الحادي عشر

250 6 0
                                    

ألقى عاصم نفسه على مقعد بجانب فراشها واضعا وجهه بين يداه، كان يشعر بالتوتر هل تذكرت كل شئ ماذا سيقول لها الان، يتمني من أعماقه أن لا تتذكر ما حدث وخاصتا في اخر فترة قبل الحادث إلى أن يستعيد فهد صحته كما استعاد وعيه ويحاول أن يصلح ما أفسدته الأمور.

فاق من شروده على صوت هاتفه ليمسك بالهاتف بتكاسل ليجد رقم المستشفي

ليمسك بالهاتف ويتحدث لأحدهم ليخبره ان فهد استعاد وعيه وفي حالة انهيار عصبي ويسأل عن زوجته التي كانت معه في الحادث.

هرول من الغرفه سريعا وقبل أن ينزل من الدرجات عاد إدراجه وأخرج مفتاح من جيب بنطاله واغلق عليها الحجرة.

خرج سريعا ليقود سيارته قلقا على أخيه، اخيرا وصل للمستشفي ليصعد لحجرته سريعا فيجده على ما يبدو نائم.

دخلت الممرضه وأخبرته
- اول ما فاق وراح مفعول المخدر ابتدي يسأل عن مراته ولما قلت له اهدي افتكر أنها ماتت فحاول يقوم من السرير ووقع على الأرض بسبب رجله والتمريض ساعدني واخد مخدر وزي ما انت شايف.

بدء يشعر بالاختناق فالضغط عليه شديد فاخيه ملقي أمامه وابنة عمه تعاني من انهيار عصبي ولا يعلم ماذا سيحدث أن فاقت لوحدها الان ولا يعلم هل هي تذكرت كل شئ ام ماذا يحدث معها.

ولكنه وفي كل الأحوال لا يستطيع أن يترك أخيه وحده.

ابتسم لسخرية القدر لقد تركته خطيبته فقط لأنه طلب تأجيل زفافهم لأجل ظروف اخيه، ولكنها لم تراعي ظروفه وتركته بعد نقاش حاد بينهم.

فاق من شروده على صوت فهد
- ريم، ريم

لم يكن قد استعاد وعيه ولكنه لربما يردد اسمها في أحلامه، لقد عمل عاصم باخر كلمات فهد قبل أن يفقد وعيه تماماً
لقد قال له ان يهتم بزوجته فهو لن يعتقد أنه سيعود للحياة مجددا.

وبعد عدة ساعات....
بدء مفعول المخدر الذي حقنت به ريم يختفي لتستيقظ فتحت اعينها بكسل ومن ثم نظرت حولها تحاول ادراك ما يحدث لينقبض قلبها بقوه ليعيدها لواقع أن فهد مات هذا الذي لا تتذكر سوا القليل عنه مات محاولا أن يفديها بروحه أغمضت عيناها تحاول أن تتذكر ما فقدته من أحداث حاولت أن تحد حلقة الوصل بين كونهم كانوا احبة وكونه صفعها بقوة وبين هروبها منه و موته بدلا عنها.

تريد أن تتذكر كل شئ ولكن لا شئ يأتي لذاكرتها الآن سوا منظر الدماء المتساقطه على وجهها منه عندما احتضنها ليصتدم بدلا منها ولكنهم طاروا سويا واقعين أرضا وهو فوقها تتناثر دمائه على وجهها كان اصطدامها بالأرض قويا كان ألما في رأسها شديد ودموع في عينها وصريرا في أذنها
وكلماته تخترق هذا الصرير......
- انا بحبك.... اسف لاني قسيت عليكي..... اسألى عاصم......

هذا ما تتذكره الان....

قررت أن تخرج  من الحجرة وعند اقترابها من باب الحجرة وجدت الباب مغلق بالمفتاح من الخارج

إذن هل هو يسجنها الان هل توقع أنها عادت لها الذاكره فيحاول ان يسجنها

وكان التساؤل الاهم الان ما الذي يجعله يسجنها إذا ظن أنها تذكرت الماضي....

وبدأت الشكوك تراودها .....
هل هناك في الماضي ما يجعله يظن أنها ستهرب منه؟

ام أنه فعل شيئاً سيجعلها لاتريد البقاء معه فهو في نهاية الأمر على ما تتذكر ابن عمها وهو أولى بخدمتها ولكن من الواضح أن هناك أمرا اكبر من كونه ابن عمها

هكذا كانت تفكر .....
تملك منها الشعور بالتوهان والقلق ولربما الهلع ليس فقط لأنها لا تعلم شيئا عن سبب احتجازه لها لمجرد أنها بدأت تتذكر الماضي ولكنها أيضا تشعر بأن قلبها منقبضا لكون فهد قد فضاحها بروحه.

عادت للخلف خطوتان بغير اتزان لربما اثر المخدر الذي حقنت به أو قدمها التي لا تستطيع أن تقف عليها دون عكاز .....

إذن يجب أن لا تخبره بأنها تذكرت شيئا لانه من المؤكد قد يكون غير خططه وهي لا تعلم ماذا ينوي أن يفعل( هكذا كانت تفكر به)

قررت أن تعود للفراش لتتظاهر بالنوم عند عودته....

وبعد عدة ساعات بدء يعود فهد لوعيه فتح أعينه ببطئ ناتج عن التخدير.....

ومن ثم تكلم
- ريم.....فين ...طمني
- كويسه وعندي في البيت متقلقش
- اوعي...... اوعي تهرب ارجوك......عايزها لحد بس لما......
- مافيش لما ....التحاليل اللى انت عملتها قبل الحادثه كانت كلها غلط انا عدت التحاليل كلها في كذا معمل جوا المستشفي وبره.  

حاول فهد أن يعتدل ولكنه لم يستطيع أن يفعل ذلك ليقول غير مصدق لما يسمع...

- مش فاهم....انا
- انت معندكش اي أمراض خالص انت سليم والتحاليل دي اتبدلت انا مش عارف ازاى وقتها انا ما حللت تاني للتأكيد...

ابتسم فهد ساخراً وأخرج كلماته بحسرة
- يعني انا دمرت حياتي وحياتي بسبب غلطة دكتور في معمل....اعتقد اني لو كنت مريض فعلا كانت هتبقى فرصه كويسه ان ريم تسامحني لكن دلوقت....

- اهدي يا فهد، ريم مش فاكره اي حاجه قبل الحادثه فرصتك تدخل حياتها من جديد وتكسب قلبها، انا هفهمها انك عملت الحادثه معاها وانك بره مصر بتتعالج لحد ما تستعيد صحتك وتخف تمام وترجع ليها وتحارب علشان تكسب قلبها تاني

وبعد عدة ساعات:
عاد عاصم المنزل كان كل قلقه الان أن تكون تذكرت ما يخاف أن تتذكره....

طرق قبل أن يفتح الباب بمفتاحه ليجدها تغط في نوم عميق أو بمعني أدق تدعي أنها نائمة ، اقترب منها بتوجس.

حاول ايقاظها بهدوء خوفا من أن تستيقظ فزعة كما حدث قبل مغادرته.
- ريم، ريم.

فتحت أعينها لتنظر له بأعين يبدو بهم القلق ..
- انت كنت فين
- انتي كويسه؟
- اه بس حاسه إني نمت كتير اوي
- كنتي بتحلمي كوابيس ولا ايه من شويه
- مش فاكره اي حاجه ليه بتقول كدا.....

اخذ نفسا عميقا ومن ثم قال لها
- انا عايز اقولك حاجه بس مش عايزك تخافي مني......

الصدمةWhere stories live. Discover now