المقدمة

195 3 0
                                    

المقدمة

-عزيزُ قلبي.؟!
‏;يسوق الله لك أحـداً من أقصى الأرض، فيجمع بينكما من غير سابق معرفة ولا ميعاد.!

لا أعلمُ كم يومٍ مرَّ منذ لقائنا الأول، ولا أعلمُ كم عدد المراتِ التي نشبت بيننا فيها العوائق، لا أستطيع حتى أن أُحصيَ كم العثرات التي حالت بيني و بينك، أو عدد الليالي التي فُرِضَ علينا فيها الصمتُ و قلوبنا نواطق.!
لا أتذكر كم تخبطنا في جدرانِ الحياة أو كم مرةٍ صُفِعنا بأيديها القاسية، لكن أعتقد أن صدقَ مشاعرنا كانت لصدِّ كل ذلك كافية لذا أنا هنا الآن معك
رُبما لأنني اخترتُ أن أكونَ معك على أيةِ حال، أو لأنني اكتشفت أنني رُغم انعدام ثقتي في الناسِ أجمعين إلا أنني آمنتُ بك و بقلبِك مقامًا آمنًا لن يُضَيعني أبدًا، أو ربما لأنني اخترت ألا تكون رحلتي فرديةً إلى النهاية وأن أَتخذك الرفيق و الطريق و الوجهة الأولى، اخترت ألا أكونَ أنا والحياة على قلبي وأن أُنَوِّله ولو لمرةٍ واحدةٍ مرادَه وأمله، أو ربما لأنني لن أجدَ أحن من يديك لتمسح بهما على جروحِ روحي فتُشفى و تندملُ
لا أعلمُ بالتحديدِ سبب تَمَسكي بك منذ الوهلةِ الأولى، منذ اللحظة التي التقت فيها عيونُنا لأولِ مرة، ذلك اللقاء الذي خُلِّد بداخلي وَوُصِف بالأبديةِ من فرطِ حنانه وَرِقته، لا أعلم حقًا كيف للقاءٍ عابرٍ كهذا أن يكونَ له كل هذا التأثير المزلزل لنفسي، ولا أعلم كيف استطاعت نظرةٌ واحدةٌ منك حينها أن تمنحني كل هذا الأمانِ و الأُنسِ
لكن كل ما أعرفه أنَّ قلبي-ذلك المتعجرف تارة واللامبالي تارات كثيرة-يهفو إليك بشكلٍ غريب، شكل لم اعتاده منه أبدًا، وأنه إن سُأل يومًا; ماذا أردت؟؟
;كان اختصار الإجابة أنَّ مرادَه أنت.!
ومرادي أن نبقى معًا وأن يأتي يومٌ ننام فيه غير خائفين من الغدِ لأننا نعلمُ أننا سويًا سنتخطى أي أمر، أريدُ أن تكونَ أنت من تستطيع أن تنتشلني من كلِّ هذا الحزن و الخوف، أريد أن أشعرَ أنني بمأمنٍ دائمٍ وأنني أمتلك شخصًا لا أخافُ تَغيُّرَه أو تقلُّبَ وِدِّه، أود أن أهدأَ برفقتِك وأن يكونا ذراعاك هما وجهتي الأولى في حزني وتعبي فأكف عن أطمئنَ نفسي بنفسي وتتولى أنت ذلك الأمر، أود كثيرًا لو أستطيع أن أُطلِعُكَ على كلِّ مخاوفي وندوب روحي والجزء الخَفِيّ مني وأنا على يقينٍ أنك ستفهمني وستظل تراني كما أنا وسوف تظل تُحبني
أود أيضاً أن أتقاسمَ معك كل شيء حتى حزنك وتعبك، و أن أكونَ أنا وقلبي مصدرَ دفءٍ دائم لك، أريد أن أتقاسم معك الهموم وأن أُهَوِّن عليك مصاعب الرحلة، أريد أن أكون لك سكنًا وأن أنتزعَ من قلبك أنيابَ الدهرِ وإن كان المقابلُ أن تُغرزَ في قلبي أنا، قلبي لقلبِكَ فداء يا كل المُنَى وأخيرًا يا عزيزي
أقولُ لك كما قال محمود درويش: ‏يومًا ما سَوف نلتقِى
و لنحكِى، كيفَ سَارت بِنا السُّبل حَتى اللقَاء الآخرُ.!

#المحامية_الاستثنائية✨🔥

#ميرو💛💛

رواية المحاميـةٌ الإستثنائيـةٌ (مـا قبـُل الغـرامٌ) الجـزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن