رادِن

لُب الفُؤاد

ـ

عينآك خُلقت كي اغرقهما جبرًا ..

ـ

بحر *

فقدت السيطرة تمامَا بكل حواسي و الأهم فقدت التحكم بمشاعري و أفكاري و تصرفاتي ..

أعلنت الحرب على نضجي و على مكانتي .. حسيت بطعم الغرابة و المرارة و بالكثير الكثير

من الخوف .. خوف أن وقوفي في قلب البحر بهالثبات يسمع شي يهزه و يخليه ينهار ..

اللي صار و سمعته خلاني اتخيلهم كلهم قدامي واقفين .. كل شخص فيهم محتويني في مكانة

في قلبي .. كل واحد فيهم نزعت من روحي جزء و غرسته فيه .. لا يمكن أني اسمح لأي بني

آدم او لأي قوة او سلطة تخليني افقد واحد فيهم لذا كانت الورقة اللي حطيتها في وجهه جميع

القيادات كفيلة اني احميهم مؤقتًا لين اضمهم بين ذراعي من جديد ..

و آسف لنفسي اللي كانت انانية بمصير البلد هذا بس اشخاصي اهم .. لو ما تمت الموافقة على

حمايتهم م كنت مستعد اني اضحي بأي دقيقة لي بعيد عنهم ..

انذارات كثيرة جاتني و تهديد و مع اني سمعت من أدهم ان الكل بخير و في مستوى أمن عالي

إلا انه مو معاهم .. و دام ما سمعت صوته شخصيًا و شفته بعيوني انه بخير فأنا راجع للأرض

و تهوري هذا يمكن يآخذ عمري و مالي بهالعمر اي ذرة ندم اذا بهدره بين يدينه ..

ـ

رفع يده و مررها بحنية على شعر رادن اللي انتفض اكثر و ترك مجال بينه وبين عيون بحر

انها تلتقي بشكل كامل .. ما كان بينهم اي كلام .. مو لأن الحروف ضاعت او ان ما فيه كلام

ينقال .. بس وقتها تفكر وش الطريقة اللي بتكلم فيها الشخص اللي تعطشت شوق له ؟ تبي تعاتبه

او تبكي له و تشكي ؟ تبي تبين له شلون الحنين له كان بيقتلك ؟ او ان الخوف انك فقدته مسيطر

عليك و أن لقاكم هذا كان حلم أو كابوس ؟ شنو الفرصة اللي كنت تتمناها تجي لك و تحكي له ..

اضعف ما عندكم لبعض كان يطلع من عيونكم ..

بحر التفت شوي للي نزل من على الدرج : سيدي السيارة جاهزة .. لازم ننطلق الحين ..