-أنت الذي حلفتني و حلفت لي
-البحر .. اختفى ..
رادن*
بين سفينتي و سفينته .. ساعات قليلة .. بيني و بينه .. اشبه الآن بالاستحالة .
الصمت كان مهيب و الناس مو جاية تهرب او تصرخ او تبعد ، صرنا بلا وعي
نشوف كمية القنابل اللي تهطل ع البحر و البحر اصلًا مختفي ، نطفو ايه نطفو
ع سحب سوداء بعيد كل البعد عن بحر و أرض .. دموعي خانتني و صوت قلبي
من قوة نبضه صرت ما اسمعه .. هويت ع الأرض و انا انتفض زي اللي تدثر
بكومة ثلج .. بحر .. بحري .. صوته للحين في مسامع اذني و دفى يده و ضمته لي
للحين ما تلاشى شي كان عندي و بين يديني و تركت يده .. و تركني ..
طالعت في الأرض وانتفض كل جسمي من اصوات الناس اللي استوعبت اخيرًا أن
احنا مو في خوض شي عادي .. حرب صارت واقعية و انفس قاعده تنتهك و
ارواح الناس تتطاير فوق ظلال البحر ..
حاولت الم نفسي اكثر اوقف واطيح مرة ثانية .. غرق البحر بالبحر ..؟
هنا سمحت للصدى الخايف و المليان خذلان بأنه يطلع و صرخت بأسمه بأعلى
صوت يمكن يسمعه أحد .. بحررررر ..
الناس تركض من حولي الكل يحاول ينقذ نفسه .. نفسي نفسي .. اصوات الأطفال
و خطوات الناس و ابواق السفن و صفارات الانذار و الصياح و الصراخ .. أنا
م اسمع الا انفاسي بس .. الدنيا كلها سوداء و هو واقف قبالي و انحنى لي و هو
يرفع راسي .. همس بهدوءه المعتاد .. اللي يآمن بالبحر بدون سفينته يغرق ..
و انت سفينتي اللي تركتها بالميناء و ... غرقت ..
انتفض جسمي كله و انا اتلفت حولي بأقل من دقايق اختفو من جنب الميناء الناس
كلها .. و خيال بحر اللي مر بطيفه علي خلى الباقي من ثباتي ينهار و م حسيت بأي
شي الا صوت ارتطامي بالأرض بقوة ..
ـ