انقبض قلبها بشدة ولا تعلم لما شعرت أن هذا الاسم غير محبب لاذنها و من ثم عبست بوجهها ليلاحظ هو بالطبع ليقول لها موضحاً:
- دا بيتي ومعني كدا أنه بيتك وانا تقريبا بقيت اخر واحد في عيلة البحراويابتسم بسخرية حاول إخفائها ولكنها اكتشفت بالطبع أن ابتسامته الان تختلف عن سابقها:
- هتفتكري كل حاجه في وقتها متقلقيشكان صوته به نبرة لم تستطيع تفسيرها.
هزت راسها بتوجس بينما هو قام واقفا موجها يده لتلك السيدة صاحبة الوجه المبتسم والذي يبث الراحة في قلب من يراها.
-دي أمينة المسئوله عن كل حاجه في البيت معظم الخدم في إجازة بسبب غيابنا عن البيت الفترة اللى فاتت فأنا كنت جانبك في المستشفى من وقت الحادثه.نظرت باهتمام لها وكأنها تحاول أن تتذكر اي شئ يخصها ولكن لا من فائدة تسألت ببساطة:
- انا فضلت قد ايه في المستشفي
- حوالي تسعة أيام.شعرت أنها أوشكت على البكاء ولكنها تماسكت وخاصتا عندما هو قال:
- سأتركك الآن لترتاحي قليلا.وخرج من الحجرة هو وأمينة بينما هى نظرت حولها بتدقيق لا يوجد اي شئ يلفت انتباهها إطلاقاً كل ما تشعر به هو أنها في مكانا لم تراه يوماً.
نظرت لباب تلك الشرفة التي تطل على الحديقة، وتسألت ببساطة اين هى؟
لربما لو ارتاحت قليلا تستطيع أن تحد من توترها الآن وبالفعل أغمضت عيناها لربما كانت مشتاقه لان ترى تلك المقتطفات التي تتمنى من أعماقها ان تصلها بالماضي أو بما قبل الحادث، ولكن الغريب في الأمر أنها لم ترى شيئاً ولربما أيضا لا تعلم كم من الوقت ظلت نائمة ولكنها استيقظت على رائحة عطر نفاذ، فتحت أعينها بهدوء لترى عاصم يجلس أمامها على مقعد بجانب الفراش وينظر لها في بادئ الأمر لم تميز طبيعة تلك النظره ولكن سرعان ما ابتسم بحنان لها وهو يقول:
- انتي نمتي كتير اوي ايه مش حاسه انك جعانههزت راسها بالنفي:
- لا انا مش حاسه بأي حاجه غير ألم شديد في رجلي ورغبة شديدة في النوم.قال بصوت لم تستطيع أن تميز ما إذا كان ساخرا ام فعلا متسألاً:
- عايزه تنامي ولا تشوفي أحلامك اللى بترجعك للماضي.لا تعلم لما أنقبض قلبها وشعرت للحظات أنه لربما لا يريدها أن تتذكر شيئا عن الحادث او ما قبل الحادث.
أبتلعت غصة في حلقها عندما لاحظت لون عيناه الازرق الذي يخبئ دهاء لربما مخيف حقا، ولكنها قالت بهدوء:
- ليه انت ما تقوليش ولو حاجات بسيطةهز رأسه بالنفي بثقة ومن ثم قال لها:
- لاصمت للحظات ثم أكمل:
- قلت لك قبل كدا هتفتكري كل حاجه في وقتهاوقال بصوت محذر:
- بلاش ضغط على عقلك يا صغيره لأنك وقتها هتتعرضي لخطر.لا تعلم لما شعرت بالفعل بالخطر لربما منه نفسه وليس من الذكريات التي ينصحها بأن لا تحاول أن تتذكرها.
YOU ARE READING
الصدمة
Romanceفتحت أعينها لا تتذكر شيئا، وأصبحت مع الوقت أسيرة بين واقع وماضي . واقع أنها متزوجة من شخص أقل ما يقال عنه رائع، ولكن هناك جزءا مفقود من حياتها ، وهى متأكدة تماماً أن هذا الزوج لم يكن يوما بطل روايتها على الرغم من كونه بطل حاضرها. وبين ليلة وضحاها تت...