الرابع والثلاثون

153 3 0
                                    

أشار لها بأن تأتي إليه باسلوب جاد لا يقبل نقاش.

لتنظر له بتوجس وتتحرك بالفعل له
- هو انا الاسبوع اللى فات مش قلت ما تخرجيش من البيت غير لما تعرفيني.

- انا نسيت بس انا

قاطع كلامها بصوت جاد محذر ولكنه غير مرتفع
- مفيش حاجه اسمها نسيت يا ريم انا حذرتك ولا لا
- على فكره انا اخدت الموبايل معايا
- ردي على سؤالي يا ريم حذرتك ولا لا
-فهد...
قال بصوت مرتفع جعلها تنطق فورا
- ردي حذرتك ولا لا
- حذرتني

رجع ليتكلم بهدوء
- حلو وقلت لك شهر من غير خروج لو خرجتي من غير ما اعرف عنك حاجه حصل ولالا
- صدقني نسيت يا فهد انا حتى اخدت موبايلى و رجعت بادري

نظر لها بسخرية لاذعة
- هو انتي ليه بتردي على سؤالي بإجابة ملهاش علاقه بكلامي، قلت لك مش هتخرجى شهر ولالا ياريم

قالت بتوجس
- قلت
- حلو وانا بحذرك يا ريم هكسرلك رجلك لو فكرتي تخرجي من البيت قبل شهر فاهمه ولالا....

نظرت له بأعين دامعة و كادت أن تغادر ليقف أمامها
- مسمعتش رد منك

شعرت بالخوف الحقيقي فهذا هو عقابه لها لأجل أنها خرجت تتمشي قليلا دون علمه فماذا سيكون رد فعله عند ذهابها مع أبيها لأستراليا دون علمه ولكنها ستذهب وترفع قضية طلاق من خارج البلاد ومن المؤكد ستحصل عليها هكذا كانت تفكر عندما فاقت من شرودها على صوته المحذر
- عايز اسمع صوتك يا ريم

- فهمت يا فهد سيبني بقى

وبكت كالأطفال بينما هو ابتعد عن طريقها لتدخل الحجرة كادت أن تغلق الباب للتذكر تحذيره قبلا بأنه سيزيل الباب من مكانه فمن الواضح أنه ينفذ تحذيراته كما يقولها

بكت بصوت يصل إليه ليرق قلبه لها، ولكنه لم يعرها اهتمام ملحوظ فهو سأم إهمالها لكل شئ و سأم أيضا عدم اكتراثها بأموره فيكفي معاملتها له بالجفاء طوال الوقت

دخل الحجرة ومن ثم لحجرة تغير الملابس كان يفكر في نظراتها الخائفة وكيف وقفت تبرر أنها اخذت هاتفها معها وعادت مبكرا قبل ميعاد وصوله اليومي لربما لسوء حظها أنه هو من آتي مبكرا اليوم، هز رأسه بيأس ولعن حبه لها وتعاطفه معها طوال الوقت لربما لو كان أكثر حزما معها منذ البداية لما آلت الأمور لما هى عليه الآن.

خرج ووقف أمامها واضعها يده في جيب بنطاله القصير
- صحتك عامله ايه دلوقت

نظرت له ولم تجيب ليضحك على طريقتها فنظرت له باهتمام ففي حقيقة الأمر كم هى اشتاقت له حد الجنون ولضحكاتهم سويا لقد اختارت هى البعد و لكنه هو من اختار أن يتلاعب بقلبها منذ البداية فقط لأجل الميراث هكذا كانت تبرر لنفسها أفعالها معها وتبرر لنفسها تلك الفجوة التى خلقتها بينهم

الصدمةWhere stories live. Discover now