03
" ليلة بائسة "
~ ديسمبر
ليلة بائسة ||°تحدثت و انا اختنق في كلماتي ' ماذا تريد اخبرتك بأنني لن أخبر احد بشأنك...!! ' شعرت بيده تمركزت على أزرار سترتي ما جعلني اشهق بقوة.
فتح الزر الأول ثم الثاني و الثالث، و يده تحيط معدتي لقد كنت غير قادرة على الحراك، أرادت الصراخ و أردت البكاء، تمنيت قتله و تمنيت لن اموت، لقد اختلطت كل مشاعري و اختلفت بين الحزن و الكره و الحقد.
شعرت بالفزع و شفتيه تُقبل عنقي من الخلف، لم أكن قادرة إلا على الصراخ بقهر ' ارجوك لا تفعل هذا '
شعرت به يبتعد و جسدي يتحرر و يرتخي، قلبني نحوه و ابتلعت ريقي بخوف، بينما احاول تغطية صدري بكلتا يداي، حولت نظري إلى الأسفل بخوف و تنفسي بالكاد يصدر من جوفي.
انخفض برأسه ناحيتي و رفع رأسي بيده جاعلاُ مني انظر إليه، افترت شفتاي للحديث إلا أنه انقض عليها و بدأ يقبلني مرغمة، حاولت دفعه و دفعه لكن دون فائدة فارق القوة بيننا ضخم.
ابكي بصمت و أحاول كتم شهقاتي، لقد شعرت بالقرف من نفسي و أردت الموت بعد ما فعله بي، انا اكرهه حقاً كنت اتوسل إليه طويلاً و عديداً لكن دون فائدة.
ضممت جسدي الي بألم، و انا اغطيه بغطاء السرير فقد كانت ملابسي على الأرض مبعثرة، و علامات القبل في جسدي بأكمله، قبضت على الغطاء بقوة و عدت للبكاء دون توقف، لقد سلب حياتي بأكملها.
سمعت صوته بقربي ' ان استمريت بالبكاء سوف اعيد ما قمت به، صوتك مزعج اريد النوم ' شعرت بالخوف و كتمت صوتي بيدي، كان ينام خلفي بعد أن انتهى من الاعتداء علي.
غفوت من شدة التعب و الإرهاق دون أن أدرك او أشعر بنفسي أصبحت الآن محطمة نفسياً و جسدياً اهرب من واقعي إلى النوم، اريد النوم إلى الأبد و الأبد.
بعد عدت ساعات استيقظت، كنت أشعر بجسدي كاملاً محطم، و مخدر، حاولت النهوض لكن دون فائدة لم أكن قادرة على النهوض حتى، التفتت خلفي بصعوبة لكن لا أثر له، زفرت بضيق ثم بدأت الصراخ و البكاء بصوت لا يعلو عليه صوت، ظناً مني بأنني أصبحت بأمان و يمكن بأن ذلك المجرم اللعين قد غادر منزلي.
' قُلت لا اريد سماع صوتكِ '
صُفعت بالواقع بعد سماعي صوته، كان يقف أمام الباب و هو يرتدي بنطال اسود فقط و يضع المنشفة البيضاء خلفه عنقه و خصلات شعره تسيل قطرات الماء عليها.
شعرت بالخوف كلما تذكرت كلماتها البارحة، فوضعت يداي على فمي احاول كتم صوتي، فقد كنت محطمة بالكامل أرادت التخفيف عن نفسي بالبكاء، كان المهرب الوحيد لي من كل ما اضحيت به.