الاول

1.4K 11 1
                                    

(تركض بكل ما أوتي لها من قوة، تلهث وكأنها تلتقط أنفاسها الأخيرة، تسمع صوت أقدامه خلفها، تتمنى الموت على أن تكون بين يديه مجدداً فيكفي عذاب قلبها كل هذا الوقت معه، خرجت من الباب الذي ولأول مرة تجده مفتوح منذ أن أصبح شخصا غير هذا الذي أحببته، لقد كانت تسمع صوت أقدامه وهو يركض خلفها.

الطريق أمامها والسيارات تسير بسرعة شديدة، وقفت للحظة قبل أن تلتفت لتنظر له، ابتسمت ابتسامة ساخرة ولأول مرة تشعر بالأنتصار أمامه، اخذت القرار لتتحرك أمام أعينه وتقف أمام إحدى السيارات التى تأتى بسرعة شديدة وهى تفتح يدها وكأنها تريد احتضان الموت).

فتحت أعينها على صوت يشبه عقارب الساعة، الرؤية غير واضحة أمامها الأن، تشعر بشيئا يخترق حلقها، حاولت أن تحرك يدها اليسرى لتجد صعوبة فى ذلك نظرة بأعين لا تستطيع أن تميز اين هى لتجد انابيب معلقة بيدها، فهمت الان أنها فى مستشفى على ما يبدو.
حركت يدها الأخرى لفمها لتفهم أنها لربما على جهاز تنفس صناعي.
أغمضت عيناها مجدداً اثر مخدر وضعه أحدهم فى المحلول المعلق فى وريدها.
كان وجه الطبيب يبدو عليه التأثر، يحاول أن يكبح جماح دموعه، ولكن أن منع دموع عيناه من النزول فكيف سيوقف نزيف قلبه.

أغمضت عيناها مجدداً لتذهب لعالم مختلفاً.
(أنتهى عيد ميلادها التاسع عشر فى بيت الجد لتركض قطتها هاربة فتركض هى الأخرى خلفها أمسكت بها أخيراً لتجلس بجانبها ارضا، فى حقيقة الأمر أنها تعشق تلك الأجواء وتنتظر قدومها لبيت الجد منذ أن عادت لمصر.

كان هناك من يشاهدها من بعيد، فلقد كان يجلس على ينبوع المياه يتأمل الغروب عندما سمع صوت احداهم تنطق بإسم ليلتف بكامل جسده ليرى فتاة لا يزيد عمرها عن التاسعة عشر عاماً، شعرها اسود اللون يتنافى مع خضرة عيناها ولون وجهها أبيض كالشمس وجنتيها حمراء تتماشى مع كرزية شفتيها لقد عرفها للتو أنها ابنة عمه الذي يأتي فقط في المناسبات لزيارة القريه ولكنهم لم ياتوا منذ أكثر من خمسة عشرة عاما على ما يتذكر اخر مرة رأى تلك البيضاء كانت وهى صغيرة قبل سفرهم لأستراليا.

يعلم جيدا أنها لن تتعرف عليه أن رأته لذا قرر أن يكون مشاكسا ولكنه أرتدي قناع الجدية وذهب لها.

سمعت صوتاً خلفها يتسأل بنبرة صوت وكأنه يحقق مع احداهم.
فهد: انتي منين انا اول مره اشوفك هنا .

لم تجيب عليه فى بادئ الأمر ولكنها وقفت وهمت أن تغادر، فهى لا تعلم لما انقبض قلبها لرؤية هذا الشخص العابس لا تري من وجهه سوا عيناه السوداء الحادة أوقفها صوته الذي أخرجه بجدية تتنافي تماما مع العبث بداخله الان.
فهد: استني عندك هو انا مش بكلمك.
ريم: انت تتكلم وانا مش هرد اعتقد انا حره.
كادت أن تنصرف ليقطع طريقها ويقول بجدية اخافتها بعد الشئ
فهد: واضح اوي أن المكان اللى انتي جايه منه ماتعلمتيش فيه تردي ازاى على حد ممكن يكون أكبر منك
فهد: هو انت في رايك الكبر كبر سن بس ولا ايه
كاد أن يرد عليها لتسمع صوت أحدهم يقول من بعيد
شخص أيضا لا تظهر ملامحه: فهد اهدى
نظرت للمتكلم لتفتح عيناها على مصراعيها من هول المفاجأة ومن ثم ترجع للخلف وتمسك بقطتها وتركض.

الصدمةWhere stories live. Discover now