part 8

5.4K 411 5
                                    

أرتدت ملابسها بعجلة تناظر باب حمامها والخوف يملئ جوفها، لا تعلم ماذا تفعل بالمصيبة التي حلت على رأسها، كيف ستتصرف كان هذا كل مايشغل تفكيرها، لتسمع صوت من الداخل يناديها:

"تيفاني إلى متى ستبقيني هنا، لقد ضجرت، أكاد أن أختنق"

ركضت نحو الباب وكلمته من خلفه بصوت خافت خشية من أن يسمع والدها:

"أيها الأحمق لا تصرخ، تكلم بهدوء"

جُرحت مَشَاعِرهِ من نبرة صوتها الحادة حين نعتته بالأحمق، وقال لها بصوته المليء بالخيبة:

"أسف لم اقصد أزعاجك، ولكن لو تكرمتي وأعطيتني بضع الألبسة كي أرتديها، وإلا سوف أخرج كما أنا"

"ماذا"...قالتها مندهشة لتهرع مُسرعة نحوَ خِزانتها والتقطت بضع الألبسة وَرمتها داخل الحمام بغضب، وجلست بعد ذلك على سريرها واحتوت رأسها بين كفيها تهدء من روعها قليلاً، أحست بوجود شخص ما أمامها، فتحت عينيها ورفعت رأسها لتراه يناظرها، فزعت منه وقفزت لداخل سريرها وعينيها تناظره نظرات قلق ممزوجة بخوف لتردف عاقدة جبينها:

" كيف خرجت بهذه السرعة، وكيف دخلت إلى الحمام منذ قليل والباب قد قفلته بيدي"

يناظرها بصمت ومد يده نحو صَدرهِ وأخرج قلادتها الياقوتية ليردف بكل هدوء:

"أسئلي قلادتك، فهي من فعلت ذلك"

عينيها اتسعت لرؤية قلادة والدتها بحوزته، فهي لم تدرك لهذه اللحظة أنها قد فقدتها، لتقول مندهشة:

"كيف حصلت على قلادة أمي"

أقترب منها ووضع يديه على السرير وأدنى منها قليلاً مردفاً ببسمته الماكرة تلك:

"لقد عثرت عليها بمنزلي، وهي الأن مُلكي أنا"...قالها وهو يلوح بالقلادة بيده أمام عينيها.

هجمت عليه لتخطفها من يده ولكن كان أسرع منها وتفادة هجمتها، أبتعد عنها وهو يسير بغرفتها معلناً عرضه عليها:

"إذ أردتي الحصول عليها يجب أن تدفعي ثمن ذلك، لا يوجد شيء بالمجان"

نهضت من سريرها واتجهت نحوه وهي تشمته بأقسى الكلمات:

"ايها العاهر اللعوب، تستفزني بغرفتي وتريد ثمن كي ترجع لي قلادة أمي بعد أن سرقتها من تظن نفسك"

وبدأت تضربه على صدره بكل ماأوتت من قوة.

يناظرها وعينيه تفيض حباً رغم أنها نعتته بالعاهر وتضربه بقسوة، ليوقفها ممسكاً كلتا يديها مردفاً بصوته الثخين:

"لما تعاملينني بقسوة، كل الذي أردته منك أن تحتوي قلبي الممزق الذي يتوق شوقاً لرؤيتك ومعانقتك وقضاء كل وقته معك"

أمراء الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن