبه من يدها وهى تراه واقف أمامها بإبتسامته الرائعه وعينيه الزيتونية الجذابة لتلتفت مره اخرى بسرعه ترمش بعينيها لسيارة يوسف حتى تتأكد أنها لاتحلم.....أما هو تسمر فى مكانه والابتسامة البلهاء تعلو وجهه و هو يهمس لنفسه {هى..... اه هى انت مش بتتخيل يا كيمو } طالعها من أطراف قدميها حتى منبت شعرها الذهبى....تجمد كل منهم والصمت يخيم حولهم وعيناهم لا تتزحزح عن بعضهما البعض....حتى قطعت الصمت الصغيره الواقفه بينهم ترفع رأسها وتناظر كل منهم دون أن تفهم شىء.....قائله بصوتها الصغير الناعم {مريومه مين ده}.....وهنا انتبه كل منهم على الصغيرة.......ليستجمع كريم قوته وهو يبحث عن صوته الضائع { مريم انتى اخت يوسف }....اومأت برأسها دون كلام بنعم....لتقفز ملك بفرحه {دادى }......
ركض يوسف على الدرج عند سماعه لصوت صغيرته {حبيبة دادى انا هنا }...وقف بجانب كريم المتسمر أمام باب المدخل....ركضت ملك تعانق يوسف وتقبله وهو ينحنى على ركبتيه يعانقها بشده يقبل وجنتاها{وحشتى دادى قد الدنيا }...وملك تردد خلفه {وحست قد الدنيا }.....حمل يوسف ملك ينظر لكل منهم {مالكم فى ايه وسع يابنى عشان مريم تدخل }...انتبه كريم ليوسف ليقول {اه اسف اتفضلى }.....كانت حمره الخجل تزين وجهها وعينيها تلمع من شده المفاجاه التى صنعها القدر مره اخرى دخلت مريم بهدوء تقبل يوسف {اتأخرت عليك }.....شعر يوسف بشىء غريب يحدث لاخته الغارقة فى خجلها وكريم الهادئ بغير عادته ليقول {انتم تعرفوا بعض ولا ايه }....رد كل منهم فى نفس واحد -{ ايوه نع}.....ليكمل كريم بدهشه { اه لا فى الحقيقه اه نعرف بعض صدفه }....تنحنحت مريم قائله بصعوبه { ايوه يا يوسف انا اعرف كريم أقصد أستاذ كريم }......ضحك يوسف وهو يلاحظ علامات الارتباك تظهر على أخته الجميله و ذهول صديقه { طيب ادخلى مريومه هبقى اعرف بعدين الصدفه اللى عرفتكم ببعض بس مش اكيد انا السبب }.....تنفس كريم مرتجف { لا مش انت السبب }....لتضحك ملك وهى تشاور على صدر كريم {دادى توم جيرى }..لينظر يوسف لصدره كريم ويضحك بشده {الله يكسفك ايه اللى انت لابسه ده }....انتبه كريم على حاله لينزع المريله من رقبته { لا كنت بس بعمل حاجات فى المطبخ عن اذنكم }...ركض كطفل صغير من أمامها وهى تبتسم وتتابع خطواته....ليهتف يوسف {مريم جبتى الحاجات اللى قولتلك عليها }....نظرت ليدها الفارغة وشهقت {اه اه جبتهم هما فين }ليلتفت يوسف ناحيه الباب{أهم بره استنى ادخلهم }......
دخل أدهم المصحه يصرخ بغضب على الجميع يطلب من موظف الاستقبال أن يجمع جميع العاملين......صرخ على آمال بوجه الغضب المحمر غاضبا وسعاد تقف بجانبها {انتى كنتى فين لما هربت هه أنطققي، انتى هتروحى فى ستين داهيه }....كانت آمال تبكى بحرقه وخوف وكل جسدها يرتجف {انا سبتها يا دكتور وروحت اعمل قهوه اشربها عشان اسهر جنبها ورجعت ملقتهاش هو ده اللى حصل }....ضرب على مكتبه بعنف يزفر انفاسه بضيق وعصبية {يعنى ايه الأرض انشقت وبلعتها انتى مهملة يا هانم ازاى وحده زيها تقدر تتحرك بعد كميه الادويه اللى بتاخدها}.....ليقترب من آمال يكز على أسنانه لتصدر صوت {ولا انتى من الأساس مش بتديها الدواء وساعديها تهرب اتكلمى حد دفعلك اكتر }....إنهارت آمال أكثر وهي تقسم {والله بتاخد كل الادويه ديه متقدريش تمشى خطوتين وبعدين هعمل كده ليه بس }....وقفت سعاد تفكر كيف استطعت شمس الهرب ومن ساعدها لتبتسم تضع يدها على فها وتفكيرها ذهب لشخص واحد فقط.....قالت آمال بتصنع الخوف والحزن {أهدا يا دكتور يمكن حد من أخواتها جه واخدها}...نظر لها أدهم وعيناه تخرج نارا {انتى اتجننتى حد من أخواتها ازاى.....صرخ ازااااااااى ديه هربت يا هوانم الست اللى اعتمدت عليها هربت منها بكل سهولة }....طرق باب مكتب ادهم لتدخل موظفة الاستقبال {دكتور جمعت لحضرتك كل المناوبين فى الفتره المسائية اتفضل}....تفحص أدهم آمال بغيظ وحقد {حسابك معايا عسير ده غير أخواتها انتى انتهتى يا آمال وهنروح كلنا فى داهيه بسببك }...خرج أدهم من مكتبه بغضب يصفع الباب خلفه....لتنهار آمال على الأرض تصرخ {والله مهربتها والله}....انا سعاد انسحبت بهدوء تجرى اتصالا مهم وهى سعيده وتشعر بانه الأمور تسير على مايرام...........
جلست مريم بجانب يوسف وهى مازلت مرتبكة من نظرات كريم التي تخترقها بشغف أثناء كلامه مع كلام التى كانت تتحدث معه بمرح وطفوليه لتقطع مريم نظرات كريم العاشقة تسأل يوسف بهمس {يوسف طمنى فى ايه }.......اغمض يوسف عينياه لحظات قبل أن يقص على مريم كل ما مر به الليله الماضية مع شمس وما تمر به بالمصحه من مؤامرة مدبرة ومساعده كريم له.......لتناظر مريم كريم الغارق مع ملك بمرحه بنظرات إعجاب دفينه لم ترمق بها نادر أو أى رجل من قبل...ليطلب يوسف من ملك أن تبقى مع كريم حتى يعود هو مريم {ملوكه حبيبتى ممكن تخليكى هنا مع عمو كريم شويه }.....ابتسمت الصغيره {دادى ماثى}....هز يوسف رأسه {لا قلبى انا هنا...كريم ثوانى خالى ملك معاك}.....هز رأسه يدغدغ ملك بحب {اوك متقلقيش }.....قالت مريم بهمس {هى خطر يا يوسف يعانى }.....هز يوسف رأسه نفيا {لا ابدا يا مريم بس مش عايزها تتفاجى بأشخاص كتير هى مش متعوده على كده }.......وقفت أمام النافذه تنظر للحديقة الفيلا المليئه بالازاهار المتفتحه واشعه الشمس تكسب الحديقة والغرفة دف ونور جديد يتخلل حياتها لأول مره منذ زمن وهى لا تستشعر الراحه والأمان إلا وهى هنا بجانب ذلك الغريب مازالت خائفه هزيله مريضه ولكن اليوم تشعر أنها أكثر أمانا من أى وقت مضى.....طرقات خفيفه على باب الغرفه أخرجتها من تاملوها جعلتها تنظر إلى باب الغرفه الذى طل منها يوسف برأسه وابتسامته الحنونه على شفتيه تشعر ها بالأمان.....لتنبه إلى الفتاه الجميله الواقفه خلفه تنظر لها بترقب جعلتها تنتفض خوفا وتتراجع بجسدها المرتعش للخلف وملامحها ترتسم عليها علامات القلق والخوف.....اقترب منها يوسف بخطواته الهادئة {شمس ديه البنت الحلوه اللى كلمتك عنها فاكره متخافيش ديه اختى مريم }...كورت يديها تتشبس بملابسها خائفة..أشار يوسف لمريم المراقبة لملامحها الجميله ووجهها الطفولى أنها كما قال يوسف ملاك برى يهاب الناس...ببتسامتها المشرقة اقتربت مريم منها تتحدث معها بكل حب وحنان { انا مريم ازيك يا شمس لا يوسف ديه أجمل وارق بكتير من اللى قولتله عليها}....تحدثت مريم بتلقائيه و حب مع شمس لتشعرها ببعض الراحه ولكن شمس مازلت خائفه تطالعها بعيون حزينه ممزوجه بالخوف....ابتسم يوسف وهو يمسك يدها المتكوره على ملابسها {تعالى يا شمس متخافيش انا هنا }...استسلمت للمسته الحنونه بدون اعتراض تقترب منه والإحساس بالأمان يسرى بعروقها ينتزع منها الخوف.....ليضع كفها الصغير بيد مريم {سلمى عليها ومتقلقيش كل اللى هنا معاكى بيحبوكى وبيخافو عليكى }.....التفت مريم ليوسف تستشعر بكلماته شعور غريب ناحيه هذه الجميله الصامته جلست شمس على طرف الفراش والشعور بالقلق ينسحب بهدوء من جسدها و يستقر مكانه الأمان والثقة....ربتت مريم على شعرها بحنان تبدي اعجابها بشعرها السلسبيل قائللة بمرح {واااااو شعرك ماشاء الله جميل وانتى أجمل }....رفعت رأسها المنحنى تنظر لمريم وشفتيها ترتجف ببطء.....بعد وقت ليس طويلا تعودت شمس على وجود مريم معها بالغرفه ويوسف يعرفها مواعيد ادويتها والدواء اللزم عند تعرضها لاى صدمات استمعت مريم ليوسف بحرص ومن بعيد شمس تراقبهم وقد اختفى شعورها بالخوف من مريم وبدأ يتلاشى {انا دلوقتى لازم اغير هدومى وامشى وانتى يريت تساعديها تاخد حمام دافى }..ابتسمت مريم بدفئ تهز رأسها (اكيد يا جو من عينيا)....قرص وجنتها بعيون لمعه {ما اتحرمش منك، مريومه انا فى الاوضه التانيه وقبل مامشى همر عليكم اه ملك هتفضل معاكى ولا اعديها ع البيت }..{لا لا خليها هنا معايا احسن }.....قالت مريم وهى تخرج بعض الأغراض من الحقيبه.....جلس يوسف امام شمس {شمس انا عندى شغل وهرجع بسرعه ومريم هنا معاكى مش هتسيبك وانا هرجعلك بسرعه أن شاء الله متخافيش يا شمس انتى هنا فى أمان }.....اغمضت عينيها للحظات وكانها تتعقل حديثه لتومأ برأسها موافقة وهى تشعر ببعض القلق من تغيبه.....ابتسم بحنان ضاغطا على يدها باحتواء ورفق لا تجده إلا معه يبثها شعورا بالطمئنينة و الامان.....
فى غرفه جلال وقف طارق ونغم أمام دكتور عزيز وهى يفحص جلال و هو يردف بسعاده {لا انت النهارده بقيت احسن بكتير يا جلال وحالتك بتتحسن اكتر واكتر }....ضم طارق زوجته لصدره مبتسم يردد {الحمد لله يا أونكل يعنى بابا ممكن يتكلم قريب ويتحرك}....هز عزيز رأسه قائلا { أن شاء الله قريب
بس حالته تستقر}

يتبع

شــــــــــــمس لا تغــــــــــــيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن